في الهَزيع الأول من الليل، كان الغِمار يلف المدينة، مما جعل الشوارع تبدو مُوحشة وكأنها تاهت في فراغٍ لا نهاية له.

تمعنت في الظلام، تبحث عن أي ضوء يُبدد هذا التيه الذي يشعر به قلبها.

فجأة، فاح عبير زهورٍ نادرة من حديقةٍ قديمة، كان يفوح منها سحر خوارق لا يمكن تفسيره.

تستكين الأنفاس ويصبح الوقت وكأنه مسَحْتَ كل ما قبله،

ليكشف عن حقيقة جديدة. تلك اللحظات، التي تعيد تشكيل الذكريات، تُظهر كيف يمكن للحياة أن تكون جديرة بالاهتمام حتى في أصعب الظروف.

حينما تعمقت في تلك الذكريات، اكتشفت أن كل شيء قد يَهدم ما بناه الإنسان، لكن تلك اللحظات الرائعة تختبئ في التفاصيل البسيطة، تعيد القوة وتُبقي الأمل حياً.

رغم أن اليأس يُضعِفكَ أحياناً، فإن الضوء الذي يأتي من الأشياء الصغيرة يُذكرك بأن الحياة يمكن أن تكون مليئة بالمفاجآت التي تخالف كل توقع.

وما يبدو مُغَايِرًا للواقع أحياناً،

قد يكون بداية لقصة جديدة تُعيد الأمل وتُحيي الأحلام التي ظننت أنها فقدت.

منقول