" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "
قالها بطريقه عاديه جدا جدا .
كنه مو عارف تأثيرها عليها .
مها اسمعت هالكلمه وبغت تفقد عقلها ..
ردت من غيــر تفكـــير , وبسرعه " تو النـــاس , ما في داعي نروح ألحين "
شافها وقال بنبرة ضجـر " مها .."
عرفت من نبرته انه يقصد لا تطوليـن الموضوع ..
كانت بتقول كلام اكثر وتحتج اكثر لكن ...
تدري انها قاعده تمطط السالفه , بس ما تقدر تخليــه يروح كذا من غيــر نقاش ..
يعني شنو يبيها تسوي , تقوله روح , عادي ..
رايح يستقبــل خطيبته .
بدى قلبها يطق بقوه ...
بوم
بوم
بوم
بوم
بقوه لدرجة انها حست انهم سامعيــنه .
ردة فعلها ألحين راح تحدد مصيــرهم بوايد اشياء , وايد ..
كانت تشوف خالد رد يكلم جدها سعود عن ترتيبات المنامه عند عمــر وغيــره .
ما أحد معطيها انتباهه , وهذا خلاها تحاول تتمالك نفســها عشان ما تنفجر .
مها تعوذي من الشيطان
مها لا تخربين على روحج بهالوقت بالذات
مها ركزي على شي ثاني .
اهو لما ألحين ما تزوج بنت عمه يعني ما راح يصير بينهم شي .
وان استقبلها بالمطار اخرتها بيرد لج , صح ولا لأ ..
ويدج موجود ما تقدرين ترميـــن عليه كم كلمه ..لأنه ابوج سعود بكل بساطه راح يعصب , واحتمال يمنع رجوعج له , وانتي ما تقدرين تتخليـن عنه بالوقت الحالي .
كانت شاده على شنطتها بقوه ومن كثـر شدها حست انه ايدها راح تتكســر .
شافته يهز راسه لكلمه قالها له يدها سعود ..
وقالت في بالها ألحين , ألحين ردي بهدوء , واكسبي معركتج مع نفســج .. انتي جم مره تتهاوشيــن معاه على نفس الموضوع وما استفدتي شي , شوفي الهدوء وين راح يوديج , يمكن بيوصلج لمكان افضـل , يمكن ..
شافته يلف عليها للمره الثانيه بعد ما انتهى من كلامه مع ابوها سعود ..
كانت نظرته تقول (يلا خلصيني )
فكرت انه راح يردها للفندق , واهي مو مستحمله , ما تقدر ترجـع للفندق وافكارها السلبيـه تسيطرعليها , خاصه انه ما راح يكون معاها لأجل يطمنها , فقالت بهدوء " خالد ابي اقعد مع ابوي سعــود وعمـر شوي "
شافت نظرة خالد تتحول للضيق ..
و فتح حلجه بيتكلم .. لكن اسبقه ابوها سعود ..
وقال بصوت صارم " لا يا مها , انتي من الصبح تقريبا قاعده على الكرسي , وهالشي مو زين حق مره بوضعج , توكلي ألحين مع خالد , وان شاء الله باجر تعالي "
النار تاكل قلبها اكال .
ابوها سعـود مو فاهم شي , اهي مو هامها تعبـها , اهي تبي راحة البال بس ..
لكن وعدها لنفسها انها تكون قويه وانها تصبر يتطلب منها انها تسمع كلمة ابوها , وخلاص تقـوم وتطلع قبل لا تفقد السيطره موليه.
وبكل هدوء استطاعت انها تجمعه بهالثواني هزت راسها بالموافقه وقامت من كرسيها هدوء , هي متأكده انه اللي يشوفها , يشوف انسانه بقمة الهدوء ..
مشت خطوه , خطوه , تتمنى انها تقدر تحافظ على اعصابها إلى ان تطلع على الأقل
وباست عمر النايم على خده اليسار وسلمت على يدها وقالت " مع السلامه "
وتحركت لبرا الغــرفه من غيــر اي نظره لخالد .
خالد تابعها بنظره من غيـر اي كلمه ,هو تنرفز من خروجها من الغرفه من دون ما تنتظره , لكن قرر يقصر الشر..
شافها تفتح الباب بكل هدوء وتطلع من الغـرفه من غيـر اي اهتمام فيـه , أو نظره ثانيه له .
لف على عمه سعـود وقال له " خلاص يا عمـي , اجل اتفقنا , انا الليله راح اكون مع عمـر "
رد عليه عمه سعود بأن هز راسه وقال " ايـه ان شاء الله .."
تحرك خالد للباب , وسمع صوت عمـه من وراه يقـول " خالد "
لما لف عليه خالد قال له " ديـر بالك عليها "
هالكلمه دليل على عدم ثقة عمه سعـود فيـه ..
مهما تعدلت علاقته مع عمه سعود او تكلموا بتحضر يظل فيه غمامه عدم ثقه تحيط فيهم بما يتعلق بمها .
هز راسه بهدوء بالموافقه وطلع ..
مها كانت تغلي بس خلاص هذا اللي تقدر عليه بالوقت الحالي ..ما كانت تقدر تنطره داخل , وما تقدر تروح له او تجامله واهي بهالوضع الناري
كل كلامها المنطقي لنفسها مو قاعد يفيدها ابدا .. ابدا
قلبها مو قاعد يمشــي على تعاليم عقلــها .
شتسوي تشلع قلبها من صدرها وتفتك ولا شنوووو .
حست بخالد لما طلع , ما كلمها ولا اهي حاولت تكلمه ..
وتحركوا من غيـر اي كلام للسياره , كل واحد فيهم يتجنب الكلام مع الطرف الثاني , لأنهم عارفيـن انهم راح يتهاوشون ان وجهوا الكلام لبعـض , لكـن لما قربوا من الباب الرئيسي للمستشفـى .
مها وقفــت
كانت تشـوف مشــهد جدامها خلاها توقف وما تقدر تتحرك ..
وبدت ترجف .
مره قاعده على كرسي متحرك , وجالســـين ينقلــوها لمكان ثاني بسرعه ..
حامل ..
وتصــرخ من الألم !!
كان اغلب كلامها بهالصيغــه " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ , ماما تعالي لي يا ماما "
ثم تسكت وترد تصرخ " ما أقدرش , والنبي ما أقدرش "
"أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه " صراخها كان صراخ ألم فظيـــع .
مها كانت تشوفها , وحست ان اسوأ كوابيسها تمثل قدامها ..
اهي لأول مره تشوف وحده تصرخ من الألم من الولاده جذي ..
يعني انا راح يصير فيـني جذي !؟
وماتت من الخوف .
خالد شاف المره اللي تصــرخ بضيق ووخر نظره , ازعجت الناس الله يهداها .
وش بلاها هالحرمه تصرخ كذا ,جد ازعجت العالم...
يا كثــر الحريم اللي اولدوا وما اعملو اللي هي تعملــه ..
كان هو واقف ينتظر السواق يجيب السياره لباب المستشفى .
الحمدلله انهم قاعدين ينقلونها لمكان ثاني
وفجأه حــس بشي يتعلق بذراعه !
لف بصدمه واكتشف انه الشي اللي تعلق فيه هي
مها !
مها انطلقت لصدر زوجها وقالت بخــوف " خالد شوفــها ...شوفها ..ابيه شكلها متألمه وايـــــــــد , ابيـه شفيـــــــها , شفيــها "
خالد فكــر بضيق من ناحيه شكلها متألمه فهي فعلا شكلها كذا , كانت تصرخ من اقصى قلبها , ما يقدر ينكر هالشي .
استوعـــب انه مها حــامل وهذي اكيـــد افزعتها
كملت مها كلمتها " خالد , ابيــه انا راح يصير فيــني جذي , صــح "
ما خلته يرد عليها
حس فيها تهستـــر واهي تقــول " خالد انا ما ابي اولد , خلاص بس ما ابي اولد , خلاااااااااص ابي اخلي البيبي في بطني "
طبعا خالد انصدم من هالفكــره و وما يدري كيــف اخطرت على بالها
جتـــه الضحــكه بس حاول يكتمها ..
حاول يركز على طريقه انه يهون عليها الموضوع ...هالحرمه كانوا ينقلوها بسرعه لمكان اخر وصراخها قاعد يخف كلما بعدت ..
بس مها كانت تشوف الباب اللي اختفت من وراه المرأة ..
وفجأه لفت على زوجها وقالت " خنقول للدكتــور يلاااا , خنقـــوله .."
خالد كل ثانيه تمر قاعد يحس انه كتم الضحكه يكون اصعــب , لكن حاول وقال على كثـر ما يقدر ..
أو بالأصح قال بكل اللي يقدر عليه من جديه " وش نقــوله !! "
هزت بذراعه وقالت " خالد شفيــــك مو قاعد تفهــــم , ما شفــــت المرااااااااا , انا ما ابي اولد , نقــوله اني ما ابي اولد "
لي حد هنا وما يقدر يكتم ..قاوم ضحكته ..لكن ما قدر يقاوم الأبتسامه .
اما هي فلما شافت ابتســامته ..غورقت عيــونها ..
اتركت ذراعه بقوه .
وقالت برجفه , وغيــظ " تضحك هاااااااا , ايضحك صح !! , مو انت اللي راح تولد , اكيــد ايضحكك ...انا اللي راح اتألم "
وكانت راح تعطيـه ظهرها وتروح ....وين !!! اهي نفســها ما تدري , بس قهرها انه ابتســـم , اهي خايــفه , المره اللي تولد كان اتصروع الواحد , واهي اول مره تحمـــل , وخايــفه , من كل قلبها خايــفه .
ما مشت خطوتيــن إلا حست بذراع تمسكها , وصوته واهو يضحك بهدوء ..
لما لفت عليــه وشافته يضحــك ..
انقهرت اكثــر , انزلت دمعتها " وااااااااي ليش تضحـــك "
هههههههههههههههههههههه .
الضحك صار ازيـــد , بدااااا الدلــع , ألحين لو شنو عمــل ما راح يرضيها .
اهو ما كان قادر يسكــت عن الضحــك , بس لما شاف دمعتها حاول يسكت.. واهو يقول " طيــب ..طيــب نروح للدكتــور ما في اي مشـكله "
اهي انقهرت اكثـــر وقالت " انت قاعد تاخذني على قد عقلي , تدري ان الدكتــور ما راح يسوي شي "
عورت قلبه , ما كان المفروض يضحــك ..حس بحنان بقلبه يتدفق لها .
كان المفروض يتفـهم موقفها ..
بس كيـف يقدر يقاوم الضحك وهي كذا
كتم الضحكه
وقال بكل جديـه " انا اســـف , معاكي حــق "
تفاجأت , ما توقعت انه راح يعتذر ..
وهذا سحب النرفزه منها ..
وردت لمشاعر الخوف اللي اختفى لفتره بسيطه من العصبيه اللي أصابتها من ضحكته .
وخلاها تقــول بهمـس " انا خايفه يا خالد "
سكت للحظه يفكـر بكلمتها بأستغراق وبعـدين قال بعقلية الرجل " لا تخافيـــن لو كان يألم للدرجه ذي , ما كانوا الحريم جابوا واحد واثنين وثلاث ....وهذي التجربه... هي جديده عليك , حكمي عليها بنفســك , لا تخلي احد يأثر على حكمك , استمتعي فيها للأخر "
استمتعي فيها للأخر !
نزلت عينها وتنهدت , فكــرت شلون استمتع بهالتجربه , اشلـــون ..
وانا ماني قادره اركـز عليها , دوم تفكيــري فيــك , عليك , ومنك .
نظراتها وتعابيرها انقلت لخالد مشاعر الضيق والخوف..
وكان وده يضمها لصدره , حاسها بهالوقت زي الطفـله , بشكل غريــب لكن كانوا بمكان عام .
التفت بسرعه بعد ما استوعب انهم فعلا بمكان عام , لكن حمد ربه انه ما احد انتبه على المسرحيـه اللي توها صارت بينهم .
لازم يحاول انه يهون عليها الوضـع , يدري ان كلامه قد لا يكون له اي أثر ..
وهذا خلاه يعزم ان ينفذ اللي في باله , ويخليها مثل ما شافت الجانب المفزع للعمليه تشوف الجانب الحلو فيها
مسك ايدها , وخذاها معاه بهدوء
شافته واهي مستغربه , خاصه انه أبعدها عن باب المستشفى الرئيسي ..
كان ودها تسأله لوين ناوي ياخذها ..
لكن اسكتت ..
دخلها من باب جانبي , ومشى بممر طويـل , واهي وراه ..
لما اوصلوا لزجاج كبيـــر موجود بالممر , اهني حط ايده على ظهرها , ومشاها جدامه كتوجيـه لها , وخلاها تواجه الزجاج .
اشهـــقت من المنظر , ما توقعت ابدا انه يجيبها لهالمكان
كانت هذي غرفه اطفال رضع ..
توهم مولديـــــن .
وقف قربها وتسند على الحاجز اللي يطل على الزجاج وقال بهدوء " انا بعد حادث عمـر , مشــيت بالمستشفى , لأجل اظهر الضغط ..و وصلت للمكان ذا......وقفت ...وبديت اتأمل هالمكان واتأمل الأطفال "
لفت عليه وشافته مستغرق بالزجاج ويتأمل الأطفال ..
كان وجهه عباره عن حنان متدفق ..
وردت تتأمل الأطفال
وسمعت صوته اللي كان يوصل لها ..
" بيجي طفل لنا , انا وانتي , هذي نعمـه , مهي نقمــه , لا تفكرين بالألم إذا كانت النتيــجه بالروعه ذي ....انا ما راح افهم مشاعرك بالضبط لكن ..احاول اقدرها على قد ما اقدر "
شافت الممرضه تحمل طفــل كان يبكي , شافت احمرار بشرته من تأثيــر البكا , شافت صــغر حجمه ..
ورق قلبــها ..
جذي بيكون طفــلي ..
انقلت نظرها لطفل ثاني , ولطفل ثالث ..
كلهم فيهم براءه وجمال غريــب .
قربت من زوجها وشبكت ذراعها بذراعه , وسندت راسها على كتفــه , وبقوا بمكانهم لدقايق معدوده..
وقطع عليهم لحظتهم الرائعه ذي , صوت تليــفونه .
خالد كان راح يتجاهل التليــفون ..
لكن لما استمر الرنين اضطر يرد
ابتعدت مها عنــه بضيق , اللحظه اللي بينهم انتهت , انقطعت بالواقع .
غابت عن الواقع للحظات مع كلامه ومع منظر الأطفال ..
هاللحظات كانت فعلا قيمه , ردت نظرها للرضع .
الأتصال كان من امه , اللي حبت تتأكد انه طلع للمطار او لأ .
بعد ما انهى الأتصال , قال لمها بصوت صارم " مها يلا نطلع من المستشفى تأخرنا .."
مرت ساعتيـــن :
مها كانت وقتها بغرفتها بالفندق ..
رحلتهم للفنــدق كانت صامتـــه ..
ما احد تكلم فيهم عن مشاعره أو احاسيـــسه , أو الكلام اللي انقال ..
كانت مستلقيـــه بفراشها تحاول تحايل النوم ..
لكن هيهات النـــوم يزورها وخيالاتها الســـــــــــيئه واللي تذبح موجوده بقلبها وعقـــلها
انقلبت للمره المليـــون بفراشــها خلال الساعتيــن ..
كانت مثل النايم على الجمر ..
تذكـــر شكـــل سمـــر وغمازاتها وجمالها
وتقيـــد النار اكثــر واكثـــر
وتذكر انها خطيبـــته وتموت اكثــر واكثـــر
وااااااااااااااااااااا عذابـــي اللي ما يرحم ..
انا الغلطانه اللي حبيـــته هو ..هو بالذات ..
انا الغلطانه اللي تزوجته
انا الغلطانه ..
قامت من الفراش, لأنها حســـت انها قاعده تخدع روحها بالسدحه على الفراش ..
كانت تشــوف الأغراض المنتشره بغرفتها و ودها ترمي كل شي بغرفتها على الأرض , ودها تكســـر كل شي ..
كانت صوت الأغاني واصل لها من المراكــب القريبـــه اللي على النيـــل .. صوت فرح الناس يقهرها ..
لأنها تفكــر انه خالد وسمــر اكيد ألحين فرحانين باللقا ..
فرحانين بشوفة بعض
بس انا اللي منقثــه ومنقهره اهني ..
ارفعت اصابعها لفمها وبدت تعض بأظافرها بقهـر ..
كان ودها بشي يطلع اللي بصدرها كله , ودها تصرخ تصرخ بقوه !!
سمعت صوت باب غرفتها يطق ..
للحظات استغربت ..منـــو !!
...
...
...
ما فيه غيــره , اكيــد خالد !
خالد ..
فرحــــت ..
راحت على طول للباب عشان تفتحه , وفي بالها انه خالد , جا يهون عليها .. ويقول لها انه يحبها اخيــرا , جا يجبر بخاطرها ..
كان وجهها مبتســم
افتحته بكل قــوه من غيــر لا تشوف الفتحه , او اي شي ..
لكن الأبتسامه ابهتت عن وجهها لما شافــت اللي عند الباب ..
ساره
اكيد بتعطيها جم كلمه فوق راسها ..اكيد اعرفوا ان خالد انتقل لغرفتها , ويايه تضايقها بالكلام ..
هالمره ان تكلمت ما راح تسكت , راح ترد عليها , اهي مو مضطره تسمع كلام مثل هالكلام خاصه منهم .
ساره كانت متوتره عند الباب , كانت عارفه انها اغلطت بحق مها , وانها المفروض لأجل تراضيها انها تعتذر ..
واليوم جمعت قوتها بعد ما اعرفت من امها ان خال مها عمل حادث .
لما افتحت مها الباب والأبتسامه على وجهها تفاءلت لكن لما شافت خفوت الأبتسامه .. عرفت ان الأبتسامه ما كانت لها ..وهذا وترها اكثــر
وقالت بسرعه لتقطع الصمت المحرج " الحمدلله على سلامة خالك , كيـف حاله ألحين ؟ "
مها شافتها للحظات وبعدين ردت بطريقه رسميه " الله يسلمج , بخيـر , الحمدلله احسن ألحين "
ورد الصمت للمره الثانيــه
اللي اقطعته ساره بأن قالت بتوتر " انا قلت اني ما ابغى اجي من الباب الواصل ما بين غرفنا لأجل تشوفي اني انا اللي اضرب الباب , وبعدين تقرري ان كنتي تبغيــن تستقبليني او لأ .."
ساره كانت تدري انها تتكلم من التوتر كلام ما له اي معنى .
نقلت ثقلها من رجل للثانيه بضيق وقالت " مها ..اممم ممكن ادخــل "
مها ما كانت تبيها تدخــل !!
نفسيتها ما تستحمل احد , ولا كلام اكثـر ..
كانت مشتاقه لساره ..لكن مو مشتاقه انها تنجرح .
احتارت تسمح لها بالدخول ولا لأ ..
لكن بالأخيــر قررت , وبعدت عن الباب و مدت ايدها بأشاره ان ادخلي ..
ساره خذت خطوه واسعه وادخلت ..بصمت .
ما غاب عن عيـن ساره وجود حقيبة خالد بغرفه مها , تفاجأت ..
ولفت على مها بصدمه ..
مها شافت الصدمة بنظرة ساره , وهذا خلاها ترفع راسها بتحدي , وتكبـر !
ساره اسكتت وما تكلمت !
تألمت من ردة فعل مها التلقائي , وحست انها هي السبب اللي ادى بمها انها تناظرها بالطريقه ذي ..
وقالت بأستسلام " مها انا ماني جايه لهنا لأجل اختلف معك , جايه نتكلـم "
مها سكرت الباب بهدوء ..
ولفت واجهت ساره , وقالت بقوه " ساره , انا من الحين راح اقولج , اي كلام عن زواجي , وعن علاقتي بخالد , ما راح اتناقش فيه مع احد , فإذا هذا كان محور كلامج , فـ..."
ساره قاطعت مها بهزه من راسها بالرفض وقالت " لأ ما راح اتكلم عن هالموضوع " قربت من مها وقالت " انا ادري اني غلطانه بأني تدخلت بالأول بالموضوع وغلطانه بالكلام اللي قلته انا اسفــه "
انصدمت مها من كلام ساره , فأدخلت لا شعوريا للغرفه أكثــر وبعدت عن الباب ..
ساره اعتذرت !
ارتاحت مها , وفرحت , بس بعد خايفه .
ومتوتره .
هل اهي فعلا ندمانه ولا لأ ؟؟
كلامها كان جارح , ومؤلم خاصه انه صدر منها اهي بالذات , من صديقتها , واللي اعتبرتها مثل اختها .
قعدت على طرف الفراش .
كانت تعبانه ..فعلا تعبانه ومالها خلق
وقالت بهدوء " انا قلت لخالتي اني مسامحتج "
شافتها ساره وقالت " انا ما ابغاك تسامحيني وبس , انا ابغى نرد مثـل قبل ..صديقات , وخوات "
ارتجاف شفايف مها تنكر القوه اللي حاولت تتظاهر فيها للتو , وقالت " بس يا ساره ...انتي ...انتي قلتي كلام وايد ....وايد يجرح ..انا كنت راح اتقبل هالكلام لو صدر من شخص ثاني ..من شخص ما شهد اول لقاء بيني وبين خالد بالسعوديه ..و.."
راحت ساره لمها بسرعه وضمتها ..بقوه , وبطريقه اصدمت مها اللي ما كانت متوقعه هالرد فعل
ابدا ابدا
" مها انا احبـك وربي , ما ادري اشجاني ذاك اليـوم , لكن وربي ندمانه , انا مالي دخل
بعلاقتك مع خالد , وما كان لي حق اقول الكلام اللي قلتـه "
مها ارفعت ايدها اللي كانت بقربها بعد تردد ولفتها حول ساره ..
كانت مشتاقه لساره , مشتاقه لخفة دمها , ولكلامها الحلو , وسوالفها ..
علاقتهم وصداقتهم اكبـر من انها تنهار بسبب غلطه وحده , وكلام انقال بلحظة صدمه , وضيـق ..
ان ما طوفت الأشياء راح تتعب ..
اهي اصلا تعبانه ..وتحتاج لأحد معاها
ساره لما حست بأيد مها تحاوطها ارتاحت .. كانت خايفه انها ترفض صداقتها ..بسبب الكلام غيـر المسؤول اللي قالته قبل امس .
لفت عينها لشنطة خالد , وبدت تتساءل وش الوضع بين الأثنين ألحيــن بالضبط .
لكن شدت من ضم مها , هي ما لها دخل !
اثنين متزوجيـن حياتهم خاصه فيهم .
انقضى الليل , وساره كانت تتحف مها بسوالف حلوه وجميـله , اللي مها كانت تسمعها , وتبتسم لخفة دم صاحبتها لكن بالها كان يتوه منها للحظات ويروح لخالد .
فكرت مها واهي تسمع ضحكة ساره , ساره انسانه طيبه , وعفويــه , وهذا احلى شي فيها
بعد فتره استأذنت ساره من امها انها تنام مع مها ..
مها هي اللي طلبت من ساره هالشي .
لأنها محتاجه تكسـر الحاجز اللي بنته حولها تجاه ساره وما في شي راح ينفي غرابة المشاعر بعد المصالحه إلا وجودهم مع بعض .
والسبب الأهم لأنها كانت محتاجه شي يشغلها عن اللي في بالها من ضيق و ألم والأهم الغيره اللي قاعده تاكل فيها .
خالد ما اتصل عليها ..
نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله