عمر :
حاول ينام ..
بس كيــف ينام وعقله صاحي ..
ما يقدر ينام واهو يفكــر مليــون فكره , ويخطر له مليــون خاطر .
فيصل اللي انهى الخطبـه , فيصل ..
طيــب ليش ما انهتها اهي , لأنها تبيــه , وتفكــر فيــه ..
شالكلااااااام ؟؟
ما تعلقت فيــه , يخســي تتعلق فيــه .
اهي بس خطيــبته , وبس , مو زوجته ..
وبعدين
اهو قال بالحرف الواحد انا وبنت حمد انفصلنا !
ما قال انا انفصلت عن بنت حمد..
تنرفز من نفســـه لأنه يحاول يطلع لها اعذار واسباب , ويبين انها ما تبي خطيبها ..
ههه يعني فيه فرق بالأسلوبيـــن , ما في فرق !
اثنينهم يثبتون انه انهى الخطبــه , اهو فيصل انهى الخطبــه
لو على ريم جان استمرت فيها للنهايه ..
بس فيصل قال انه ياي يبارك لي بريم ..
شنــو قصده ..!!!
ليـــــــــش تركه بهالحيــره , ليــــــــــش !
تنهــد ..
وتأمل بريلــه ..واصاباته ..
مد ايده ..
وطق الجرس يطلب الممرضــه .
اللي بعد فتـره ادخلــت عليــه وابتسامه على وجهها " ايــوه يا استاز عمــر , عاوز حاجــه ؟ "
سكـــت واهو ما يدري إذا يقول لها ولا يشيــل الفكــره من راســـه , وخلاص ..
" لوسمحتي " شاف ويها اللي مستمر بالأبتسام " الدكتــور موجود ؟ "
عقدت حواجبها , وقالت " ميــن الدكتـور اللي انته عاوزه ؟ "
اهو حتى اسم دكتـوره ما كان عارفه , ما كان فعلا مهتم .
" أأأأأ دكتــوري , الدكــتور اللي مباشر حالتــي "
" أيــوه الدكـتور احمد موجود , عاوز تتكلم معاه دلوقتي ؟ "
حس بالحماس ينبض بصدره بطريقه غريبه وقال " ايــه , ابي اتكلم معاه , ألحيــن لو سمحتي , ألحيــــن "
لأول مره هالممرضه تشــوف هالمريـض متحمس لشي ..
كانوا ملقبيــنه الممرضات الصغار بأبو الهول !!
على الرغم من انه من اوسم المرضى الموجوديـــن , إلا انه دايم صامت , وصمته مرعب ..
ما يتكلم إلا مع الممرضات الكبار , لشكرهم فقط ..
شافها تناظره بأستغراب , وهذا خلاه يرفع حاجــب مستغرب اهو نفســه .
ويهها صار احمــر , واطلعت من الغرفــه , عشان تلبي له طلبــه .
اما اهو فقعد على اعصـابه ..
لازم يعرف الوضع , ويفهمه عشان ياخــذ قرار .
دخل الدكتـور احمد وقال " مساء الخيــر يا استاز عمر , الممرزه بتأول انك عاوز تتكلم معايا "
هز راســه بالموافقه وقال للدكتــور " تفضــل دكــتور اقعد .. "
الدكتـور استغرب من رغبة عمر بالكلام خاصه انه طول الأيام اللي فاتت كان يتجنب الكلام معاه بأي موضوع , ويجاوب عليــه بأختصار , لكن ما ينكر انه فرحان انه ناوي يتكلم اخيــرا , وهذا معناه تقدم , ان شاء الله , على الأقل من الناحيــة النفسيــه .
تحرك الدكتــور وقرب الكرســي من عمر وقال " وأهو أعدنا ..في أيه يا عمــر ؟ "
بدا عمــر يفرك ايده ببعــض , وبعدين لف على الطبيب بتوتر وسأل الدكتـور " حضرتك قايل ان ريولي الثنتيـــن .."
قاطعه الدكتــور " رجلك اليمين راح تحتاج لفتره علاج , رجلك اليسار ما فيهاش غيــر كســر حتتشافى منه قريبا جدا ان شاء الله "
" فتـره يعني جم ؟ "
" يعني اشهــر , لكن بعديـها بتكون طبــيعيه "
اشهر ..
عادي يعني مو سنيــن , مجرد اشهــر .
شاف عمــر ريوله وقال " في احتمال اي اصابه من اصاباتي تكون دائمه وما يفيــد معاها العلاج ؟ "
رد عليــه الدكتــور بكل صرامه وقوه وقال " لأه يا عمــر , ان شاء الله مع العلاج الطبيعي , كل حاجه بتكون ممتازه , ما فيـش اي اصابه عندك حتسيـب اسر ما عدا اللي بجبهتك ودا شي طبيعي لأنه عميــق وفيه غرز "
توتر وبعديــن قال " يعني اقدر اتزوج "
الدكتــور جاوبه بكل صراحه " اكيــد تأدر تتجوز يا عمــر " وكمل " الأصابات مؤقته ان شاء الله , ما هياش للأبد وفي رجليــك بس ما هياش بظهرك "
هذي عقــبه وراحت ..
ما في اصابه مؤبده , كل اصاباته مؤقتــه ..وراح تتعالج خلال اشهر ..
" يعني ان تزوجت ألحيــن ما راح تنظلم معاي بفترة العلاج الطويلــه و .. "
هز الدكتـور راسه وقال " لأ ابدااااا , ابداااا يا عمـــر "
حط عمر ايده على عيــنه ..
وفجأه قال له الدكتـور " انته عاوز تتجـوز يا عمــر ؟ "
طلع عمر صوت ساخر " هه ..ايه افكــر "
ويا ليــــتني ما افكـــر بالموضــوع , وياليـتني ما افكــر , بس ما ني قادر امنع نفســي ..
" اتجووووز يا شيـــخ , وانبسـط يا عم "
عمر شافه بأستغراب .. اهم شي يقوله تزوووج !
قام الدكتــور وقال " عاوز حاقه تانيــه يا عمـر ؟ "
هز راســه بالرفــض ..
وقال " بس لو سمحــت إذا ممكن تنادي الممرضـه مره ثانيــه "
" حاضر "
خالد :
طلع من الغرفــه ..
نزل للوبي بالفنــدق وافكاره من سئ لأسـوأ .
ماسكته من ايده اللي تعوره , ما يقدر يتخلى عنها , وعلى الطفل اللي يجمعهم .
حتى لو ما يقدر يتخلى على الأقل لازم تتعلم ان هو ما راح يكون دايما تحت امرها , ويسمع كلامها , مثل الصبي .
اللي قاهره انها ما تعلمت من المره الأولي , ومن فراقهم بالأول ..
راح للأستعلامات ..وتذكر كلمة عمر اليوم
لازم يتصل على هالسمانثا , يحس ان وصيــة عمر مثل الثقل على صدره .
اتصل على رقم الغرفه اللي معطيــه اياه عمر وسمع صوتها ..
" hello " (مرحبا )
" hi , umm sam " ( مرحبا , امم سام )
" yes ! how can I help you " ( نعم , شلون اقدر اساعدك ؟ )
" I'm Khalid " (انا خالد )
سام لما اسمعت الأسم ما حســت بنفسـها إلا واهي قاعده على السرير ..
حسة برجفه بصوتها لكن ما اهتمت انها تخفيــها
" Khalid ,Khalid .. Omar ? " ( خالد , خالد ..عمر ؟ )
سمع رجفة صوتها الواضحــه , عمر عرف انها راح تكون بهالوضع عشان جذي وصاه , ولا عمــر ما يطلب من احد شي إلا ان كان مهم ..
" he is ok …" (اهو بخيـر )
قاطعته وقالت "where was he ? " (وين كان ؟ )
هو ما خلص من ابلاغ مها , عشان يبلغ هالمرأه , الحريم صعــبه تبلغهم هالأخبار السيئه , بس هي المفروض تتقبل الموضوع خاصه انها ممرضه .
قال بهدوء " he had an accident three days ago " (اهو تعرض لحادث من ثلاثة ايام )
اصرخت " ooooh my God , oh my God "( اوووه يا ربي , اوه يا ربي )
وهو اللي توقع ان ممرضه بتكون ردة فعلها احســن من الحريم الباجي , اطلعت مثلهم
" he is ok now , just tow broken legs " ( اهو بخيـر الحيــن , بس عنده رجليـن مكسـورين )
" what happened ? " (شنو صار ؟ )
الجزع بصوتها كان كافي انه يوضح مشاعرها
" car accident " (حادث سياره )
" I want to go to him , right now , please Khalid right now " ( انا بروح له ألحيــن , ارجوك يا خالد , ألحيــن )
خالد انا وش اللي بلاني بهالموضوع , وشلون اقنع هذي ! .
"sam he is getting his rest right now ,and it's too late for a visit "
( سام اهو ألحيـن يرتاح , والوقت متأخر على الزيارات )
شافت ساعتها , ما تقدر غيــر انها تعترف انه معاه حـق , اهي كانت حاسه ان عمــر غيــر عن كل الرياييل , ان عمــر ما يخلف بوعده , وانه اكيــد فيـه شي ولأجل كذا ما اتصل او تكلم ..
سمعت صوت خالد يسألها " sam are you still there ?" ( سام انتي لما الحين معاي على الخط)
" yaa I'm , you are right ,but when can I visit him? " ( ايـه , معاك حـق ,لكن , متى اقدر ازوره ؟ )
) " tomorrow , would be fine "باجر , الوقت راح يكون ممتاز )
هزت راسها بالموافقه ..
وبعدين استوعبــت انه مو قبالها وبالتالي ما راح يشوف حركتها
" ok….. umm the hospitale please ? " ( اوكي .. اممم المستشفى لو سمحت ؟ )
رد عليها بأسم المستشفى .
واهي ردت عليــه بالشكــر ..
وانتهت المكالمه ..
خالد توجه لغرفته , اما سام فبدت تبجي واهي حاسه بالألم لمصاب عمــر ..
عمـــر :
كان قاعد وقباله التليــفون اللي جابته له الممرضـه .
كان يدق الرقم ولما يوصل لأخر رقم يغلق التليــفون .
يارب ان كنت تعلم ان قراري شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري , فأصرفني عنه واصرفه عني , واقدر لي الخيـر حيــث كان ثم رضني به ولا حـول ولا قوة إلا بالله .
بغــضب ..
دق الرقم للأخــير ..
ما له شغـــل اهي له , وما راح تكون لغيــره ..
بس يكفيـــه تفكيـــر ..
انا ما راح اقصـر عنها بشي .
شنــو يعني اخليها لغيــري , هالمغروره ما راح تكون لغيــري ..
انا مو مستعــد اعيــش اللي عشــته لما رضت بفيــصل , اهو راح يعلمها انها تعيــش معاه وتعشــقه وتتمنى رضاه , وتتمنى انها تجيـــب منه اطفال .
لأ ما يبي اطفال , ولا يبيها تحبــه , بس يبيها ملكــه , يأمرها بكيــفه .
" نــعم "
سمع صـوت أبوه الصارم يجيه من الطرف الثاني من الخط.
رد على ابوه بنفس الصرامه والجديه .. " السلام عليكم يبا , اخبارك ؟ "
كان يدري ان ابوه مو عارف الرقم !
ولما عرف صوته , سمع اللهفه " عمر اشفيــك , اشصايـر ؟ فيك شي ؟؟ "
توتر لما سمع الخــوف بلهجة ابوه , كان المفروض ينطر لي باجر الصبـح " احممم , احممم ما فيني شي يبا اشفيــك ما فينــي شي "
سعــود لما عرف صــوت ولده , فزع , لأنه ولده مو من النوع اللي يتصل بهالوقت من الليل , ومن رقم غريـــــــــــب , اهووووو مريــــض !!!!!!
وبمستشفى ..!!!
ابوه قال بجديه " عمر اشفيــــك ؟ "
رد على ابوه بلهجة دفاعيــه " ابي اتزوج "
سعـود توقع كل شي , إلا ان ولده يدق عليــه بهالوقت عشان يبي يخـطب .
فقال بلهجـة تساؤل وغضب مبطن , لأنه ريم كاسـره خاطره " تبي تتزوج ! ..منــــو ؟ "
عمر وبكل جديه " ريم " وكمـــل " انفصلت عن خطيــبها اليوم , وانا ابيها "
استغرب سعـود للحظه..
و ابتسم بعدها بأستهزاء من الوضع وقال " ما شاء الله توصل الأخبار بسرعه "
حس بنبـرة الأستهزاء بلهجة ابـوه لكن رد بلهجه طبيعيه " شفت اشلــون ! "
وكمل " يبا اخطبها لي "
تكلم سعـود " اخطبها لك مثل ما خطبتها لك اول مره ؟ "
تجاهل عمر لهجة السخـريه وجاوب ببرود " ايــه مثلها بالضبط "
" اهاااااا "
وما قال ابوه غيــر هالكلمه ..
تكلم عمر بلهجـة بارده , وقال " شنـو يعني (اهاااا) ؟ "
قال ابوه بكل كســل " اهااا يعني ما راح اطلب ايد بنت الناس , وانت ناوي تطلق "
ما صدق عمر اللي يسمعه , ابوه خذا كلمته حرفيـــا ..
عض على شفايــفه السفلى بقســـوه ..حاول يمســك روحــه ..
وبكل برود قال لأبوه " اقدر اخطبها بنفســي "
" وتهقى ابوها راح يرضـى عقب ما طلقت بنته , وتركتها لمدة ثلاث سنــوات , وتزوجـت غيـرها ! "
الصمت استمر , وفجأه قال عمـر بصوت مغصــوب " يبا .. يبا انا من زمان ما طلبتك شي ..ألحيــن انا اقـولك , طلبتك يبا , ابيــها "
سعـود بس كان يبي يسمع ولده يطلبها واهو حريص عليــها , ريم تستاهل الشخـص اللي يصمم ويحرص عليها .
وقال لولده " عطيــتك يا عمــر , وراح تكون لك , لكن يا عمر ان شكــت منك انا اللي راح اوقف بويهك "
رد على ابوه ببرود يخفي وراه غضب , خاصه انه امساعه كان ضاغط على نفســه بالطلب " يبا إذا صار شي بيني وبينها , فأنا واهي ننياز , واهي تعرف تاخذ حقها لا تخاف عليها "
ابتســـم سعــود ولده مو من النوع اللي تهدده , ولا يرضي بأحد يمشي عليـه كلمته , كان متأكد انه راح يوقف بويهه بكلمه من الكلمات .
وقال " على العموم انا راح اكلم حمــد , وان شاء الله خيــر "
سكــوت من الطرفيــن وبعديــن قال عمــر " يبا ابي تكون حرمـتي بأسرع وقت ممكن , انا واهي كنا زوجيــن من قبل , ما أبي شكليات حفـله وهالخرابيـط , باليـوم اللي يعطـون فيـه الموافقه اليوم الثاني انتزوج "
ابتسم سعـود , وقال " مو جنك مستعيــل "
شكله انقرص من خطبـة ريم لفيصل !
تنهد عمــر وقال " صدقني مو مستعيــل "
سعــود قال بكل جديه " بس انت بالمستشفى يا عمر اي زواج بيكون بالمستشفى وانت مكسـر "
" خالد ومها زواجهم كان بالمستشفـى يبا يعني ان الله كتب وتزوجنا ما راح اكون اول واحد يسوي جذي , وبعديــن انا قلت لك , انا واهي متزوجيــن من قبــل , وما راح نسوي زيطه و زمبليـطه , وخيـر البر عاجله "
سعـود فكـر فيها للحظه وبعديـن قال " على راحتك , انا راح اكلم حمد , وانشـوف , مع اني ما اظن ان حمد بيوافق "
قال عمــر بقوه " بيوافق يا يبا , ان انت تكلمت معاه واقنعتــه بيوافق "
مها :
مها ألم ظهرها بدا يذبحـــها ..
من أول ما طلع خالد , ويزيـد الألم بكل ثانيـــه ..
لدرجه انها اصابها الغثيــان من الألم ..
واااااي مهي عارفه كيــف تقلع ملابسها , لازم تلبــس بيجامتها , لكن الألم مو مخليــها تتحرك ..
اقعدت بعجـــز بفراشــها بعد ما افصخــت بلوزتها الخضرا الواصله للركبه وبقت بالبدي من غيــر لا تفصخ بنطلونها .
كانت لابسه بنطلــون بيــج ناعم , نزلـــت عيــنها للبنطلــون اللي لازم تفصخــه بتعــب , واشهــــقت ..
ارفعت راســها لما اسمعت صــوت الباب يفتـــــح ..
خالد كان داخل واهو عاقد النــونه ..
قالت له بصوت رايــح , وهامـــس " خـالد "
لما رفع عيــنه لها بضيــق ..
قالت له بخـــوف " دم "
الكاتبه
black widow
اللهم اني استغفرك واتوب اليك
للهم اني استغفرك واتوب اليك
للهم اني استغفرك واتوب اليك
للهم اني استغفرك واتوب اليك
البارت السادس والعشــرين
*** وكل غيمة بعدها تبي تشرق شموس,,,, محال طول الوقت يبقى جونا غايم***
خالد :
المسـتشفى ..
مو عارف كم صار لهم بالمستشفى ..
حاس ان الزمن توقف من قالت , خالد ...دم .
خذوها الممرضات والدكتـور , وادخلـوا فيها حجره !
لأول مره بحيــاته يحــس انه على طرف انهيار عصبــي .
يا رب ....يا رب..
مرر ايده بشعــره للمره الملـــيون ..
من الخــوف عليها وعلى الطفـــل .
يا رب , يا رب..
كان جالس على الكرسي رجله مو قادره تشــيله ..
مســـند كـوعه على ركبتــه , وشابك ايده اقبال وجهه , وعاض على ابهامه بقســـوه ..
ان صار فيها شي , راح يكون بسببه , اهو اللي راح يكون السبب ان اهي أو الطفل تعرضوا لشــي
انا الغبي ..
غبي ..
(خالد ..دم )
(خالد ..دم )
(خالد ..دم)
حس بوفوران المشــاعر يغمـــره ..
غطا ويهه بأيده ..
ومررها بشعره , ما راح يقدر يستحمل ان صار فيها شي .
كان المفروض يقدر وضعها , كان المفروض يستحمل جنـونها على الأقل بفتـرة حملها .
بس هو ما قدر , وما فهم ان وضعها حسـاس , وان نفسيتها راح تأثر عليها .
رد يعض على ابهامه بقوه ..
يارب لا يكون فيها شي , يارب احميها , يا رب ساعدها .
الكويت قبل الخلاف بين مها وخالد بثلاث ساعات :
مها كانت جايــه للبيـــت من الشغل ابكــر من المعتاد , عشان تفاجأ خالد .
خالد موجود بالكويــت , موجود معاها , تحس نفسها عاجـزه عن التركيــز على اي شي غيــره اهو , كانت متحمســه وايد والأبتسامه مو راضيه تتزحزح من شفايفها من الفرح اللي حاسه فيه , خالد صار له عندها اســـبوع , وهذا الشي ينقــلها لعالم ثانـــي , لعالم الفرح والسعاده .
أول ما وصلت للبيــت , تفاجأت بسيارة أبوها سعــود !!!
أبوها سعـود ما قط جا لهم , ما قط زارهم , إذا يبيهــم اهم اللي يروحون له !
حاولت تتجاهل الموضوع ..
ان جا ابوها سعــود فحياه الله ..
ان ما شالته الأرض تشــيله عيــونهم , الحمدلله انه جا عشان يسلمون عليــه قبــل لا يسافــر
اعز ناس عندها متيمعيـــن , ما بقى إلا عمر , وتكمل المجموعه , يا حبي لهم ..
واصفطت سيارتها بالكراج الخاص بالبيت ..
كملت طريقها مشي للبيت اللي يجمعها مع حبيب قلبها ..
خالد تحبـــــه ....حتى كلمة تحبــه قليله باللي يشعـــر فيه قلبـــها ..تعشــقه يمكن انســـب ..اممم حتى كلمة تعشــقه قليله , يمكن مشاعرها اكبــر من هالكلام بكثيــر , بكثـــير .
صحيح ان زواجهم كان سريع , لمرض ابوها بس الحمدلله ألحيــن بعد مرور سبع سنوات تقدر تقــول انه زواج سعيد وناجح .
تتمنى اليوم اللي خلاص تنتقل فيه للسعــوديه عشان يكونون كل يوم مع بعض .
كانت تتمنى يكون عندها اطفال , وان شاء الله ان استقروا اهناك راح يكون عندها , لأن خالد رافض فكـرة انجاب اطفال بالوقت الحالي ..
اكتأبت لما تذكرت رفضه للفكـره
وهذا من الأشياء الغريبه بزواجهم !
لما بدا عقلها يفكــر بغرابة وايد اشياء بزواجهــم ...حاولت تشتت نفســها !
ما تبي تفكــر بهالموضوع تبي تثق بزوجها وبس !
لكن عقلها أبى إلا ان يذكر غرابة العديد من الأشياء
الغريب ان ولا احد من اهله اتـصل عليها , أو كلمها طول هالفتـره , والأغرب عدم رغبتـه بوجودها بالسعـوديه , والأغرب وأغرب عدم رغبته بالأطفال ..
ما تقدر تفكـر بأسباب هالأشياء , خالد مو معقــول يسوي فيها شئ سئ , لازم ما تكون غبيه وتطبق سوالف البرامج ومشاكل البنات على نفســها , وتخرب زواجها , لازم تثق بحبيبها , لأنه يحبها وهذا كلام ابوها , وبعدين خالد صديق عمر !
بدت تتذكر الأشياء الجميــله بزواجهــم .
وعلى وجه الخصــوص ...
تذكرت الموقف اللي اعلن فيه ابوها عن خطبة خالد لها وهو بالمستشفى , وتذكـرت على وجه الخصوص كلمة ابوها قبل ما تقـبل الزواج
(( ( مها تقدم لج خالد ولد جاسم , صديق خالج عمر )
وسمعت ابوها يكمــل ( مها خالد يحـــبج )
وجهها صار احمـــر , وعضت على شفايفها , من الخجل , والحيــا ..
ابوها من صجـــه !!
ابتسمت رغما عنها .. معــقول خالد ..
وسمعت ابوها يقول
( طول عمره كان يحــبج ويتمنى قربج , لكن كان ينطرج تكبريـــن , وألحين انتي كبرتي , خلصتي الثانويه , وبتروحيــن الجامعه ............. ها موافقـــه ؟ )
حلم اي فتاة انه خطيبها يكون يحبها من قبل الزواج تحقق , انه مو متقدم لها عشان اسرتها مو عشان امه قالته , مو عشان اهو مرتاح وبس , لأ لأنه يحبــها !
وهالشي دغدغ مشاعرها البريئه , اللي ما قط احد لامسـها , يعني اهو يحبني و ما قط بين لي هالشي , ما حاول انه يتكلم معاي من قبل , ما حاول يجرني لطريق اغضب فيه ربي , وهذا دليــل على حرصه علي وعلى شرفي .
تخيــلت شكله , هذا راح يكون زوجـي , هذا كان يعشقني قـبل الزواج ..
ما قدرت ترد على ابوها , على الرغم من ان الموافقه على طرف لسانها .
سمعت ابوها يقـول ( مها , مثل ما انتي تدرين اني مريـض , وبسافـــر للعلاج )
ارفعت راسها لأبوها , وتغيــر مزاجها , من طاري هالموضوع .
( وابيــج تتزوجيـــنه بأقرب فرصــه ,خاصه اني موافق عليــه يا مها , اهو ريال كفـــو , ويعتمد عليــه وانتي ما راح تلاقين احســـن منه , ويحبــج ! )
وسكــت وبعدين كمــل ( شرايج بباجـــر ؟ )
( مها الريال يحبــــج وانطرج فتــره طويله , حرام تنطريــنه اكثـــر , هذا غيــر اني مسـافر , وابي افرح فيــج قبل الســفر )
طالعت ابوها للحظات , ولمحت نظرة الحيــاة , والحمــاس , وهذا خلاها من غيــر شعــور تهز راسها بالموافقــــه ..خاصه انها تعـرف خالد طول عمرها تقريبا , صحيح انه علاقتهم غيـر شخصيه , لكن دايما كانت تشـوفه مع عمر , دايما تشـوفه مع ابوها , تسمعهم يكلمونه , وشخص تعرفه احسن من اللي ما تعرفه ,وشخص يحبها احسن من اللي ما يحبها .
المشاعر داخلها تجاه خالد , زادت رقه , اهي من صغـرها معجبــه فيه , مجرد اعجاب برجل ما تسمع عنه إلا كل طيـب , وتدري انه ريال والنعـــم فيه .
أما ألحين فبعد ما اعرفت انه يحبــها ..يحبــــها من كانت صغيــره , وانه متقدم لها , حست برقــه عجيــبه تجاهه .
لكن اللي ما كانت تعرفه مها , سالفة ان خالد يحبها من صغرها كانت مجرد فكـره اخطرت لمحمد لأجل يقنع بنته ام 17 سنه , الرومانسيـه , بالزواج , وان هالشي غيــر صحيح ))
ابتسمت بعد هالذكـرى الحلـوه على قلبها ..
يعني بالله عليكم احد يشك بأحد بعد ما يكتشـف هالحب كله .
ادخلت من الباب الخلفي , لأجل ما يحســون فيها , كانت تبي تبدل ملابسها لهدوم حــلوه , وتحط مكياج ..وتنزل لهم
اطلعت من المطبــخ ومرت قرب الصاله , اللي المفروض يكون فيها خالد , وأبوها سعــود .
كان الباب مطرف (مفتوح قليلا) .. لكن اوقفت فجأه بعد ما اسمعت اسمها ..
أبوها سعـود وخالــد يتكلمون عنها !
تلفتت , وكانت راح تبتعـد , لكن فضول دفعــها للوقوف .
خالد كان يقول " أنا و مها ! "
خالد كان جالس بمواجهة عمه سعـود اللي فاجأه بهالزياره الصباحيــه ؟؟
علاقته مع عمه اصبحت عاديه لكن يكسـوها الجفا , مختلفه عن العلاقه اللي كانت تجمعهم قبل زواجـه من مها .
لكــن كلمة عمه سعـود , اللي قالها بعد ما جلـس فاجأته اكثـر من الزياره ( انا ياي اتكلم عن مصـيرك انت ومها !! )
سعـود الصارم " انا وصلتني اخبار وحاب اتأكد منها منك انت بالذات ؟ "
اسلوب عمه سعـود يأكد ان فيه شي خطيـر
وش يبي عمه سعـود , ايش يعني مصيرك انت ومها , وما ادري وشووو , خاصه انه يتكلم ببرود , وعنجهيــه , وهذا خله خالد يرد عليه بنفـس البرود " سم يا عمي ! "
شاف خالد وجه عمه سعـود كيف زاد البرود فيــه , و زاد عليه عدم الأستلطاف ..
" كان ودي لو محمد موجود , واثبت له اني كنت صح برفضي لزواجك من جوهرتنا "
خالد اهني شد على اسنانه , هذا استفزاز واضــح , لكن جاوب بأدب " عمي ما أظن اني قـصرت بحق بنتكم لأجل تقول هالكلام "
مها كانت تسـمع الخلاف اللي بينهم واهي منصدمه من معاني الكلام ..
شنــو يعني ؟؟
عن شنوووو قاعدين يتكلمون , ما اقدرت تتحرك من مكانها ..
وكمل خالد "ان كان عندك كلمه يا عمي بدها "
القســوه الكبيــره تجلت بملامح الرجل العود , وقال " خالد انت معلن زواجــك من مها ؟ "
صدمـــه ..شالســؤال من ابوها سعــود ..شالكلام ..
لكن توقعـــت من خالد الإجابه السريعـــه لكن الصمت كان اهو رد خالد .
اسنـــدت حالــها على الطــوفه اللي قربــها .
مستحيـــل ..
وحطت ايدها على فمهــا ..
سكــوت خالد كان صادمــها , ليش مو قاعد ينكــر ..
يلااااااا يا خالد , تكلــم , قول ..
انكــــر
قوله انك معلن الزواج ..
طلبتك قــول !
كلما مرت الثــواني وما تسمـع معاها رد خالد , كانت تحس ان قطعه من قلبها تموت ..
خالد سكــت , وبعدين رد بلهجه قـويه " أكيـد معلنــه , الكل بالكويت يعروفون "
ما كان ابدا متصـور ان هذا موضوع عمه سعــود !!
لأول مره يتواجه بهالموضوع ..
لأول مره احد يتكلم معاه فيـه , والصراحه ما كان عاجبــه ..انه ينحط بهالموقف
اكره المواقف لما تدري انك غلطان , ومتمادي بالغلط , وتحاول انك تتعامل عادي
رد عمه سعــود بنفس اسلوبه القاسي " لا تحاول تتذاكى , السعــوديه , اهلك يدرون ؟ "
سكــوت وبعدين رد خالد " انت ادرى بالجـواب "
خالد شاف النيــران اللي شبت بعيــون عمه سعـود ..
سعــود كان عارف كل شي ..
لكن محتاج انه يسمع هالكلام من خالد نفسـه , ومثـل ما علم اعياله البرود اتسم اهو فيــه , حتى بأصعــب لحظاته عليــه .
اي شخص متوقع صراخ ما راح يناله من سعــود ..
وقال بكل برود وقسـوه " كان المفروض محمد يتـوقع هالشي من ريال اهو خاطبــه لبنــته "
اهي شقاعد تسمــع , شالخرابيــــط , شالكلام ..
منــو خاطب حــق بنتـــه
ابوها محمد .. ابوها محمد ..خاطب خالد لها
إذا كان هالكلام صحيــح ..!
اكيــــد صحيح , أبوها سعــود ما كان معـقول يفتح هالموضوع إلا ان كان جاد
ما اقدرت تستحمـــل , انهار عالمــــها ..
حســـــــــت بأحرااااااااااااج .
حســــــت بجـــرح
حســــــــت بالمــــوت
اخر شي كانت متوقعـــته , اخر شي ..
كان عندها اعذار وايد في مخها له , لكن بالوقـــت الحالي عاجزه انها تجيــب اي شي منها .
لأ خالد يحبها , أبوها قال لها يحبها من كانت صغــيره .
مو بس يحبـها ...اهله يدرون ..
لازم يدرون ..
مها ما كانت تقدر تسمع اكثـــر ..
بس خلاص , ان اسمعت اكــثر راح تموت , راح تنهار
بعدت , بعدت ..وراحت للمطبخ القريب ..
عقلها يحاول يرتب الأفكار , شلون ألحين , شـلون ؟؟
اتحس بنفســها انرمت للقاع , ومنطقه اخفض من القاع تحــس انها منهاره ومنتهيه ..
احلامها انهارت
اما خالد فكان حاس انه يقصد يهينه بهالجمله , وما يقدر يلوم عمه سعـود !
لكن الموقف بينه وبين عمه محمد ما كان كذا ابدا , واهو مو مضطر انه يقول شي عن الموقف لكن هذا ما يمنع انه تفاجأ , إلا انصدم... من معرفة عمه سعــود بجزء من السالفه , هالموضوع ســر , بينه وبين عمه محمد , المفروض ما احد يدري فيــه ..
قال بصوت هادي جدا يخفي اللي داخله " عمي المطلــوب "
ألتقت عينه بعين عمه سعـود اللي زادت قســوه ..
قام عمه من مكانه وقال " انا ما راح اهدم بيـــت حفيــدتي , لكن لك اسبــوع , ان ما اعلنت الزواج , قول لها مع السلامه , بعد رجعتي من السـفر راح اتوقع ان المسأله محلوله "
سعــود كان عارف بمدى ارتباط مها بخالد , وهذا اللي كاسر ظهره واللي امنعه من عمل العديد من الأشياء , لكن خلال هالأسبـوع ان ما صلـح خالد الوضع حسـابه بيكون معاه عسيــر ..
اســبوع هذا اللي قدر انه يعطيه لخالد ..
ما قال لأحد من خوال مها , ولا قال لأحد لأجل ما تكبـر المسأله لكن تحمله للمسأله ككل , كانت معوره قلبه..
كان مستعد يذبــح خالد اول ما عرف الخبــر
لكن هالعمــر الطويل علمه شي واحد ان التسـرع أغبى تصـرف معقــول يتصرفه الأنسان ..
وبالتالي فكـر بأحســن حل , لأهمية مها عنده
خالد بدا يحس بقلبه ينبض بأسرع من المعدل الطبيــعي ..
مو معقــول يقصد انه راح ياخذ مها منه ..
مهو من حق احد ياخذها , هي تحبـــه , وزوجتــــه
وهذا خلاه يقول " هذا الشي خاص فيني وبمها , وما احد له دخــل فيه "
سعــود شاف شحوب ويه خالد
الظاهر انه حكم عليـه خطأ .
مها مهمه لخالد بطريقه يمكن خالد نفســه مو مستوعبها ..
لكن هالشي مو مهم , المهم ان مها تستحق الإحترام اللازم ..
ما سأل سعـود , خالد عن اسباب اخفائه للموضوع لأنه الأسباب مهي مهمه , المهم هو الإخفاء نفســـه .
ما يظن ان في اسباب كافيه أو مقنعه راح يقولها خالد له عن الموضوع .
بأسلوب غيـر قابل للمناقشــه " انا قلت كلمتي يا خالد... اسبوع واحد... بس واحد .. وبعده انا اللي بتصــرف "
وطلع ..
تارك خالد وراه .
خالد اللي اول مره يتعرض لتهديد مباشر متعلق بحياته بمها , ألحين يواجهها ..
اصلا كيــف غاب عمه سعــود عن باله , وعقله ..
كان معيــش نفســه بعالم احلام , يظن نفســه هو ومها لحالهم بهالديــنا !
لازم يقول لها عن الوضـع ..أو يوفر على نفســه المشـاكل معاها ويقول لأهله ..
كان يدري ان عمه سعــود يقصد كلمتــه ويعني كل حرف فيها
قام من مكانه ..للمطبـــخ ..يبغى مويه يبل فيها ريقه !
لكن وقف على اعقابه لما شاف الشخص اللي جالس , ومخفي وجهه بين ايديه ..
من متى هي هنا ؟؟
و ليــه مهي موجوده بالشغــل ؟؟
لأ يا ربي , لا يكـــون اسمعت , يا رب .. هي ما اسمعت ...
لكن هالشي ما بان عليه لما قال بكل هدوء " مها .." قطع جملته منظر وجهها لما ارفعته له , لكن كمل " من متى انتي هنا ؟ "
مها تأملت تعابيـــر ويهه , كانت تعابيره عاديه جدا , ما جنـــه اهو ويدها سعود كان يتكلمون عن موضوع متعلق بحياتها , بمستقبلهم مع بعض ..
حاولت تقـول بطريقه عاديه , ولا مبالايه " من بداية جلســه الحقيقه والصراحــه "
هز راسه بالموضوع من غيــر اي اهتمام , أو هذا اللي كان ظاهر ..
ما كان في اي رد منه ...
ما انكر حتى المسمى اللي اطلقته على الجلســه !
وهالشي خلاها تكمل ..بنفس الطريقه مع ان اللي داخلها يتقطع " صج كلامه ؟ "
تحرك من مكانه , وراح للثلاجه وطلع منها عصيـر ..
رد بهدوء " اي كلام بالضبـط ؟ "
ما اهتمت بسـؤاله لأنها عارفه انه عارف اهي اشتقصد وقالت بنبره رجــاء غير مقصوده " انت بس قول لأ مو صحيح الكلام , وانا راح اصدقك .... بس قول لأ "
خالد كان عارف انه يقدر ينجو ان كذب بهاللحظه , ويهدي الوضع إلى ان يرد يفتحه بيوم ثاني ويعلن صحته لكن على طريقته ..
لكنه سكت ..
قامت من مكانها و قالت له بنبره آمره هالمره " قـــول لأ .. قول لأ انا قايل لأهلي عنج , قول لأ انا متزوجج لأني حبيتج من كنتي صغيــره , قـــول .."
سكــوته نرفــزها
و بكل عصبيــه قالت " ليــــــش مو قاعد تقـــول انه يتغشمــر , قول اي شي .. "
لما شرب رشفــه من العصير .
لما شافت ان ما فيــه فايده , كان عندها امل ..
كان عندها امل بســيط ..
لكن الكارثه حلت عليها , وسقطت فوق راســها ..
كان ودها تنشق الأرض وتبلعها .
عطتـــه ظهرها , ما تقدر تتكلم , ما تقدر تشـــوفه ..
انا بكـــابوس , ويـــــــــــــع انا بكابوووووووووووس ..
يا رب اصحى منه
يا رب ..
نيــران داخل صدر مها ..
اهي زوجـه بالسـر !
زوجـه مو مهمه , مو مفتخر فيـها , زوجـه انجبـر فيها من باب عرفان الجميــل ..
اتحـــس كأن على راسها يافطه تعلــن للجميــع , للكل , انها غيــر مهمه ..
خالد شافها , ما كان عنده بالوقت الحالي اي كلام , اي عـــذر ..شكلها , وحركــة جسمــها كانت تعبير عن الإنهزام , وهذا حــرك فيــه شي , آلمه ..بطريقه غريبــه ..
مها كانت دايما مصدر راحتـه , ما يبغى يكون هو بأي لحظه مصدر زعلها ..
قال " مها ..."
ما تبي شفقــة احد , ما تبي عطف احد .
انا وحده مخدوعه وغبيه .
انا وحده من اللي تنقرا قصصهم بصفحة المشاكل بالمجلات ..
لفت عليه بعصبيــه وقالت " متى كنت ناوي تقــولي , لما انييب اول طفــل لنا ..."
شافها وما علق ..
ارفعت ايدها لفمهـا , وهزت راسها بنفي بهستيريه من الفكره اللي اخطرت لها , وقالت بهمـس " عشان جذي احنا ما عندنا اطفــال صـح , عشان انت ما تبي اطفــال مني .."
اهني قاطع كلامها الغيــر منطقــي " مها , يكفي .."
اما اهي ما اهتمت لمقاطعته , وقالت واهي مستغرقه بالتفكيــر " لأنك مجبــور علي , ما تبي نرتبــط ببعض ..بطفــل , وماتبي تعرفني على اهلك .."
لا الموضوع وصل لحد التفاهه , وش هالأفكار الغبيه .
وقال بصوته اللي كله صرامــه " مها لا تصعبين الوضع على حالك ! "
ناظرته , وكتفـــت ذراعها ..
قاعده تكتم دموعها ..ما راح تبجي جدامه ألحين , ما راح تبجي جدامه
قالت بقوه , بعد ما تماسكــت اهي ما راح تضعف وخاصه ألحيــن " ما ينجـبر قلب على قلب ! "
حط العصيــر على الطاوله , ما كان فاهم قصدها , لكن ما يقدر ينكر ان كلامها ترك اثر على نفسيــته , وعلى اعصابه , أثر سئ , سئ مراااااااا , لكن ما كان بايــن على وجهه ..
وقال بصرامه " وش القصد ؟ "
" مثل ما تقــول الكلمه , انا ألحين عقب ما دريت انك ما تحبني , صرت ما ابيك !! خاصه انك اكبــر مني "
مستحيــل تقــول هالكلمه , مها له , وتحبــــه , ماراح تتخلى عنـــه
شاف رجفت شفايفها ..
ونقل نظره لوجهها ...
كلامها وتعابيرها متناقضيــن لكن يمكن فعلا تقصد كلامها , وهذا خلاه يقــول بقوه " عن الكلام الفاضي , اللي ما له اي معنى "
مد ايده وخذا العصيــر وطلع من المطبــخ ..
لحقـــته , ومسكـــت ذراعه ..
كلام فاضــي , اهي كلامها فاضي ..
لف عليها بغضــب , بس اهي ما اهتمت , تركت ذراعه ومسكت قميـصه من جهة الصدر , ومسكته بقبضتها ..
" انت ويـــــــن احســاسك , ما تفــــــــهم انا شنــو صار فيني ما تفــهم , انا انهار عالمي للتو , وانت مو مهتم ..انـ ...ـا "
انقـطع كلامها بالصيــاح ..
" انـ..ـا .... ما اقـ ..ـدر ...حـ..ـرا..م .."
ايدها رخت من على قميـصه , وخبـــت وجهها بصدره ..
" ليـ....ـش ...آآآآآآآ لــيـش ...حـ..ـرام ...عليــك ..ليـ..ش ما تحبـنـ...ـي "
حط ايده على راســها بحنان ..
ما كان يبغى يكونون بهالموقـــف ..
ما كان متوقع هالردة الفعل ..
يالله , يا الله ..
قلبه فاض بالكره لنفســه لهالأنانيــه , لكن ما في داعي مها تتكدر للدرجه ذي ..
هو مستعد يصحح المسأله ..
مها لما حـــــــست بأيده على راسها , كرهت عمرها , ودفــته بكل قســوه ..
ما تبى شفقــه !
ما تبي تكســر خاطره ..
مسحت دموعها من خدها بقســوه , واهي تنقل كل كرهها للوضع على خدودها الرقيقه .
وبين شهقاتها ..
" انا ما احبـــك , اكتشـــفت اني ما احبـــك , انت اكبـــر مني , وانا ما ابيك ألحيــــن "
دفتها له , وابتعادها عنــه كانوا اكبر دليل على مدى توترها منه , أول مره تبتعد عن حضنه بالطريقه ذي !
لأول مره .
ما تصور بيوم ان ابتعادها عنه كذا راح يجرحه ..
نفسيتها ما راح تسمح لها بسماعه ..ابدا
هو ما يدري ليــه لما قالت انها ما تحبـــه , حس انها اجـرحتــه !! ..
لأ هي تحبـــه , لازم تحبـــــه , ولا عمه سعــود راح ياخذها منه ..
لكن أثنينهم متوترين ألحيـــن , وهذا راح يخليــهم ينطقــون كلام غبي ..
وهذا خلاه يقــول " مهو وقــته ألحيــن "
اضربت رجلها مثل الأطفال , وقالت " امبلاااااااااااا وقتــــه , ابي اعرف كل شي ألحيــن , ألحيـــن ...قــولي لأ هالشي ما حصــل ...."
اقطعـــت نفســها لما استوعبــت انها تبيــه لما ألحين ان ينكـــر , ادموعها انزلت , لكن كملت بقســوه واهي تجرح نفســها أكثر مما هي تجرحــه " .. أو قـول امبلا هالشي حصــل , انا ما كنت احبــج , وما كنت شايفج , وابوج اعرضج علي , وانا تزوجتج على اساس العشـره , والفشله من ابوج , ولا انتي ما تحركيــن فيني شعــره , واهلي ما يدرون عنج , ولا شي قــــــول .."
التفاهم بهالوضع ما راح يفيدهم ..
وخاصه انها ما راح تقدر تتفهــم دوافعه , أو حتى اعذاره , اعتذاره اصلا وهي بهالحاله ما راح يكون مقــبول .
واهو يحتاج انه يهدى بعــد , هالتجربه كانت فعلا ضاغطه عليه .
ما كان مفكـر بعواقب فعلته !! وهذا مخليــه حاسس بتأنيب الضميـر , تجاه عمه محمد , وبالتالي حاس بتأنيــب الضميــر معاها
وهذا ادفعــه انه يتحرك , وعطاها ظهره , وقال بهدوء " انا طالع ! "
كادت انها تطيـح من طولها بعد كلــمته ..
ما تصدق بعد كل اللي صار , ومن غيـــر انه يهتم بأنه يدافع عن نفســه او يعتذر , ببساطه يقـول ( انا طالــع )
لحقـــته بكل عزم للباب وقالت " ابوي سعــود احســـن منك , انت ولا شي , ولا شي , وانا ألحيــن ما احتاجــك , بعد ما عرفت حقيقتك "
لكن هو ما التفت عليها , ولا علق على الكلام وعشم نفســـه انها تقول هالكلام لأنها مجروحــه وطبعا المجروح دايما يقول كلام ما يقصده ..
اما اهي ..فكانت فعلا مقتنعـه بكلامها , اهو يستاهل , صحيح كلامها , ابوها سعــود احســن منه ..
ليش ما اعتذر ..
طلع من غيــر اي تبرير , أو تعليــق على ولا شي ..ذبحها بهالشي , ذبحــها
بس ما عاد فيها تستحمل , اهي انجرحت وترفعـــت عن جرحها , وتنازلت عشان تسمــعه على الرغم من هذا كله .
لكن اهو ما اهتم فيها ..
ليــــــش يهتم , مغصــوب عليها ليــش يهتم !!
تحركت من مكانها بسرعه بعد ما اخطرت لها هالفكــره , وطلعت جنطتها وحطت فيها كل أغراضها ..
أول مره تحس بطعنـــه بكبريائها جذي , أول مره تنهان هالطريقه ..
ما راح تقعـد معاه اكثـر ان كان حاس انه مجبـور عليها
اكــيد كل الناس تدري ..
روان , رزان , صديقاتها , ربعها , بنات خالتها ..
اهي دايما , قربه , وواضح عشقها له , وأكيد الكل يدري انه مو مهتم , و لا يحبها اصلا , ومستحي منها .
الله يسامحك يا يبا , الله يسامحك , ليش عرضتني عليـــه جذي ليــــــــش ..
لما تذكــــرت كل الكلام اللي انقال ..بين ابوها سعود وخالد .
وقفت عن وضع الأغراض بالشنــطه .
واقعدت على الأرض ..
مستحيــل تقدر تعيـــش واهي بهالوضــع
قامت من مكانها للمره الثانيـــه وخذت شنطتها وافكارها تدفعها اكثــر , انها تتركــه .
راحــــت لبيــــت ابوها سعـــود .
اللي ما كان فيــه اي احــد ما عدا خالها غانم , اللي شافها بأستغراب لكن لما رمت حالها عليــه ببكي , طلب منها انها تروح لغرفتها ..
خالد رجع للبــــيت وقت المغرب ..
طول الفتره اللي مضت كان يفكــر باللي ســواه .
والوضع اللي وصلوا له ...
فكــر بغلطته , لكن مها راح تفهــــم , مها تحبـــه
مها لأول مره تقــول كلام قاسي كذا , مهما اختلفوا كانت دايما حنــونه ..هذا اكبر دليل على جرحه لها .
لازم الحيــن يتفاهمون
لما وصل للبيـــت ..ودخـــل
لاحظ الهدوووء اللي غامر المكان .
راح لغرفتهم بعد ما لاحظ الظلام بالغرف اللي تحت ..
لما صعـد لفوق , ما كانت موجوده !
عقــد حواجبــــه , وبعد ما دور بكل مكان ..
اكتشــف انها مو موجوده ..واكتشــف اختفاء اغراضها
حـــس بغضـــــــــب , ما خطــر في باله ابدا ان المسأله راح توصــل انها تترك بيته , وتتركه كـــذا , المفروض يحكمــون العقــل , هي ما سمعــــتني بعد , ما سمعت وجهة نظري .
حس بقهـــر , واهانه
وتردد كلامها بعقـــله , الكلام اللي قالت له قبل ما يطلع ( ابوي سعــود احسـن منك ) .
راح لســيارته ..
هذي فرصة ابوها سعــود ان ياخذها منه ..
راح لبيتهم واهناك قابل غانم ..
اللي قال له مها ما تبي تقابلك ..
{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}
black widow