أين أنتِي ؟
بحثت عليك ولم اجدك!
في كل شوارع الحب
وفي الأزقة
والبيوت
والكهوف
والجبال
بحثت عنك
في ذاك المقعد الذي يجمع ذكرياتي بك
حيث كنا نتبادل الأحاديث
والأحلام
أبحث عنك هناك
نعم، لا يزال هناك، لكنه خالٍ من روحك
بحثت عنك
في شوارع الحب
خلف جدران البيوت تلك التي
تذكرني بأيامنا الجميلة
بأكواخ حبنا القديمة التي كانت ملاذًا لنا

بحثت عنك
في كل مكان أذهب إليه
أجد آثارك في أماكن حبنا
حيث كانت ضحكاتنا تتردد بين الأشجار
أبحث عنكِ
لكنّكِ كالعطر الذي يتلاشى في الهواء
بحثت عنك حتى خلف دولابك
الذي تعجبني رائحتك به
أفتش عن أي أثر لكِ
لكنني أجد فقط رائحتك.
أين أنتِي بربك؟
فعندما أنظر في المرآة
أرى نفسي
لكنني أراكِ أيضًا
أشبهكِ في كل شيء، في ملامحي
في ابتسامتي
في تلك النظرة التي كانت تضيء عينيكِ
تحت أشجار الزهور
بين الرمان
والزيتون
أمد أصابعي بحثًا عنكِ
وكأنني أستطيع أن ألمس ذكرياتنا.
أين أنتِ؟
فقد
تعبت من البحث
أريد أن أنتهي من هذا العذاب
وهذا الغياب
أريد أن أضمكِ إليّ
لعلي أعود إلى نفسي
ولعل قلبي يكف عن البكاء
قلبي الذي لاينساك
و يتألم في غيابك
بربك، أين أنتِ؟
ألا يكفيكِ الانتظار؟
لقد مر القطار مرة وألف مرة
وأنا ما زلت هنا، أبحث عنكِ في كل زاوية
في كل لحظة.

أين أنتِ؟
يا من كنتِ لي كل شيء؟
أريد أن أراكِ
أن المسك
أن أسمع صوتكِ
أن أعيش تلك اللحظات التي كانت تجعلني أشعر بأن الحياة تستحق العيش
أين أنتِ؟
أريد أن أعود إلى تلك الأيام
حيث كان كل شيء ممكنًا
حيث كانت الأحلام تتجسد في عينيكِ

أين أنتِ؟
فأنتِ التي كنتِ لي الأمل
والفرح
والسعادة
والحياة
والحنان
أين ذهبتِ؟
هل اختبأتِ خلف جدران الزمن؟
أم أنني أنا الذي فقدت القدرة على رؤيتكِ؟
أحتاجكِ
أحتاج إلى لمسة من حبكِ
إلى عناق يزيل كل هذا الألم
أريد أن أعود إلى الحياة
إلى الحب
إلى كل ما كنا عليه
أين أنتِ؟
فقد دهس القطار سعادتي
وشبابي
تعالى وعيدي لي أنفاسي
اغسليني لأعود إلى الحياة

بربك، أين أنتِ؟




ذنب كاتب