البارت الثاني والعشرين
***غفت عيونك ولا غفت عيون من حبك ***
خالد :
بعد ما طلع من عند عمر , وقف له تاكســي وفتح موبايله .
وشاف اربع مس كولات !
ومسجات !
كل المكالمات من امه .
شاف الساعه , واتصل على ساره , خوفا من ان امه تكون نايمه .
بعد السلام طلب انه يكلم امه , امه اللي كانت خايفه عليه ردت بسرعه وقالت " خــــالد , وين كنت , ليه ما ترد على التليــفون , ايش فيه ؟"
رد بهدوء وقال " يمه ما فيني شي , انا بخيــر "
امه موضي , بدى صوتها يرجف من الخوف , والقلق اللي عاشته طول اليوم , وحست بدموعها تتكون بعينها , خافت على ولدها , ومن كون جواله مغلق , وفكرت بأسوأ الأحتمالات .
وقالت و واضح اثار البكيـه بصوتها " اجل ليه ما ترد ؟! , ليه جوالك مغلــق ؟! "
خالد لما سمع حس صوتها , تعب اكثر مما هو تعبان , ما توقع انه امه بتنهار للدرجه ذي , كان مستهلك نفسيـــا من حادث صاحبــه , ومن المهمه الموكوله له بأنه يبلغ مها بخبر الحادث , فما كان له قوة بأن يسمع بكي , وخاص بكي امه الغاليـه .
وقال " يمه ..الله يخليك لا تبكيـــن طلبتك , والله ما فيـــني " تنهد وبعدين صارح امه باللي صاير عشان تخف عليه , ويتحول انتباهها إلى شئ اخر مختلف عن انه ما رد عليها , قال " عمر صاحبي عمل حادث سياره , وهو ألحين بالمستشفى , تعبان "
ام خالد لما تلقت الخبـر تألمت , لأنه عمر بنفس سن خالد بالضبط .
فتلقائيا لما تسمع خبـر مثل هذا تخاف على ولدها .
وخافت على صاحب ولدها , لأنها تدري قوة علاقة خالد بعمر , وتدري انه عمر نعم الصاحــب اللي يعتمد عليـه والدليل على هذا مواقف كثيـره , اكبرها واهمها وقت وفاة جاسم .
عرفت ان نفسية ولدها اكيد تعبانه
ومن باب خوفها على ولدها قالت بهدوء " وشلونه الحيــن "
شلونه !
اه ه ه
نبغاه يصحى , ونتأكد انه بخيـــر , كان حاس بنفسه وده يرد للمستشفى , ما وده يروح للفندق ويقول لمها الخبر .
قال " الدكتور يقول انه اصاباته الحمدلله زينه بالنسبه لقوة الحادث , هو ألحين تحت تأثير المخدر "
موضي لما سمعت هالكلام عورها قلبها , عمر توه شباب , لكن الحوادث ما تعرف شاب ومن شايب .
ابوه أكيد متأثر ومتألم كثيــر .
وتصورت حال اهله..
اهله !
مهااااااااا , كيـــف غابت عن بالها ذي .
عمر يصير خال مها !
وش حالتها ألحين .
اسألت خالد بعجله " ومها كيف حالها لما درت ؟ عساها ما تكدرت كثيــر , طمني ؟"
سكت خالد لفتره يحاول يستوعب الوضع ويعدين قال " يمه , مها ما تدري فلو سمحتي ما احد يبلغها بالموضوع , انا جاي وراح ابلغها بطريقتي "
موضي ارتاحت نسبيا من انه هالحمل ما كان عليها , وانها مهي مجبوره تبلغ مها بالخبــر السئ .
ما تحب تكون ناقله لأخبار من النوع ذا .
وخاصه ان علاقتها بمها مهي بذيك القوه .
خالد هو الشخص الوحيــد اللي يعرف حق حرمته , واكيد هو الوحيد اللي يعرف كيف يبلغها بالموضوع .
بعد ما سكــر خالد التليفون من امه , بدى يفكر بالطريقه اللي المفروض يبلغ فيها مها عن الحــادث .
بعد اللي صار بينهم اليوم وحساسيتها , وعدم كلامها معاه , خاف من طريقة تقبلها للخبر , خاصه إذا جا منه .
الحادث اللي جا لأمها ولها واللي أدي إلى وفاة امها حنان , كان سبب في عديد من الكوابيــس اللي كانت تجيها والمنقذ دايما في كوابيسها يكون عمر .
لأنه بالحقيقه عمر هو أول من عرف بالحادث وخذها من ايد المسعفيــن, وهي طفله عمرها 5 سنوات , وهو اللي كان حاضر وقت الحادث وشاهد عليه, كان مراهق وقتها وفعايله فعايل رجال , هذي القصه سمعها من مها نفســها , اما عمر فما كان يتكلم عن الحادثه ابدا .
وفكر بمها وتأثير الحادث عليها , اصلا ركوبها للسياره , وتعلمها القياده كان معجــزة ما احد كان متوقعها ..
اما بالوقت الحالي ..
كيــف ممكن انه يقول لها انه منقذك ألحين عمل حادث , لكن يعتبر بحاله ممتازه بالمقارنه مع قوة الحادث .
يا الله وش كثر هالمهمه صعبــه .
كان يتمنى انه الطريــق للفندق يطــول , ويطــول , وما يضطر انه يواجهها بالموضوع .
صعبه انك تقول خبــر زي هذا بطريقه جيــده .
لما وصل التاكسي لباب الفندق , تم فيــه فتــره , ما قدر يطلع او يتحرك .
كان بس جالس مكانه يفكر انه جا الوقت اللي يقول لمها عن الموضوع , وانه لازم يقوله بهدوء ولازم عليــه انه يطمنها .
يطمنها ...كيــف ما يدري وهو بهالتعب , والنفسيه المرهقه ؟؟
بس يأمل انه يقدر ينقل لها تفاءل الدكتور وحماسه ..
تنهد بقوة , الحمــدلله عمــر بخيــر .
نزل من السيــاره بعد ما حس بتذمر السائق .
مها :
مها بعد ما راحت ريم لشقتها .
صلـــت استخاره .
واقعدت فتــره تفكر بقرارها , واستقرت على انها ترجع لزوجها , على الأقل تبقى معاه إلى ان يتزوج وبعدها تتركه , بس.. ما عاد فيها تستحمل بعده خاصه بعد القرب اللي صار بينهم اليوم .
بعد ما قررت ارتاحت نفسيا , حست انها بالوقت الحالي مستقره لمعرفتها شنو تبي بالضبط , الخطوه القادمه انها تعيش معاه كل يوم بيومه .
حطت ايدها على بطنها , وكلمت البيبي بهمس " انا اموت على ابوك , انت لما تتعرف عليه اكيد راح تحبــه .. اتصدق اني اعشقه , اه ه ه ه ه "
شافت ساعتها , وقامت من مكانها , وقررت تتجهز في حالة ان قرر خالد انه يجي لغرفتها , لأنه أكيـد راج يجي عشان يسمع ردها على عرضه .
راحت لحقيبتها وبدت تدور على شي حلو مغري .
ولقتـــه .
قميـص نوم اسود قصيـر , وشفاف وعلاليق , كان قمه بالجمال والأغراء .
لبست القميص , واستشورت شعرها وتركته على ظهرها , وحطت لها حمره حمــره , ومكياج كامل .
ناظرت روحها بالمنظره , وعجبها شكلها , واهي متأكده انه خالد راح ينعجب فيـه , خاصه انه ما شافها جذي صار له فتره .
وراح يعرف قرارها من غيـر لا تنطق بالكلمات , وهذا اسهل لها .
ما صار لها خمس دقايق من انتهت إلا اسمعت صوت الباب .
طق
طق
طق
قامت من مكانها بعجله , وراحت للباب وقالت بهدوء يخفي وراه توتر شديد " منو ؟ "
سمعت صوت حبيبها , وزوجها " انا خالد "
بدى قلبها يضرب بقوة .
وبدت تحس بالتوتر اكثـر , وبدت تتساءل (هل اتخذت القرار الصح ولا لأ ؟ )
سمعت صوته يقول بصرامه " مها , افتحي الباب , ما راح اكلك "
مها ما انتبهت للتعب اللي غامر صوته , من فيضان المشاعر اللي فيها .
بس لما اسمعت كلامه زاد توترها من القرار .
خذت نفس عميـق , وعضت على شفتها السفليه بتوتر , وافتحت الباب .
كانت هي تقريبا واقفه ورى الباب , لأنها افتحته على وسعه .
خالد دخل الغرفه بهدوء من غير لا يشوفها ,كان معطيها ظهره , كان معصب من ترددها بفتح الباب , يعني مهما صار بينهم المفروض ما تكون للدرجه هذي خايفه منه , وما تفتح الباب إلا لما يعطيها تأكيـد بأنه ما راح يهجم عليها مثل المجنون .
حط ايده على عينه من التعب .
كان حاس بريحة عطرها ماليه الغرفه , وهذا الشي ما كان جيـد لأعصابه .
لما سمع صوت الباب يتسكر لف عليها وده يقول الخبــر بهدوء ويطمنها انه عمر بخير , ويطلع لأجل ما تظن انه راح ينقض عليها !!.
لكن لما لف وصارت عيونه عليها .
تجمد !
انبهر !
شاف ..
شاف الجمال كله .
ما قط بحياته كلها شاف انسانه بروعتها ..تبهره دايما بقوتها الجماليــه
للجمال هيبــه خاصه ان كان مقرون بثقه وهذا الشي هي تتميز فيه , يدري انها واثقه بجمالها , لكنها دايما تتصرف بخجل اتجاه هالجمال.
حس بقلبه ينبض بقسوة بصدره .
حرام انها تكون كذا , حرام انها تأثر فيه للدرجه ذي , حرام ..
فكر انه المفروض , اللي ما يعرف معنى كلمة جميله , رائعه , مذهله , مبهرة , شئ فوق الخيال .. يجي ويشوف هالكائنه الحيــه ويعــرف المعنى الصحيــح .
معقـــول في انسانه متجمع فيها هالجمال المبهر كله .
مساكين بنات جنسها وش ذنبهم ان كانت هي ماخذه الزين لها وحدها .
حس عمره خارج عن الزمن والوقت , ما توقع يشوفها بهالمنظر .
لامسها بنظراته .
نظراته اللي انزلت بهدوء وبدى يتأملها من رجولها الحافيـه , والخاليه من الحذاء .
وارتفع .
للساق .
ثم اعلى
واعلى
واعلى
إلى ان وصل لشفايفها الحمرا , وخذا نفس عميــق .
لدقايق ركز على الشفايف , على منبع الشهد .
وبعدها كمل طريقه لأعلى لخشمها المسلول .
ثم لعيونها اللي كانت تتأمله من غيـر خوف أو فزع , بخجل يمكن , لكن الخوف مهو موجود .
اللون الأسود عمل عمايله فيها .
بان بيضاها المبهر , وبان لون عيونها الزرقا بوضوح شديد , والكحل اللي حاطته بين كبر عيونها .
صرخ بداخله (مها ارحميني , حرام عليكي )
عينها بعيونه ما صدت ولا تحركت .
صد بقوة وعطاها ظهره , وخذى نفــس يهدي روحه , مو معقــول اللي قاعد يصير فيه , هو لازم يقول لها الخبر , الخبر اللي راح يقلب كيانها ألحين .
عدم توقعه انها تكون بهالشكل قلب كيانه وخلا عقله يطير منه .
قال بصوت خشن " مها ألبسي روبك , عندي كلام لازم اقوله لك "
مها اللي كانت متأكده انها اعجبته , واثارت اهتمامه , ونظراته دلت على هالشي , استغربت اشلون صد عنها .
واستغربت اكثر من طلبــه .
وعلى كثر استغرابها , رد التوتر لها , ليش يبيها تلبس الروب .
خافت ..
معقول قرر انه يتراجع عن عرضه .
ما ناقشته , راحت على طول ولبست روبها .
اما خالد فجلس على كرسي ومعطي مها ظهره , شاف مها تتوجه للفراش وتقعد عليه بهدوء , وبتوتر بحيث صارت مقابلته , وعينها بعينه .
تنهد بصوت عالي , كان واضح عليها الخوف ألحين ..
ما كان ناوي يخوفها منه ..
لكن ما كان متوقع انه بيشوفها بالوضع اللي شافها فيه ..
تحرك من مكانه وجلس قربها على السرير , ومسك ايدها بين ايده , وبدى يتأمل كفها بصمت .
مها لاحظت لما جلست قبال خالد , ولما قرب لها ملامح التعب ..
كان في وجهه خطوط اجهاد قمه بالوضوح ..
ما كانت منتبهه لها لأنها ببساطه ما كانت شايفته لما دخل .
كانت ساكته ودها يتكلم وتعرف اشفيه .
وفعلا أول ما اخطرت هالفكره بعقلها نطق ..
قال بصوته الفخم والعميق " مها .." سكت وعقله يحاول يلقى الطريقه الأمثل لأعطاء الخبر .
" مها تذكرين المكالمه اللي جتني اليوم "
ورفع عينه لعيونها ...كان باين عليها التركيز معاه .
مها تفاجأت المكالمه اليوم !
أكيــد تتذكر المكالمه اللي انقذتها من الإحراج !
اشفيها المكالمه اليوم , حاولت تتذكر كلامه بالمكالمه لكن مهما حاولت تركز ما تذكر غير ردوده المقتضبه وتوتره بعد ما انتهت المكالمه .
ليش يبيها تتذكر المكالمه , اشدخلها عشان تتذكرها .
هزت راسها بهدوء , ولمزيد من التأكيد قالت بهمس " ايه أذكر "
هز راسه بموافقه وقال " طيــب "
ورجع استغرق بأفكاره .
قلبها بدى يرقع بقوة , وقالت بعجله تخفي وراها خوف " خالد شالسالفه ؟ خوفتني "
فتح حلجه بيتكلم ورد سكت وبعدين ابتسم بلطف عشان يطمنها .
وقال " مها الخبــر اللي راح اقوله مهو زين , لكن ما في داعي تخافيـن لأنه كل شي بالوقت الحالي تمام والحمدلله "
حس بأيدها ترجف بأيده .
كره نفســه لأنه هو اللي راح يعطيـها الخبر هذا .
كان مضطر يعطيها هالمقدمه عشان ما تخاف أكثر من اللازم , الحمدلله ألحين عمر حالته مستقره .
مها لما قال لها انه راح يقولها خبـر سئ ما قدرت تقاوم الرجفه اللي ملتها , وما قدرت توقفها بالوقت الحالي .
وسمعت صوته يقول " اللي كان متصل علي كان سكرتير عمي سعود ! .."
حس بأيدها تضغط على ايده .
وشاف عينها توسع بخوف ..
شد على ايدها اهو بدوره عشان يطمنها , وكمل السالفه " قال لي السكرتير اني اتوجه للمستشفى بأمر من عمي سعـود , من غير لا أقول لأحد .."
ايدها خفت بضغطها ..
وكان قلبها يقول الحمدلله ابوي سعود ما فيــه شي .... الحمدلله .
مها ما خطر ببالها انه المصاب ممكن يكون عمر !
عمر دايما بالنسبه لها قوي , ومو معقول يصير فيه شي ..
وهذا الشي تركز فيها من طفولتها , خالها عمر البطل اللي قوته دايما معاه ,واللي ينقذ الكل ..
شد خالد على ايدها , وكمل السالفه " لما رحت للمستشفى شفت عمي سعود بخير ..وعرفت منه ...عرفت منه انه عمر.....انه عمر عمل حادث سياره , لكن ألحين الحمدلله ما فيه إلا العافيه .."
اهو قال الموضوع بكل هدوء وبساطه , وكل هذا عشان ما تخاف .
ولأجل لما تشوف هدوءه تعرف انه عمر ما فيه شي ..على الرغم من اصاباته إلا انه حالته مستقره وجيده على كلام الدكتور
مها أول ما سمعت الخبـر ما استوعبت .
تمت لحظات تشوفه مو مستوعبه شنو معناة (عمر سوا حادث )
ولما انغرزت المعلومه بعقلها , عمـر سوا حادث ..
حاولت تشد ايدها من خالــد , ولما اعجزت انها تفعل هالشي , حاولت تقوم , واهي تشد ايدها من خالد , تبي اتروح تبدل وتطلع لعمر .
لكن خالد كان متمسك فيها بقوه .
دموعها بدت ألحين تنزل فجأه وبقوه وبكل ثانيه يزيد معدل الدموع , النازله من غيـر صوت .
لأ إلا عمر , لأعمر لا يسوي حادث .
خالي عمر لا يسوي حادث ..
وفجأه عقلها رجع لها بكل قوه صورة الحادث اللي كانت فيه مع امها ..
وخفت مقاومتها و وقفت محاولتها لسحب ايدها من خالد .
كوابيسها تمثلت لها ألحين بالواقع , تفاصيل حادثها مع امها بكل دقه جت في بالها وتمثلت امامها .
خالد اللي شاف تغيــر ملامح وجهها , عرف بشنو قاعده تفكر .
بقلبه عرف .
وملاحظته لتوقف مقاومتها تأكيـد أكبر على اللي في بالها وانها مستغرقه بالذكريات المؤلمه أو بالأصح بكوابيسها .
وهذا خلاه يسحبها لحضنه بقوة ويضمها حيــل .
مها لما حست بحضنه لها , ودفا ضمته لها , انهارت كل مقاومتها وبدت تصيـح بصوت يقطع القلب .
طلعت من كابوسها على الواقع المر , عمــر عمل حادث ..
عمر ..
خالد كان يسمع صياحها وقلبه قاعد يتقطع عليها , كان صوت صياحها كنه حد ميــت لها .
وهذا خلاه يقول بهمس وحنان " مها , عمر ما فيه شي , يعني هو لو كان فيه شي كنتي شفتيني عندك ألحيـن الله يهداك بس "
حاوطت مها خالد بأيدها , وشدته لها بقوه , وهي تبكي ..
" مها , الرجال ما فيه شي يا بنت الحلال , ما فيـه "
كل كلامه ما جاب نتيجه إلا انه كمل يقوله بهدوء , عل وعسى هالشي يخفف عنها ..
مها كانت تسمع كلام خالد المهدئ لها , و ودها توقف صياح لكن مهي قادره , حاسه انه دموعها وبكاها شي خارج عن ارداتها .
ودها تتكلم لكن مهي قادره بعد ..
بعد وقت الله اعلم كم , اسكتت وخف بكاها إلا من بعض الشهقات اللي تطلع من اعماق روحها .
خالد كان يمرر ايده على شعرها , بحنان منقطع النظيـر .
من رجوعها لحياته ما قام يعرف نفسـه , يتصرف تصرفات خارجه عن المألوف .
بعد ما هدى بكاها , ما ابتعدت عن خالد بالعكس تعلقت فيه اكثر , وضمته بطريقه اقوى , ما تكلمت , واهو سكت ما تكلم .
وبصوت متحشرج من البكي ومن بين شهقاتها , قالت " خل..نا.. نرو...ح له يا خ...الد , الله يخ..ليــ..ك خلن..ا نروووووح " (خلنا نروح له يا خالد , الله يخليـك خلنا نروح )
كمل يمرر ايده بشعرها وقال " مو ألحين يا مها , انا قلت لك انه بخيــر ان شاء الله , لكن ما راح يحس بوجودنا , هو تحت تأثير البنج .."
سكتت وبعدين قالت " ب..س يا خال..د انا را..ح احس بوجوده مو ش..رط اهو يح..س فين..ي " (بس يا خالد انا راح احس بوجوده مو شرط اهو يحس فيني )
وخر وجهها عن صدره ورفعه له .
ومها ارفعت وجهها له لكن ما بعدت ايدها اللي محاوطه صدره فيها .
شاف وجهها اللي مليان بالدموع وأثار الكحل السايح .
وبدى يمسح الدموع عن وجهها بأصابعه وقال " صدقيني هو بخيــر , وبعدين الممرضه قالت لي ولعمي سعود انه ما في داعي لبقائنا .."
ما فكرت بشكلها , وما فكرت بشي غيــر انها تبي تشوف عمر , وتعرف اخباره , وتشوفه بعينها وانه بصحه وعافيه .
وهذا خلاها تقول بعجله " بس يا خ.."
قاطعها وقال " بلا بس ولا شي , انا اوعدك انه أول ما نصحى الصبح راح اخذك له لأجل تتطمنين اما ألحين فأبغاك ترتاحين , لأجل بكره تكونين بكامل قوتك وتماسكك قدامه " سكت اشوي وقال " تبينه يتعب , ان شاف حالتك , هذا اللي تبينه ! "
ردت الدموع تتجمع بعيونها ..
و ردت راسها لصدره .
وبقوا بهدوء وسكون لفتره إلى ان انطقت وقالت برجفه " احلف انه بخيــر "
غمض عينه وتنهد وبعدين قال " مها ما تثقيــن فيني ؟ "
خبت راسها بصدره اكثر وقالت " امبلا بس بعد ابيك تحلف .."
ابتسم بتعب وقال " هو شكله يخرع ألحين من الكدمات لكن ان شاء الله بتروح الكدمات وأثارها ,وكل شي تمام , الأصابه القويه جت برجله , لكن ان شاء الله خيــر "
عورها قلبها , شكله يخــرع !
رجفت , وتذكرت شكل امها قبل وفاتها , كانت تتذكره بصوره ضبابيه لأنه عمرها كان وقتها خمس سنوات , لكن قوة الحادث والكوابيس علقت الصوره بعقلها .
لكن خالد يقول انه بخيــر .
تنفست بهدوء , حست فيه يحط ايده على ذراعها اللي محاوطته ويحاول يبعدها .
رفعت عينها له بجزع , ما تبيه يبتعد , خايفه ..
خالد شاف نظرتها وقال بهدوء و صرامه " مها انا لازم اروح ارتاح ! "
بدت شفايفها ترجف وتمسكت فيه بقوة أكبر وقالت برجفه " لأ خالد , لأ , انا خايفــه , لأ , لا تروح "
وردت الدموع المحبوسه تنزل على خدها ..
خالد ما كان يبي يقعد معاها , البقاء معاها تعذيب له ..
تعبــان ما فيه يكون مع احد غيــر نفسـه ..
قال بنفس صرامته " مها .."
قاطعت كلامه بأن شدت اكثر وقالت " لأ , لا تروح , بس ابقى وانطرني لما انام وتأكد انه ما يتني كوابيــس بعدين روح ."
يعني بكلمه ثانيه , ابقى معاي للفجر !
ماله خلــق يتناقـش , يحس بنفسـه تعبان , مرهق ..
وبكل بساطه ما ناقش ..
قال " طيــب , بس اقولك من ألحين اني ان بقيت هنا فراح انام وما في شي بيحركني من مكاني "
ما ردت عليه , وجاوبته بأن ضمته اكثر .
تحرك اشوي واستلقى على السرير , واهي بعدها متعلقه فيه وهو محاوطها بأيده ...
مها كانت حاسه بالأمتنان لوجود خالد معاها , ولطريقته بنقل الخبــر ..
هالشيين كان لهم تأثيــر مهدي عليها .
الله لا يحرمني منك يا خالد ..
خالد حس بالدموع اللي كانت تنزل على صدره من عيونها ..
[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]
black widow