الجزء الثالث
هذا وفي هذه الأثناء ورد اتصال من سعيد الشهراني يبلغني انه اجرى الاتصالات وانه وجد مجموعه من المتضررين قد تقدمت فعليا بشكاوي الى امارة مكه والبعض سيتقدم بدعواه في الأيام القادمه وان عددهم حوالي سبعة عشر مواطنا فقلت اذا الان يجب علينا ان نتقدم بدعوانا الى الاماره والى مؤسسة النقد و الى وزارة التجاره بفرعيهما في الرياض وجده والى غسيل الاموال وبالفعل بدأ الجميع بتقديم الشكاوي على الجهات المحدده والمسئوله حتى بلغت واحد خمسين شكوى ضد الاشقر والغامدي ومن معهم ..
وبدأ كل منا يتابع شكواه وانا واحد منهم احيلت معامله المحافظه الى شرطة السلامه بجده وتوجهت اليها فوجدت المعامله احيلت الى الملازم تركي الشهري ووجدت الملازم وفتح المحضر وذكرت اقوالي كاملة مفصله وبعدها قال مرني بعد شهر لكي نستدعيهم بالطرق الرسميه النظاميه ..
وعدت له بعد شهر كما قال فوجدت المعامله كما هي لم يتخذ عليها اي اجراء وسألت عن اسباب تعطيل المعامله فقال انه انشغل لكن راجعني بعد شهر تجد النتائج والتحقيق انتهى وعدت بعد الشهرالثاني فلم اجد الملازم تركي حيث تم نقله من شرطة السلامه ووجدت المعامله احيلت كما هي للملازم محمد رجب الزهراني وراجعت الملازم محمد رجب فاجاب ان لديه توجيهات مدير مركز شرطة السلامه العقيد علي القريري بعدم التحقيق في قضيتك فسألته عن الاسباب فقال لايدري تركته واتجهت الى العقيد القريري وعرفته بنفسي وانا لي قضيه عند الملازم رجب ولي ثلاثه اشهر والمعامله كما هي والان يقول انك منعته من التحقيق فقال ( ياأخ زامل معاملتك حولت علينا باجراء خاطئ وانت مالك حق تقيم دعوى ) فقلت له ( باي نظام تستقبل المعامله قبل ثلاثه اشهر وتوجه عليها بالتحقيق وتوجيه المحافظ واضح وصريح باعطاء كل ذي حق حقه والحين تقول اجراء خاطئ )
وتلعثم لسانه وبدأ يغالط نفسه وقال ( انا ما عندي اوامر بالقبض عليهم ) فقلت له (النظام معروف عندك امر بالتحقيق تطلبه عن طريق العمده واذا ما حضر يحضر بالقوه الجبريه وانت عارف الكلام هذا وابي تعطيني الحين خطاب للبحث الجنائي وانا احضرهم واصلا فيه كفالات حضوريه في البحث الجنائي ليش ماتحضرهم ) فقال ( احنا ننتظرهم شهرين ثانيه اذا ما حضرو نعطيك خطاب ) فقلت ( في اي نظام كلامك ذا اول مره اسمعه يااخي اذا انت تعرفهم والا بينك وبينهم مصالح علمني لاتتعبني رايح جاي لان المسأله ماهي طبيعيه فيها امور مخفيه ) فقال ( لا تعطي عقلك غيرك ) فقلت ( عقلي معي ونبي نقصر السالفه فيه خطاب وإلا والله ما يردني الا وزيرالداخليه )
بعد طول جدال وافق على الخطاب وتمت احالته لضابط البحث الجنائي الملازم جمعان الزهراني بشرطة السلامه وقمت بمراجعة ملازم جمعان وسألته ما الاجراء المتخذ فقال ( هذا رقم جوالي واذا وجدت احد من المطلوبين كلمني في اي وقت وانا ارسل الدوريه للقبض عليهم ) اخذت الاوامر وغادرت للبحث عن المطلوبين ووجدتهم واتصلت على الملازم جمعان الذي لايجيب على اتصالاتي المتكرره على مدى ثلاثة ايام ...
واثناء استلامي في مقر امارة مكه اتصلت من التلفون الثابت على الملازم جمعان فاجاب الاتصال طبعا لايعرف انه انا المتصل والا لما اجاب وسألته ( هاه ياجمعان ليه وش سالفتك انت والقريقري حقك ذا ماتبون تجيبونها البر ليه ماترد يااخي اذا كنت تعرفهم والا معطينك شي علمني ) قال ( لاوالله بس اني مشغول شوي لكن مرني بعد العيد وانا ارسل معك دوريه )
اقفلت الاتصال وتذكرت زملائي الضحايا فقلت لعلي ارى ماذا فعلو وقمت بالاتصال بهم واحد تلو الاخر فكانت الاجابه واحده ان العقيد القريري يماطل واتعبنا واحنا مافيه امل ناخذ حقنا لان الدعوى فيه امير ولا راح ناخذ لا حق ولاباطل فحاولت اقناعهم بان الاشقر لديه سوابق وخريج سجون والدعوى ما فيها أمير ولا بطيخ بس جالسين يخوفونكم فلم افلح.
بعدها وردني اتصال من احد الزملاء الضحايا يخبرني انه ورده اتصال من شخص في المحافظه يدعى بندر العتيبي ويقول ان امير المنطقه امر بتكوين لجنه للتحقيق وانه عضو من هذه اللجنه ولكنه بدأ يهددنا ويقول ان الاشقر والغامدي وضعهم سليم وان اوراقهم سليمه ونظاميه وانهم اذا واصلو شكواهم فربما نحن الضحايا نتعرض للمساءله والعقاب فاندهشت لما سمعته وطلبت رقم هاتف بندر العتيبي وبعدها قمت بالاتصال على زملائي الضحايا فردا فردا فوجدت نفس الاجابه انه يهددهم وبعدها تبادر الى ذهني انها لعبه وخدعه من الاشقر و الغامدي ..
فاتصلت على العمل لأتأكد فوجدت المعلومات تؤكد تكوين لجنه وان بندر العتيبي احد اعضائها واستغربت عدم اتصاله علي فقررت الاتصال عليه وبالفعل اتصلت عليه وعرفته بنفسي واني من ضمن المشتكين فقال (معروف وراح عليك اربعه مليون) قلت له ( طيب ليه مااتصلت علي زي البقيه ) فقال (مالك شكوى عندي ) فقلت له ( كيف مالي شكوى وانا اكبر الخاسرين بعدين كيف عرفتني وعرفت المبلغ الي انا خسرت وكيف تهدد المساكين الضعوف المشتكين وكيف طلعت اوراق الاشقر نظاميه وسليمه والاشقر توه طالع من السجن في قضية نصب واحتيال وجوازه مرهون الى الحين في سبعين الف للبنك البريطاني والمكتب بدون تصريح وكيف مهنة الاشقر مندوب مبيعات ويشتغل عند بندر الغامدي والغامدي ماهو كفيله وكيف الاشقر ماله سنه طالع من السجن ويملك خمس سيارات قيمتها اكثر من نصف مليون ريال ومستاجر فيلا بميه وعشرون الف ريال يا اخي اعطني نقطه وحده سليمه عندهم )
و كنت غاية الانفعال فرد علي قائلا ( هاه والله شوف الموضوع اكبر من حجمي وانا رفعته لسمو الأميرالمحافظ ولا بيدي شي) فاستغربت ان اللجنه انهت اعمال التحقيق خلال يومين وبالتلفون والله هذا تطور عجيب يسجل لصالح حكومتنا الرشيده فطلبت مقابلته فرفض بحجة انتهاء علاقته بالقضيه وانه عنده اجازه وهو خارج جده.
وفيما بعد تبين ان الذي لف القضيه في البحث الجنائي وفي شرطة السلامه وفي وزارة التجاره وفي مؤسسة النقد هو الذي اكمل مهمته واحتواها بالمحافظه وخرج الابطال الاشقروالغامدي كالعاده من القضيه وهما مبتسمان... والاحباط والهزيمه وجدتها عند جميع الزملاء الضحايا الهزيله وصراحة لم يعد عندي الشجاعه الكافيه لتحفيز زملائي الذين قرروا ترك دعاويهم فلم يجنو الا الخساير والتعب وانا قررت اخذ فترة اسبوع للاستجمام والراحه وبعدها الرجوع لاكمال رحلة ( كيف استعيد حقي) .
انتهى اسبوع الاستجمام واستأنفت الرحله بوقفة تأمل للأحداث السابقه فوجدت جميع الجهات الحكوميه التي طرقت ابوابها ان الابواب موصده وبقي قسم غسيل الاموال التابع لادارة المخدرات بجده فلم اتابع معهم وبالفعل راجعت هذه الاداره وقابلت الضابط المسئول عن الشكاوي التي قدمناها لهم فأخبرني انهم وبعد تلقي الشكاوي مباشرة ارسلوا فرقه سريه دخلت المكتب على انهم مواطنون يرغبون الاستثمار وتأكدو فعلا من صدق الشكاوي وقامو برفع تقارير سريه بان المكتب نشاطه نصب واحتيال والحق الضرر بالاقتصاد الوطني وأن التقارير وجهت الى محافظ جده والى هنا ينتهي دورنا الى ان يردنا توجيهات من مقام المرجع ..
وبدأت احلل كلام هذا المسئول فوجدته اول الصادقين ولكن المشكله تكمن في المحافظه فكأن ابوزيد ما غزى. فكرت بان اقدم دعوى مباشره في المحكمه فذهبت الى المحكمه لتقديم دعواي فرفضت المحكمه قبول الدعوى بذريعة ان دعواي من تخصص ديوان المظالم فلما هممت بالتوجه لديوان المظالم وجدت اثنين من زملائي الضحايا يعودون من ديوان المظالم بصك طويل ومصادق عليه من هيئة التدقيق يفيد ان الدعوى ليست من اختصاص ديوان المظالم ..
فوقفت حائرا فما العمل وانتهيت الى ان استعين بالله ثم بأهل الخبره فأرشدني الله الى محام كبيرفي جده كبير في اسمه وسنه وقدره وتجربته والله اكبرمن كل شئ
|