لا نعرف عقيدة تربي أتباعها علي الحب كالإسلام‏.‏

ربما كان الإسلام لا يتحدث كثيرا عن الحب‏,‏ وربما كان لا يستخدم الكلمة بوفرة في أحاديثه لأنه يعرف حقيقة الحب ويمارسه بنضج في حياته اليومية‏.‏

إذا كان الحب هو الحل الوحيد أمام الإنسان ليخرج من سجن الذات إلي اتساع الكون ورحابة الآخرين فإن الحب بأعمق من هذا المفهوم جزء من أصول الإسلام وقواعده‏,‏ لأن الإسلام يصل المسلم بالله أولا وأخيرا‏.‏
لا يكون المسلم وحيدا ولا غريبا وإن ترك وحده‏..‏ يعرف المسلم أن الله تبارك وتعالي معه‏.‏

يصل الإسلام أتباعه بالله مباشرة‏..‏ يصلهم بخالق الكون ومصدر الأمان‏,‏ ويؤكد لهم أن الله معهم في كل وقت هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها‏,‏ وما ينزل من السماء وما يعرج فيها‏,‏ وهو معكم أينما كنتم‏,‏ والله بما تعملون بصير‏.‏

وأي تأمل للعقيدة الإسلامية يوحي أنها تقوم علي الحب‏..‏ نوع من أرقي أنواع الحب وأعظمه‏..‏ حب الله تعالي‏,‏ وحب الرسل‏,‏ وحب الكون‏,‏ وحب الإنسان‏,‏ والحيوان‏,‏ والنبات‏,‏ والخلائق‏,‏ حتي الجهاد في الإسلام ينطوي في أعماقه علي لون من أعظم ألوان الحب‏.‏

يعتبر المسلم أن الأرض هي أرض الله التي استخلف الإنسان عليها‏,‏ والمسلم خليفة في الأرض وهو مسئول بوصفه هذا أن يجاهد في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان‏..‏ والمسلم مسئول عن الشر الموجود في الأرض‏,‏ والأصل المفروض هو أن يقاومه‏,‏ والمسلم مسئول عن آلام النوع البشري‏,‏ والأصل المفروض أن يحارب الألم‏,‏ وكل صور الألم كالطغيان والفساد هي معارك جهاد ينبغي علي المسلم أن يرفع سيفه فيها‏.‏
هذا هو المسلم كما تصنعه عقيدة الإسلام‏.‏