ما بالُها تُدمنُ التّرحالَ والسّفرا
وعُشُّها بعدَها يَستعطِفُ الشجرا؟
ماذا تريدُ من التّرحالِ في زمنٍ
بريقُه يخطَفُ الوُجدان والبصرا؟
رقيقةٌ هيَ والأحداثُ عاصفةٌ
إعصارُها يجلبُ الآلامَ والكدَرا
في ريشها وجناحيها ورِقّتها
أسرارُ قوّتِها لو أنْعمَتْ نَظرا
ظنّتْ وبعضُ ظنونِ النفس آثمةٌ
أنّ السرابَ هو النّهرُ الذي انحدرا
فأسرعتْ نحوَه والوهمُ رائدُها
كأنّها لم تُشاهدْ حولَه الخطرا
عصفورةَ الدّوحِ عودي عَوْدَ واثقةٍ
بأنّ في عُشّها نهرَ الحياةِ جرى
العشماوي
|