ريم ومها :
مها منسدحــه على الفراش بغرفة ريم , تسمعها تقــول لها بالتفصيــل الممل الحدث اللي صار مع فيـصل من وقت قابلته عند المصعــد , إليــــن الإتصال , ثم اخر شي ابوها امس و اللي قاله ..
اسكتوا للحظات ..
كل وحده تستوعــب غرابة وسرعة جريان الأحداث ..
وكل وحده فيهم فرحــانه ..مها فرحانه لأن ريم خلاص راح تكون مع عمر ..وريم نفــس الشي فرحانه انها راح تكون مع حبيبها ,واخوها , وابوها ,و كل شي بدنيتها ..
بعــدت ريم شعــرها عن وجهها وقالت بتردد " مها ..ابغى اسألك سـؤال ..اممم ..يعني ...ممكن "
مها كانت حاطه ايدها على بطنها , توتر ريم أثار استغرابها , وخلاها وقالت " اكيـد ممكن , سألي ! "
ريم هدت شعرها بحيث غطى وجهها وقالت بصوت مخنــوق " امممم ..نـ ..اه ه ه ه نـوره "
مها استغربت من عمرها اشلون ما توقعــت هالسؤال , اصلا كان المفروض تتوقعــه بفتره اقرب من جذي .
ابتسمت برقــه لريـــم ..
يا قلبي انتي يا ريم , اكيــد كان السؤال يذبحــج طول هالفتــره ! , وانتي كاتمه , ومتصبــره ..
حســت بالدمـوع تتكون بعيـــنها ..
غمضــتهم , بتلقائيه رغبه منها بأخفائهم , و منعهم من الخروج ..
وبعديــن افتحتهم للأنسانه اللي جالسه قدامها , واللي امنزله راسها وتناظر اللحاف , وتلعب فيــه
سمــعت صـوت ريم يقـول بتوتر " انـا ما ابـغى اعرف شكلها , أو صـوتها ..." وارفعت راسها , حركت براسها لأجل تبعــد شعــرها الطويـــل وقالت " انا طول الفتــره اللي مضــت كنت افكـر بهالشي , كيف هو شكلها , كيف جمالها , هي اجمل , ولا انا ......اما ألحيــن فاللي ابغى اعرفه هو عمر "
وغمضــت عينها كنها انطعـنت لما فكـرت بعمــر مع هالنـوره الشخص المجـهول ..
ونزلــت دمعــه من عيــونها لكن كملـــت " عمر اش شاف فيها , وشهو اللي اعجبــه , وشهـــو اللي لفت نظــره لها , هل يحبــها , يفكــر فيها بعــده , ولا ...ولا لأ ..."
وفجــأه قامت من مكانها , وعطت مها ظهــرها , وطلعت صــوت من حنجرتها تعبيــر عن غيظها , وغضبها من حالها ..
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
ولفت على مها بعديــن وقالت " ما ني عارفــه كيــف اتصــرف وهالأسئله ماليــه عقـلي , تذبحني يا مها , تشــب النار بصدري .."
بعديــن كنها استـوعبــت ان اليــوم ملكتها قالت بعد ما خذت نفس عميق " سوري مها اقلقتك معاي .. ما في داعي ترديــن .., انا المفروض اكون ألحيــن مبسـوطه بملكتـي "
مها جــنه ريم ما تكلمت , قالت " اسألتج ما اقدر اجاوب عليها "
ريم رفعــت راسـها , وابتسمت ابتسامه مصطنعــه من النار اللي ذابحتها ..
وقالت " انا قلت لك اني ما ابغى اجــوبه خلاااص "
هــزت مها راســها وقالت " لأ اسمعيني للأخــر .. ما اعرف لأن عمر بعد ما ...بعد ما انفصلتـوا ..تغيـــر .."
شافت ويه ريم اشـلون تغيــرت ملامحــه لحــزن عميق .
وكملــت " تغيــر وايــد ,ما قام يتواصل معانا ذاك الزوووود , شفتي شغلـه قبـل شلون كان كثـير قبل انـ ..انفصالكم .. بعده , صار اكثـر بكثـير , بعد عني , بعد عن خالد , ما قمنا نعـرفه , ببساطه ما قمنا نعرف مشاعره .....ريم لا تفكرين بهالموضوع فكري بحبج له وبس , الماضي راح يتعبج "
تأملتها ريــم ..وجنها قررت انها بالوقت الحالي تأجل التفكيـر التعيـس
انسدحــت قرب مها و قالت وصوت الأبتسامه واضح من كلامها "خلاص خليـنا نتكلم عن شي ثانـي ..عن الأشياء السعيــده ..عن ملكتي ...عن مشاعري تجاهه ..أه ه ه ه ه ه اعشــــقه يا مها ...حقيقي اعشـــقه ...احــس بقلبــي ينبـض بحبــه .."
عمر :
قباله الأوراق ..
جدامه العقــد ..
حـاس بالعيـــون كلها عليـــه ..
كلهم ينطرونه ..
الشهـود وقعــوا .
عمه حمد (وكيـل العروسـه ) وقع ..
وباقي اهو ..
هذي الورقه ما تعني شي , بالوقت الحالي ما تعني شي ..
لكن بعد ما يحط توقعيــه فريم راح تصيــر حلاله للمره الثانيـــه .
يبي يطــول بهاللحظات , يبي يحفـظ كل فعل ســواه بذاكــرته من هاللحظه لي لحظة وفاتــه ..
مشـاعره تجاهها قاعده تضربــه من الداخـــل بالمكان اللي اهو حابسها فيه ..
لمدة 3 سنوات ..
مو وقتــه تطلع هالمشــاعر ألحيـــن , ابد مو وقته ..
رفع ايده لأجل يشغـــل حـالـــه ..و وقـــع ..
رفـع راســه بعد التوقيــع وألتقت عيــنه بعيــن عمه حمد ..
كانت نظره من رجل لرجـل ..
كل واحد فيهم وجه كلمته للثاني من غيــر كلام ..
كانوا حاسيــن انهم لوحدهم بالـغرفه .
قطع تواصلهم سلام خالد عليه , مباركتـه له ..
وسلام سعــود على حمد , ومباركتـه له ..
كل واحد فيهم حمد وعمر عرف شنـو يبي الثاني منه ..
لكن هذا ما منع حمد انه يشدد على كلمتـه بأنه يقرب اكثـر من عمر , ويمسك ايده بمصاحفــه واهو يقول " بنتي امانه عندك , حافظ عليها "
اطلعــوا الكـــل وبقى عمر , وخالد ..
كل واحد فيهم مستغــرق بأفكاره ..
عمر بريم , اللي صارت له , اخيـــرا , صارت فعليــــا له , وده يحــتفل , وده يصرخ من الفرح ..
لكن ..جانب منه قاعد يذكــره باللي ســوته من ثلاث سنــوات ..
هذا الجانــب كان قاعد يذبح فرحــته
خالد , كان حاس بالفرح لصاحبــه , الحمدلله , انه اخذ اللي كانت في باله , اخذ حبيبته اللي فراقها غيره على الكل .
عقبال ما نجتمع انا والعنيده , على خيــر ..
اخر شي ابتسم خالد , وطلع منه صـوت كالضحـكه ..
عمر لف عليــه ..واهو رافع حاجب ..
" عمر نلـــت اللي تبغاه , ريم حرمتـك مره ثانيــه "
حمد :
ما اتصـل على بنتــه , ولا كلمها , انتظر إلى ان وصـل الشقـه ..
لما دخــل نادى على الشغاله نعيـمه وقال لها " روحي نادي على ريم ,وقولي لها اني انتظرها بالمكتب "
ريم كانت بعدها مع مها يتكلمون بكافة الأمور , ما عدا عمر , و خالد .
لما ادخلـت عليـهم نعيــمه , وقالت " سي حمد عاوز يتكلم معاكي دلوأتي "
عضت من غيـر شعـور على شفايفها , وحــست بالخـوف , معقـوله انلغى الموضوع ككل ..
اما مها فقامت من مكانها , وقالت " ابيــه فشـله , ابــوج ياااااا , وانا عندج "
ريم امسكــتها وقالت " لا مها , لا تروحيــن , لا تخليني "
لمتها مها وقالت " لأ جد انا مضطــره اروح , وبعد ما تخلصيــن من ابــوج كلميني , انا هالأيام بنام بشقة ابوي سعـود "
ريم شافتها بنظرة استغراب " ليــه ؟؟؟ , مها ..."
لفت مها ويهها وافتحــت باب الغرفه وقالت " بعديــن يا ريم , بعدين نتكلم "
مشــت ريم مع مها للباب , وصلتها لهناك , و ودعتها .
أحليــــن بعد ما صارت لحالها بالشقه مع ابــوها ما تقـدر تنكـر توترها وخوفها من سبب جيـته , وطلبـه لمقابلتها ..
ادخلت المكتب , وشافت ابوها جالـس , قربت , و وقفت عند الكرسي اللي جالس عليـه ابوها وقالت بهدوء " يبا طلبتني "
رفع راســه وقال لها " مبــروك "
حســـت بوجهها يصير احمـــر ..
حســت بالحراره بوجهها ...
صاروا لبعــض , ألحيـــن هو حلالها , زوجها ..
رفعـــت ايدها لخدودها , تحاول تبردهم .
وبعديــن قالت " الله ..الله يبارك فيــك يبا "
سكــتوا ..
كل واحد فيهم يحاول يتواصل مع الثاني ..
لكن ولا واحد فيهم عارف شيقول للثاني ..
وبعديــن تكلم ابوها " ريم مهرك , تحــول لحسابك "
هــزت راسـها , وكانت بتقـول ماتبي مهر , ما تبي شي غير انها تكون مع عمر , لكن اسكتت
بتوتر غيــر معهــود قرب منها ابوها وقال " ريما "
رفعت راسها للأسم اللي ابوها وقف عن نطقــه من فتــره طويله .
" تدرين انك تقدريــن تعتمدين علي دايما , انتي بنتي "
كانت تنتظر هالكلمه من زمـــان , من فــتره طويــله ..
الغريـــب انها ألحيــن لما اسمعتها ما كان لها نفــس التأثيــر اللي ظنــته ..
كان ودها تصـدق ابوها ..
خاصه انها كانت تنتظره ..
لكن بداخلها خافـــت تصدقــه .
بعدت عينها عن ابوها , بصد واضح , لكن غيــر مقــصود .
حمد لاحظ اثر كلمته عليها .
مشاعرها المتلاحقـه
الأستغراب
الصدمه .
خيبة امل .
الصــد .
نزل راسه بهزيــمه .
تنهد , بحراره , وتعـــب .
وهالشي نبـــه بنتــه , اللي رفعت عينها , و شافــت وقفته , وتعبه الواضح .
تحرك من قدامها وراسه للأسفـــل ..
شكله كان معبــر بشكل واضح على الهزيــمه ..
ابوها والهزيــمه شي متناقض .
معقــول ..
تحرك احساس بداخلها ودفعها بعــنف انها تقــول " يبا ... "
احساسها يقــول ان ابوها اتخـــذ الخطــوه الأولى ..لازم عليها اهي ألحيــن انها تاخــذ الخطـوه الثانيه ..لأنها ان ما عملت هالشي بكل بساطه راح تفقــد ابوها .
راح يظلون اهي و وابوها طول عمرهم بعاد ..
وهالشي يرفضــه قلبها بكل قوه ..
لفت عليه و واجهته .." انت تقــول اني اقدر اعتمد عليــك .."
شافها ابوها بلهفه غيــر مقــصوده وهذا قطع قلبها ..
نزلت عيــنها للأرض , مو متعـوده تشـوف ابوها جذي , وما تبي تتعود على هالشي ..
وقالت " في واحد ..." ما تدري ان كان تصرفها صح و لا لأ , لكن اللي تعرفه ان حدسها قاعد يقـودها انها تقــول اللي راح تقــوله .
" في واحد يضايقني برسايله صار له فتـره .."
" يضايقك !! , يضايقك كيــف ! "
احمر وجهها .
وابوها حــس بالغــضب , لكن تمالك نفســه لأنه لاحظ انها ترقب تعابيره بحذر .
عرف قصدها ..
لما اهي لاحظت انه ما قال شي , ولا تحرك من مكانه .
هاللحظــه هي اللي راح تحدد علاقتهم بالمستقبل ..
اثنينهم كانوا يناظرون بعـض .
وبلحظه قال " عطيــني رقمــه "
خذت ريم نفــــس عميــق , دخــل لصدرها برجفـــه ..
ابتســـمت برجـــفه ..
وبهدووووء تام قالت " حاضر يبا .."
هذي خطـوه للأمام ..
مها :
كلما مشـــت على ريولها , لازم ترد تنسدح على ظهرها لأجل ترتاح ..
خلاص بس تــوبه , ما راح تتحرك ابداااااااااااااا .
ريم , تعيش مع شبح بالماضي , واللي اهو نـوره .
اما اهي فتعيـش مع شبح لكن عايش
هل كانت تقدر تستمر معاه واهو مع سمــر .....لأ صعــب عليها .
لأنها تحبه ..وتموت عليه , فراقها عنه ارحم لها ..
ما تبي ترتبط معاه اكثــر , واكثــر
مشاعرها متعلقه فيه بصوره اهي ما كانت متخيله انها ممكنه ..
واهي متأكده انها ألحيـــن ان استمرت اكثـر راح تتعلق اكثر, واكثر
هالشي لمصلحتها , ومصلحة خالد , وعلاقتهم بطفلهم بالمستقبل , اي طفل ما راح يتمنى يعيش في بيئه كلها مشاكل , اللي راح تكون نتيجه مؤكده لوجود سمر بينهم
عدلت سدحتها , وفكرت بالكويـــت ..
منو اللي كان يخــش عليها قدومه , و زاد الخلاف ســوء منــوووووو..
المشكله انه من بداية روحتها لبيت ابوها سعـود وذاكرتها مشـوشه , ما تذكر غير انها كانت تبجي , وبغرفتها ..
منو له مصلحه بتفريقها عن خالد ؟
هل المسأله فيها مصلحه ,و لا شي ثاني ؟
عمر :
كان قاعد على الفراش يشــوف اللي حـوله , ينقــل نظره للكل ..واحد ..واحد
الكل حــوله .
أبــوه ..
خالد ..
الشباب اللي بمصـر , بلغهم خالد انه تزوج ..عبدالله , عبدالرحمــن ..
العامليــن بالشركه
رفع نـظره وشاف صبابيــن القهـوه , اللي ما يعرف ابوه من وين يايبهم , اشكالهم غريبه , إذا فكـرت انا احنا بمصــر , بس ابوه ما في شي صعـب عليــه ..
بعد زواجــه , الكل جا يتحمد له بالسلامه , ويبارك له على الزواج بنفـس الوقـــت ..
اخــوانه اللي على كلام ابــوه تلقوا الخبـر , ويايين على اقــرب طياره .
اما اهو فباله مو معاهم ..
يسمعهم يتكلمـــون ..
يبتسمون ..
يضحــكــون ..
لكنه هو مع الناس , وما هو مع النـاس , عقله اقل ما يقال عنه انه غايب ..
رفع راســه وسمع سالفه من عبدالرحمــن , وابتسم بعد ما انتهـــت بعدم تركيـز واضح , وشاف ايده بعدها ..
ابوه فتح له موبايل بنفس خطه السابق بعد ما افقده بالحادث, لأنه العديد من الناس ودهم يباركون له على زواجـه , ويتحمدون له بالسلامه ..
كان يقلب بالموبايل ..
وقف تقليـــب الموبايـــل ..
فتح قسـم الرسايل ..وكتــب رساله سريعـــه :
تعالي لي الليله
وأرسله على الرقم اللي حافظه عدل ..
رفع راسه على دخــول ناس جدد للغرفه .
رجل يعرفه زيــن
ومره !
ريم :
بعد ما سلمت ابوها الرقم , واقعدت بغرفتها بروحها ..
مع افكارها
مع مشاعرها
مع احداث اليـوم
مع كل سعادتها إلا انه في شي منغص عليها ..
ما كلف حاله يتصل , يبارك ..
مهما كان اللي بينهم , لازم عليه يكلمها ..
ما يقدر يضغط على حاله , ويجاملها على الأقل بكلمه ..
سمعت صوت الرساله ..
تضايقــــت ..
تأففت ..
تجاهلته بالأول , لكن بعدين خذته , ورفعــته ..
افتحت الرساله ..
تعالي لي الليله
لا اكثـــر و لا اقـــل ..
ارسل رساله لكن ما يقدر يقول فيها مبروك ريم ..
الأوامر الملكيـــه اصدرت ..
اش بيكون ردت فعله ان قالت له ( ما ابغى )
لكن الواقع وقلبها يرفضون انها ترســل هالرد ..
ابتسمت , على الرغم من الضيق بتصرفه ..
لما استوعبــت جمال الوضع , زوجها عمر , يطلب انها تجي له فكر فيها بهاللحظه هي مرت على باله ..
عمـــر اه ه ه يا عمر ..
ساره :
بعد ما تطمنوا على خالتها بدريه , وعلى صحتها غادروا لأن خالتها ألحين لازم ترتاح ..
اليوم مها راحت ما تدري لوين ؟؟
خالد قال لها تحضر شنطة مها , ما قدرت تشـوفها لأنها كانت بالحمام ..
وخالد ما كان يتكـلم , ما كان ينطـق !
وهي ما تتجرأ تتكلم معاه .
مع كل اللي يسويـه لهم فإهي تخجـل منه , تحسه ابوها اكثر منه اخوها
هل راح تتأثر هي باللي يصير ؟
علاقة مها وخالد ان ما انتهت , وش بيصيـــر فيها ؟
خالتها بدريه , وش بيكون ردة فعلها ؟
(هو) ...وش بيكون ردة فعله ؟
ان عرف ان خالد متـزوج ! وحرمتـه حامل !
خايفـــه , ومتــوتره , افكارها مو مستقره !
امها وخالد , ما احد فكر فيها ..
بقلبها , بمشاعرها , حتى لما ازعلت من مها , امها ما فهمتها !! , وهي اللي ظنت انها واضحـه .
يمكن لأن الكل انشغـل بالوضع الجديد ونسـوا الوضع القديم ..
لفت على بدر اللي جاها وقال " يلا يا ساره , قطعت التذاكر للفيلم "
ابتسمت له وقالت " يلا "
المستشفى :
لما دخــل الغرفــه شاف عيــون الكل تنتقل له , وللي معاه ..
زحمــــــه ...وليـــن ما توقــع هالزحمــه ؟؟
نقــل نظــره بسرعــه بالغرفــه ..
ووقفت عيـــنه على خالد ..من سمــع ان بنت حنان ارجعـــت له ..واهو مغتاظ .. ما كان يبيها ترد له .
التقــت عيــنه بعيــن خالد ..ولاحظ البرود اللي غمر عيــون خالد ..المشاعر متبادله .
لكنه ابتســـم ابتسامه مصطنعـــه , رفع راسه ونزله , بسلام من بعيــد .
تجــنب النـظر لأبوه .
وشــاف اخــوه ..اصغــر اخوانــــه .
بعــد عيــــنه بســــرعه بتوتر , قبل لا تبان مشاعره بعيــونه , ما يقدر يشـوفه اكثــر ..
حــس بالمره اللي يمه متوتره ..
وحس بالناس تشــوفه بأستغراب ..
ابتســم وقال بعدم مبالاة " تراها مو زوجتــي , ولا حبيبتي , هذي وحده كانت تسأل عن غرفة عمــر "
ودخــل لداخل الغرفه اكثر , وتوجـــه لأبوه بعد ما حط عيــنه بعيـون ابوه وقال " الســلام عليــكم يبا "
حب راس ابــوه ..
شاف المره تنقــل نظرها بالغــرفه بتــوتر , سمع صـوت اخـوه يقــول " sam come in " (سام ادخلي )
عمر كان مركـز علي سام اللي كانت تتلفت بتوتر ومو قاعده تشوفه..شكلها يكسر الخاطر , مثل الطفـله اللي ضايعه بحديقه , وما تدري وين اهلها
واهني قال غانم لعمــر " اوووه اوووه عمــر طلعــت اتعــرف هالويــوه السنـعه "
غانم حــس بنظرة ابــوه الغاضبــه الموجهه له اهو بالذات ..
لكن ما اهتم ..
و قــرب من عمــر , وحــب راســـه وقال بهمــس " الحمدلله على السلامـــه , مأجـــور يا أخــوي " وكمــل " انا أســف علـ ..."
قاطعــه عمر " الله يسلمـــك ..ما في داعي .."
عمر تعلم من زمان انه ما يعاتب غانم , ما يشره عليــه , ويتقبله مثل ما اهو , أو بالتغيــير اللي طرأ عليــه ..
لأنه عــرف ان ما تقبل اخـوه مثل ما اهو فراح يخسره ..
ابتــعد غانم ..
وعمر رد يركــز على البنـــت ..وقال " come in sam " (سام ادخلي )
عمر كان يدري انها متــوتره , واضح عليــها انها ما كانت متصـوره انها راح تدخـل على مكان كله رياييل .
واهو ما كان بمزاج يهتم فيـه بشنو يفكرون فيه هالرياييل ..
لما وقفت انشغالها باللي حـولها , وشافت اللي يكلمها قفزت الدمــوع لعيــونها ..
عضــت على شفايفـها , وبعديــن راحت له جـري
ورمـــت حالها عليــــه .
وبدت تصــيح ..
طبعا الرياييــل بدوا يتنحنــحــون ..
غانم كان يشــوف الموقف وفيــه ضحكــه
خالد كان يشوف الموقف واهو حاس انه عمر متوهــق
سعـــود كان غاضــب بشده .
عمر ما بعدها عنه على طول , لكن هي ثـواني وبعدين بعدها , وقال وهو قاعد يقاوم ابتسامه ساخـره على الوضع " it's ok sam " ( خلاص اوكي عادي سام)
ابتعــدت عنه لأنها تعــرف ان ما يقــبل الضم , والتقبيــل , مســحت دموعها , واهي فعلا غيــر مهتمه بغيــره , ما جنـه في رياييــل في الغرفــه
ابــوه كان صـوته بارد لكن متماسك ..
" منو هذي يا عمــر "
لف عليــه عمر , وقال بالأنجليزي لأبوه ( اللي يتقن هاللغه ) بكل برود , وهدوء , وعدم اهتمام ..
"Father this is sam one of the nurses who helped us in U.S"
(يبا هذي سام , وحده من الممرضات اللي ساعدونا بأمريكا)
سعـود شافها على طول , كانت نظرة عمر لها فيها امتنان , يعني هذي وحده من الممرضات اللي كانوا مع نـوره ..
انسحـب الغضـب منه بسرعه , لأنه هالمرحله مجهـوله بحياة عمر , وهذي احد الأشخاص اللي كانوا معاه بهالفتره
شاف ولده , شنــو وراك من اسرار يا عمـر , هذي شتســوي اهني بمصــر !!
هل ريم تدري عنها ؟!
عمر كان يشوف سام ألحيــن وقال "sam this is my father " (سام هذا ابوي)
قربت سام من سعــود واهي تسمح دموعها ..وسلمت عليه بأدب ..
وقالت "nice to meet you, how are you sir ?" (فرصه سعيده , شلونك سيدي ؟)
رد سعـود ببرود " I'm fine thank you and you ? " (انا بخير , شكرا , وانتي )
بعد هالكلام اقعدت بمكان قريب من عمــر , بدت تتكلم معاه , وتسأله عن احـواله , الرياييل بالأول كانوا متوترين من وجودها , بس بعدين عادي تقــبلوها بعد ما سعـود , وخالد افتحـوا الحـوار مره ثانيه بطبيعيه .
وخاصه انها مركزه اهتمامها على عمر ..
كان خالد ساكت ألحين ..
وغانم اللي قعــد قرب خالد قال بهمس واستهزاء " يقــولون ان بنت حنان رجعــت لك , وحامل بعد .. "
لف عليه خالد , ورفع حاجب " ليـه حاس بنبرتك اعتراض !! "
ابتسم غانم ابتسامه مصطنعه " اعتراضاتي بأخليها لي ..لكن مبــروك .."
هذا وش يبي فيــه , قال ايش , قال بأخلي اعتراضاتي لي ..
المفروض ان الأستاذ غانم ما يتعامل معاه بهالطريقه لأن المتضرر , والمنهانه كرامته ..انا .
مو هو.. لأجل يتصرف كذا .
يا هو يذكــره بفــتره كريهه بحيــاته , هو اكثــر واحد يذكـره هالشي ..
ولا... جاي يستهـزأ بعــد ..
بعد خالد نـظرته بعدم اهتمام " امم الله يبارك فيـك "
و وقف الحـوار عند هذا الحد !
عمر كان مـوزع اهتمامه بين الرياييل وبين سام , اللي ذابحته باهتمامها ..
كان حاس بنظرات الحيـره اللي كان ابوه يلقيها عليـه من الفتــره للثـانيـــه ..
كان ينقـل نظراته بين الجميـع , وحاس جنـه عارف بشــنو يفكرون , عارف زيــن !!
كان واضح عليهم الفضـول لمعرفة هالأنسانه اللي معاه من بالضبط ؟
وشنـو علاقتها فيــه ؟
لكنــه فعلا غيــر مهتم !
جتـــه الضحكـه من سخريه الوضـع ..توه متـزوج , والرياييل يشــوفونه مع غيـر مرته اللي ضمــته جدامهم بعدم اهتمام ..
تســند وسمع غانم يستهبــل على واحد من الشباب , وشاف نظرات ابــوه سعــود المستهجــنه ..
لازم ان اجتمع غانم , وابـوه بنفــس المكان لازم الجـو يتـوتر من سـوء علاقتهم .
فكــر , وسام قاعده تكلـمه ..
ابــوه مو قادر يتقـبل ان غانم غيــر ..
وغانم مو قادر يتقبـل او يتفهم رغبات ابوهم ..
و ولا واحد فيهم راضي يتنازل ..
ابتسم بسخــريه ..
المسـرحيــه بين هالأثنيــن , راح تبدي قريـــب ..
يطــلب من الله انها ما تبدي والرياييل موجوديــن ..كفايه على هالضيوف اللي شافوه بيوم واحد .
تنهد
ولف نـظره على الموبايــل , ما ردت عليــه , هذا شنــو معناه ..هل راح تيي ولا لأ !!
بدا يتكلم مع واحد من الشباب , لازم يتكلم مع سام , مشاعرها بدت تصيـر واضحه , لازم يحط حد عشان ما تتعمق , الظاهر ان التجاهل ما يفيـد , ولا المعامله الطبيعيه تفيد , لازم يوضح مشاعره بالضبط , ويقولها انه تزوج !
سام اللي بالوقت الحالي قاعده تشــوفه بنظرات هيام .
يتبـــــــــــع ..
{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}
--------------------------------------------------------------------------------