البارت الحادي والعشرين
*** اصحــــاب انا والهــــــم واحباب ونمــــون ...لا ما هى صداقه يوم ذى عشره اعوام ***
السياره بعد ما انقلبت ردت اعتدلت وبالنهايه صارت مصطدمه بشجره على الرصيـــف , وهذا ادى إلى انها تكون مضغوطه من قدام ومتكسره بصوره خياليه , والزجاج الأمامي للسياره مكســـــــور .
الناس بسرعه راحوا للسايق , والكل فزع وخايف على المسكيــــــن اللي كان ضحيه لهذا الحادث القوي , والمخيــــف .
كونهم شهود على مراحل الأصطدام وتحرك السياره المخيف وغير المسيطر عليه , وعدم تحكم قائدها فيها , ثم انطلاقها وانقلابها ثم اعتدالها بشكل سريع واصطدامها بالشجره , والصوت المخيف الذي صدر عن السياره ,وعن الحادث , أثر في نفسياتهم , وجعل البعض يركن سيارته على امل انه يساعد الضحيه.
اما الضحيه فما كان واعي تماما , بعد ما ضرب وجهه بالسكان (الدركسون) , وانكسار الزجاج الأمامي بوجهه , كان يشوف حوله بضبابيه , وبتشويش .
كان يشوف الناس محيطين فيه بكل مكان .
كانت عينه تغلبه وتضعف , فتغلق ثم يفتحها , ثم ترجع للغلق .
كان يحس بضوضاء حوله , وفيه صوت قربه يصرخ بكل قوه , لكن الكلام كان لغه ثانيه , غريب !
الألم غامره ومحيــط فيه من كل جانب .
ألم بكل قطعه من جسمه .
رجلـــــــــــــــي
رجلـــــــــــــــي
ما كان يقدر يسيطر على شي بجسمه .
حاول يرفع ايده لكن
عجز ...
حاول يسيطر على رقبته لكن
عجز ..
حاول يسيطر على عينه لكن
عجز...
حاول يطلع صوته لكن
صوته كان يخرج بطريقة حشرجات غير مفهومه
كأنها غرغره تخرج .
الألم كان يقتله , بكل ثانيه وعي كانت الألم يذبحه , ألم كان يدعو ربه انه يرتاح منه بأي طريقه , كان يتمنى انه الظلام يغمره ويغيب عن الوعي ويرتاح , لكن هالشي ما حصل وظل يعاني من الوجع الشديد .
الشباب حاولوا يفتحون الباب لكن عجزوا لأن الباب كان مغلق بقوة من الحادث .
الناس شافوا الشاب اللي الدم مالي وجهه , واللي اختفت ملامحه من اللون الأحمر , مع يده الثنتين موجودتين بعجز بقربه , ورقبته التي تأتي للأمام ثم ترجع للخلف بعدم سيطره .
كان منظر بشع , ولا احد يتمنى رؤيته في حياته كلها .
الشهود كانوا بفزع واللي بكى , بكى , واللي انهار , انهار , اما الأغلبيه فحاولوا العمل من أجل انقاذه ولم يكتفوا بالبقاء مكتوفي اليدين, وعدة اشخاص اتصلوا على الأسعاف , أما العمل المشترك بينهم , فهي قلوبهم التي تلهج بالدعاء انه الله ينقذه , ويحفظه لأهله .
فكان الهمس الذي يملأ الجو
اللهم احفظه
اللهم احفظه
اللهم احفظه
اللهم اعده لأهله سالما
اللهم اعده لأهله سالما
اللهم اعده لأهله سالما
وتشكل فريق من عامة الناس , وتولى القياده شخص واحد منهم , يوجهه الأوامر للشباب المتطوع , على امل انهم ينقذون الرجل المحبوس .
ودقائق تمر
وتمر
وتمر ولا سبيل لفتح الأبواب , مرت دقائقهم كالساعات , من الخوف والفزع اللي كان الكل يعيش فيه , بدأت النساء الشاهدات على الحادث يعلوا صوتهم بالنحيــب
أصعب شعور هو رؤيه انسان اخر يتعذب وتعجز عن مساعدته .
مرت هذه الدقائق كالساعات على المتواجدين على جبهة الأنقاذ ,ثم بقدرة قادر تم فتح الباب الخاص بقائد المركبه .
عندها فقط استوعب الرجل اللي كان متولي القياده بعملية الأنقاذ خطورة الموقف , لا يستطيعون اخراج المصاب , فرجله مختفيه تحت الحديد .
حاول الرجل ان يكلم المصاب .
ان يحاول ان يجعله يركز , حتى لا يفقد الوعي .
ان يفهم منه مقدار اصابته .
لكن خرجت حشرجه قويه من المصاب وغرغره , وأغمض المصاب عينيه .
كان هذا على وقت وصول سيارة الأسعاف !
بمكان اخر بمصر :
دخل السكرتير من غير استئذان وبعجله وقاطع اجتماع معقود بين مدراء الشركه المهميــن .
وهذا ترك صاحب الشركه ينظر له بنظرات غضب .
لكن هذي النظرات خفت حدتها لما شاف نظرات الفزع بعيون السكرتير .
قرب السكرتير من أذن معزبه و قال بهمس " سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليــفون , عاوزك زروري " (سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليفون , يبغاك ضروري)
سعود رد بصرامه " قول له اني بأجتماع يا منصور "
التوتر بان اكثر والقلق على منصور وقال بأصرار وهمس " حضرتك زروري (ضروري) تاخذ الأتصال " لما شاف منصور رجوع الغضب لعيون سعود , قال بنفس الأصرار " الموزوع (الموضوع) بخصوص الأستاز(الأستاذ) عمر "
سعود فز قلبه فجأه , ما يدري ليش هذا الموقف ذكره بموقف ثاني صار من 19 سنه , نفس الموقف , لكن بمكان ثاني , ببلد ثاني .
لما تذكر ذاك الموقف , ودخول السكرتير بنفس الوضع والحاله اللي عليها منصور ألحين , خلاه هذا يقوم من مكانه بسرعه .
قال " اسمحوا لي يا جماعة الخيــر , مكالمه مهمه لازم ارد عليها"
تحرك من مكانه بهيبه , لكن من داخل الله العالم فيه , وتوجه لغرفه خاصه قريبه من غرفة الأجتماعات .
وشاف التليفون لفتره يستجمع قوته, وبعدين رفع السماعه , وقال " نعم "
الإجابه كانت " الأستاز سعود , والد عمر ؟ "
قال بقوه تخفي شعور الأب " اي نعم "
تنهد الرجل بالخط الجهة الأخرى وقال " ابنك عمل حادس (حادث) سياره "
المعلــــــــــومه طعنت قلبــــــــه بقوة مؤلمه .
واختل توازنه للحظه , ولده , عمل حــــــــادث , لكن استعاد التوازن بسرعه
عمــــــر..
وقال بصوت قوي , لكن أقل قوه من السابق "شلون ولدي ألحين ؟؟"
جاوب الرجل بعجله " ما أعرفش (ما أدري) حزرتك (حضرتك) , ما عنديش (ما عندي) اي خبر عن الموضوع "
رجف قلب الرجل الكبير , بوجل , بخوف على ابنه , على اصغر ابنائه , وعلى ابر ابناءه فيه وقال " وينه فيه ألحين ؟ "
جاوب الرجل بهدوء "بمستشفى ..... "
قال بنفس القوه " انا يايكم بالطريج " (انا جايكم بالطريق)
اغلق التليفون , وتسند على الطاول بأيده الثنتين .
شعر بدخول السكرتير عليه , ففرد ظهره , قوته الطبيعيه , وحكمة سنين , وثقته بالله مكنته من التماسك .
التماسك فقط , لا غيـــــــــر ,لكن الألم والخوف , ملا روحه .
ابنه الجعده , اصغر ابناءه ....
وقال لمنصور بصوت قوي وبذهن غايب لكن متعود على ترتيب الأمور قال " قول للجماعه انه الإجتماع تم تأجيله , واتصل على خالد صديق عمر وبلغه انه يحضر مستشفى من غير ذكر السبب..... وقوله ما في داعي مها تعرف "
وطلع من غير المرور على قاعه الإجتماع بأسرع مشيـــــــــه ممكن انه يمشيــها رجل كبير بالسن .
مها وخالد :
مها بعد ما صارت لخالد وصار لها
استـــوعبت اللي سوته .
انا اش سويــــــــــــت !!
اش ســـــــــــويت !!!
اكيـــد اني ينيــــت , اشلـــــون سلمت نفســـي له .
شلون تغاضيـــت عن كل اللي سواه شلـــــــــون ؟
شلون تغاضيت عن كل العوائق بزواجنا .
حســـــــــت بغصه بحلقها من تصرفها الغبي , من عدم تحكيم عقلها قبل التصرف .
اليــوم بان شي واحد , انها ضعيفه قبال خالد , ضعيفه ! .
زادت الغصه بحلقها , وهذا اكبر دليل على انه الدموع راح تنزل ألحيـــن .
غمضـــت عينها تمنعها من الخروج .
اللي صار غلطتها , اهي , الغلطه غلطتها .
خلاص بس ما عاد فيها تستحمل روحها .
تبي تطلع من هالغرفه , تبي تروح من هالمكان .
حاسه بأيد خالد اللي محاوطتها وشادتها له بقوة , كنه خايف يتركها , كان مستلقى قربها.
كانت ناويه تتحرك , لكن تفاجأت فيه يتركها ويتحرك من مكانه .
شافته .
لكن اللي فاجأها انه ما قام من مكانه مثل ما كانت متصوره وانما مال على بطنها , واهو بعده منسدح قربها .
كان يشوف بطنها برقه .
واهي تشوف تعابير ويهه.
رفع ايده وبدى يلمس بطنها !
شافته واهي منصدمه من حركته وغرابتها , ومن رقته بلمس بطنها .
تعابيــــــر ويهه كانت جميــــــــله , هه .
انه ينقال عن تعابيره جميله , غريب , فعلا غريب هاللفظ على تعابير بهالرجوله, بس بالفعل ما في صفه مناسبه لوجهه بالوقت الحالي إلا هالصفه .
لأنه الحنان اضفى عليها جمال غريب .
كان يشوف بطنها بغرابه .
استغرقت بتصرفاته لدرجة نست اهي بشنو كانت تفكر !
وفجأة حط راسه على بطنها بحيث صارت أذنه على بطنها , كنه يبي يسمع شي فيه .
خذت نفس قوي من تصرفه .
وقالت بهمس من الحرج , ومن الوضع الغريب " خالد ..."
رفع راسه و قال بتركيــز وبكل جديه " اشششششششششششش "
ورجع راسه لبطنها .
أوكي هذا الوضع غريـــــــــب ,لكن بنفس الوقت لطيــف .
قلبها حن من تصرفاته لجنينهم , لطفل المستقبل .
وفجأة رفع راسه وعينه على بطنها .
نظراته كانت رقيقه , لمساته رقيقه , كان مثال للرقه , والغريب انه كان مركز وكل هذا موجه لشنو ... لبطنها وللجنين .
وفجأة قال بكل طفاشـــــه مناقضه لرقته " انت يا البــــــــــزر "
ورجع يحط أذنه على بطنها كنه ألحين راح يسمع الجنين يرد عليه .
مها كانت تشوفه بأستغراب !
وبعدين رفع راسه كنه فيه شي صار ما ارضاه وهو عاقد حواجبه .
" انت يا البزر , ما تسمعنـــــــــي "
ورد راسه على بطنها , كان وده يحس بطفله , وده يحس بحركته ,وده يحس بأي شي يثبت وجوده.
مناقضه الحركات الرقيقه مع الطريقه الرجوليـه الخليجيه بالكلام اللي تتميز بالدفاشه والخشونه , كان مضحك .
حاولت تكتم ضحكتها .
لكن الضحكه بدت تظهر , وإللي اقدرت عليه انها تخليها من غير صوت .
إلا انه جسمها بدى يهتز من الضحك المكتوم .
وهذا خلاه يرفع راسه ويشوفها ببراءه , اهني بس ما اقدرت تكتم ضحكتها أكثــــــــــــــــــر وانفجرت بصوت عالــــي فيها .
" هههههههههههههههه "
ويهه لأول مره بحياتها تشوفه أحمر !
خالد منحــــــــــــرج !
وهذا خلاها تضحـــــــــك أكثــر " هههههههههههههههه "
وحاولت تخش ويهها بالمخده , ما تبي تحرجه أكثر .
اما اهو فكان ماسك خصرها فعجزت انها تخش ويهها .
وفجأة تغيرت تعبيراته من الأنحراج إلى رقه ورفع حاله إلى ان صار وجه بوجهها .
اما اهي فأغلقت فمها مع ان الضحكه لازلت متملكتها .
" اضحكي بعد ! "
اختفت ضحكتها فجأة واستغرقت بكلمته ورقته .
" اضحكي بعد , اشتقت لصوت ضحكتك ."
فجأة رجع لها الإحراج وبعدت ويهها عنه , ومدت ايدها لكتفه تحاول تبعده عنها .
من متى هالرقه بالكلام يا خالد ! , ليش ألحين قاعد تترقق بالكلام ؟
خالد حس بيدها تبعده عنها .
لكن اهو ما راح يسمح لها تبعده عنها , ما راح يسمح لها بالأبتعاد ألحين , بالوقت اللي قدروا فيه انهم يتخطون بعض الحواجز .
مسك وجهها وتركها تواجهه .
يبيها ترجع له خلاص , مافيه بعد ما رجع لدفى وجودها معاه , انه يرجع للبرد والوحشه من غيرها وقال بهدوء " مها رجوعنا لبعض بيدك انتي , خلينا نعيــش يومنا , نعيــش لحظتنا , لا نفكر ببكره وش بيصير فيه "
لما قال كلمته مها عورها قلبها لكن ما انطقت , وحاولت تبعده بتصميم اكبر ,شلوووووووون ترجع وكل اللي بينهم , ليلحين بينهم , ما تقدر تسوي جذي .
كان يلاحظ الرفض بعيونها , وبأيدها اللي تحاول تبعده عنها , وهذا خلاه يغمض عينه , ويحط جبهته على جبهتها .
" مها , فكري بس باليوم , بس باللحظه , بس بالثانيه , وبـــس , خلينا نفكر بكل يوم بيومه "
ابعد جبهته عن جبهتها و وصارت عينه بعيونها .
" قولي ايوه , قولي تم , قولي حاضر , قولي .."
قطع عليه الكلام , صوت تليـــفونه .
التفت على تليفونه , ورد شاف مها , اللي صدت بوجهها للجهه الثانيه .
وعرف ردها !
لكن هالرد غير مقبول !
تنهد وانسدح على ظهره , مد ايده لموبايله وشاف رقم غريب , ما اهتم انه يرد ورمى الموبايل مكانه .
اعتدل بجلســـته ونزل ريله (رجله) للأرض .
ما راح يقبل برفضها له .
وما يقدر يضغط عليها , هي لازم تتخذ قرار الأستمرار معاه ,لأنها هي اللي دايما تبي تنهي الزواج , وهو اللي متمسك فيه ,هي تركت منزل الزوجيه بالأول , واهو اللي طلب انها يقابلها ورفضت , ألحين هو راح يمد لها غصن الزيتون , ولازم ينتظر ان كانت راح تاخذه ولا لأ ؟ .
وقال بصوت هادي " راح اتركك تفكريــن بالموضوع , والقرار متروك لك "
المشكله انه ما يقدر يقول عن سمر , ما يبي ينزل من قيمة بنت عمه , خاصه انه هو اللي قال لعمه ولسمر انه ما يبغى الخطبه .
وهذا ضربه كبيره لعمه , ولبنت عمه , ما يقدر يزيد الوضع سوء بأنه يقول الموضوع لمها , للشخص اللي من اجله رفض بنت عمه !
هذا اهانه لكرامة سمر , واهانه كبيره .
اما مها فخبت وجهها بالمخده (الوساده) وهي ترجف , الوضع أكبر منها , أكبر من قدرتها على التصرف والتقديــر , مو عارفه شتسوي , شتقول .
كانت بالأصل منحرجه من اللي سوته ألحين , منحرجه من انها معاه , منحرجه انها استسلمت له , واهو قاعد يتصرف بطبيعيه مع الوضع , ما كنه صار شي المفروض ما يصير .
ويتكلم ويسولف , واهي الغبيه مشت معاه ونست نفسها للمره الثانيه ونست وضعها .
غبيه
غبيه
بدت ترجف من العرض اللي اعرضه , شنووو المفروض تسوي , ارفعت راسها ولفت عليه , كان ظهره لها .
رن التليفون للمره الثانيه , وهي لفت على التليفون .
خالد بنرفزه , خذا الموبايل وشاف نفس الرقم الغريب .
هذا شكله مُصر , رد عليه بجفاف " نعم ! "
" السلام عليكو "
خالد تكلم ببرود " وعليكم السلام , نعم ! "
مها كانت تسمعه , (لو انا كان يكلمني جذي , جان خفت)
اما خالد فكان مركز بالأتصال .
" استاز خالد , انا منصــور , سكرتير الأستاز سعود "
خالد عقد حواجبه , وزاد تركيزه مع الأتصال من أول ما انذكر اسم عمه سعود .
فقال بأختصار " هلا , أمر "
تنهد منصور , وقال بعدين بقلق " الأستاز سعود بيقوئلك (يقولك) تعاله (روح) للمستشفى ......, زروري (ضروري)"
خالــــــــد القلق وصل معاه لدرجه غير معقوله , المستشفى !!
ما حب يلتفت او يبين شي غير طبيعي , لأنه مها موجوده معاه , واكيد انها مركزه بكلامه , فقال على قد ما يقدر من طبيعيه " في سبب ؟ "
سكوت الطرف الثاني اثبت له انه في سبب قوي , وسمع صوت منصور يقول له " ايــوه حضرتك , فيه سبب , الأستاز سعود رفض اني أئوله (اقوله) لك بالتليــفون ,و بيئولك (ويقولك) ما فيش (في) داعي الست مها تعرف بطلبه دلوقتي (ألحين)"
ما في داعي مها تعرف بطلبه !
وافق خالد على الموضوع " طيب قول له انا جاي "
سكر التليــفون , وبقى ساكت بمكانه , والقلق غامره من اقصاه لأقصاه , والمشكله انه عنده مها هنا لازم يشرح لها الموضوع .
مافي وقت يشرح لازم يروح يشوف وش هو الوضع
قام من مكانه فجأه بتوتر وبسرعه وخذ اغراضه من الأرض بعجله , والتفت لها , وقال بهدوء وصراحه بهدوء " انا لازم اطلع ألحين "
مها ما قالت شي , بس استمرت بالنظر له ,وفجأه لفت وعطته ظهرها بصد مؤلم له , وبدت تشوف الحائط .
ما كانت مستحمله وضعها معاه , مو مستحمله .
دموعها بدت تنزل على خدودوها وهي ما تدري ليش حاسه بالغبن , وتأنيب الضمير , وحاسه انها مسويه شي غلط بحق نفسها وبحق خالتها موضي , وبحق ساره ...
تدري انها المفروض ما تحس جذي وانها كيفها , لكن اهي غلطت بحق نفسها ...
خالد شاف صدتها عنه , وشد على اغراضه بهدوء , مو وقته يتكلم معاها ألحين لأنه مستعجل لازم يطلع ويشوف عمه سعود .
دخل للحمام بسرعه , بعد ما اخذ اغراض من شنطته .
دايما يحس بنظراتها له فيها خوف !
الخوف !
كان عند ه امل ولو بسيــط انه الوضع بينهم بيتحسن , لكن من الواضح انه ما صار هالشي , والوضع زاد أكثر , ما انطقت بكلمة , ولا قالت شي له طول الوقت ,بعد ماصار بينهم اللي صار .
مو وقته يفكر بعلاقته فيها , هذا اخر شي المفروض يفكر فيه , اخر شي .
اما اهي فظلت مكانها وفجأه فكرت بكلامه اللي قاله قبل ما يدخل الحمام , ما طمنها هالكلام و شنو يعني ( انا لازم اطلع ألحين !!)
ليش لازم يطلع ألحين ,شمعنى .
اووووووووووووووووووووووووه يروح المكان اللي يروحه
بس يا مها , بس
كانت فعلا كارهه نفســــها بشكل اهي ما كانت متصورته .
اقعدت على السرير وبدت تشوف المكان اللي هو راح له واللي كان الحمام .
بعدت شعرها عن وجهها , وقلبها بدى يطق بقوه .
من الخجل من الشي اللي سوته .
من عرضه اللي قدمه لها .
من كل المكالمه التليفونيه الغريبه من توتره بعدها وعجلته , وعدم تركيزه .
كرهت الوضع اللي اهي فيه .
ما قدرت تقول رايها باللي صار بينهم .
ولا قدرت تبين احتجاجها يمكن بكل بساطه لأنها مو محتجه , وبالعكس موافقه .
رجفت لما تذكرت بالضبط اللي صار بينهم .
شلـــــــون اسمح بهالشي واهو عنده سمر ,وراح يتزوجها !!
الدموع اللي كانت تنزل بهدوء كملت نزولها .
شدت على شعرها بغضب وهي تسمع صوت الماي الصادر من الحمام .
خافت يرد يدخل ويشوفها بعدها بالفراش وتبكي .
وهذا خلاها تقوم , وتلبس اهدومها بسرعه , وتطلع من الغرفه قبل لا يطلع اهو , وراحت لغرفتها وبجري تقريبا .
خافت انها تصادف احد ويقرى بوجهها وعيونها اللي صار للتو مع زوجها .
دخلت كرتها الخاص بالباب , بأيد مرتجفه , وهذا تركها تكرر محاولتها مرات متعدده إلى ان استطاعت ان تدخل الكرت .
ولما دخل الكرت لمكانه حست بقلبها يرتجف وبراحه ( غريبه راحتها ) , لكنها فعلا حست بالراحه !
فتحت الباب بعجله وسرعه , كنه في وحش لاحقها .
سكرت الباب وتسندت عليه .
اتحس مشاعرها متناقضه , وبصوره غريــــــــــــبه ومتعبه
واللي عملته حسسها انها ما عندها كرامه .
استسلمت له , ببساطه استسلمت .
لكن ما تقدر انها تنكر انها حست بجزء منها كان يبي هالشي , لأنها اهي بعد كانت مشتاقه له ...
بس ما تقدر تمحي الأحساس الأكبر اللي ماليها , واهو انه عمل هالشي , لحاجه له , ورغبه عنده , مو حبا فيها .
كله كوم وتصرفه برقه كوم ثاني , لما صار تركيزه على الجنيــن ورقته , فقدت تركيزها على مشاعرها .
رقة خالد شي تعجز انها تقاومه !
ما تدري وش هي الدبره , كيف تتصرف !!
انزين عرضه , شلـــــــون ؟؟ تقبله ولا ترفضه ؟؟ .
تتغاضى عن المشاكل اللي بينهم ولا لأ .
انزين شنو يقصد من عرضه انهم يردون لبعض وينسون فكرة الزواج , ولا انه الفكره راح تضل قائمه
تعبت والله اتعبـــت .
مو عارفه شمالها من جنوبها !
تحركت بعد دقائق طويله عن الباب , وراحت للحمام , عملت لها بانيو , واستلقت فيه وغمضت عينها .
عل وعسى يجيها استرخاء وتفكر بعقل بالموضوع .
خالد اللي بعد ما طلع من الحمام , توقع يشوفها , لكن لما ما شافها ما تفاجأ , تعود انها تتهرب منه أول ما يغيــب عنها , هذا شي مو جديد عليها .
ما حاول يركز بالموضوع , وفكر بسبب اتصال سكرتيرعمه بتوتر , عمه سعود لو وش يصير مو معقول يلجأ له بشي وعمر موجود !
بسرعه طلع من الغرفه ,ومر على غرفتها , لو ما انه عمه سعود موصيه على جيــة المستشفى كان راح لها لغرفتها , وتكلم معاها بمواضيعهم المتعلقه !
شاف ساعته , المكالمه ما صار لها ربع ساعه من صارت , بس اهو القلق ماليــــــه .
ليه عمه ما تكلم معاه !
يعني هو فيه شي , لا ما فيه شي ان شاء الله
الغموض , مفزع أكثر , وخلاه يتحرك بسرعه !
عمر !
ليــــه ما يتصل بعمر , ويشوف الموضوع .
بدى يتصل ويتصل
لكن ما في رد .
توتر أكثر , وبدى يردد تفاءلوا بالخير تجدوه , وتفاءلوا بالخير تجدوه .
مها :
بعد ما انتهت من الحمام .
استلقت بفراشها حتى ما لبست اهدومها بس بقت بفوطه مالها قوه على شي , لكن بقاءها بروحها ما راح ينفعها , لأنها متوتره , وتعبانه .
النوم ابعد ما يكون عنها , تحتاج تستعين براي أحد ؟؟
بمنو ؟
بمنو ؟
ريم .
ايه هي ريم , اهي اللي تحتاجها.
تحركت من مكانها بسرعه , ما عاد فيها تفكر بروحها , بس خلاص تعبت , تحتاج عقل ثاني يفكر معاها , وخذت موبايلها واتصلت على صديقتها .
غريب وضعهم , ألتقوا وردت علاقتهم بنفس قوتها .
لازلت تعتمد على ريم , ولازالت تثق بريم .
مازالت هي صديقتها , واختها .
كان المفروض يتغير الوضع بينهم لأن غيبة ثلاث سنين ما كانت بسيطه .
لكن لأ , مشاعرهم تغلبت على هذا الواقع .
ارتاحت لوجود ريم , لأنها مرأه , وثانيا لأنها تمر تقريبا بنفس وضعها , وثالثا لأنها مو من اهل خالد , ورابعا لأنه علاقة الصداقه ومعرفتها بريم معلمتها انه ريم تعطي احسن نصيحه تتوصل لها , وانها دايما تتمنى الخير للغير .
اتصلت وتم الرد عليها من قبل ريم بسرعه قصوى , وبترحيـــب ترك مها تبتسم بتعب .
ريم كان مزاجها حلو , بعد لقائها بعمر , وشوفتها له اليوم .
عاملته معاملة زينه واهي متأكده انه تم يفكر بهالمعامله لفتره بعد انصرافه عنها .
بدت تتفاءل , وبداخل قلبها سعاده خاصه انها مقرره وش راح تسوي , وانها ان انجحت راح تكون لعمر .
بعد الترحيب والسلام , قالت مها لريم بتساؤل ولهفه واضحه " ريم , انت وينج ؟"
قالت ريم وابتسامه ماليه وجهها " انا قدام فندقكم بالضبط , لأجل ادفع للمطعم ؟"
مها قامت من الكرسي اللي قعدت عليه , وراحت لشنطتها , اتطلع لها اهدوم , لأنها ضروري تقابل ريم , قالت بسرعه " لا ريم اندفع الحســاب " وتوها مها بتكمل إلا ريم مقاطعتها
وقالت باعتراض واحتجاج قوي " لأ كيــف تدفعين , حنا اتفقنا انه بالنص بيني وبينك " سياره الريم , وقفت امام الفندق بالضبط , وريم انزلت منها
مها بصرف نظر عن المسأله " مو انا اللي دفعت , عمر اللي دفع , المهم ....."
ريم وقفت وقلبها نسى يدق دقه لما سمعت اسم حبيب قلبها , بس بعد ما تقدر توافق وقالت بأحتجاج " هذا المهم , كيــف تخليه يدفع لنا ؟ وشلون اقدر ارد له الديــن ألحين "
مها وقفت مكانها ورفعت حاجب وقالت " ايه قولي هالكلام لعمر , وقولي له دين ما دين ...عشان يقبرج (يقبرك) بمكانج "
كملت ريم مشيتها ودخلت من الباب الدوار وقالت " ما انا عارفه هالشي , تعلميني فيه , وعشان كذا انا راح ادفع لك , وانت دفعي له "
مها كانت تبي تقفل الموضوع عشان تدخل بالموضوع اللي شاغلها , وتقول اللي تاعبها .
اخيرا لقت لها احد تشكي له همها .
" لأ يا قلبي , اذا انتي تبيــن المشاكل انتي روحي لها لا تدخليني فيها , المهم ريم خلينا من هالموضوع , انا ابيج ضروري ..., صعدي للكافيه فوق بأكلمج بموضوع مهم "
حست ريم بأهمية الموضوع , وقالت بسرعه " طيب , انا رايحه ألحين "
بعد ربع ساعه كانوا أثنينهم جالسين بالمقهى العلوي .
قدامهم حلو وقهوة , وعصير , وقدامهم موبايلاتهم بعد .
شوي وريم قالت " مها وش الموضوع ؟"
نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله