هنا كلمات تحمل شجنًا عميقًا بين السطور،
فهي ليست مجرد كلمات بل بوح قلب عاشق
تأرجح بين الوفاء والجفاء، بين الرجاء واليأس،
بين التمسك بالأمل والاستسلام للحزن.
لقد جسدتَ في أبياتك صراع الإنسان حين يهب قلبه صادقًا ولا يجد المقابل الذي يوازي هذا العطاء.
أعجبتني كثيرًا تلك المفارقة التي بدأت بها:
“أتلوذ بي ولا أحميك،
أتلوذ بي ولا أسقيك،
أتلوذ بي ولا أحن عليك”،
فهي رسمت صورة صادمة للخذلان،
وكشفت أن الحب أحيانًا يكون ملاذًا من طرف واحد فقط،
فيتحول العاشق إلى جدار يُستند إليه لكنه لا يجد في المقابل حنانًا أو حماية.
ثم انطلقت لتدافع عن صدق حبك، رافضًا أن يُظن بأنه لهو أو تسلية،
بل هو روحٌ تنبض بالتضحية والوصال.
هذه الروحانية في الحب ترفع مكانته من مجرد عاطفة بشرية إلى معنى سامٍ لا يعرف الانقطاع ولا يعرف الملل.
أما تساؤلك في الأبيات التالية فهو لسان حال كل عاشق مخلص:
“إذا لما الحزن يا نفسي؟ ألانقطاع الوصال وجفى؟”
وكأنك تحاور قلبك وتحاول أن تواسيه، ثم تعود بحكمة شاعر وتجعل الخاتمة نورًا بعد عتمة، حين قلت:
“دع الوهم وعش حياة الأمل،
فلربما وصال حبك ليس وهم.”
قصيدتك ليست مجرد بوح شخصي،
بل مرآة لقلوب كثيرة مرّت بذات التجربة.
ومهما كان الفراق أو الجفاء، يبقى الحب الصادق خالدًا لا يزول،
حتى إن غاب صاحبه أو جفّت ينابيعه. وحبك –كما صورته– أكبر من أن يُدفن بالجفاء، لأنه امتزج بالروح، والروح لا تموت.
|