الموضوع: البكاء الأخير
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2025   #2


الصورة الرمزية عازفة القيثار

 عضويتي » 27946
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » 09-29-2025 (08:58 PM)
آبدآعاتي » 1,026,592
الاعجابات المتلقاة » 1551
الاعجابات المُرسلة » 422
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
أبكي عليها كثر ماشالتني..وكثر الحنين اللي أختلط بغناها..
أبكي عليها من القهر يادنيا..من لي أنا..من لي عقب فرقاها..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بكلّ الحنين المعلّق بين سطورك، بكل الوجع الذي انسدل كالمطر على حروفك، أقرؤك الآن، لا كقصيدة، بل كقلبٍ مفتوح ينزف على الورق، يكتب لا ليرتب الكلمات، بل ليكبح صراخًا داخليًا لا يُحتمل. كلماتك ليست مجرد حروف، بل بقايا نفسٍ تعثّرت في الحب، ومضت، تجرّ ظلّها خلفها.
أيها الموجوع بصمتك،
أيها الجالس في زاوية باردة، تتكئ على صدى الذكرى،
وتُحاور فراغًا يشبهك،
أعلم كم هو مؤلم أن يتحوّل الحب إلى سؤالٍ بلا إجابة،
أن تُصبح الذكريات ثقيلة على الكتف،
وأن يُصبح الانتظار بلا موعد،
ولا وعد، ولا حتى خيط ضوء في آخر النفق.

لقد قرأتك،
قرأت نبضاتك المتسارعة كلما تذكّرت،
كلما حاولت أن تنسى فلم تستطع،
كلما بحثت عن نفسك فيك، فلم تجد سوى أجزاء من الآخر،
من تلك التي مضت وخلّفت فيك خريطة من الحنين،
وسُحُبًا من الدموع التي لا تمطر، بل تختنق في داخلك.

كيف لك أن تُقاتل بكل هذا الإخلاص؟
كيف لأحد أن يُحارب لأجل حبّه وهو يعلم أن ساحة المعركة خالية،
أن الطرف الآخر ألقى سلاحه، واستدار؟
لكنك فعلت…
وما أعظم من يُكمل الحكاية وحده،
ويحمل على ظهره كل فصولها، حتى بعد أن أُغلقت الكتب.

نعم،
الساعة ما زالت تدق،
لكنها لا تُذكّرك بالوقت، بل بالخسارة.
بالوعد الذي لم يُحفظ،
وبالأمان الذي ضاع.

تتحدث عن طفولتك،
عن براءتك التي تعود إليها أحيانًا لتستعيد نفسك،
وهذا دليل على صدقك… على طهرك.
فمن يعود إلى الطفل الذي كانه،
هو فقط من فقد نفسه حين كبر.

ومن بين السطور،
أسمع رعشة صوتك المكتوم،
وألم قلبك الذي صار مأوى للقلق والخوف،
أشعر بك حين تكتب عن السجود في حضنٍ لم يعُد موجودًا،
عن الدموع التي نزلت لا من العين، بل من الروح.

أتدري؟
في الحب، لا يُقاس الصدق بالبقاء،
بل بالوجع بعد الرحيل،
وأنت كنت صادقًا بما يكفي لتكتب هذا النص،
بما يكفي لتبكي أمامي دون أن تنطق،
فقد نطقت حروفك عنك.

لكن…
ها أنت ما زلت هنا،
ما زلت قادرًا أن تحكي، أن تكتب،
وهذا يعني أنك لم تنتهِ،
بل ما زلت تبدأ، كل يوم من جديد،
حتى لو حملت معك خسارتك،
فهي الآن جزء منك، لا نهايتك.

دع ما كان يكون،
واترك للغد مساحة ليدخل،
ففي القلب الذي أحبّ بكل هذا الصفاء،
بإمكان الحياة أن تنبت من جديد،
وأن تُزهِر حتى بعد أقسى الخريفات.

ابقَ كما أنت،
نظيف القلب، نقيّ الذكرى،
لكن لا تقف عند بوابة من أغلقها،
امضِ، فإن في الطريق القادم،
من يستحق أن تُفتح له كلّ أبوابك.


 توقيع : عازفة القيثار





رد مع اقتباس