عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم منذ 11 ساعات
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (12:20 PM)
آبدآعاتي » 136,497
الاعجابات المتلقاة » 8470
الاعجابات المُرسلة » 8969
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي العلم يرفع بيتًا لا عماد له



العلم يرفع بيتًا لا عماد له

ليست مجرّد عبارة، بل هي مفارقة مدهشة.كيف لبيتٍ أن يُرفع بلا أعمدة؟

كيف يقف على الفراغ؟

لكنها ليست مفارقة حين نفهم أن العلم ليس مادة، بل فكرة. والبيوت التي يبنيها العلم ليست من طين، بل من نور.

الجاهل يبحث عن جدران تحميه، أما العالِم فيخلق أفقًا يحميه من الانهيار.

لا يحتاج إلى سقفٍ ليشعر بالأمان، لأن الحقيقة في قلبه تسنده.بيته من معرفة، أساسه سؤال، وجدرانه محاولات، وسقفه لا محدود،كاتساع العقل.

في الأزمنة القديمة، كان الملوك يبنون القلاع، وكان العلماء يبنون المدارس.
مضى الملوك وبقيت المدارس.

ندثرت الحجارة،لكن الفكرة بقيت، وتكاثرت، ورفعت بيوتًا في قلوب البشر،
من قرطبة إلى بغداد، ومن القاهرة إلى غرناطة.

العلم لا يُعطيك مكانًا فقط، بل يُعطيك هوية. يجعلك لا تُعرّف باسم قبيلتك
أو لون جلدك،بل بما تعرفه.وهو المقياس الوحيد الذي لا يُجامل أحدًا.

في زمنٍ تهتز فيه الأرض تحت أقدام العقول الكسولة، يظل العلم هو الثابت الوحيد.لا يتغير بتغيّر السلاطين،ولا ينحني لعاصفة الجهل.

هو نهرٌ يجري عكس التيار،يُقاوم السطحية،ويغسل الأوهام من على وجوهنا.
وفي هذا التيه، يكون العِلمهو البوصلة،لا تُشير إلى الشمال،بل إلى الداخل — إلى ذلك الجزء فيك الذي لا يرضى بالجاهز، ولا يكتفي بالظاهر.

بيت العلم لا يُشيّد في يوم،ولا يُبنى على الراحة.
هو ثمرة تعب، وسهر، وشكٍّ مُقدّس.لا يبدأ بالإجابات،
بل يبدأ بالدهشة.والدهشة بداية كل وعي.

فالعالِم الحقيقي ليس من يعرف،بل من لا يتوقف عن السؤال.

العِلم ليس ما تُلقيه المنصّات ولا ما تحمله الشهادات، بل هو ما تُنقّيه التجربة،
وتختبره الحياة.

هو ذلك الضوء الذي لا يُرى،لكن يُكشف حين تصطدم به العقول المستعدة.
بيتُه مفتوح، لا أبواب فيه ولا مفاتيح، لأن من أراد أن يدخله، لا يحتاج
سوى رغبةٍ صادقة، وقلقٍ جميل، وجرأة على أن لا يكون كالباقين.

وهكذا، يرفع العلم بيوتًا لا تُرى بالعين،لكن تُسكن بالروح. بيوتًا لا عماد لها،
لأن عمادها هو الإنسان حين يصبح فكرًا.



 توقيع : روح الندى









رد مع اقتباس