السؤال:
توفي زوجي يوم 13 من الشهر، ونزل راتبه للشهر ذاته يوم 25. فهل يدخل هذا المرتب ضمن التركة ويوزع في الميراث؟ علمًا بأن الشركة التي كان يعمل بها لم تحتسبه من ضمن التركة، وقامت بتوزيع مستحقاته المتبقية على جميع الورثة.
السؤال الثاني: كان لزوجي تأمين صحي، وكانت الشركة تقوم بالدفع للمستشفى مقابل العلاج، ثم نقوم نحن بتقديم الفواتير لشركة التأمين لاسترداد المبالغ. وفي أثناء مرضه قمنا بدفع تكاليف العلاج، وبعد وفاته قامت الشركة برد المبلغ المدفوع. فهل يُعد هذا المبلغ من التركة ويُوزع للورثة؟
السؤال الثالث: قام زوجي قبل تسع سنوات بفتح حساب ادخار مخصص للتعليم الجامعي للأبناء. وكنا أحيانًا نضطر إلى سحب مبالغ منه عند الحاجة لتغطية نفقات المعيشة. وعندما التحقت ابنتي بالجامعة، قام بسحب مبلغ لتسديد القسط الجامعي، بالإضافة إلى مبلغ آخر لتغطية النفقات، ولكنه توفي قبل سداد هذه المصاريف. فهل يُعد هذا المبلغ من التركة ويُوزع للورثة؟
الإجابــة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجوابنا على سؤالك يتلخص فيما يلي:
أولاً: الراتب الذي نزل في حساب زوجك في شهر وفاته، إن كان راتبَ إجازةٍ مستحقة لزوجك على جهة عمله، فالراتب كله يعتبر جزءًا من التركة، ويقسم بين الورثة القسمة الشرعية.
وإن لم يكن زوجك في إجازة، بل كان زوجك على رأس عمله، فالراتب يستحق منه الزوج مقدار الأيام التي عملها فقط، ولا يستحق مقدار الأيام التي لم يعملها، ويلزم ردّ ما لا يستحقه إلى الشركة، إلا أن تتبرع به إليكم، ويكون ما تبرعت به هبة منها وليس ميراثًا، ويقسم بين من تعينهم الشركة، أو تحسبه الشركة من جملة مستحقاته المالية عليها، فيكون -في هذه الحال- ميراثًا يقسم بين جميع الورثة.
ثانيًا: موضوع التأمين الصحي لم تفصلوا في نوعه هل هو تكافلي تعاوني أم تجاري؟، وعلى فرض كونه تكافليا مشروعا، فالمبلغ الذي دفعته الشركة عوضا عما أنفق في علاجه، يعتبر تركة أيضا ويقسم على رثته.
ثالثًا: المبلغ الذي كان يدّخره زوجك لنفقات الدراسة، وكذا المبلغ الذي سحبه منه ولم يدفعه بعدُ للجامعة، كل هذا يدخل في جملة التركة، ويقسم بين الورثة القسمة الشرعية للميراث، وإذا كانت الزكاة قد وجبت في المبلغ المدّخر في حياة زوجك ولم يخرجها، فالواجب عليكم إخراج قدر الزكاة منه قبل قسمته بين الورثة.
والله أعلم.

مشكوره قلبي ضوى الليل على تصميم مميز ربي يسعدك يارب