03-28-2011
|
#5
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
.:الجزء الاول (1):.
لم يكن قصر السيد حمد هكذا.
لقد تبدلت ايامه ولياليه منذ وفاة احدى بنات العائله في ظروف غامظه.
ترددت في الجوار اخبار كثيرة تتصل بواقعة موت الفتاة الجميله.
ثم فعل الزمن فعله, ونسي الناس وباتوا يتداولون حكايات اخرى عن تداعي هذه العائلة وغياب كبارها وانكفائهم الواحد تلو الاخر.
كان القصر في ايام عزه قبلة الانظار وملتقى وجهاء العوائل في المنطقه الشرقية بالسعوديه. وكثيرا ماتطلع اليه الناس على انه لوحة معمارية فريده.
وكانت اسواره العاليه مغطاة بالاشجار كأنها لرد صيبة العيون والحسد, او ليبقى المكان بمنأى عن الفضوليين.
نسجت المخيلات اقاويل كثيرة حوله.
قال بعضهم انه بلدة صغيرة داخل بلدة كبيره.
واشاع آخرون انه يتألف من اربعة قصور, سقوفها من القرميد تعلوها قباب قرمزيه, ومبنيين للخدم وتحوطهما حديقة بديعة تتوسطها بحيرة, إضافة الى حدائق خلفية شاسعة تمتد بساطا أخضر متموجا حيث تمرح وترمح الخيول, وازهار ونباتات نادرة منسقة تنسيقا جذابا لم يسبق ان رأتها عين في ذلك الحين.
وقيل ان هناك ستة قصور, تبلغ مساحة كل منها ألفي متر مربع, وخمسة منازل للخدم على أقل تقدير.
الواقع ان المنزل كان مكونا من قصرين كبيرين على الطراز الاندلسي, مساحة الواحد اربعة آلاف وخمسمائة متر, بينهما ممرات من الرخام الاسباني, مطعمه جدرانها بالفسيفساء, وتعكس الفوانيس المزخرفة الروح العربية الجميلة.
قطن السيد حمد وأفراد أسرته في القصر الاول, وامه وشقيقتاه وبعض القريبات في القصر الثاني.
وفي احدى زوايا المنزل, اقيم مبنيان للعمال والخدم.
وتقربا من الله, شاد السيد حمد جامعا قرب المنزل, يتسع لنحو ثلاثمائة مصل, ويغلب على تصميمه الطابع الاندلسي.
وكان الساكنون في الجوار وأهالي البلدة يجتمعون فيه لأداء صلاة الجمعة والاعياد.
ليس السيد حمد رجلا عاديا, بل استثنائي.
هوى اقتناء الجياد وتربية الصقور على غرار معظم الذين تعود جذورهم الى البادية.
فهو من قبيلة نجديه عريقة في المنطقة الوسطى.
وكان جداه ووالده من كبار تجار الاراضي.
ألم إلماما دقيقا بشؤون ذلك النوع من الاعمال, بعدما حل في أحيان كثيرة محل أبيه وساعد إخوته. ثم شق لنفسه طريقا مغايرا لميله الشديد إلى العلم.
سافر الى القاهره, والتحق بإحدى جامعاتها متخصصا في هندسة البترول.
وكان في عداد الطلاب المجتهدين.
بعد التخرج, عاد الى الوطن وبدأ العمل في وزارة البترول.
وسرعان ما تألق حتى بات واحدا من انشط الموظفين.
ومكافأه له, رقي وأوكلت اليه مهمة متابعة مشروعات البترول في المنطقة الشرقيه, وهي اكبر المشروعات القائمه في السعوديه آنذاك.
وللقبول بالمهمه الجديدة, اشترط انتقال شقيقتيه معه كي تكملا الدراسة لإيمانه بأهمية التعليم الذي ينير العقل ويوسع الافاق, علما انهما كانتا في سن الزواج, وبالطبع رافقتهم الأم كي ترعاهما.
عندما رأى السيد حمد ان الوظيفة تلجم طموحه, وتحد من تطلعاته, سعى, من دون ان يتخلى عنها, الى اطلاق مورد رزق جديد في مجال تطوير العقار وتحسينه, فأنشأ قسما للمقاولات بعدما تأكد له ان المنطة تنقصها المباني, وكعادته أكمل الناقص.
|
|
|
|