الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلّمه البيان، والصلاة والسلام على خير من علّمنا أن الكلمة أمانة، وأن الكلمة قد تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفًا.

إن اللسان من أخطر الجوارح على المسلم، فهو صغير حجمه، عظيم خطره! كم هدم من بيوت، وأشعل من فتن، وقطع من أرحام بسبب كلمةٍ أُطلقت بلا مراقبة لله!

قال النبي ﷺ:
«إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» [متفق عليه].
🔹 حفظ اللسان من الغيبة والنميمة
قال الله تعالى:
﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12].
والغيبة أشد من الزنا، لأنها ظلمٌ للأعراض! وقال رسول الله ﷺ:
«لا يدخل الجنة نمام» [رواه مسلم].

قال بعض السلف: «إذا أردت أن تتكلم فانظر قبل أن تتكلم: أفي رضا الله أم في سخطه؟ فإن كان في رضا الله فتكلم، وإلا فاصمت».

🔹 رطب لسانك بذكر الله
اللسان لا يترك فراغًا: إن لم يشغله صاحبه بالحق شغله بالباطل. فالمسلم يربي نفسه على أن يكون كلامه ذكرًا لله أو نصحًا للخلق أو سكوتًا عن الشر.

قال النبي ﷺ:
«لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله» [رواه الترمذي].

وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول:
«والله ما شيء أحق بطول سجنٍ من اللسان».

🔹 كيف نربي أنفسنا؟
- تذكّر أن الله مطّلع على همساتك قبل كلماتك.
- اجعل بينك وبين لسانك حاجزًا من التفكير قبل النطق.
- استبدل أوقات الفراغ بالتسبيح والتهليل.
- راقب ألفاظك مع الأهل والأصدقاء، وأدّب نفسك بالصدق في كل حال.

💧 قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
«من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه».

نسأل الله أن يطهّر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة، وأن يجعل كلامنا شاهدًا لنا لا علينا.

🌿✨ اللهم أصلح ألسنتنا واجعلها عامرةً بذكرك وحسن قولك ✨🌿