03-28-2011
|
#6
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
اجمع الذين عرفوه على انه متمتع بشخصية واثقة, وحضور من الصعب تجاهله.
ملامحه عربية, عيناه تتصفان بالقسوة والحنان, وبالذكاء والوداعة, لحيته خفيفه, انفه طويل قليلا, بنيته متوسطة لكنها صلبة, يداه تشيان بالقوة حتى لدى المصافحه. باختصار, كان رجلا حقيقيا وليس واحدا من اشباه الرجال.
كلمته مسموعه, ورأيه محترم.
وكان مقصدا لطالبي المشوره والنصح في مجمل الشؤون, ومحبا لعمل الخير ومساعدة الغريب قبل القريب.
منذ عهد الفتوة, تصالح مع نفسه.
فاعتاد كل صباح الخضوع لجلسة استرخاء وتأمل, تدوم ساعه تقريبا.
فكان صوت المؤذن وتغاريد الطيور المتنوعه والنسمات العليله تطرد من فضاء نفسه الغيوم السود, وتجلب إليها الصحو والصفاء.
وقد ثابر على مواصلة هذا الطقس الصباحي الى ايامه الاخيره.
اتقن ركوب الجياد حتى اصبح من الفرسان المهره.
وكان ميالا الى اكتشاف أنواع اخرى من الرياضة, واذا راقه احدها بعد التجربه, زاوله وبرع فيه.
اما ذوقه الفني فرفيع جدا.
فخلال دراسته في القاهره, شغف بأصوات ام كلثوم وعبدالوهاب وأسمهان وفريد الأطرش وعبد الحليم.
لكنه لم ينجذب كثيرا الى الأخير الذي مثل في اغانيه وأفلامه, العاشق المهزوم اللاهث وراء الحبيبه كي تعود اليه.
وهذا الخنوع لايتفق مع مبادئ السيد حمد المستعد لتحمل ألم الفراق على أن تبقى كرامته فوق كل اعتبار.
لاحقا, احب محمد عبده وطلال المداح, فحفظ عددا من أغانيهما عن ظهر قلب.
عرف ايضا الموسيقى الغربيه, وأهم السيمفونيات, فلم تجتذبه.
تزوج احدى قريباته, وهي شابة فاضلة, مطيعه, تسعى الى اسعاد زوجها بشتى الاساليب. فإن حاول احد الخدم اعداد قهوة زوجها العربية, تثور وتغضب كأنه تعدى حدود مملكتها. واشتهرت بتفننها في الاطباق اللذيذه, فضلا عن الترتيب والنظافة.
لذلك شبه بعض الضيوف بيتها بفندق خمس نجوم.
وقد انجبت ولدين, عادل وتركي.
واستغرب كثيرون اكتفاء رجل ميسور كحمد بولدين ليس غير.
لكنهم لم يعرفوا أنه هو الذي شاء ذلك كي يحسن تربيتهما ورعايتهما.
وعندما تأججت رغبة أم عادل في الانجاب للمرة الثالثه, لم يمانع السيد حمد.
لكن الله لم يستجب.
خضعت الزوجة للأمر الواقع, وراحت تهتم بتنشئة ولديها, وكان خوفها كبيرا عليهما.
فلم يتقبل عادل تلك الرعاية المتشددة, ففي نظره, هو ذلك الرجل الكبير الذي لطالما رأى اباه رجلا خارقا, وتمنى أن يصبح , مثله, نسخة منه, عندما يشب ويكبر.
مرارا حاولت امه ان تقنعه باللعب مع اخيه وبقية الاطفال بدلا من مجالسة ابية ومرافقته الى العمل, وكان جوابه:
- انا رجال مكاني مع ابوي مو مع اخوي.
تقتنع وتسكت على مضض.
استأثرت بتركي تمنحه المزيد من الحب والحنان بل مشاركته في كل كبيرة وصغيرة.
فمثلا اذا أراد شيئا ذهب اليها لا الى ابيه.
وهذا ماكان يغضب السيد حمد فيختلف مع زوجته, وحجته ان التدليل الزائد سيجعل منه اتكاليا انانيا لا يحب الخير الا لنفسه لكنها لم تأخذ كلامه على محمل الجد.
هذا لايعني انها قصرت في حق عادل او فضلت تركي عليه.
في المقابل, لم يلتفت عادل الى مايحدث بين امه واخيه, فقد كان مسحورا بعالم ابيه وعمله وجلساته مع ضيوفه, وبالأحاديث التي تدور على الخيل والصقور ورحلات الصيد او ((المقناص)), التي كان يحلم بها الى ان يحين موسمها.
|
|
|
|