بدأ الأمر عندما اعتدتُ الهروب
كمحاولة مني لنسيان
صدمات متتالية تلقيتها
في عمر فتيّ ..
بدأت أهرب
من التجمعات العائلية
زيارة الجد والجدة
جلسات صديقاتي ،
ودردشاتهن على
مواقع التواصل الاجتماعي
سهرات عائلتي الدافئة
هربتُ من الشبابيك المفتوحة ،
والأيادي الملّوحة
وحتى من نَفسي ،
تلقّيت صفعةً أفاقتني
شعرتُ بأن البرد
باتَ يأكل لحمي ،
فعدتُ أبحث عنّي
تخلّيت عن عادة الهروب ،
علّني أَجد نفسي
وما أن وجدتها
عثرت على عبارة
ملتصقة بجلدي
بطريقةٍ لم أستطع إزالتها
" أنثى اعتادت الغياب "
بينَ الهروب والغياب
كخليطٍ من الماء والنار
في لعبةٍ كونية
لتنجو من الاشتعال
عليكَ أن تموتَ غرقاً
لا مفرّ من أحدهما .
قبس..
|