البارت التاسع والعشرين
*** ترى لو طــول غـيـابـك أحـس بــساعـتـه اعوام…أحس البعد ما يرحم واقوم احسب ثوانيها ***
( كانت قاعده تتأمل خالد , وعمر بحمام السباحه الخاص ببيتهم اهي وخالد , قاعديــن يسولفون , خالد قاعد يشرب عصيـر برتقال , واهو متسـند على الحافــه , وعمر قاعد يكلمه ..
اثنيــنهم مسترخيــن بعد سباق شرس بينهم .
كان الفايز فيه خالد , دايما اللعبه سجال بينهم , مره خالد يفوز ومره عمر .
اما اهي فكانت مسترخيـه على احد الكراســي ..قاعده تقرى كتاب , وهذي عادتها متى ما خالد كان يسبح .
ألتقــت عينها بعيــنه ..
وابتســـم لها ..
وردت له نفـس الأبتسامه بحــب .
قال عمر بعد ما شاف النظرات " انا ألحيــن استأذن , مابي اصيـر العذول بين الأثنيــن "
مها ويهها صار احمــر اما خالد فضحــك بصوت عالي .
وبعدين قال " لا يا رجال , ابقى تعشى معانا "
عمر طلع من المسبــح " لا مرتي تنطرني ألحيــن , تأخرت عليها "
تابعــته مها بنظراتها , واهي حاسه بويهها احمـر , لكن قالت له " عمر سلم على ريم "
رفع ايده بسلام واهو معطيها ظهـره .." ان شاء الله يــوصل "
فجأه سمعت صـوت خالد " مها "
لفــت عليــه بتساؤل , اما اهو فمازالت على شفايفه أثار الإبتسامه ..
وقالت بتلقائيه " آمــر "
اشر على الباب براسـه والعصير بيده ..
" ما يامر عليك عدو يا امـيره , ألبسي ملابس السباحه , وتعالي "
ما تحب تتسبـح , تحــب تشـوفهم يتسبحـون , لكن اهي ما تحب هالشي .
"احم احم"
اثنينهم انتقلت انظارهم للباب , وخالد قال بأبتسامه على شفايفه "حياك .."
دخـل عمر مره ثانيه وقال " اســف على المقاطعـه , بس نسـيت موبايلي "
لما خذاه من الطاوله ..
سمع خالد يقول حق مها " يلا مها بلا دلع روحي ألبسي وتعالي للمسبح "
ضحـك عمر ...
اثنينهم انقلوا نظرهم له , بإستغراب ..
وقال لخالد " انت من صجــك تبيها تسبـح ..انا جم مره قلت لك انا وخوالها كلنا حاولنا معاها ..اهي مقفله ما تبي تتعلم "
مها شافت عمر بنرفــزه وغيظ لأنه تناقش بهالموضوع مع خالد , ولأنه ضحك عليها بكل بساطه !!
ابتسـم خالد , وقال " لأ هي راح تتعلم و تكون احســن منك بالسباحـه ,صح مها "
ضحــك عمر وقال " هههههههههه , يا اخي احلم , هذي مثل القطوه ان حطوها بالماي , اصــرخــت "
مها احــقدت على عمر ...وعشان تكســر راســه , ردت على خالد , وتجاهلته و قالت " ايــــــــه حداااااا راح اكون احسن منه " وعطت عمر نظره وقالت " ونشـوف منو القطوه !! "
قامت من مكانها وراحــت لغرفتها بعــزم..واهي لاحقتها صوت ضحكات عمر وخالد..اول ما وصـلت تندمــت على قرارها لكن ما في مجال للتراجع ألحيــن ..إلبســت لها مايوه اســود ..وفوقه روب ..وارفعــت شعرها الطويل .
لما وصلت للمسبح كان خالد تارك القلاص اللي فيه العصير على الطاوله .
وكان يسبح بالطول رايح ..راد .
افصخت روبها لما تأكدت انه عمر طلع من البيت .
راحت للجهــه الغيرعميــقه ..بـتردد ..
بس ما تبي تبيــن لخالد صدق كلام عمر
واهي واقفه , مدت ريلها وغطت اصبعها الكبير بالماي تقيس حرارتة ولما تأكدت من انه مو بارد وايد .
اقعدت على الأرض , وغمرت ريولها بالماي .
وانزلت شوي شوي للماي ..
وتعلقت بطرف المسبــح بخوف..مع انه كتفها وراسها طالعين برى الماي براحه ..!!
واللي نبهها ان خالد كان يشوفها اهو صوت ضحكته العاليــه ..
حــست بإحراج بسيــط ..وبعدين شافته بنظرات غاضبه .
بط جبدها ..اهو يدري انها مو وايد مع السباحه , وانها خوافه من هالناحيــه , يمكن لأنها اسمعت سوالف اتخرع عن الموضوع واهي ياهل ...
رفع ايده بأستسلام بعد ما شافها تناظره بغضب واهو يحاول يكتم ضحكته .
لما شافته امطــول بالضحك , حاولت تطلع برى المسبح .
لكن اهو مســك ايدها ..
وقال " خلاص ما عاد اضحك , لا تصيرين دلوعه "
وقال ببسمه " ما راح اقول ان شكلك كان مثل الجـرو الصغيـــر "
عينها اوسعـــت ..وقــالت بأستنكــار " خالد ...انا جروووووو !! "
وكمــلت بتغلي عليه " هدني بس خلاص بروح "
حــب خدها ..وقال " عن الدلـع " وبعد عنها .. حاول يطلع ملامحــه جديه " خلاص ..خلاص ألحين جا وقت الجد "
شد من مسكته على ايدها ..
وبهدوء واهو ماسك ايدها سحبها عن المكان الآمن من المسبــح ..خافـــت
بس حاولت ما تبيــن , لكن الخـوف كان واضح من تنفسها السريع المخترع .
لما حســت ان الماي غمر جتفها ..
اخترعت لدرجة انها اسحبـت ايدها منه وتعلقت فيه ..و حاوطت رقبــته بإيدها ..
" لأ خالد ...خلاص ..خلاص ..ما ابي "
حاول يفك ايدها من رقبتــه بهدوء , بس اهي شدت من قوة الضمه ..
ضم خصـرها له ..لما حس بمقدار خوفها
وقال بهمس لأذونها " اهدي يا اميـره ..ما في شي ..بتكونيــن بأمان وانا معاك "
واهو ضامها واهي ضامته وبين ذراعيــه تحرك ..
اشوي اشوي ..
للماي العميــق .
قالت له بخوف واهي تتعلق فيه اكثـر " وايد ناس ماتوا غرقانيــن "
قال لها بهمـس " وانا لأجل كذا ابغى اعلمك السباحه "
خففت من ضمها له , ولفت ويهها قباله وقالت بهمس " بس انا ما احب السباحه , احسها خطره , واحتمالات الضرر فيها كبيره "
قال بجديه " تكونيــن بذلتي الأسباب ..وبكذا تقلليــن من الإحتمالات "
ضمــته بقــوه ووحطت راسها على كتفه قالت " امممم , بــس ما راح ادخل المســبح إلا وانت موجود "
قال برقـه " وانا ما راح اسمح لك تسبحيــن لحالك إلا وانا متأكد انك متمكنـه من السباحه "
مشى فيها بكل المســبح واهي متعلقه فيــه مو راضيـه تهده ..
على الرغم من منطقيـة كلامه .
إلا انها سمـعت وايد سوالف عن الموت بالغرق ردّدوها على مسامعها اهلها لما كانت صغيره عشان يمنعونها من الدخـول لحمام السباحه العميق اللي في بيت يدها ..فتحتاج وقت عشان تتعود على الماي وفكـرة السباحـه
لما رجعها للجهه الأمنــه بالنســبه لها ..
رد حط ايده على ذراعها يبعدها عن رقبته وكتفــه .
هــدته بتردد ..
و وقفت على ريولها لكن قريب منه .
ابتسم لها وقال " تثقيــن فيني ؟ "
جاوبت بسرعه وتلقائيــه " اكيـــد "
جاوبها وابتسامه تلعب على شفايفه " متأكده "
" ايـــه "
" يلا اثبتي لي هالشي "
حط ايد على بطنها وايد على ظهرها وكمـل بكل هدوء " ادفشي الأرض برجلك "
شافته ..
وبعديــن ادفشــت بريلها الأرض ..
قال لها " أقوى "
لما ادفشــت , صارت فجأه طافيه على بطنها على الماي بمساعدة ايدين خالد الثنتين..
خالد ماسكها من بطنها من تحــت الماي ..
كانت ترفع راسها بقــوه عن الماي وبخــوف ..
واهي تتنفــس بسرعه ..
" لا تخافيــن , انا ماسكك "
بس هالكلمه ما طمنتها تمت رافعـه راسـه لفوق وتمت تتنفــس بقوه .
وهذا خلاه يقــول بجديه " مها ..ويـــن الثــقه ..استرخـــي "
بعد كلمتـه هذي..تنفســت بقــوه اكبــر و حاولت تسترخي وفعلا انجحـــت ..
سمعتــه يقــول " ممتاز "
نطــر عليها تتعــود على مكانها ..
وكمـــل يقــول " ألحيــن طبشي برجلــك "
عضــت على شفايفها بخـوف ..
لكن حركــت رجليها فوق وتحـــت ..
" احســنتي .....بعد .....ايـــوه كــذا ..أقـــوي شــــوي "
كانت قاعده تطبــش بريلها بصــوره اقــوي ألحيـــن خاصه انها واثــقه انه ماسكها .
قالها " ألحيــن حركي ايديك مع التطبيــش "
ونفـذت هالمره امره من غيــر تردد .
حركــت ريلها وايدها بنفــس الوقت , بعد ما اكسبــت شوي ثقــه بنفــسها , كانت مغمضــه عيـنها عن رذاذ الماي ..
وأفتحــت عيـنها بعد ما اسمعت صـوته " ممتاز "
و حسـت ان ايده ما عادت على بطنها ..
اختل توزنها واختــرعت ..
لكن اهو اقتـرب منها بسرعه ومسكها قبل لا تبلع ماي .
وضمها له .
وهدى خـوفها بأن قال "برافـو عليك , ممتاز شفتي كيـف سبحتي لحالك "
كانت ضامته حيــل ..
وفجأه ابتســمت لما استوعبــت انها فعلا طفـت من غيـر وجود ايده ..وصدرت منها ضحكه رضا
واسمعته يقـول " لا تخافيــن وانا موجود "......)
تنهـدت ..هذي وظيفتها من اول ما غادرها بس تسترجع ذكرياتها معاه ..
ما تصدق ان الشهــور مرت بهالبطئ , بس ثلاث شهــور اللي مروا , واهو بعيــد عني , واهي بمصـر !
اما اهو فبالسعــوديه .
القاسي , العنيــد .
اهي متأكده 100% انه ما عنده شعــور .
نفذ وعـده .
ما نقض الوعــــد , ما اتصل عليها ابدا , ولا كلمها , وحتى ما زارها قبل لا يسافر , القاســي ..
كانت كل يوم تبجي من شوقها له ..
بس ريم تقــول انها لما تكون مع عمر يدق مليـون مره يتطمن على البيبي ....هه على البيبي مو عليها .
اهي الغبيــه اللي سـوت هالشي بنفسـها , هذا اللي قالته لها ريم ..
بس ريم مو حاسه باللي اهي حاسته .
ما احد حاس شنو شعورها لما تشوف امه وفاطمه يتكلمون مع بعض عن جمال وكمال سمـر , و ألحيــن اكيـد راح تنظم لهم ساره .
لأ ساره مو مثلهم , ساره زارتها قبل السفـر , صج كان الحوار متوتر شوي لكن زارتها
ولازالت تتواصل معاها بالتليــفون .
حتى خالتها , دقــت عليها قبل السفر , وقالت لها بتردد ( " مها انتي متأكده من قرارك ؟ "
لما ردت بأنها واثقــه , جاوبتها خالتها " على راحتك يا بنتي " ..هالكلمه أثرت فيها , كانت
كانت راح تبكي من التأثـر , هالكلمه لها قيمه كبيره عندها , وخالتها موضي قالتها براحــه )
فكرت بخالدها ..
تحبــــــه وتغار عليــــه ..
مشتاقه لصوته , لإبتسامته , لعصبيته , لعناده , لكل شي فيــــه
ما يعدي اليــوم إلا وهي مشغله فيديو هي مصـورته له بموبايلها من غير لا يدري , بأحد روحاتهم للمستشفى عند عمر , وتنام على صورته , وصوته واهو يتكلم مع سواق التاكسي .
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه اللي مصبرها ان اللي قاعده تسـويه لمصلحتها ولمصلحة الجنين .
حســــــت بالبيبي يتحرك ببطنها جنين عمره سبع اشـهر ..حطــت ايدها بحــب على بطنها ..وغمضــت عينها بتركيــز على كافة حركات البيبي .
لما افتحــت عيــونها ..
شافت ريم تشــوفها بغرابه , وبعديــن ترد لعمل كيكتها ..
ومها كملت اللي في ايدها من غمس للبسكوت بالحليب لكيكة ريم.
ريم صايـره غريبـه ..
ريم اصلا عندها مشاكلها الخاصه , عمر باجر يطلع من المستشفى ...
ألحيــن بعد مرور ثلاث اشهـر ريل عمر اليسار تعالجت من الكسـر ! , و ويهه رد مثل قبـل , إلا انه رجله اليميـن مازالت تحتاج لوقــت
المشكله بين ريم وعمر , ان ريم موضحه لعمر عشقها له بتصرفاتها من غير كلام و اللي اهو يقابلها بطريقه عاديه واحيانا قاسيه..هذا اللي اهي مها شايفته والله اعلم اللي يصير في غيـر وجودها
جم مره تشوف على ريم نظرة حزن
ولما تقـولها وتسألها تقـول ببساطه (" بالعكـس انا سعيده اني معاه , عمر متقبل وجودي أكثـر من بداية زواجنا ")
ريم بالجهه الثانيــه من المطبخ , كان قاعده تحضر كيكه لعمر , كيكه من اللي هو يحبها ..
ناويه تاخذها له بالمستشفى ...
كانت تشتغل بأليه وافكارها مو معاها .
بالأيام الأخيره , ولأنها طول اليوم مع مها , لاحظت سعادة مها بالحمل , والجنين , على الرغم من خلافها مع خالد , إلا انه فرحتها بالجنين واضحه للكل .
كانت تلاحظ الحركات الرقيقه , ولمساتها لبطنها بحمايه ..
وهذا خلاها تندم اكثـر واكثـر على الفرصه اللي ضيعتها .
وألحين اهي تتمنى يكون عندها طفـل من الرجل اللي تحبه .
تصرفها دفـع حبيبها لأحضان غيرها .
ودها تحط ايدها على قلبها , وتنزعــه , من الحريق و الألم اللي قاعد يسببه لها هالشي .
تذكـرت اللي حصـل من ثلاث شهـور ..
(قالت له بتردد "عمر ..وش هي نــوره بالنســبه لك "
اسمعــت صـوت القلم اللي بيده ينكســـر .
شافت قسم القلم المكسـور كيف طاح على الأرض .
ما تدري ليش خافت , يمكن لأنه اكسره من أول ما انطقـت اسم نـوره , ولا لأنه اكسـره من غيـر وعي ..
أو يمكن لأنها متأكده أنه لو كان اللي بيده رقبتها ..جان كسرها مكان القلم
شافت القلم للحظه , وبعدين ارفعــت عينها لوجهه بوجل .
ابتسم ..لكن عيــنه كانت قاسيـه , وبارده وهذا الشي كان مفـزع زياده ..
قال ببرود " لو سمحتي غيري الموضوع , وياليت ما تفتحينه مره ثانيه"
خذا تليـفونه واتصل على واحد , لأجل الأوراق اللي بيده .
وبعد التليـفون عن فمه , وسكـر السماعه بيده وقال ببرود " ريم روحي حق الشقه , انا اليوم راح اظل مشـغول طول الليله "
كانت راح تجـــن من الغيــره وقتها ..
لكن هو فجأه تكلم للتليـفون وقال " هلا , اي الأوراق اللي يبتها , ييب اللي تساندها , ما نقدر نتصرف بناءا عليها ...صعب "
قامت من مكانها .
خذت لفتها , وغطــت راسها , واطلعت لأول مره من غرفته من غير لا تطبع قبله على خده .
....
وتسكـــر الموضوع اللي ذابحها )
بدت تخلط الصلصه بعنـــــف ..وبغضب ..
ما راح تبكي , خلاص , ما راح تبكي ..
هي بكت على الموضوع بما فيه الكفايه , واعترفت انه كل اللي حصل نتيجه لغلطتها ..
لازم تتخطى المسأله ألحيــــن .
وتكــسب زوجها , وتخليــه يحبها ويثق فيها.
المشكله ان زوجها ..الحبيب ..لازال يتصرف بسخريه خفيفه منها واحيانا بقسـوه , وببرود يذبح , ويغيظ ..كلما عاملته بحــب وشــوق !!
لكن هي حاسه بفرق المعامله ..بدى يضحك, يبتسم , يفتح مواضيع !! بس بشكل اكثر
بس مع وجود هالفرق لازالت مهي راضيه عن درجة تقبله لها .
ساره :
كانت عند الدريشــه تناظر الحديـقه .
ودها لو خالد يجي ..
سندت راسها على الدريشـــه !
خالد ما عادوا يشـوفونه من أول ما ارجعوا من مصـر ..
ما كان يكلم احد , يغيـــب بالأيام عن البيت , يسافر لأيام طويله .
ولما يرجع للسعوديه يروح للشركــه .
تمنت بهاللحظات لو ان مها معاهم , على الأقل لما كانت موجوده , كانوا يشوفون خالد !
كل شي تخربـط , حياتهم انقلبــت فــوق تحـــت .
الخاله بدريه اعملت العمليه , لكن ..
تنهدت بقــوه , واطلعت منها عال العال , لكن صار عندها مشكله إلوشو ما تدري , وادخـلت بالعنايه المركـزه .
عمليه كانت من ابسط ما يمكن , صارت نتائجها معقده مع دخـول خالتهم بدريه للعنايه المركـزه .
وألحيــن مر شهـرين وهي بحاله غير مستقره , صحيح بدت تتعافى , لكن كلهم خايفين عليها تنتكس !
أول ما ادخـلت خالتها بدريه العنايه , تقبلوا الخبـر بصدمه , بعدها , ببكي , وانهيار .
تذكــرت الأتصال اللي جا للبيــت لخالد ..
( ذاك اليوم كان من الأيام النادره اللي تواجد فيها خالد بالبيــت , كانوا كلهم بالصاله .
جات الشغاله بيدها التليفـون لخالد ..
بعد السلام ..
سمعـــت صـوت خالد يقــول بضيق " لا حـول ولا قـوة إلا بالله ! "
كلهم ركـزوا مع خالد ..لأنه كلمته وطريقته كانوا ملفتيــن للنظر .
كمل خالد " وشلون عمي يا قتيبــه ؟ "
قتيبه اللي هي ارفضت تتكلم عنه مع اي حد .
حتى مع اختها ..
خالد لما حاول يتكلم معاها عن الموضوع , اطلبت منه بحراره وبكا , عدم الكلام .
لكن بوقــت الشده , وألحيــن ..
ما تقدر تنكر انها قلقه عليــه
ساره ما اقدرت تستحمل الغمــوض بإجابات خالد..خاصه انها تدري ان قتيبه مرتبط بأمه كثـير ..
اعصابها اتلفت من عدم معرفتها الموضوع , خاصه ان قتيبه موجود بالموضوع ! , و وجه خالد ما يبشـر بالخيـر
كان ودها تنزع التليــفون من خالد وتسمع ..
اقتضاب خالد بالكلام ..وضيقه بالإجابه .
افزعها , لفت وجهها اتشــوف ان كان فيه احد غيرها , ملاحظ كيف توتر وجه خالد !
ولاحظت ان امها بعد مركـزه كثيـر مثلها .
يعني فعلا في شي .
سمعت خالد يقـول بحرص " طيــب ما قالوا ليه هالشي حصـل ؟ "
خالد تنهد وقال بهدوء " طيــب , يلا سلام "
رفع راسه وعيــنه على امه ..
كانت نظراته فيها تعـب وضيـق ..وبلغهم الخبـر )
بضيق تحركت ساره من الدريشه المطله على الحديقه .
الظاهر ما في امل لقـدوم خالد اليـوم .
كانت فعلا مشتاقة له .
خالد :
كان بالسياره , يمشي من غيــر هدف .
ما يقدر يقعد بمكان واحد لمده طويله ..
يحس بنيران وده يطفيها .
تركتــــه للمره الثانيـــه .
ثلاث اشهــر ..
ثلاث اشهــر ..
بكل ثانيـه قراره بعدم الأتصال فيها , أو رؤيتها يصعب عليه .
الكذابيــــن
الكذابيــن
يقولون البعيــد عن العيـن بعيــد عن القلب ..
هو اكتشــف ألحيــن ان البعيــد عن العيـن , مو بعيد عن القلب ابدا .
يحبها ومتعلق فيها لكن كرامته تمنعه.
المراهقه اللي كبرت معاه !
هو خالد ولد جاسم , اللي الكل يهنيه على قـوته , هي ..
مخليته مثل المجنـون , اللي مو عارف يدل طريقه .
رجال طول وعرض , مو عارف يروح لبيته , وينسدح على فراشه وينام من غيــر ما يتعذب بخيالها اللي يـزوره كل ليله .
كلما اشتاق لها ..يعاند اكثـر ويقسي قلبه اكثـــر .
ما تستاهل .
هي اللي دايما تسعى للفرقي , وحصـلت عليها ..
رد للبيـــت ..
اليوم اتصل على عمر وسأل عن الجنين , وهل راحت (اهي) لمواعيــد الطبيب او لأ ..
وما سأل عنها , كرامته ابت عليه انه يتكلم عنها أو حتى ينطق بأسمها .
وعمر ما قال شي له عنها .
حتى هو ما يدري ان كانت بعدها بمصر ولا رجعت الكويت مع خالها اللعيــن .
يا هو يكرهه هالغانم .
يحس بغيظ كلما تذكر هالشخص .
كلمته اللي قالها باللوبي قبل السفـره , لازالت تتردد بعقله بصوره قـويه .
( قبل لا يرد السعوديه ..بعد خلافه مع مها , بعد ما قطع الوعــد على نفســه قبل لا يكون لها .. بعدم الإقتراب منها ..
رد للفندق , راح لأمه وساره وابلغهم الخـبر ببرود ..
ورد لغرفته قبل لا يسمح لهم بالكلام , أو بالتفاعل ..
والغيظ يحرقه حراق .
يتذكر شلون كانت تقوله ما راح اجي معاك , ويجـن اكثـر واكــثر ..
هو اللي فتح لها المجال انها تهرب منه مثل أول .
هو اللي تركها تروح .
كان بقمة غضبه ..عاجـز عن النوم ..
يفكـر بأنها ســـوت فيه اللي ما احد قبلها سـواه .
اخذ له شاور بارد جدا بذيك الليله عل وعسى الغضب يهدى , ويخف ..
مشى الليل .
لما جا له اتـصال من الإستقبال , بصوت الموظف المتوتر يقول له " استاز خالد ؟"
اهو يذكر انه بلغ الموظفين ان كان في اي شي يطلبه فهو غير غرفته لرقم هالغرفه !!
لكن الأتصال بهالوقت غير مقـبول ..
وقال " نعـــم "
رد الموظف المتوتر " في راجل هنا , عازوك زروري !! "
راجل !!
قال " رجال ؟ "
جاوب الموظف " ايــوه , بيئول اسمو غانم !!! "
غانم , غانم ..
جاي يشهد على اذلاله للمره الثانيــه
وش يبي هذا ؟
لكن قال بهدوء واهو يخفي غضبه " نازل ألحيــن "
لبس اي شي موجود حوله .
ونزل ..
لما دخل اللوبي , مرر عيـونه على الحضـور.
فجأه طلع قدامه , الشخص اللي يبحث عنه ..
كان قريب منه بطريقه استفزازيه ..
خالد مسـك اعصـابه , لا يدفشه عنه , أو يطلع اعصابه على هالشخص الإستفزازي .
قال ببرود ظاهري " نعـــم !! "
غانم بقسوه " يعني ما تدري !! " حط ايده على خالد , يبي يدفشــه , بس خالد مسك ايده , وبعده عنه بقســـوه ..وقال لغانم بعصبيـه " وش مشكلتك انت ؟! "
هذا كان راح يؤدي إلى فتح باب العنــف , لأن اثنيــنهم مو قادرين يسيطرون على اعصابهم .
هالشي ماغاب على واحد من السيكيورتي , اللي قرب وقال " في مشكله يا حضرات ؟؟"
اثنيــنهم شافـوه ..
خالد اهو اللي تمالك نفســه , وابتسم للسيكيورتي .
وقال " لأ ابدا , ما في مشكله "
السكيـورتي نقل نظره بينهم , وقال " متأكديــن ؟! "
خالد اللي ما تعود على هالأسلوب , قال بصرامه " متأكديــن يا استاذ , شكــرا "
السيكورتي عرف من هالأسلوب ان الأعصاب , صارت تحت التحكم.
بعد ما راح , لف خالد على غانم , واهو متمالك نفســه بالعافيـه , بس ما كان يبي يسوي مشـهد قدام الناس .
غانم كان واضح عليه عدم الرضا والغضــب , خالد لأول مره يشـوفه جذي .
مو هذا اهو غانم , ومو هذي تصرفاته .
خالد قال له بغضب مكبـوت " ممكن افهـم سبب هالزياره ؟ "
اوقفـوا مواجهيــن بعض واخيــرا نطـق غانم وقال بغضــب " تدري اشصار اليـوم " وما نطـر خالد يرد وكمـل بعنــف " دخلت على بنت حنان وشفتها تبجي , وطلعــت من عندها من غير لا تحس فيني , من البجي...كانت تبجي واهي مو حاسه بأحد "
خالد كان قاعد يتمالك نفســه ..مو قادر يرد , لأنه عارف انه راح يذبــح احد .
تبكي , طبعا هي المظلومه المسكينه !!
ما كنها هي اللي ارفضـته , وقالت له انها ما تبغى تجي معاه .
صحيح , ضربني وبكا وسبقني واشتكى
قال " المطلوب مني ؟ "
ابتسم غانم بعنف وقرب من خالد ..
" انت خذيت فرصتين مع بنت حنان ودايما تبجيها وتنزل من كرامتها , وضيعتها من ايدك , وانا واثق انك ما تستحقها , وادامي موجود وراسي يشم الهوا , راح احرص ان فرصتك الثالثــه , تكون بعيده عنك , بعد السمـــا عن الأرض "
وطلع من الفندق ..قبل لا خالد يرد عليه ..
خالد كان حاس بغضبـه وصل لدرجه انه ما يقدر يتكلم ..
كان يدعي الله ان غانم يطلع قبل لا يمردغه على الأرض .
هذا اللي ناقصــه يهدده ..
كان وده لو يتهاوش مع احد , يكســر شي من الغضــب .
بس يطلع الغضـب اللي حســــه ..
وبلحـظه لما تردد التهديد بعقله , كان راح يلحق غانم ويتضارب معاه , لكن ضغط على نفســـه ..
وبغرابه جا في باله ..انه ان تهاوش وكبرت السالفه راح يدري بدر و بكذا ما راح يكون مثال حســن لبدر !!
غريب كيف انك بأشد اوقاتك عصبيـه , يجي في بالك شخـص ..ويخليك تمتنع عن عمل فعل مجنون ..
يراهن خالد ان بدر ما راح يطري على باله انه بيوم من الأيام منع اخوه الكبير العاقل من الدخول بمضاربه , كنه مراهق ..)
رجع للحاضر ..
قعد بسيارته , لفتــره لما ألحيــن عنده نفــس الإحساس , وده يتهاوش مع احد , و وده يكســر شي من الغضـب .
وش تبي يا غانم ..
انا اللي فيني كافيني , وش حاشرك بيني وبينها .
غانم :
بقى طول الأشهر اللي فاتت بمصـر !
ما احد يقدر يعتني ببنت حنان مثلي , لا عمر , ولا ابوي سعـود .
ما احد يدري انها تعاني , وتقاسي مع ذاك البليـد إلا انا .
الحمدلله ان بنت حنان قررت انها تبقى بمصـر .
لكن ابـوه ما كان موافق بالأول لكنه انجبر بالنهايه..
( قبل ثلاث شهور ..كانوا موجوديــن بالصاله , اهو كان متعمد التواجد الدائم حولهم , بعد يومين من مواجهته مع زوجها !!
اهو فعلا ارتاح لما عرف ان خالد سافـر , لكن ما يقدر يضمن انه راح يرجـع ..
ابوه قال لمها , واهو متجاهله كليا , وهالشي مو غريب عليه " مها انا راجع للكويت عقـب اسبوع , حضري جنطتج باخذج معاي ؟ "
غانم لاحظ ردة فعلها , شلون ارفعت راسها بعجله ..
وقالت " لأ يبا ..لأ انا ناويه ابقى بمصـر "
نقـل نظره لأبوه ..واهو مرتاح انه ابوه مو مهتم لوجوده ,لأنه يحـب يتأمل الوجوه والتعابيـر , ويفهم اللي جدامه خلال هالفتـره .
كان ابوه عاقد حواجبـه " تبقيــن بمصـر ؟!!..منو وياه , يا مها , ؟!!ما كو احد يقعد معاج ألحيـــن , كلنا بنرجع الكويت "
طبعا (كلنا ) لا تتضمن غانم !
نقل غانم نظره لبنت حنان .
اللي ابتسمت برجفــه , وقالت " يبا بس انا ابي ابقى ..وخالي عمر موجود و ..."
قاطعها ابوه سعود (واهو نقل نظره لأبوه سعود ) " مها اهو توه متزوج , اتهقيـن راح يكون فاضي لج ؟؟ , بيجابل مرته ولا يجابل علاجه ولا يجابلج؟؟ "
نقل غانم نظره لمها , اللي غزا الإحمرار وجهها , وانتقلت الرجفه من شفايفها لصوتها " يبا العماره كلهم نعرفهــم .." وقطعت كلامها بتوتر
نقل نظره لأبوه اللي قال بصبر غيـر معهود " مها ردي معاي الكويت !! , بلا كلام ما له معنى , ليش تبين تبقيــن بمصـر "
رد غانم نظره لمها ..
وشاف النظره اللي عذبـته , بنت حنان خايفه من مواجهة الناس !
استغرب من نفسـه كيف فهم معنى هالنظره !!
هذي النظره يعرفها , يتذكرها !!
بس من ويــــن ؟ , وين شاف نظره مثل هذي ؟
ومثل طعنه بالقلب عرف وين !!
شافها بالمنظره , لما يشوف روحه كل يوم ..
" يبا افهمني ما ابي اروح ...." وبعدين فجأه شع نور بعيــونها وقالت بدلع " يبا الله يخليك , انا دلوعتك , يبا طلبتك .. "
هالمره ما اقدرت عيـنه تنتقل لأبوه , قعد يتأمل عيـونها .., وتعابيرها ..
حس جنها فجأه تذكرت شي وارتاحــت لما تذكرته !!
ولما سمع كلمتها عرف انها معتمده على مكانتها عند يدها , وانها قاعده تستغل هالشي .
ابوه قال بصوت صارم " مها لا تجربيـن صبري ؟؟ انا قلت بترديــن معاي بترديـــن "
هـزت راسها بموافقــه , وكنه انطفى النور ..
لكن بعديـن قالت " خلاص يبا , نروح حق الطبيب , واخذ اذنه للسفر وبعدين اسافـر معاك ."
قام ابوه من غيـر اي كلمه ثانيــه ..
بعد مرور يوميــن نفس المشهد رد تكرر !!
ثلاثتهم قاعدين , واهو كنه شبح بالنسبـه لأبوه , يحس ان أبوه اصلا مو منتبه لوجوده !
وينقل اعيونه بينهم ..
ابوه كان ألحيـــن يقول بصرامه " ليش ما سمح لج بالسفـر يا مها ؟؟"
بعدت شعرها وقالت بتعـب " لأن ..لأني نزفــت دم , وهذي المره الثانيـه , خلال اسبـوع !! "
عيــــنه اوسـعــت ..
ولف على ابوه ..اللي ضغط على اسنانه ..
هذي فرصته انه يحرسها !!
كله من زوجها اهو اللي خلاها تنزف !!
ابوه قال " شلون نزيــف يعني ؟"
مها قامت بتعـــب من مكانها " يبا عادي اهو عطاني حبـوب وغزني ابره , بس ما يصير اتعــب عمري , والسفر من الممنوعات "
اهو اهني نطـق " انا راح ابقى معاج ..انا عندي شغل بمصـر واقدر ابقى معاج الوقـت اللي تبيــنه "
شاف نظرة ابوه الغاضبه الموجهه له ( ابوه ما يثق فيــه )
بس مها وحماسها وشلون رمت حالها بين ذراعه واهي تقــول " صج خالي ...صج ؟؟ "
ولفت على يدها " خلاص , يدي ما تقدر اتقــول شي , كاهو خالي راح يبقى معاي "
ابوه سعــود ابتسم لها بموافقــه متردده ..
وقال " على راحتج !!! "
لكن بعد ما راحت لغرفتها عشان ترتاح ..
لف عليــه ابوه وقال " انا وافقت لأنه ما عندي خيار ثاني , خاصه ان الشركه بالكويــت تحتاجني , لكن انا راح اراقــب الوضع , راح اراقبــه عدل ..اي اهمال منك , وراح تتحاســب مني انا "
كلمة ابوه القاسيــــه عورته
ما احد يقدر يشكك بوفائه لحنان ..اخــته العـزيزه ..
رد على ابوه بطريقه صارمه " بنت حنان ما راح اهملها , مثل ما انتوا اهملتوها "
وطلع بعد ماشاف نظرة الصدمه بعيـون ابوه
لكن ما اهتم .. )
وحتى الأن اهو مهتم فيها عدل , ياخذها لمواعيدها ..
ياخذها لعشى , غدى , واحيان كثيــره الريـوق .
كان يلاحظ نظرات الأستغراب منها .
من اخوه عمر لما يقـوله انه خذا بنت حنان .
وقال في قلبـــه بقــوه (حنان اتمنى بإهتمامي ببنتج اني اقدر اوفي ولو جزء من أفضالج علي ..)
يتبــــــــــــــــــــع ..
نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله