--------------------------------------------------------------------------------
التـــــــــــابع ....
مها اصلا مهي عارفه اشلون تبدي الموضوع وبعد لحظه سكوت احترمت فيها ريم هدوء مها .
قالت مها " خالد ....." خذت نفس وكملت "خالد يبينا نعيش كل يوم بيومه , يبينا ننسى فكرة الطلاق بالوقت الحالي "
مها كانت تتكلم , واهي تشوف النيــل بسرحان غريب !
وكملت بتعـــب "ماني عارفه شسوي , محتـــــــــاره " ضحكت بأستهزاء واضح من نفسها وقالت " هه , جزء مني يبي هالشي , ابي اعيش معاه مرتاحه على الأقل بالفتره الأخيره من علاقتنا , والقسم الثاني منتفض لكرامتي "
تنهدت بصوت عالي , ما كانت قادره تواجهه ريم باللي تقوله ,ما كانت متعوده تستشيــــــر احد بزواجها , لكن بهاللحظه ما تحس انها لها عقل يفكر , ويقرر " صعب هالشي علي ...ماني قادره استمر زوجته وانا ادري انه خاطب بنت عمه وناوي يتزوجها و ماني عارفه شنو اسوي ألحين , وما في احد حولي اقدر ألجأ له وأثق فيه " ولفت على ريم وقالت "ما في احد إلا انتي "
ريم بادلت مها النظرات , حست بتوتر , ما تقدر تنصح احد خاصه بمسائل زواج , كيف تقدر تنصح وهي اصلا ما انفعت زواجها , فقالت بهدوء " مها ما أدري وش أقولك , جايه تستشريني انا !!!! , انا زواجي فاشل يا مها , صدقيني لو عندي نصيحه كنت نصحت حالي "
مها كانت متوقعه انه ريم راح تساعدها , وانها اخيرا لقت لها اللي يعينها , فلما ردت ريم بهالرد خاب املها.
وانزلت دمعه يتيمه من عين مها , وبسرعه ارفعت ايدها ومسحتها , إلا انه ريم شافتها , وتأثرت معاها .
النصيــــــحه بالنسبه لريم علم صعب , اهي تخاف تنصح احد , وتطلع نصيحتها مو بمحلها , وتتمشكل صاحبتها وهي تكون السبب .
لكن قوت قلبها , وقالت انا اقول لها اللي انا تعلمته من تجربتي , وانصحها , وهي لها الخيــار
"سمعي يا مها , انا ما راح انصحك , انا بس راح اقولك اللي تعلمته من تجربتي مع خالك عمر ! "
بان على مها الأهتمام ,و ريم ركزت عليها , وخلت عينها بعين صاحبتها , وقالت بثقه " اللي تعلمته : انك تبقين مع اللي تحبينه افضل بكثير من غربة الأبتعاد عنه وخصوصا بالنسبه لك , لأنه بعده ما تزوج "
وكملت والذكريات ترجع لها بنفس قوتها وألمها , وهذا ادى إلى التغير بملامح وجهها " مها انا بعد طلاقي عشت ايام ما اتمنى العدو يعيشها , انا ما أقول ان هذا بيصير معاك لا سمح الله , لكن ان كنتي تحبيه فقاومي لا تتركيه لغيرك من غير قتال , وإلا راح تندمي .... وبعد ما تقاومي , سواءا فزتي فيه او خسرتي , ما راح تقولي لنفسك ( لو انا عملت كذا أو عملت كذا , كان احتمال صار الوضع احسن ) ...........مها انتي مرأة وحلوة , استغلي هالشي لصالحك , حاولي تجذبيه لك , وتبيني له مزايا انه يبقى معاك "
وبعد ما انهت ريم كلمتها ابتســـــــمت وقالت " وهذا وانا قايله ما راح انصحــــك ! "
مها كانت عاجزه عن الأبتسام , حطت ايدها على راسها , فعلا القرار صعب ومحيـــر , تحس انه ريم صادقه بكلامها , لكن بعد كرامتها ما تسمح لها .
هذا إضافه إلى امه واخته شنو راح يفكرون فيه ؟
قالت مها بضعف " انزين يا ريم انا خايفه , امه شراح تقول , اخته شراح يقولون ؟ "
شافتها ريم بعدم تصــــــديق وبعدين قالت " مها انتي من جدك ؟؟ , وش تبيــــــــن فيهم!! يقولوا اللي يقولونه "
توترت مها وقالت " بس انا قلت لأمه اليوم الصبح اني ما راح احاول اجذبه لي ....."
اهني ريم عصبـــــــت ,وما صدقت انه صديقتها معقوله تسوي شي مثل هذا وقالت " هذا وعد باطل , لأنه زوجك , وبعـــــدين انتي عندك طفل جاي بالطريق لازم تفكري فيه ! , اصلا خالد هو اللي عرض , يعني هو اللي يحاول يجذبك له , مهوب انتي , وبالتالي انتي ما اخلفتي بكلامك "
ردت مها نظراتها للنيـــــــــل وشافت المراكب الجميله اللي فيه وقالت لريم " راح استخيــــــــر بالسالفه , وأفكر برايج عدل " ابتسمت بضعف , وقالت " بس جد كنت محتاجه اسمع راي يأيد جانب فيني , بعد الأستخاره ان شاء الله ارتاح لشي , أو يصير شي يدلني على الطريق الصحيح وأغلب الظن راح امشي على شورج (شورك)" لفت لريم وقالت " خلينا نتكلم بموضوع ثاني , لأنه كل شي قاعده افكر فيه أو اتكلم فيه هالأيام هو خلافي مع خالد "
ريم جا ببالها انها هي بعد ما في بالها هالأيام غير عمر وغير كيف ترجع له.
لكن مها صادقه لازم يتكلموا في شي ثاني وبالتالي افتحت موضوع ثاني .
طول فترة حديثهم بمشكله مها كان الجوال حقت ريم يرن بأعلان مسج جديد .
كان هالشي منغص على مها ومضايقها ,لأنه مزعـــــــــج , خاصه انهم يناقشون بموضوع مهم , وجوال ريم كل ثاينه يعلن قدوم مسج جديد .
والأن بعد اغلاقهم للموضوع ودخولهم بسوالف عامه , كانت ريم دايما ترفع موبايلها لما يعلن مسج وتعقد حواجبها وتلعب بالموبايل وترده مكانه , لما طفح الكيـــــــل بمها
فقالت مها " ريم ترى موبايلج مزعج , مو معقوله هالخدمه جد مزعجه , انصحج ألغيها "
والصدمه اللي كانت لمها , ان ريم صار وجهها احمر , وتلعثمت بالكلام اللي كانت راح تقوله .
والأغرب انه ريم سكرت فمها , وزاد وجهها احمرار .
وبدت ريم تشوف مها بنظرات شخص يعلم انه غلطان .
مها لما شافت نظراتها وتصرفاتها ,خافت واخترعت انه ريم قاعده تسوي شي , غلط .
لأن مو معقوله وحده مو مسويه شي غلط جذي تكون ردة فعلها .
وعشان ما تسئ الظن , قالت مها بهدوء " ريم هذي خدمه صح !! "
قبل ما ترد ريم اعلن عن قدوم مسج .
تيت تيت
مها ارفعت حاجب .
وريم شافتها , ولاحظت الأستغراب الواضح على صاحبتها .
وهذا خلاها تنزل راسها للجوال وتناظره لفتره , محتاره , هل تقول لأحد مشكلتها , ولا تغلق الموضوع .
لما مها فاتحت ريم بمشكلتها حست ريم بالراحه بأن تقول لمها باللي تعاني منه , ومر عليه شهر تقريبا أو اقل .
لكنها تخجل تنطق بالمشكله , لأنها تدري انها غلطت وخلت المشكله تتمادى بسكوتها وعدم اخبارها لاحد لأجل يتعامل مع المسأله
ارفعت جوالها بأصابعها وهي كارهته , فالموبايل صارعقدتها بالفتره اللي فاتت , وبدت تكرهه ولو ما حاجتها له كانت رمته , عطته لمـــها بخوف من ردت فعل مها على اللي راح تشوفه , وخوف انه مها تظن فيها ظن السوء .
تمنت من كل قلبها انه مها تتفهم وجهة نظرها وسبب تصرفها .
ما تقدر تقول لمها الوضع بلسانها , تبي مها تشوف المسجات وتكون افكارها .
مها شافت ايد ريم الحامله للموبايل , استغربت التصرف , لكن لما التقت عينها بعين صاحبتها عرفت ريم شنو تبي بالضبط .
مدت ايدها وخذت الموبايل وأسألت لمزيد من التأكد " افتح المسجات ؟ "
هزت ريم راسها بموافقه , وازداد احمرار وجهها ,لأنها تدري وش فيها المسجات , واشتهت انها تتراجع عن قرارها بأن مها تشوف المسجات .
لكن ألحين ما تقدر تتراجع ...
مها افتحت قسم المسجات وتفاجأت ان كلها من رقم واحد من غير اسم .
افتحت المسج الجديد .
ومن اول كلمه صار وجهه مها احمر, وافتشلــــــت , فما بالك ريم اللي اهي مستلمه المسجات هذي , ارفعت عينها لريم .
وجه ريم كان احمر , ومنحرج , وعيونها مغورقه بالدموع .
ردت تكمل المسج , ولما خلصت منه نزلته على الطاوله بهدوء .
حركت راسها واهي تشوف ريم بطريقه (شنو هذا !!) , لأنها مو عارفه تنطق من الصدمه .
عدلت ريم جلستها بتوتر " المسجات ذي صار لها شهر , أو أقل , ما أدري بالضبط "
شهـــــــر !!
مها قالت لها بأستفسار " انزين ما قلتي حق احد "
هذا السؤال اللي ما كانت حابه انها تنسأل فيه
ريم , مسكت شعرها المتروك على ظهر وشدته وعملته على شكل كبه بأخر الرقبه من توترها .
وقالت " لأ ما قلت "
مها تغيرت نبرتها لعصبيه " ليـــــش ما قلتي يا ريم , ليش ؟؟"
ريم كانت خايفه من نبرة اللوم هذي لكنها ما تقدر تلوم مها عليها , لأنه المسجات قليـــــــــله ادب .
والشي المفزع انه كيف شخص يوصل للدرجه ذي من الوقاحه ويعرف اسمك !
وكل هذا وهي ما ردت عليه أو كلمته أو عطته الضوء الأخضر , يعني هو كل ما تجاهلته زاد في قلة الأدب .
خذت القهوه اللي قدامها وبعدها قالت " مها لا تلوميني بليـــز "
ريم من صجها اللي تقوله لا ألومها , أكيد راح الومها على سكوتها .
فقالت بنبرة استغراب "ريم .. " وبعدين فكرت انها لازم اتعرف الموضوع بدون انفعال , مهما ظنت انه اللي سوته ريم غلط , اول شي لازم تفهم الموضوع عدل , فاسكتت وبعدين قالت " قولي شنو الموضوع بالضبط"
خصلات شعر ريم الناعمه افتلتت من العقده اللي اعملتها عند اسفل رقبتها , وخصلتين طاحت لوجهها , وهذا خلا ريم تبعده لورى اذنها بذهن غايب , وقالت " مافي سالفه , كل الموضوع انه في شخص يرسل مسجات حب وغرام وبعدها تطور للي أنتي شايفته بالأول ظنيت اني ان تجاهلته بيوقف , إضافه ان ما عندي احد اقول له عن المشكله..." رفعت عيونها وقالت " لكن خاب املي بأن ما وقف بالعكس تماما زاد بمسجاته , وزاد معدل الوقاحه فيها , وبالتالي حتى لو كان عندي احد ما راح اقول .."
مها عرفت احساس ريم بالوقت الحالي مع هالمسجات الوقحه , يمكن لو بالبدايه قالت عن المشكله كان احسن , ألحين مع هالمسجات الوضع صعب وتخيلت روحها تعطي خالد مسجات مثل هذي وتقول هذي المسجات من واحد مزعجني .
بس اخطرت الفكره ببالها حاشتها قشعريره .
قالت لريم " انزين اشراح (شنو راح) تسويــــن ألحين "
" ما راح اسوي شي ألحين .."
قاطعتها مها "ريم طلبتج هذا شي خطر .."
اهني ريم اللي قاطعتها " لأ ما في خطر , ان شاء الله راح يمل "
وفجأة اخطرت لريم فكره انها تلجأ لعمر , وتقوله ان في واحد مزعجها بمسجات قليله ادب , وتخليـــه يحس بالحمايه تجاها .
وبالتالي تحرك شي من مشاعره تجاهه هي , وتخليــــــه ينسى سام واهل سام .
وفجأه ابتسمت ريم وقالت " لا تخافيــن علي يا مها , عارفه احل المسأله "
فيصل وحمد :
فيصل وهو بالسيـــاره مع عمه حمــــــد المستغرق بالأفكار والســــــرحان .
قال " عمي ما كنك زودتها مع عمر "
حمد طلع من عمق افكـــاره اللي كانت ماخذته لبعيـــــــد وقال " هو لو يحـــــــــس .. كان قلت لك اني فعلا زودتها ! "
ابتسم فيــصل بهدوء وقال " مهما كان يا عمي , ما اظن ان ابوه سعود لو عرف بهالشي بيرضى ! "
سكت حمد وقال "انت لا تقول وهو ما راح يدري , عمر ما يقول "
خالد :
وصل للمستشفى المذكــــــور له بالأتصال , واعصابه كان متوتره , وواصل حده بالتوتر .
طول الطريق أفكاره كانت تاخذه لطبقه جديده من الخـــــــــوف .
كل ظنونه كانت سيئه , كان حاس انه في احد مصاب , وكان يتمنى انه ظنه مو بمحله .
يا رب ما يكون في احد بخطر , يا رب عمه سعود ما فيه
طيب ليه ما اتصل على عمر , عمه سعود مو معقول يلجأ له هو ابدا , هالشي مستحيل .
لا اكيد ما فيهم شوي , انا ما يصير افكر بهالأسلوب , وبالطريقه ذي .
بكل ثانيه دقات قلبه تزيد بمعدلها .
أول ما دخل بدا يتلفت بالمدخل يبحث عن احد يعرفه .
أو بالأصح يبحث بعجله بعيونه عن عمه سعود , اللي من المفروض انه ينتظره بالمستشفى .
لكن شاف سايق عمه سعود , وراح له بأستعجال , ومسك كتفه لأجل يلفت نظره وقال " حمدي , وين عمي سعـــــود "
لما لف عليه حمدي , شاف بعيون السايق دموع .
خالد عــــــــرف انه في شي صاير , عرف انه ظنونه كانت بمحلها .
في احد مصــاب .
قلبه ان كان مستعجل بحركته وهو بالطريق فالأكيــد انه ألحين زاد بشكل غير طبيعي .
هز الرجال وقال بعبارة أمر غاضبه " تكلم يا حمدي , وين عمي سعود "
من غيــــــر كلام , أشر على مكان عمه سعود .
خالد رفع عينه للمكان اللي أشر عليه السائق .
انصدم .
هذا عمه سعود !!!!!!!!!
هذااااا
لو ما حمدي اشر له عليه , كان ما عرفه .
اللي صاير شي اكبر من اللي هو متوقعه , شكل عمه سعود يوحي بهالشي .
عمه سعود رجل قوي , وشكله يوحي بهالشي دائما , من قوته ما يقدر الشخص انه يخمن عمره .
لكن ألحين وهو يشوفه ..
يشوف رجال شايـــــــــــب , كبيــــــر بالســـن .
ظهره انحنى بجلسته وهو اللي دوم شاد ظهره .
ظهره المنحي كان ايحاء بالهم اللي يثقل على كتوفه .
بدى يتلفت يبحث عن عمر , لأنه ما كان معقول يترك ابوه بهالحاله , عمر ما راح يسمح لأبوه يعاني بروحه من غير وجوده .
لما خطرت بعقله هالفكره حس برجله ضعيفه تحته مو قادره تحمله .
راح يجري لعمه وقال بلهفه واستعجال " عمي سعود , عسى ما شر "
كان بهالوقت عمه حاط اذراعه الثنتين على فخذه , ومنحني ومغطي وجهه بأيده , عمه سعود ما رفع راسه ولا تكلم .
وهذا زاد من توتر خالد .
وخلاه بعجله وخشيه ينزل على ركبته قبال عمه ويمسك ذراع عمه ويقول بأصرار ولهفه " عمي سعود , عسى ما شــــــــــــر "
بعد عمه سعود ايده عن وجهه .
خالد ترك ذراع عمه بهالوقت لأنه بكل بساطه انصدم من عيون عمه .
عينه كانت ميـــته .
رد حط ايده على ريل (رجل) عمه وهو قباله " عمي ريح قلبي , وش الموضوع "
قال سعود بصوت مخنوق " عمر يا خالد , عمر "
لأ مو صديقه .
لأ مو اخوه .
ما فيه شي , لأ ....
كمل عمه بصوت ميت " سوا حادث , واهو ألحين بغرفة العمليـــات "
انزلت ايد خالد بعجز وصدمه عن ريل عمه سعود .
ما كان متوقع هالشي بالذات .
عمر !!
لأ إلا عمر , إلا صاحبه , إلا اخوه .
حـــــــــاول ياخذ نفس عميــق ودخل النفس برجفه لداخل جسمه .
قام من مكانه بهدوء من الأرض وقعد قرب عمه على الكرســــــي من غيــــــــر لايتكلم , كان عاجز عن الكلام .
امس كان شايفه .
بمزحه , وبجده , وبسخريته ...
وألحين ...
كان وده انه يسأل عمه سعود , وش هي اصابته بالضبط ...
لكن كان عاجز عن النطق لفتره ..
الفكره اللي تتردد بعقله انه صاحبه عمل حادث .
بدى يردد الأدعيــــــــه بقلبه , يدعي انه ربه يحمي عمر .
قرب منهم شخص بهدوء ووجه كلامه لسعود وقال " حضراتكو (حضرتكم) من اهل المصاب عمر بن سعود"
سعود ما رد , ولا كان ناوي يرد اصلااااا , كان مركز بالدعاء لولده من كل قلب الوالد , كان يقول (اللهم اني مسني الضر وانت أرحم الراحميـــــن ) .
حادث السياره كان له وقع كبيــــــر على سعود لأنه بنته كانت ضحيه حادث سياره .
الخبــر هز سعود .
ولده عمر ألحين ضحيه حادث سياره , ومحد يعرف وضعه واهو داخل غرفة العمليـــــات .
الحمدلله .
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
الحمدلله على كل حال .
نعم الله عليــــــه كثيــــــره , والله سبحانه رحمن رحيـــــــــم , بيرد له ولده ان شاء الله .
لازم ما يفكر انه ولده بخطر , ولده ألحين بنعمه من نعم الله , الله قاعد يحط عنه سيئات , ويعطيه حسنات .
قلب المؤمن كان يدفعه للقوة , وقلب الأب يدفعه للضعف .
خالد رفع نظره لوجه عمه بعد ما لاحظ سكوته , وشاف اللي ما توقع انه يشوفه بيوم , الضعف بوجه سعود , الضعف والتعب.
نظرته لعمه صحته من صدمته , فيه امور عديده عليه هو خالد انه يتولاها , ويباشرها , عمه ما راح يقدر يتابع مسائل عديده , كافي عليه انه ولده اللي هو صاحبي بغرفة العملـــــــيات .
قام من مكانه وقال للرجل " اي نعم "
رد عليه الرجال " البوليــس عاوز يتكلم معاكو(معاكم) "
ما نال من عمه اي رد او تفاعل .
سعـــــــــود كان بعالم روحاني خاص .
عالم يدعو فيه ربه ان يرجع له ولده بخير وسلامه .
هز راسه بالموافقه وقال " طيب انا جاي فورا "
حط ايده على كتف عمه وقال بهدوء " عمي ان شاء الله عمر ما فيه إلا العافيــه , وأزمه وتعدي "
تنهد عمه سعود من حر ما في قلبه وقال " " ايه ان شاء الله , ان شاء الله "
انك اتشوف شخص معروف بالقوه بلحظه تعب او ضعف , شي يتعب وقال خالد" انا رايح اباشر بعض المواضيــع , وجاي على طول ان شاء الله "
خالد من قال هالكلمه واهو ما قعد بمكانه , ما غير يروح للأستعلامات , أو يروح يباشر أوراق المستشفى , أو يقابل الشرطه اللي يحققون , أو يجلس مع المصابين الثانيين .
وتعامل مع اللي ساعدوا عمر , وشكرهم , وخذ اسماءهم لأجل يكافئونهم.
وخذ اسماء المتضررين لأجل يعوضونهم
وقلبه طول الوقت يحترق على اخوه وصاحبه .
لما انتهى من مباشرة الأمور هذي كلها , راح شرا لنفسه ولعمه قهوة , وراح لعمه , وشافه بنفس مكانه ما تحرك منه , وبنفس وضعيته ما غيرها .
أول ما قرب وجلس قرب عمه , مد ايده بالقهوة , اللي شافها سعود وخذها من ايد خالد , كان السكون غامرهم إلى ان نطق عمه سعود بصوت هادي " كان من ساعات معاي , يتكلم ويتناقش , ويبتسم , وألحين........ وألحين ما ادري بحالته , ولا احد راضي يقول لي ."
عمه سعود نطق بنفس فكرته .
ما علق خالد على الكلام , ولا قال شي , شنو معقول يقول , حتى اهو ما تبلغ اي شي عن حالت عمر لما سأل , حتى لما أصر على معرفة الأخبار , الإجابه اللي كان يلاقيها اهي (ما نعرفش (ما ندري) , استنوا (انتظروا) الدكتور يئولكو(يقولكم) )
سعود كمل كلامه بأن قال بإيمان مطلق وواضح " سبحان مغيــــــــر الأحوال من حال إلى حال "
وبعدها سند عمه سعود راسه على الطوفه (الحيطه) اللي وراه , وغمض عينه .
اما خالد فوقف , وبدى يتحرك رايح , راد .
شاف ساعته الساعه 2 الظهر .
نزل ايده وكمل يمشي رايح راد .
مره يوقف ويسند حاله على حيطه .
مره على باب .
واحيان كثــــــيره يعجز فيها عن الوقوف ساكن ويبتدي يتحرك .
اما عمه سعود فظل مكانه .
القلق كلما مرت دقيقه يزيد عليه
أو بالأصح كلما مرت ثانيه .
أخــــــــــوه على طاوله العملــــيات ما يعرفون اصابته ولا يعرفون شي عنه .
كان حاس بحرقه بقلبــــــــه , مصدرها اللي داخل الغرفه متألم وما يدرون عنه .
لف على عمه سعود اللي وجهه كان باهت بشكل كامل .
لا هو ولا ابو عمر اشربوا القهوه , كان كل واحد فيهم ماسك القهوة ولا شي منها دخل لجوفهم .
انفتح باب غــرفة العمليـــــات .
والأثنيــــــــــن ألتفتوا
الجراح كان طالع من الغرفه .
سعــــــود التعب هده ما كان قادر يروح .
مهما كان الرجل قوي إلا ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا .
خاصه إذا كان ولدك هذا من أكثر الناس الباريـــين فيك .
أما خالد فلما شاف الطبيب , ما قدر غيــــــــــر انه يتوجه له على طول , بخوف , خشيـــــــــه الأخ على اخوه .
على طول راح للجراح اللي كان واضح عليه التعـــــب .
وقاله " بشــــــــر يا دكتور , المصاب عمر بن سعود اللي كنت عنده وش هي اخباره "
رفع الطبيب انظاره المتعبه وقال " انته تأرب للمصاب " (انت تقرب للمصاب؟)
" ايه نعم"
خالد فجأه انتبه لعدم قدوم عمه سعود وهذا خلاه يلتفت ويشوفه بمكانه ما تحرك ,لا قرب ولكذا قال للدكتور " وهذا هو ابوه "
الدكتور شاف ابو عمر , وقرب مع خالد له .
وقال بهدوء "عمليــة ابنك نجحت يا حج, هو دلوقتي (ألحين) تحت تأسير(تأثير) البنج "
خالد لما سمع الخبر بدى يتنفس عدل , وعرف انه طول هالفتره كانت انفاسه مكتومه
أما سعود , فقلبه كنه انغسل بماي بارد , ولده بخيــــــــــر , ما راح يفقد ابنه , وضناه الغالي سعود قال بهمس " الحمدلله الحمدلله , الحمدلله "
وبعدين قال " يعني ما كان عنده اصابات خطره ؟؟"
اما الدكتور فقال "لأه يا حج انا ما أولتش كده , ابنك دلوقتي يعتبر بحال كويسه , الحادس كان أوي جدا جدا , أصاباته متفرأه بكل انحاء جسمه ,و الحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كنتش خطيره أوي زي ما كنا متصورين , مجرد شق عمــيق عالجناه بالخيــاط بعد ما اتأكدنا انه ما فيش كسور بالجمجه , أو اي ورم متكون من الأصطدام, كزالك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإزن الله , اخطر اصابه ازطرينا نتعامل معاها بحزر جت لرجليــــــه , رجليــه بالوقت الحالـــي ما يقدرش يحركها "
(لا يا حج ما قلت جذي ,ابنك ألحين يعتبر بحاله زينه , الحادث كان قوي جدا جدا , اصاباته متفرقه بكل انحاء جسمه , والحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كانت خطيــره وايد مثل ما كنا متصورين , مجرد شق عميــق عالجناه بالخياط بعد ما تأكدنا انه ما في كسور بالجمجمه أو اي ورم متكون من الأصطدام ,وكذلك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإذن الله , و أخطر اصابه اضطرينا نتعامل معاها بحذر جت لرجليــه , رجليـــــه بالوقت الحالي ما يقدر يحركها )
سعود وقف من طــــــوله وقال بصوت صارم " شنو يعني ما يقدر يحركـــــــها ؟؟ "
خالد شاف عمه , وعرف انه خبر سلامة عمر , رجعت له قوته الطبيعيه اللي كانت متخلي عنها للتو .
بعد ساعتيــن عند عمر بالغرفه :
كان خالد وعمه سعـــــود عند عمر بعد ما اعرفوا وضع عمر الصحي بالضبط وبعد ما اعرفوا وضع رجوله بالضبط
أثنينهم دخلوا لغرفة عمر بعد ما اسجدوا سجدة شكر لله على رجوع عمر لهم .
كان سعــــــود قاعد عند راس عمر , اللي كان محاط بالشــاش .
هو كل جسم عمر كان مغلف بشاش تقــريبا .
حتى وجهه ما كان وجهه من الكدمات والصدمات .
سعود كان يتأمل وجهه ولده اللي كاد انه يفقده اليــوم , كان خايــف يلمسه بأي مكان ويعوره .
بس رفع ايده بخفه ولمس ايده , وبكل بساطه نزل راسه وحب ايد ولده .
كل هذا وخالد يشوف .
هذا فعلا منظر ما توقع انه يشوف عمه سعود يسويه.
لأنه بوعمر مو من النوع اللي يعبر عن عواطفه إلا لناس معينه , وابناءه الشباب ما كانوا من هالناس المعينه .
عمه ما كان حاس بوجوده , كان بس يكلم عمر , ويقويه , ويقوله " اي يا عمر شد حيــلك "
" الحمدلله على سلامتك "
خالد شاف عمـــر , صاحبه واخوه .
اهو متأكد انه عمر ان قام بيكره حالة الضعف اللي اهو فيها , وهذا خلاه يبتسم بتعب .
الحمدلله ان ما دخل غيبوبه , وانه المسأله مجرد بنج ! .
تمنى للحظه ان عمر يفتح عينه ويتأكد انه الأنسان المستلقي بالوقت الحالي هو عمر .
لأنه مو مصدق انه هذا الشخص هو صاحبه عمر.
مرت ساعات طويله , وحل الظلام , وهم باقيـــــــن , مع انه الطبيب قال انه ما في داعي انهم يبقون , لكن هم مو عارفيـــن يتحركون من قربه .
يمكن لأنه التجربه اللي مروا فيها , وان احتماليه انهم يخسرونه أثرت فيهم , وخافوا انهم يتحركون من مكانهم ويصير فيه شي .
فجأة قال عمه سعود بتعب غير معتاد " الحمدلله اللي رجع لي هالولد , الحمدلله "
وكمل " للحظه ظنيــــــت اني راح افقده , مثل ما فقدت اخته من قبـــل , الحمدلله "
وادخلت الممرضه عليهم بتتأكد من شي .
ولما شافتهم لما ألحين قاعديــن قالت " انتو لسه هنا ؟ " (انتوا بعدكم اهني)
وكملت شغلها بسرعه وقالت " ما فيــش داعي تكونوا موجودين , هو مش حيصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكوا " (ما في داعي تكونون موجوديـــن , اهو ما راح يصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكم )
وكملت تسوي اشياء بالأجهزة , وتاخذ ارقام وغيــره واطلعت .
خالد ما كان ناوي يطلع , او يتحرك من قرب صاحـــبه , صاحبه اللي كان بحال خطـــر اليوم .
اما عمه المسكيــن فشكله كان تعبــان ولكذا قال له " يا عمي روح ارتاح , انا راح ابقى معاه "
عمه سعــود غمض عيــنه وبعديــن قام بعد ما باس راس ولده عمر وقال بقوته الطبيعيه " لأ , انا معاك راح انروح , الحمدلله هو ألحين بوضع زين بالنسبــه لقوة الحادث وان شاء الله نرجع باجر ؟"
خالد ابدا ما كان ناوي ينفذ طلب عمه .
وقال " لأ يا عمــي انا ناوي ابقى قرب صاحبي "
" لا يا خالد , انت راح تطلع وتروح للفندق "
خالد رفع نظره لعمه , وفجأة تذكر الفندق , اللي كان ناسيه طول اليوم , اهو كان مغلق تليــفونه طول اليوم عشان ما احد يزعجه او يسأله عن مكانه.
وخاف يفتحه ألحين ويشوف كل المكالمات التي لم يرد عليها .
وكمل عمه سعــود " لا تنسى انك لازم تقول لمها عن الوضع , وانت تدري صعوبه هالشي عليها "
خالد اهني فز من مكانه , فعلا مها !!
مها لازم تعرف الخبـــر !!
يا الله شلــــــــــون نساها , ونسى انها أكثر وحده منهم راح تتعب منه , لأنه امها توفت بحادث سياره .
انشغل بوضع صاحبــه , وبخوفه ومحاتاته ونسى انه عليــه واجب انه يبلغها باللي صار ....
الكاتبه
black widow