خالد :
خالد استقــبل عمه , واهله ..
وباله مشـغول ..
كان يتكلم معاهم متى ما كلموه ..
ويرد على كلامهم بالرد المناســب .
كان ملاحظ تعب مرة عمه .. وانها طول الوقت تحتاج احد يسندها ..
اي شخص يكون عنده شك بحالتها او مرضها راح يتأكد ان شافها بالوضع اللي هي فيه , انها فعلا مريضه.
عمه كان يكلمه عن تحضيرات دخول المستشفى وغيــره
وبعد ما وصلهم لفندقهــم وتأكد من استقرارهم بغرفهم .
رجع للمستشـفى وقضى الليل عند عمر , والتعب منهكه , بصوره اهو ما كان متوقعها
لكن النوم كان بعيــد عن عيــنه .. ما يدري ليـه هالليله بالذات جا في باله عمــه محمد , ابو مها..
مع كل الأحداث اللي حولهم .. واللي تحدث بينه وبين مهـا ..
تذكــر عمه محمد .. وتذكــر كيـف انه السبب في بدأ علاقته معاها كزوج و زوجه !!
الكويت قبل سبع سنوات بالضبـط قبل زواج خالد بمها :
كان خالد داخل للمستشــفى بالكويــت لزيارة عمه محمد الراقد فيها صار له اســبوع لجلطه بالقلب .
ناظر الساعه , كان متأخر عن الموعد المتفــق عليــه !
بالوقت الحالي من المؤكد ان ابواب الزياره مغلقه .
استعجـل بالمشــي , وهو يفكــر بسبب اتصال عمه محمد فيه بالوقت الحالي , وليه هو بالذات , وليه ما كان يبغاه يعلم احد وخاصه عمـر ..
الغرابه المحيـطه بالموضوع كانت تثيـر القلق !
لما وصل للباب اللي بعده غرف المرضى , وقف الرجل اللي عادةً يحرس الباب , معلن له انه وقت الزياره انتهى .
وما ان نطق البواب هالشي وقبل لا يحتج خالد , جا رجل اخر وسأله عن اسمه , ولما عرف انه اسمه خالد بن جاسم , طلب منه الدخــول وسط احتجاج الرجل الأول (البواب) .
كان مستغرب من الغموض المحيـط بالمسأله !
لما وصل لغرفة عمه محمد
دق الباب , وسمع صوت عمه محمد اللي قال بصوت خافت " ادخل يا خالد "
دخل ..
هذي المره المليـون اللي يزور فيها عمه محمد , لكن عجز عقله انه يتقبل الضعف والعجز اللي يبدو عليه هالأنسان القوي .
عمه محمد قبل الجلطه , وعمه محمد بعد الجلطه كانوا شخصين مختلفيــن
سلم على عمه اللي ابتسم له ,و قال محمد " اظن انه موعدنا كان ابجر من جذي ! "
رد خالد الأبتسامه , حاول يعتذر , لكن عمه محمد رفع ايده كنه يحاول يقول لا تعتذر ..
بعد ما قعد خالد ..تموا لفتره طويله بحالة سكوت مطبـق ..
كان يقطعه صوت التلفاز المفتوح على قناة الكويت !
وكلما زاد الوقت والصمت مستمر كلما زاد استغـراب خالد .
وفجأه قال عمـه محمد اللي كان باين عليـه السرحان بمكان اخر !
" خالد انت شنو تعـرف عن زواجـي من ام مها ؟ "
طبعا كان فيه صدمه كبيـره من هالسؤال , واستغراب اكبـر ..
هو وش دراه عن زواج عمه محمد بزوجته ؟!!!!!
اصلا وش يدخله بالموضوع ؟؟
ما يهمه ابد !
لكن لأنه عارف انه اكيـد عمه محمد يبغى يوصل لشي ثاني , جاوب بهدوء وقال " والله ما أدري عنه شي "
وهالإجابه الصريحه وطريقه خالد بطرحها ازرعت البسمه للمره الثانيه على شفايف محمد ..
اللي غمـض عيــنه وكمل كلامه بأن قال " ام مها .. ان كنت ما تعرف ..هي بنت عمــي ..اخو ابوي ..تزوجتها عقب معاناة , وعناء طويــل .."
سكت ..
وخالد كان يسمعه لكن مو عارف هو وش دخله بالموضوع ؟؟
رد كمـــل عمه محمد الكلام بأن قال " احنا كنا الفرع الفقير من الأسره , وعمي سعود الفرع الغني منها ..
وهذا سبب صعـوبه زواجـي منها ؟؟
كلما تقدمت لها ..كان عمي سعـود يرفضني , مره ..مرتين ..ثلاث ..اربع ..خمس ..
الرفض كان دايما على لسـانه ..طبعا اكيــد انت تتساءل وتقول ليــش تتقدم لها وابوها كل مره يرفضك ؟؟
راح اجاوبك وأقول .."
واهني عمه محمد فتح عيــنه ولف على خالد .
التقت عيـــونهم , وعين عمه محمد كانت تلمع لمعان غريـــب ..
وقال " لأني كنت اعشقها ..يا خالد .. كنت اعشقها عشق ما ظنيـــت اني اقدر عليــه .."
خالد حــس بصدق الكلمــات بصوره قويــه , وصلت له مشاعر عمه محمد بقوه , ما كان يظن انه رجل بقوة عمه محمد معقـول انه يقول انه بيوم من الأيام كان يعشق احد مره ..
وكمل محمد القصـه وعينه لازالت بعيـن خالد " طول الفتره هذي كنت اشتغــل , احاول ابني روحـي , وكلما حققت نجاح , أو ربح , رحت لعمي اتقدم , وانصدم بأني ألاقي الرفض مصيـري ..
كنت قاعد ابني روحــي , اتعب ...اشقى واحاول اجمع فلـوس بس عشان ارضي عمـي واخذها .."
تنهد بقوة ..
وكمل " عمي سعــود مو بس رفضني , رفض كثيرغيــري ..
كل الناس ما كانت تستاهل بنتـه ..كان يحب بنته حـب , يظن معاه انها ان اطلعت لغـير بيته راح تنضام ..
ببساطه كان يحب بنته بأنانيه .."
رد غمــض محمد عيــنه وقال " المهم اللي كان مصــبرني على الشـقا اهو املي انها بيوم من الأيام راح تكون لي ..
خالد ..لك انك تتصــور اني بنيـت ثروتي عشانها ..وبنيتها بسرعه قياسيــه عشانها .. لولا الله ثم اهي ما كنت راح اوصل..
على العمــوم بالمره السادسه بعد ما تقدمت , وانا متوقـع الرفض , جتني الموافقــه !! "
ابتسامه ضبابيه ارتسمت على وجه عمـه محمد ..
وارتسمت على شفايف خالد , اللي اندمج مع القـصه على الأخـر ..
" طبعا انا انصدمت , وبغت تجيـني جلطه من الموافــقه الغيــر متـوقعه ..وظنيــت اني اخيـرا نلت رضا عمــي , وان عمي خلاص آمن اني انا الوحيـد اللي استاهلها ..
لكن تصرفاته بعد الموافقه ما كانت توحي بهالشي , كان دايما غاضـب , دايما ينظر لي نظرات غريبه !
وبعد العرس عرفت سبب هالتصرافات !!! "
الأبتسامه اللي على شفايفه تحولت للتسليـه " عمي سعـود كان راح يرفضني للمره السادســه , لكن حنان , ومرة عمـي اوقفوا بوجهه واصروا على الموافقـه ..
عاد تصدق يا خالد , انا لما الحين ما ادري شلون اضغطوا على عمي !
وارغموه على الموافقـه .."
لف على خالد وقال " على العموم , هذي هي القصـه .. طبعا عمي سـعود استمرت معاملته الجافه والرسميـه معاي للأن ..وخاصه بعد وفاة حنان الله يرحمها .. احس جنه يحملني السبب لوفاتها , أو جزء منه يحملني السبب.. وعشان جذي تشوف ان علاقتنا متوتره .."
وكمل "هذي القصه بأختصار , طبعا انت تتساءل ليش قلت لك هالقـصه كلها من أولها لأخرها ..واكيـد تقول ان اشدخلك فيها .."
خالد جاوب بكل صراحه " انا حاس انك راح توصل لشي بالنهايه "
هز عمه محمد راسه وقال " ايــه , ايــه نعم , ظنك بمحله......خالد انت تعرف ان عندي بنت وحده , اهي مها , ثمرة زواجـي من بنت عمي ..
غلاتها من غلاة حنان عند عمــي سعــود , او اكثــر من غلاة حنان ..وانا لأني اعرف عمي سعود واعرف قسوته ..
ما ابيه يتحكم فيــها .. ما ابي عمي سعــود يحرمها من اشياء بحكم انه يحبها , ما ابيها تعاني ...من تسلطه خاصه ان امها ما راح تكون موجوده , ولا انا راح اكون موجود .."
اهني خالد قاطعــه وقال " بعد عمـر طويــل يا عمـي "
محمد تنهد وقال " خالد اسمعنــي , انا وراي عمـليه قويــه , أحتمال الحيـاة والوفاة فيها 50% , وانا محتاج اني اضمن مستـقبل بنيتي .."
خالد استغـرب , اهو اشدخله بمستقبل بنته !!
"مها غيــر عن امها .. ام مها انسانه قويـه وجريئـه بحكم عيشتها مع اخوان شباب , وكونها البنت الوحيـده بينهم..
اما مها فعيشتها كبنت وحيـده من غيـر اخوان او خوات , ومع اب مدللها ما راح تمكنها من المواجهه ..او معارضه ابوها سـعود اللي يحبها , ويدللها , خاصه ان وقتها بتحس بالأمتنان له , وهذا الأحساس راح يجبرها تمشي على راي عمي سعـود "
بان على عمه محمد التعــب من الكلام الكثــير وهذا اضطر خالد انه يقول " عمي , ارتاح ألحين , وبكره اجيك انا وانتكـلم " خاصه انه مو فاهم لوين الكلام راح يأدي , لكن حاول يخمن انه عمـه يبغى يفضفض وبس ! أو هذا اللي كان يأمله
رفع محمد ايده , وبمعني اقعد ..
ثم قال " ما في وقت , انا عن قريب مسافـر لألمانيا ..
خالد , انا ابي اضمن مسـتقبل بنتي , ابي انا اختار لها الزوج المناسـب من وجهة نظري ....انا , ابي افرح معاها , ابي امنع عمـي سعـود من السيطره عليـها , وعشان جذي انا طلبت حضـورك .."
خالد عرف نيـة عمه ..
حس بالألتزام تجاه عمه محمد , وحس انه راحة عمه محمد راح تكون اكبـر ان عرض اهو من نفســه المسـأله ووفر عليه احراج الطلب ..
إضافه إلى انه شي بداخله قوي جدا خلاه يسبقه قبل لا ينطق عمه محمد كلمته ويـقول " عمي تقبل تزوجني بنتك ؟ "
عمه محمد بان عليه التأثــر ..والراحــه ..
اللي ما كان احد عارفه ومحمد عارفه ,ان عمليتـه كانت نسـبة نجاحها اقل من 50% اقل بكثـير من هالنسبـه لكن ما قال لأحد ..
واهو قرر عمل العمليـه هذي لقلبه , لأنه بكل بساطه ان ما عملها , راح يضطر لترك عمـله , ولترك الحيـاه , والعيـش على السرير طول عمـره للضعف اللي في قلبه , واهو يكره القيـد والضعـف ..وعشان جذي قرر يعملها .
قال محمد بكل هدووء " وانا موافق "
خالد برر موافقته بعدة اسباب :
اولها ان مها بنت عمه محمد .. وتربيته..
ثانيها انه راح يصاهر ناس اجاويـد , ينذكرون بالطيـب بكل المجالس
ثالثها ان راح يكون بينه وبين عمـر صاحبه إضافه إلى العيـش والملح , المصاهره
رابعها ان اهو يحـس نفسـه مديون لعمه محمد بكثـير اشياء , ثقته فيـه , تعليـمه له اصول التجاره , اعتماده عليه , وهذي الطريقه الوحيده اللي يقدر يرد فيها هالديـن .
خامسـها ان مها فتاة جميــله , من المرات النادره اللي لمحها فيها كان جمالها يبهره , و فيها رقه عجيـبه عرفها من سنين قضاها مع عمر , ومن كثير مواقف اهو كان شاهد عليها ..وما تصور انه عمه محمد راح يزوج هالأنسانه الرقيقه لغيـره .. اللي قد ما يقدرها , وقد ينزل من قيمتها !!
بنت عمه محمد ما راح تتزوج واحد غيــره قد يسئ لها , اهو راح يصونها , ويداريها , بنت اخت عمــر ما راح تكون لغيـره !
واهو مو متزوج !
يعني كل شي سـهل ..
ابتسم له عمه محمد , وقال له " على بركة الله "
شافه خالد , وقال له " وان ما رضت بنتك يا عمـي "
كان عمه مغمض عينه وقال " خل البنت علي .. المهم ييب معاك الملاج باجر العصـر , انا طيارتي بعد صلاة العشاء "
خالد ما توقع هالسـرعه بالتصـرف , كان وده يجيت ابوه , يجيـب امه اي احد ..
لكن عمـه محمد كنه قرا افكاره وقال " خيـر البر عاجله يا خالد .. انا ادري اني قاعد احطك بوضع صعـب , لكن انا ما عندي وقت غيـر باجر .. وامك وابوك قولهم بعد الملجه , وان انجحت العمليـه ان شاء الله راح نسـوي كل اللي ودنا فيــه "
وبالفعل صار اليوم الثاني , العصـر , وصارت الملكه ..
قبل الملـكه اتصل على ابوه جاسم بعجــله , وقال له بأختصار " يبا , انا عندي شي ضروري اكلمك عنه , راح اتصل عليــك اليوم بالليـل "
خالد كان رافض يقول لأبوه قبل الملكه لأجل ما يمنعه من الزواح او يعارضه بقراره , ما كان راح يستحمل انه يعمل حاجه من غيــر رضا ابوه .
لما وصل للمستشفى على الموعد .. غريــبه ..لأول مره يشوف ملكه وفرح بمستشفى !
كان العديد من الرجال معزوميــن بغرفة عمه محمد , ومنهم عمـه سعــود اللي كان واضح عليه الغضب وعدم الرضا ..
واللي حاول يمنع الزواج , واللي اصر عليه عمه محمد بكل قوه ..
وبالنهايه عمه سعـود بعد ما شاف انه محمد ما بأذنه ماي , طلع غاضب من غرفة المستشـفى , وما احد لاحظ خروجه الغاضب إلا الأشخاص المعنيــين ..
وتزوج مها ..
انتقلت مها لبيته من غيـر عرس لمرض ابوها !
هو طبعا إلى الأن ما يدري كيـف وافقت , ولا وش قال لها ابوها لأجل توافق !
لكن اللي يعرفه انها وافقت , وتزوجته , وانتقلت لبيته من غيـر عرس ..
بعدها اتصل على ابوه , وقال السالفه بالتفصيــل الممل ..واللي سمعها ابوه بهدوء وسعــة بال من غيــر مقاطعــه , وبعد ما انتهى خالد من الموضوع , قال له ابــوه " يا خالد انا ما راح انقد عليك هالتصـرف...نعم النســب اللي اخترته , تصرفك يدل على اني ربيت رجال "
خالد كان حاس ان بالكلـمه (لكن) ..
وبالفعل كمل ابوه وقال " لكن يا خالد , امك ..امك ما راح تقبـل ان ولدها تزوج كذا ببساطه من غيـر شورها , وانت عارف انها من فتره تبغى تزوجك , تختار لك , انا معقـول افكـر بعقلي وخاصة انك متزوجها بناء على رغبة صديق عمري , لكن امك راح تفكـر بقلبها "
واهني قال خالد " يبا انا لأجل كذا اتصلت عليــك , ابغى مساعدتك من هالناحيــه , ابغاك تمهد الطريق لأمي "
سمع صوت تنهيـدة ابوه القويـه وقال " طيــب يا خالد , انا راح اساعدك بالموضوع , والله يعينا على امك "
غرفة عمـر بالوقت الحالي :
الله يرحمك يبا ...الله يرحمك يا عمي محمد ..
تذكر كلمته لأمه بالمواجهه اللي احصلت بعد ما قابل مها بالسعوديه لما قالها ( يما انا ما كنت راح اخليها تطير مني ,هي لي ,لي لحالي ,ما ابغى اي رجل يمتلكها ,هي لي من صغرها ...)
هذا الشـعور تولد عنده من اول لحظه ..أول لحظه زواج ..
من اول ما شافها من دون حجاب , و واقفه قباله بخجل وحياء ..
عرف وقتها انه ما كان راح يطيرها من ايده ..
وعرف انها له , له لحاله
وعرف ان ما يبغى احد يمتلكها
وعرف انها له من صغرها من اول ما سماها اميـره .
تذكر فستانها يوم الملكه..كان عباره عن فستان وردي طويل وساحر..رائع , حسسه كنه اللي قدامه جايه من عالم غيـر عالمه , من عالم الروعه , والرقه , والأناقه ...والأنوثـه ..
ويقولون الرجاجيـل ما يذكرون التفاصـيل ,او اشكال حريمهم يوم الزواج ..
ليه اجل هو يذكـر كل تفصيـل , كل حركه , كل همسـه ..
يذكـر كيـف راح لها في بيت ابوها ..
يذكـر خروجها له ..
يذكـر صمتها , ومحاولته جرجة الكلام منها
يذكـر كيـف اخذها لفندق حجز فيه بأخر لحظه ..
يذكـر كيف اكلوا على ضوء الشمع ..
يذكر ابتسامتها الخجوله ..
يذكـر كيف قص عليها قصة حياته لأجل يهون عليها عدم معرفتها به المعرفه الكافيه..
يذكـر كيـف تركها تنام لحالها بالفراش , ونومته على الكنبـه ..
سفرتهم مع ابوها لألمانيـا واللي اعتبروها اسبوع عسـل ومنها مرافقة ابوها المريض ,زادت من قربهم من بعض , تعرفوا على بعض كويس بالسفـره , بدوا يفهموا على بعض , بدوا يعرفون كيف يتعاملوا مع بعض , وصاروا ازواج بالمعنى الحقيقي للكلمه بألمانيـا .
عمه محمد بقى بألمانيا فتـره لأجل يجهزونه للعمليـه , استمر الوضع لأسبوع , لكن توفى ..بعد العمليـه بقليل .. العمليه اللي ما استعاد وعيه بعدها
ويذكـر لما توفى ابوها وانهيارها ..
الغريب انه بعد انتهاء العزاء بالكويـت اضطر يروح للسـعوديه لأنه ابوه صابته جلطه وبغيبوبه !!
اصدقاء .. ابوه وعمه محمد ,و اثنينهم صابتهم جلطه قلبيه ادت إلى موتهم ..
يكـره خالد يفكــر بموضوع ابوه ألحين !
اهو ما قال لأحد ان بـلغ ابوه ..لأجل امه ما تعصـب , وتاخذ المسأله بحساسيه وسلبيــه , ولأجل ما تغضب من ابوه الله يرحمه ..
دايما يفكـر انه لو ما كان قايل لأبوه كان احسن , دايما يحاتي انه ابلاغه لأبوه عن زواجه قد يكون زاد بالضغـط على ابوه بصوره ما ..
وكان يكره انه يقول لأحد , حتى لنفســه انه بلغ ابوه .. عشان ما يظن الجميــع انه قاعد يحمل ابوه الله يرحمه الغلط ..لأن الواقع انه خالد اهو الوحيـد الغلطان عن الوضع اللي وصل له .
عاش فتره طويله يحاول يقتل احساسه بتأنيب الضمـير ..اللي أصابه بعد الجلطه اللي أصابت ابوه .
وبالتالي النتيجــه وحده ..اهله ما يدرون عن شي ..واهو ما قالهم لمدة 7 سنوات ..
مرض ابوه وغيبوبته ..
وبعدين وفاته , وكون امه بالعده
وانشغاله هو باعمال الأسره خاصه بعد الخساره اللي أصابت ابوه بآخر صفقه ومسؤولية مباشرة اخوانه كانت على عاتقه
وبعدها تأخر الوقت واصبح البوح بالسر صعب كثير ..
بعدها بأختصار ما عاد يبغى يعلم احد عن مها.. لأنها صارت سره هو ..ملاذه هو ..المكان اللي يلجأ له وما يبغى احد يدري عنـه ..
أجل فكرة ابلاغ أهله لمده غير معلومه ..وكانت هذي اكبـر غلطه عملها ..كان اناني وفكـر بنفسه وبس ..
مرت على خالد ومها , ريم وعمـر , سمر , سام , وفيصل ثلاث ايام ..
ثلاث ايام مرت بغرابه ..
خالد .. كان يقضي هالأيام بالأنتقال بين غرفتين بالمستشفـى , غرفة عمـر , والغرفه اللي موجوده فيها مرت عمـه , يجلس مع عمـه , بعد ما اعتذر ولد عمه قتيبه عن الحضور لمصر لظروف عمله
الصبح يكون مع عمـر , يأذن العصـر يتوجه لعمـه , ويرجع لعمـر بعد أذان العشا ..
السفـره اللي كان وده انها تكون ترفيـه , صارت متعبـه كثـيـر بالنسـبه له , .
مها نفسيتها اتعبت , وقاعده تتعب كل يوم اكثـر من الثانـي , الغيــره قاعده تاكل قلبها , ومو قاعده تقول او تتكلم
التعــب النفســي , زاد وزادت حالته مع التعب الجسدي لبقائها طول اليوم من الصباح لليل على كرسي بالمستشفى بغرفة عمـر , ورفضها الرجوع للفندق للراحه ..
ما احد انتبه لذبولها لأنشغالهم بأشياء اخرى ..كانت هاديه على غيـر عادتها , بارده بتعاملها مع الكــل ..
ببساطه مستنزفـه من حيــث المشاعر و الجســد بصورة غيــر متصوره , اول ما تشوف عيون خالد تنام , تقوم من فراشها وتروح للحمام , تبكي من غيـر صوت لما ترتاح ..
وترد للفراش , تقرب من زوجها , وتاخذ ايده وتخليها تحاوط خصرها و تحاول تنام !
عمر بدى يقوى , التعـب والأنهاك اللي كان يغيـبه عن الوعي طول اليـوم بات بعيد عنه , وبالتالي صارت فتره صحــوته لطول اليوم ..
لكن واضح عليه النفسيــه الزفــت والضيـق , ما كان يتكلم , وما ياكل كثـير ..
الممرضات الكبار بالســن يحبونه وايد , لأنه مو من النوع اللي يشكي ويتحلطم وايد , بالعكـس دايم هادي , فكاسر خاطرهم , ومعتنين فيه زياده عن اللزوم كنه ابنهم ...
كانت افكاره تروح بأحيان كثــيره للخاينه اللي اكيـد ألحين تقابل خطيبها ..
وهذا يزيد من سوء نفسيــته .
كان قايل لأبوه انه ما له نفس يستقبل أحد بأول الأيام , وطلب انه يبدي بمقابلة الرجال اللي ودهم يزورنه بعد اسبوع ! واللي انقضى منه تقريبا 3 ايام بالضبط
اخوانه جاؤوا لزيارته على الرغم من رفض ابوهم سعــود للموضوع .. إلا انهم ما اقدروا يبتعدون عن اخوهم بفترة الأزمه , وحرصوا على التواجد كل واحد فيهم بيوم ثم يرجعـون للكويـت ..الغريب بالموضوع ان غانم الشخـص الوحيـد اللي اعلن رغبته بالقدوم ما جا خلال هالفـتـره ! وهذا الشي ما أثار استغراب سعـود , لمعرفته بشخصية ولده !
فيصل كان يباشر اعماله بمصــر , وباله مشغـــول بتصرف ريم ..
الأفكار تجيبه وتوديــه
الشـــك راح يذبحــه , كلام نعيــمه يعني كلام كبيــر وخطير لازم يتأكد من صحته !
ريم تحس بشــوق لعمــر , ودها تشــوفه وتطمــن عليــه , كل يوم تحصل على اخباره من مها لكن هالشي مو كافيـها , ودها تكون قربه مثل ما مها قربه , وتعتني فيــه بهالوقت اللي هو فيــه تعبان , خاصه بعد ما اعرفت ان نفسيته مو زينه ..اهي تدري انها قررت فسخ الخطبه , لكن بلحظات كثـيره تخاف وتقلق من عدم اتخاذها اي خطوات لأنهاءها وتحاتي انها بالأخيــر تنفرض عليها وتنهار .
طبعا لازال ابوها فارض عليها عدم الخروج من البيت , ورافض يكلمها بصوره جيده , لكنها بالوقت الحالي مو مهتمه .
سام بدت تزور الأماكن السياحيه قبل ما تنتهي الإجازه وترد لبلدها ..لكن بالها دايما مع عمـر , ودايما تتصل فيه عل وعسى يرد عليها ..وعينها دايما تلتفت بالفندق تدور على اهله ..
سمـر كانت مستغرقه بالتحاليل حقت امها , ومشغـوله فيها مرا ..وتقضى اوقاتها عند امها , ودايما مرت عمها موضي تكون زايرتهم , وجالسه معاهم .. والدتها وجهها شاحب وهذا الشي مخوفها , امها ادخلت للمستشـفى باليوم الثاني لوصولهم لمصر , خالد ما قصر مع ابوها , مباشر كافة مسائل المستشفى , ومسلي ابوها بهالغربه ..
هي خجلانه من خالد , خاصه انهم ما نفذوا طلبـه للأن ! مع انها تدري ان خالد متفهم وضعهم , لكن من المؤكد انه الأستمرار فيها مصدر توتر لعلاقته مع حرمته .
كان فعلا ساد مكان اخوها بصوره كبيره , اخوها اللي ما قدر يسافر معهم لأن شغله طلبه بصوره مستعجله ..واضطره يقطع اجازته .
{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]
black widow
--------------------------------------------------------------------------------