فيصل :
فيصل افكاره متوتره من وقت لقاءه مع ريم
اللقاء اللي ما كان متصوره ولا كان متصور نتايجه , خلاه على اعصابه ..
الظنون والشــك مـــلاه
الرجل اصعب شي عليه انه يظن ان خطيبته , او زوجته تحلم بشخص ثاني , او قلبها ملك لأنسان ثاني
هذا اكبـر اهانه له , وما راح يقبلها ابد , مهما كان يحلم بهالريم .
اغلب الظن انه ابوها جبرها عليــه ..
طول الثلاث ايام , كانت فكره يلف ويدور على فكـره وحده انه لازم يحاكيها , لازم يفهم الموضوع , لكن من غيــر وجود ابوها .
لأنه ان كان ظنه صحيح فوجود ابوها راح ينهي اماله بمعرفة الوضع الصحيح .
الأيام اللي مضت من اول واخر لقاء بينهم كانت صعبه مره صعبــه
عاشها ما بين الظن والهم , وانهيار امل وحلم .
الثواني تمر عليه بصعوبه شديده , محمله بالشــك القاتل
جلس يفكر ..يفكــر بكل الأحداث اللي صارت من اول خطبته لها
ألحين اصبح كل شي في محله , ومكانه الصحيح :
عدم قبولها بالعرسان لمده طويله بعد طلاقها
عدم موافقتها على مقابلته
تصرف ابوها مع عمـر ذاك اليوم بالمطار اللي هو استغربه
واخيرا لقائهم اللي وضح له حاجات كثـيره .
كل دقيقه تمر يحس انها فعلا مجبوره .. وهذا الشي مهو زين لمستقبلهم مع بعض ..هذا طبعا ان كان في بينهم اي مستقبل
عصب من حاله وقام من مكانه ..
ما يقدر يعيش كذا لوقت أطول اكيد في حل , اكيـد يقدر يوصل لنتيجه بطريقه أو اخرى ..
اليـــوم ..
اي نعم اليوم لازم يوصل لشي يريح باله !
لازم يسمع الحقيقه من لسانها منها هي ..من ريم.
كان يناظر من النافذه , ويتأمل سواد الليل .
وشاف عمــه حمد يخرج من العماره للسياره ويبتعد بسيارته , تأمله بعدم اهتمام , او بالأصح بأستغراب من تواجد إلى الأن اشخاص يرغمون بناتهم على الزواج , وكره بسيط متغلل لصدره لأنه هالشخص اجعله بهالوضع الغيـر المفهوم ..
عقــله التحليلي ترك المشاعر بجانب , وحلل اهمية خروج حمد .
عمه خــرج ..
همممم
خرج .. يعني يقدر يوصل لريم ألحين
بس لازم اول يفكــر , ميـــن بالشقه معاها !!
حاول يتذكــر , يعصر مخه عن اي معلومه قد يكون سمعها عن وجود شخص اخر معاها ..لكن اكتشف انه ما يدري !
وبالواقع هو مو مهتم , وان كان فيه احد موجود , وش يهمه هو ..
لازم يواجهها اليوم , قبل لا يفوت الأوان
وفكـر بأن هذي هي فرصته للوصول لريم , لأجل يفهم الموضوع , يشوف الوضع مثل ما هو بهالحقيقه , مهو مثل ما ينقال له منهم
ما تعود يأجل اعماله للغد , وما راح يأجل عمله اليوم , هذا اللي تعلمه من عمله بمجال الشركات .
الشــــــــــــك ان استمر بقلبه وعقــله راح يسممه ..
راح ينهي الموضوع اليوم , بطريقه او بأخرى ..وان كان هذا يعني انتهاء حلم بالنسبــه له
انزل الستار من ايده وابتعد ..
كان راح يظهر من الشقه ويتوجه لشقة حمد ويطلب مقابلتها بكل جرأة , صدمة لقائهم ذاك اليوم لازالت قويه على احاسيسه.
لكن لما حط ايديه على الباب , عرف ان الفكره ذي متهوره , وصعبــه مره , مستحيل وش بيفكــرون فيــه ان عمل هالشي
رد لغرفته وقرب من التليــفون الموجود عنده , وظهر جواله , ونقل رقم شقة عمه حمد للهاتف الأرضي ..
الحقيقه راح تكون بثواني عنده ..هذا طبعا ان رضت انها تكلمه
سمع صوت التليفون
توت
توت
توت
غمــض عينه بأنتظار الحقيقه
الحقيقه
الحقيقه
اه ه ه ه ه ه ه وش كثــر الوقت من اول واخر مقابله بينهم كان صعب .
مع لقطة الخط .
تنفس بهدوء ..
ريم بعد ما اسمعت صوت التليـفون وتكرار رنينه , نادت على نعيـمه مره ومرتيــن لكن نعيــمه ما كانت ترد عليها ولا تجاوبها , وبعد ما طلت على المطبخ تأكدت انها مو موجوده بالشــقه .
اهملــــت التليـــفون لكن الأستمرار المزعج , وقفها في مكانها وخلاها تجاوب
اضطرت ترد , مع ان ما كان لها نفــس الإجابه ..وما عندها النفســيه لهالشي .
فيصل سمع صوت راقي وناعم يقول " ألوووو "
كان متأكد انه صوتها ..ما كان مصــدق انه في هذا الموقف , ولا كان مصدق انه اقدم على هالخطــوه , لكن خيــر البر عاجله ..ما وعى انه ظل ساكت ولا رد على كلمتها..
ريم بعد ما شالت التليفون وقالت الوو استغربت الهدوء على الطرف الثاني ..
وردت تقــول للمره الثانيه " ألووو "
" السلام عليكــم يا ريم "
ريم حاولت تركــز بالصــوت لكن حسته غريب..
وهذا الأحساس استمر للحظه فقط
لأن عقلها رجع لها ذكريات اللقاء ذاك اليوم ..كنه عقلها يوعيها لهالصوت , واعرفت بجزء منها من المتكلم لكن ما كانت متأكده إلا لما سمعت صوته يقول " انا فيصل يا ريم "
حطت ايدها على الطاوله تسند حالها .
ردت فعلها الأوليــه انها تغلــق التليــفون في وجهه .
وش يبي فيها , لاحقها لشقتها ..
ليه متصـــل ..
ابوها مهو موجود ..
كانت راح تتكلم , لكن ما تدري ليه ينعقد لسانها ..
غمضــت عينها بهدوء , هذي هي فرصتها انها تواجهه , وتنتهي من موضوع الخطبــه .
سمعت صوته يقول " ريم , انا متصل لأجل اكلمك "
توسعت عيونها بصدمــه , يعني ما كان يبي ابوها !!
وآخرتها معه , ليــــه يكلمها , ما يفهم !! ما تبي تكلمه
لكن ما علقت على كلمته .
فيصل كان يسمع صوت نفسـها القوي .
حمد ربه انها ما سكرت التليــفون او غيــره
لكن عدم وجود تفاعل كان يوتره , ومخليــه مو عارف وش هو موقفها بالضبـط .
وخلاه يقول بكل قوه " ريم انا راح ادخل بالموضوع على طول ..............انتي مجبــوره على هالخطبـــه "
ريم اللي كانت تحضر نفســها للمواجهه والكلام ..
انصدمت من سؤاله ..
وحست بالراحه تغمـــرها بغـــرابه ..اخيـــرا احد سألها بهالفتـــره ... هالســـؤال بالذات ..
كانت راح تصرخ : وتقــوله انا وافقت لكني ندمانه وربي ندمانه اني وافقت , انا ألحين ما ابغى احد إلا عمـــر
لكن ما تدري وش فيـــه لسانها ما ينطــق
عاجـــز
ســاكت
ليه صوتها مهو راضي يطــلع ..
بدت الدموع تجري على وجهها ..
دمعه ورى الثانيه .
على خدودها الغضــه الجميــله
حاولت تفتح فمها وتتكلم , لكن اعجزت من سرعه نفســها
لكن بعدين حاولت مره ومرتيـن لما بالأخيــر استطاعت تنطق وتقــــول بصوت هامس , وراجف " ايه "
هالكلمه البســيطه والصغيــره كانت طعــنه لفيـصل ..
جلس على الكرسي القريـــب
كان عنده امل ولو صغـــير انها تقول (ابغاك , واللي فيني خجل )
صوتها الراجف والهامس , كان اكبــر دليل على انها مجبـوره عليه
بدى يسب ابوها...عديم الأحساس اللي خلاه بهالموقف , وخلاها تضطر تكتم هالموضوع كله ..
يكره الأباء الدكتاتوريــيـن ..
عافها اول ما اعلنت انها مجبــوره , مثل اي رجال حــر , مثل اي رجال خليــجي أصيــل
يعاف اللي تعافه , لكن حاول يحافظ على هدوءه ورد قال " انتي تقدرين تنهي الخطبـه ولا تحتاجي لمسـاعده "
ابغى مساعده , ايــه ابغى مساعده , رجيــتك ابغاها
طلبــتك بأعز شي عليــك اعتقنـــي لوجه الله
عطني حريتي
لكن ولا كلمه من هالكلام انقال
سمع صــوت البكــي , وبعدين سمعها تقــول بشهقة بكي " ما أقدر , ما أقدر "
الموقف كان من ابيــخ المواقف اللي واجهها بحياته , أو اللي معقــول يواجهها لكذا حس بأنه عصــب أكثــر وأكثـــر , وهذا الغضب كان موجه لحمد بالذات , ما كان متصور ان في انسان يسكت على حالة بنته كذا .
قال بهدوء " اجل اتركي الموضوع لي "
ما تكلمت , ما عبــرت ..
لكن حســـت بأمتنان لهالغريب اللي اخرجها من هالمأزق ..
احمدت ربها اللي انقذها من هالوضـع اللي ما كانت عارفه له ..
سمعته يــقول لها بهدوء " اتركك ألحين ..مع الســـلامه "
وسكـــر التليــفون ..
سمعت صوت انقطاع الخط .
توت
توت
توت
مهي مصدقــه ..انتهت الخطــبه معقـــوله , انتهت
بكل بساطــه
بكـــل بساطه
هم وضـــيق شهـــور انتهى بلحظه ..
ما كانت متوقعه ..
هو وش قال ..الخطبه انتهت ..
ببساطه !!
طيـــب هي فهمت صح ولا لأ !!
هو يقصد كذا ولا لأ ؟؟
كيـــف !!
من ثلاث ايام شافتــه , واليوم انتهت
هل راح يساعدها أكيــد ولا مجرد كلام ..ولا وشهو الوضع !
هل تصدق انه راح يساعدها مثل ما وعدها ..
صــوته يوحي بالصـدق ..
لما تذكــرت كلمته (اجل اتركــي الموضوع لي )
ايــه , ايـــه قصده انه راح ينهي الخطـــبه
بدت تبكـــي
تبكي الأيام الأخيره اللي عاشت فيــها بقهر
تبكي اللحظات اللي ما لجأت فيها لله لأجل يفرج كربتها
تبكي اللحظات اللي شكت فيها انه دعائها معقول ينقـبل
تبكي اللحظات اللي كسـرها فيها ابوها
تبكي اللحظات اللي خافت انها تواجه ابوها
تبكي براحه انها انتهت من هالمحنه على خيــر
تبكي براحه انها حره ألحين تعـبر وتقول بقلبها انها تحب عمـر من غيـر احساس بتأنيب الضمـير
اخيـــرا هي حـره , حــره
تعلمت من هالدرس عدم المغامره بقراراتها ..
الحمدلله , الحمدلله
احمدت ربها ان فيصل ما خذى المسأله بغرور وعجرفه ورفض المساعده ..
ما راح تكون لغيــر عمر , ما راح تصيـر لغيــره
وفجأه تحول البكـــا , لضحـــك ..
ضحــك سعـــيد , وفرح ..
لاحظت انها لسه ماسكه السماعه بأذنها ..
تركتها , أو بالأصح رمتها ..
سمعت صوت الباب يفتح , الباب حقت الشــقه , وكانت نعيـــمه
اللي اول ما شافتها ريم , راحت لها جــري , وضمتها
فرح ريم , وسعادتها , من خبــر انه عمــر بخيــر من كم يوم وبعديـــن ان خطبتها انتهت , كان واضح بحركاتها ..
فرحها وسعادتها غمرت جو الشــقه ..
رنة ضحكتها ملت الغــرفه
انا حره !!
فيــصل بعد ما انهى المكالمــه بغضب , راح ينهي هالخطبــه ..
الغــدر ..
هذا اللي كان حاس فيــه كان قوي , قوي جدا
تصور وضعه لو هو متزوجها ..
لو انه ما قابلها وعرف اللي اعرفه..
وش كان وضعه بيصيــر !!
كان راح يتزوج وحده قلبها لغيــره
وحده تفكــر بغــيره
وحده مجبــوره عليــه
مجرد التفكيــر بالموضوع كان يصيبه بالغثيان ..
حلمه فيــها من ايام ما شافها بلندن ايام الشتاء , اصبح بالوقت الحالي كابوس
كابوس سئ
لا جمالها , ولا رقتها , ولا شي فيها ألحين يحرك شعره فيـــه !!
الشك اللي كان يذبحه طول الأيــــام اللي فاتت , اصبح يقيــــــــــن , راح يتخلص من الخطبه
مها :
مها بالوقت الحالي كانت بغرفه عمـر بالمستشفـى ..
تناظر الساعه كل خمـس دقايـق ..
ومشاعرها على شفيــر الأنهيــار ..
خالد راح مثل عادته من العصر طالع , اهم ألحين بعد العشا بوايد ..
كان خالد يطلع من غرفة عمـر من أذان العصـر إلى اذان العشا من غيـر لا يقول اهو وين رايح بالضبط , لكن اهي تدري ..
تحترق وتموت إلى ان يرد لها ..
رفعت راسها وشافت عمـر ..ساكت ..يشوف السقف بهدوء .
و واضح عليه الأستغراق بأفكار من نوع سئ ..
اما ابوها سعود فكان يقرى اوراق متعلقـه بالشغـل !
واهي ..
اهي قاعد تحسب الثواني على ما يرد ..
قلبها داخلها بأحتجاج (كفـــايه اللي تعمليــه بنفسج لي متى بتستمرين جذي ..لي متى )
اليــوم تأخـر ولا احد بالغرفه يدري بتأخيـره او حاس فيه غيـرها ..
من كثـر ما كانت منشغله بالساعه .. كانت تحس اذونها تسمع كل دقه ..تصدر منها ..معلنه مرور ثانيه جديده
يمكن قاعد يســولف مع الأنسه سمر ونسى الوقـــت ..هذا العذر الوحيــد !
فجأه اسمعت صوت عمـر يقول " مها ممكن توقفيــن أزعاج ! "
ارفعت راسها وشافته يشوفها بضيق .. و استغراق
ممكن توقفين ازعاج ..اي ازعاج ..لكن ما تكلمت
أشر براسه على رجلها وقال " قاعده اتطقيـــن ريولج بالأرض صار لج سنـه "
انتبهت على نفســها ..
وحاولت تبتسم وتقول بتصريفه " امم سوري ما كنت حاسه بروحي "
و وقفت طق برجلها , لكن عمـر ما بعد عينه عنها ..
وهذا خلاها تتوتر ..
ليش قاعد يشوفها جذي !
زم شفايفه للحظه وبعدين بعد وجهه عنها ورد يناظر بالسقف .
مها حست بروحها ترد تستغرق بالساعه ..اللي قاعده تعلن بمرور كل ثانيه انه متأخر , ومتأخر وايد .
ظهرها بدا يألمها ..
ارفعت ايدها بتلقائيه لتمسيـده ..لكن امنعت نفسها باللحظه الأخيره , ما كانت تبيهم ينتبهون لألم ظهرها , عشان ما يمنعونها من الشي الوحيـد اللي يملا وقت فراغها ويشغـل تفكيـرها واهو الجلوس عند عمـر !
عضت شفايفها بقســوه ..
لدرجه انها ما استبعدت ان بعد ثواني تحس بطعم الدم فيها ..
قطع عليها افكارها للمره الثانيه صـوت التليـفون ..
أرفعته بهدوء وشافت اسم (ريم )
كانت فعلا تحتاج تكلم ريم , تشغـل نفسـها .., تندمج بحياة ورغبات انسان اخر .
ريم اتصالاتها كانت يوميه , ولعدة مرات في اليوم .
وطبعا تبي تسمع اخبار عمـر ..وصحة عمـر ..
قامت مها من مكانها , واطلعت من الغـرفه , عشان تكلمها على راحتها من غيـر ما تحس بنظرات عمـر اللي توترها , وتحسسها انه جنه عارف اهي مع من تتكلـم .
ردت على التليــفون , واهي تتمشى بالمستشفى وعينها على الأرض بسرحان على الرغم من تركيـزها مع المكالمه ..
كانت تمشي لإفراغ طاقه , وللأبتعاد عن عمـر اكبر مسافه ممكنه .
كانت تحاول ترد بمرح ..على ريم اللي كانت نبرات صوتها متغــيره ..نبرات صوتها غرقانه بالسعاده ..وهذا خلاها تسـعد وتنبسط .
بعد ما تطمنت ريم على اقل التفاصيـل بحياة عمـر الصحيـه والنفسيـه ..
سألت سؤال غريب لأول مره تسأله من فتره , وقالته بكل جديه " طيب انتي , اخبارك ؟ "
تنهدت مها ..بصوت عالي .
وارفعت نظرها لفوق وكاد ان الموبايل يسقط من ايدها ..
اشهقت بصوت عـالي وغـيظ ..
وبدى تنفســها يعلاااااااا ..
خالد كان مع سمـر يتكلمون عند الأستقبال ..
حاولت تتمالك نفســها ..
سمعت صوت ريم بأذنها " مها....مها ..الوووو ..مها انتي بخــير .. الوو ايش فيه "
ريم اسمعت صوت شهقة مها , وسمعت صوت تنفسها غيـر السوي , وافزعت ..
كانت قاعده تكلمها لكن ما في اجابه وهذا اقلقها , وخلاها تصـر ان مها تركـز معاها وتحاول تتواصل معاها .
لكن مها كانت بعالم ثاني ..
بس خلاص لحد اهني وكفـايه , انها تعرف ان كل يوم يكون معاهم , شي
وانها تشوف انه معاها شي ثاني
ان يتأخر عليها اهي عشان قاعد يتكلم مع خطيـبته شي لا يطاق , لا يحتمل ..
من غيـر لا تشعر سكرت التليـفون بويه ريم .
وبكل قوتها اللي تمكنت منها حركت رجولها اللي كنها حديد من على الأرض , وبعدتها عنهم , وتوجهت للبوابه الرئيسيه للمستشفى .
سمـر :
سمر , كانت تبحـث عن خالد ..
ولقته ..
كان تبحث عنه ببساطه لأجل تعطيـه اوراق , ابوها وصاها انها تعطيـه اياه .
هو خذا الأوراق بهدوء وبساطه .
وشكرها بكل رسميـه ..
لكن اهي قالت كرد على كلامه " حنا اللي لازم نشكرك , ما قصرت معانا ابد "
خالد من غيـر لا يشوفها جاوب بألـيه " لا شكـر على واجب يا بنت العـم "
كان يناظر الأوراق اللي بيده ويتأكد من عددها , هذي الأوراق خاصه بالمستشفى .
حس خالد بسمـر ..
وانها لازالت واقفه مكانها .
ما تحركت !
وهذا خلاه يرفع راسه بهدوء , ويقول " امري يا بنت العم "
سمر اللي كانت واقفه تحاول تكون جمله , تعبـر فيها عن اسفها عن التأخيـر الحاصل بأعلان فسخ الخطبـه , اخجلت من كلمته , واعرفت انها طولت بالوقوف ..
وهذا خلاها تقـول " لا ابد ..بكل صراحه يا خالد انا حاسه بالخجل من عدم اعلان فسخ الخطبـ ..."
قاطعها بصرامه " ما راح انتكلم بالموضوع اكثـر , متى ما شفتوا الوقت مناسب اعلنو فسخ الخطبـه "
حاولت تكمل اعتذارها "بس يا خالـد انا متأكده ان هالشي اكيـد يأثر على زواجك وانـ .. "
تحولت عيونه للبرود المطـلق من تدخلها , أو من محاولتها تفسيـر الوضع بحياته الشخصيـه !
وقال ببرود "سمـر .. ما راح انتكلم بالموضوع .. استأذن "
تحرك خالد وتوجه لإكمال الإجراءات المفاجئه اللي طالبتها المستشفى .
اما سمر فظلت مكانها , واحساس الإحراج ماليها من اقصاها لأقصاها , هي وش دخلها بزواجـه وحالة زواجه ..
يا ربي وش راح يفكـر فيه ألحين ..
ردت لغرفة امها من غيـر لا تتكلم مع احد ..وهي كارهه عمـرها من الإحراج
خالد :
بعد ما انتهى من الأعمال اللي كلفه فيها عمه حامد ..واهو ناسي سمر واللي جاب سمـر
توجه لغرفة عمـر , كان يدري انه تأخر على مها ..
علاقته معاها بالفتره الأخيره غريبه .. ينامون بأحضان بعض , لكن في جدار غير مرئي وغريب مبني بينهم , وهذا الجدار مضايقه .
متى ؟ متى راح نترتاح .
دخل الغرفه وقال بصوته الجهوري " السلام عليكم "
ردوا عليه عمه سعود وعمـر السلام ..
لكن في صوت رقيق مختفي !!
بنظره سريعه للغرفه لاحظ انها مهي موجوده ..
وينها فيــه !!
عمه سعـود كنه قرا السؤال من نظرات خالد اللي انتقلت بالغرفه عدة مرات كنه يبغى يتأكد انه مها فعلا مهي موجوده , قال " مها ظهرها عورها ..واتصلت علي وبلغتني انها راح تروح مع السـواق للفندق عشان ترتاح "
راحت للفندق !!
الغضــب انطلق فيه بقوة ..
كان المفروض تتصل علي !
كان المفروض تستأذن مني !
وبعدين كيــف تروح مع السواق كذا , وبروحها ..
كان غاضب لدرجه غريبه ..
هو ما توقع انه يغضب كذا ..
لكن الظاهر انه هدوء الأيام اللي فاتت تمكن منه .. كان متوقع ان علاقته فيها راح تتطور للأحسن , راح يتقربون اكثـر , لكن اكتشف ان الحواجز ظلت , وبالعكس زادت قوه , ما يتكلمون مع بعض إلا عند الضروره , قربهم الجسدي ما ادى ابدا إلى قرب نفـسي ..وهذا ادى إلى خيبة امل كبيـره , كان على حافة الأنفجار ..
قال بكل ما يقدر عليه من برود " طيـب "
رفع راسه وشاف عمـر يتأمله ..
واهو ما سمح لعمر ان يشوف الغضب اللي بعيـنه , وحاول يغلف نظراته عن صاحبه .
قعد خالد مع عمـر وعمه سعـود واهو على اعصابه , بس يبغى يرد للفندق ويفهم ليه تصرفت كذا ..يعني ما كانت تقدر تنتظره ..
جره من افكاره ..تحرك عمر فجأه وقعدته بالسرير كنه فكـره خطيـره جت في باله ..
ولف على خالد وقال " خالد انت قلت لسام عن الحادث "
خالد كنه انضرب كف على وجهه سام !!
ولا اخطرت على باله اصلاااا !
ما كان يدري انها موجوده بمصر للأن ..
الواضح ان تعابير خالد انطقت بأفكاره لأنه عمر قال بعصبيه " خراااااااااا , اشلون غابت عن بالي ..اكيـد ألحين اهي خايفه ..خرااااااااااا "
حط ايده على عينه بتعب .. وكمل " خالد طلبتك , لما تروح لفندقكم قولها ..غرفتها اهي رقم ( ) , قول لها...اهي مسؤوليتي و انا نسيــتها "
خالد حمد ربه انه عمه سعـود كان رايح لدورة المياه ..ولا شاف اهتمام ولده بهالسام , ولا كان علووووم !
وقال لعمـر بهدوء " خلاص ..خلاص ابشـر , راح اقولها بس انت هد اعصابك "
رد عمـر لمكانه ..وقال " مشكــور "
وبعدها رد عمـه سعـود للغرفه وانتهى الموضوع ..
بعد فتـره وبالوقت المناسب اعتذر خالد وانصرف ..
خاصه ان عمـر بينام , وعمه سعـود بيرد للشـقه .
فكــر بالفندق ...وبمهـا ..
مجرد التفكـير فيها كان يغضبه بشده .
فيصل :
فيصل كان واقف عند غرفة عمـر بعد ما لاحظ انصراف الرجاجيـل اللي كانوا عنده ..
ما يدري ليه جا بهالوقت بالذات ..
لكن جانب منه ادفعه دفع للقدوم للمستشفى ..لعمـر بالذات ..
بيشوف وش راح ينتج عن المقابله ذي .
الكاتبــه
black widow
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم