1. أجلس على طرف السرير وأخيط شرشف الصلاة الذي أهدتني اياه جدتي، الهدية الأخيرة منها، أخيطه وأفكر باصراري على تصليح الأشياء، بمقاومتي للاستبدال، تتغبش الرؤية وأمسح الدموع وأكمل الخياطة.

2. اتسائل مالذي ستقول لو كانت تراني الآن، ما رأيها بكل ما حصل لي بعدها، اتسائل لو كانت هنا أكنت سأتصل عليها وأبكي وأعرف في قرارة نفسي بأنني لن أفعل، بأني سأحبس كل هذا في صدري وأقفل عليه .

3. نجوت أنا، أفكر بذلك مليًا، نجوت وأجهش بالبكاء، لماذا هو ثمن النجاة غاليًا؟ إن كان هذا ثمن النجاة، فكيف كانت ستكون الخسارة؟
4. أكابد أيامًا صعبة، تسن الوحدة سكينها وتغرزه في خاصرتي، وأتكور أنا على نفسي، أيامًا يبلغ فيها فيها الألم حدًا لا يطاق، ويدفعني الجنون لأتسائل إن كانت الموت أقلًا إيلامًا وإن كان للارتطام حلاوة.
5. تشلني هذه الأيام، أفقد قدرتي على الحركة حرفيًا لا مجازيًا، مهما استجمعت قواي وقمت وتحركت أعود للسرير واستلقي وأتمنى لو تشدني الجاذبية لتبتلعني الأرض واختفي، تمر الساعات وأرقبها وأقول بنفسي "هذه الأيام هي عمري".
6. هذه الأيام هي عمري. أود أن أصرخ بها في وجه كل من يقول لي بأن أصبر. صبرت أنا حتى كل الصبر من صبري.
7. سلواي: شفتاي جافة وتلطخ المسكارا وسائدي، في هذا الجمود استلقي، وأتخيلني في زمنٍ بعيد أنظر إلي، أتذكرني هنا في هذه اللحظة، أتخيلها سعيدة، وحزينة عليّ، تود لو تستطيع أن تخبرني بأن الفجر آت والفرج قريب، كما أنا الآن أفعل مع كل نسخي السابقة.

7 أغسطس، 2023. 2:57 م.