تصدّرت سنغافورة قائمة أغلى مدن العالم من حيث إنفاق الأثرياء لعام 2025، بحسب تقرير الثروة وأسلوب الحياة الصادر عن بنك "يوليوس باير" Julius Baer، وجاءت لندن في المركز الثاني، بعدما تفوقت على هونغ كونغ التي تراجعت إلى المرتبة الثالثة بفعل انخفاض أسعار العقارات وعدد من السلع الكمالية.



وبحسب التقرير الذي نقلت تفاصيله وكالة Bloomberg، فقد اعتمدت الدراسة على مقارنة أسعار سلة من السلع والخدمات الفاخرة في 25 مدينة بين ديسمبر وأبريل، شملت السيارات والساعات والحقائب والعقارات والمصاريف الطبية والتعليم الخاص، بهدف قياس "كلفة الحياة الجيدة" للأفراد ذوي الملاءة العالية (HNWIs) الذين يملكون مليون دولار على الأقل للاستثمار.

شهدت هونغ كونغ تراجعًا في أسعار العقارات، والبدلات الرجالية، والدراجات، والتجهيزات التقنية خلال العام الماضي، فيما تصدّرت قائمة المدن الأعلى تكلفة في الرسوم القانونية بين جميع المدن المشمولة.



سنغافورة.. تحفة تقنية نادرة ورفاهية متصاعدة
سجّلت سنغافورة، التي حافظت على لقبها كأغلى مدينة عالميًا للعام الثالث على التوالي، زيادات ملحوظة في عدد من مؤشرات الإنفاق الفاخر، حيث ارتفعت رسوم المدارس الخاصة بنسبة 12%، وأسعار الأجنحة الفندقية بنسبة 10%، في حين قفزت أسعار تذاكر الطيران بدرجة رجال الأعمال بنسبة 17%.

واحتلت المدينة المركز الأول في أسعار السيارات وحقائب اليد النسائية الفاخرة، وأرجع تقرير Julius Baer هذه المكانة إلى عوامل تشمل الاستقرار السياسي والأمني، إلى جانب جودة التعليم والرعاية الصحية، ما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات الثرية رغم ارتفاع الكلفة المعيشية.

واحتلت لندن موقعًا متقدمًا بين أغلى مدن العالم في ما يتعلّق بتكاليف التعليم العالي، خصوصًا برامج ماجستير إدارة الأعمال، إلى جانب ارتفاع أسعار العقارات الفاخرة، والخدمات الصحية، والمجوهرات.

وعلى الصعيد العالمي، سجّل متوسط كلفة "العيش الجيد" انخفاضًا بنسبة 2% بالدولار الأمريكي خلال العام الماضي، وهو أول تراجع منذ بدء الدراسة، مقارنة بارتفاع نسبته 4% في عام 2024 و6% في 2023، ما يعكس تحوّل إنفاق الأثرياء من السلع الفاخرة نحو الخبرات والتجارب.

كما أظهر تقرير "يوليوس باير" تغيّرًا واضحًا في أولويات الأثرياء، إذ أشار إلى أن مسألة إطالة العمر باتت تحتل صدارة الاهتمام، حيث أفاد 100% من المشاركين في آسيا بأنهم يتخذون خطوات لتحسين نمط حياتهم، في حين عبّر 21% عن استعدادهم لتجربة وسائل غير تقليدية مثل العلاج الجيني والتجميد الحيوي.

وسجّل أصحاب الثروات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى معدلات النمو في الثروة والإنفاق، خصوصًا في مجالات الأزياء النسائية الراقية، والإقامة الفندقية، والمطاعم الفاخرة. وتوقعت المحللة جين آي تشوا أن تستحوذ آسيا على 47.5% من الأثرياء الجدد عالميًا خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2028، مدفوعة بازدهار الثروات في الصين والهند.