طارَ القصيدُ وما أراد سِواكِ
جلَّ الذي بالحُسنِ قد حلاّكِ
في صدفةٍ هجَمَ الغرامُ مُباغِتا
و أحلَّ قلبي في كفوفِ شباكِ
فمضيت في لُجَجِ المحبّةِ سابحا
أرنو لشطِّكَ لا أرى إلاّكِ
لمّا رآكِ الشِّعرُ هَروْلَ مُخبِتاً
ألقَََى التحيّةَ واستماحَ رضاكِ
يا شِعرُ حلّقَ للحبيبِةِ قلْ لهُا :
أهواكَ يا كلَّ المُنى أهواكِ
وإذا فضاؤكِ لم يسعكِ فَسيحُهُ
فبِقلبِيَ الحاني يكونُ فَضاكِ
لا تُدمِنِي الهُجرانَ إنَّ جَوانحي
قد سامَها بَرْدَ الجفافِ لَظاكِ
شَجني يُذيبُ من اللهيبِ رواسيا
رِفقا بقلبٍ بالوجودِ شَرَاكِ
ولقد عرَتْني مِن فراقِكِ دهشةٌ
تركتْ فؤادي دونما تحِراكِ
جفّتْ ورودي في ربيعِ ربيعِها
وشكا الحِمى ظمأي فأين جَداكِ؟!
وبدا الوجودُ وقد رحلتِ مُعكَّرا
أيَطيبُ عيشي دونَ أن ألقاكِ
وأنا الذي بسماءِ حُلمكِ سارحٌ
سلَبَتْ فؤادي عَنوةً عيناكِ
ليتَ العيونَ تفوزُ مِنكِ بنظرةٍ
لأغيظَ حظّا عاثرا أقصاكِ
وتكونَ تَذكاري إذا شطَّ النوى
وتُعيدَ طيفا للهوى أدناكِ
البارق النجدي
|