عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2024   #69


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 58 دقيقة (09:16 PM)
آبدآعاتي » 114,767
الاعجابات المتلقاة » 2468
الاعجابات المُرسلة » 2239
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



فصلٌ تاسع عشر



~~ .. هاك قلبي .. ~~




***





لحظات جمعت احاسيس مختلفه ..!
حزن وشعور بالرغبة في البكاء ..
خوف على الحبيب القريب ممزوج بالأمان على صدره وبقربه ..
امل لأن ملامحه تنبيء عن العافيه ..!
وتعاسة لأن تصرفاته تدل على انه كئيب وحزين ..!
متبعثر وبعثرها ..!
يبي قربها والعقل يقول ابعد وارحمها وخاف ربك ..!
بكل بساطه هي حلاله بس الزمن حرمها عليه ..!
كانت تحس بنبضه يعلو وهو يدفنها في صدره ويدفن اوجاعه وهمومه وخوفه بين اضلاعها ..
علّها تساعده وتشيل عنه جزء من الحمل ..!
التضاد دايماً صعب في كل شي ..
وتضاد الهم هو اقسى انواع العذاب ..!
كانت تنتحب بصمت خوفاً انها تضايقه ولا تحسسه باليأس والاحباط ..
رفع جسدها النحيل عنه وامتد المنديل من فوق الكومدينو وراها وسحب منه واحد .. وهو يقول : انا متنكد خلقة وانتي زدتيني نكد .
ارتجفت وشهقت ببكاء موجع وهي تهمس : عماد اش فيك الله يخليك تقول لي ..
حاولت تاخذ المنديل من يده وشد عليه ومسح دموعها برفق وهو يقول بصوت هامس ومبحوح : اعلمك باللي فيني بس وقفي هالدموع لااشوفها .
صدت عنه قالت بهمس مشابه : خلاص وقفت بس قولي اش اللي صاير .. امس لمن كلمتك ماكنت كذا .
رجع خصلتها ورى اذنها وهو يتأمل ملامحها قال بهدوء : تبين تعرفين وش فيني ..؟
ماقدرت تقول ايه ولا لا ..
فقط تنتظر وعيونها عليه ..
رجع بجسمه للخلف وتنهد وسند بظهره على السرير ..
شد شعره على ورى باحباط ونفخ بقوة دلاله على ضيقه وثقل همه ..
قال وعلى وجهه كآبة ماقدر يخفيها : لازم نبعد عن بعض .. بكرة ولا بعده بالكثير لازم اوديك لاهلك .
سكت ثواني وهي تشوف خيط احلامها ينبتر وهالة من الحباط تسوتطن عمق مشاعرها وقلبها ..
كمل ببرود وبمحاولة انه يبرر لها بمصداقيه وصراحه : كنت احسب نفسي قوي واقدر اقاومك بس يوم عن يوم اضعف ..
صد عنها ورجع طالعها بتدقيق ويقول بتأكيد : يابنت الناس انا خايف عليك مني ...! لازم نبعد عن بعض ... ارحميني واحمي نفسك .
طالعت فيه مشتته ..
فاهمته ومتفهمته ..
وضعه صعب ..
بس وشلون تقدر على البعد ...
بعده صعب ..
واصعب من الصعب ..
البعد يعني فراق ..
والفراق نهاية ..
وهي ماتقدر تعيش بدونه ..
ماتقدر تعيش ماتنتظره وتكلمه وتشوفه ..
طالع فيها جامده ونظراتها تايهه وضم على يدها اللي تحولت لقالب ثلج بقوة وملامحه ترتجي وتطلب انها تفهمه وتقدر ..!
نظرة عيونه المكسورة ..
طلبه لها وهو في اقصى حالات ضعفه ..
ضعيف لأنها عنده ..
ضعيف بوجودها وقوي بدونها وبعيد عنها ..
جف دمعها وبهتت ملامحها واستكانت كل مشاعرها في حالة برود او ضياع اوتشتت او يمكن استسلام ..
المهم انها ماعادت تحس بأي شي حولها ..
سحبت يدها من يده ووقفت ..
قال بصوت حاني : شادن .
التفتت عليه قالت ببرودة سرت في اطرافها وبرود تمكن من مشاعرها : يعني خلاص بتطلقني .....
فز من سريره وهو يهز اكتافها بيدينه ويشد عليها ..
قال بانفعال مشاعر : لا ... طلاق لا ... طلاق لا ياشادن ... الا اذا انتي تبينه .
ماتحرك منها ساكن واكتفت بـ : انا ماابغى شي .. يكفي يكون اسمي شادن زوجة عماد .
رغم همه الا ان حالها اضاف فوق همه هم ..
كملت بنفس البرود : مهما حصل انا مافي حياتي غيرك .. وبموت مافي حياتي غيرك فاااهم ..!
توثق الحبل بالعهد ..!
يعني حتى لو فارقتني ماراح افكر بغيرك
حتى لوتبيني اشوف حياتي ماراح اشوفها مع غيرك ..
رفع وجهها البارد وطالع في عيونها الضايعه نظراتها قال : تقدرين تصبرين .
صدت عن نظراته المليانة اسئلة ولهفة قالت بنفس البرود وبهدوء : اصبر ..؟ الصبر يكون على المآسي والعذاب .. وانا من يوم ربطت اسمي باسمك ماعشت لامأساة ولاعذاب ..
رجعت وجهت نظرها على عيونه وكملت : واللي يحب مايصبر على اللي يحبه .. ينتظر ويعيش معه على الحلوة والمرة .. تصبح على خير .. نام ماباقي شي على الفجر ووراك قومة من بدري .
اهمل يدينه وانسحبت من بينها ..
لملمت اوراقه الملونه والبيضا والمختومه بأسماء مستشفيات بعضها بالعربي وبعضها بلغات مختلفه ..
واخذت الدفتر السر ..
او دفتر الأسرار ..
او بالأحرى دفتر همومه ..
وطلعت بخطوة ثقيله لغرفتها ..
هم زوجها مثقلها وهم بعده مضيعها ومشتتها ..!
وهو جلس بعدها بكل همه .
هم المرض وهم سحرها وقيدها له وهم فرقاها ..
غمض عيونه وشد شعره بقوة ..
وهو يتذكر آخر كلامها ..
اعلنت له حبها ..
أقرته فعلاً وقولاً ووعداً وعهداً ..
رمى نفسه على مخدته ودفن وجهه بمخده صغيره ..
الحيرة والرجا والأمل والخوف ..
كلها مجتمعه ومتزاجمه قدام باب مستقبله ..



***




كلاً بهمه منشغل ..!
مانام طول ليله ..
ليلته هذي مثل باقي لياليه الماضيه ..
ليلى فجرت بداخله كره لجنس حواء وشوهتهم في نظره ..
اصعب شيء على الرجل خيانة المرأة له ..
وأصعب شيء على المرأة تجاهل الرجل لها ..
كل ماضاقت به الوسيعه لجأ لها ودور صوتها وصورتها وريحتها لعل همه يخف وتهدى نار القهر بداخله ..
توجه لامه الملاذ الآمن وشافها تلثم سجادتها بعشقٍ ازلي ..!
والثانية وافيه ومخلصه تسمع لنجواها وشكواها وتكتم وتبثها الامان من عند الرحمن ..!
بعد ماسلمت اكثرت من التسبيح والتهليل وختمت باستغفرك اللهم واتوب اليك انت ربى لا اله انت خلقتنى وانا عبدك وانا على وعدك وعهدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت ..
التفتت ام ناصر على احمد المهموم ...
احمد ضناها اللي يبين الهم على وجهه مثل مايبهج الفرح ملامحه ويوضح عليها ..
هو عكس عماد اللي محد يدري وش وراه يضحك وهو مهموم ويسكت وهو فرحان ..
ربعت رجولها بصعوبه قالت بلهفة وحرقة قلب : ياوليدي وسع صدرك وان الله اشاء واراد جوزتك اللي تنسيك ليلى وسنين ليلى .
شد شعره بيدينه وامه تغرس سكاكين الكلام بجروح الخيانه وذكرى ليلى ..
قال : ماعاد ابي لاحريم ولا طاري حريم .
تنهدت بهم وضيقة وقالت : تعوذ من ابليس وانا امك ثم الحريم اشكال وانواع .. منهن الطيّبة ومنهن الردية .. مهب ليا صارت مرتك ردية معناتها كل بنات الناس رديات ..
مس يدينه ووقف بيهرب من السيرة قال : تكفين الله يخليتس لي لاعاد تجيبين لي طاري هالسوالف ... اقول يمه تدرين ان عماد جا البارح .
هزت راسها وعرفت انه غير السالفه وجارته في رغبته : ايه دريت مرني وسلم عليّ وانا ماقصرت عليه باللوم ..
هز راسه بعدم رضا قال : لاحول ولاقوة الا بالله .. يايمه الله يخليتس لي دام ان حرمته راضيةٍ(ن) عليه خليه على كيفه .. هو رجال عنده شغل يبي له مقابل مهب فاضي .
ردت بحدة : وش هالشغل اللي يمسكه بالاسابيع وقبل مايعرس كل يومين وهو عندي .
حك احمد راسه بملل قال : رجال وادرى باموره يايمه ..
سكت عن الكلام وهو يقارن بين شادن وبين ليلى ..
لو في شادن شي من ليلى يحق لعماد يغيب بالايام
بس الفرق شاسع وواسع ..
جمع قبضة يده وضرب على اطار الباب بحنق يعبر عن مافي داخله ..
ساد الجو صمت هدوء مايقطعه الا همس امه بتسبيحها على انامل اصابعها و
هو سارح في ماضيه الاسود مع ليلى
كان ليلها سهر ونهارها نوم ..
عمرها مااستقبلته الا بوجه متجهم وكان يغزي حالها للغربه وبعدها عن اهلها ويقدر ..
واكله من المطاعم اكثر من اكله في بيته بمئات المرات ..
ضحكها مايعرفه الا وجوالها على اذنها ولا قدام شاشة الكمبيوتر اللي رافقها اكثر مما رافقها هو ..
مكرها وخداعها وهي تروح للمستشفى بحجة الفحوصات والكشف واذا رجعت له قالت الدكتورة تقول ماعندي مشاكل ..
معقوله ماكانت تروح للدكتورة ..؟؟
اجل وين كانت تروح ..!
عض على شفته السفلى وبجوفه سعير ونار توقدها الخيانه واحساسه بالاستغفال ..
التفت لعماد اللي نزل من فوق لابس طاقيته وشماغه على كتفه ومفاتيحه في يده قال : وين ..؟
طالع عماد في ساعته قال : ماباقي شي على الاذان بروح للمسجد اقرأ لين يأذن تخاويني ..؟
وكأنه عرف وش يحتاج ..!
محتاج السكينه والذهاب للقاء الله ..
هو اللي يبثه القوة ويعينه على النسيان ..
شمر عن سواعده قال : انتظرني اتوضأ بس .
مر عماد من عنده ودخل عند جدته وهو يقول : اعجل عليّ انتظرك عند جدتي .



***




اصبحوا معيدين ...!
اعياد كل الناس فرحة وبهجه ..
وعيدها شوهه عماد بقراره وهمه ..
واقفه في المطبخ تحضر الفطور بمساعدة فوزية اللي جات تعايدهم من بدري ..
قالت فوزية بمرح : كل هذا يطلع منك ياابو مشعل ..
طالعتها شادن بوجوم قالت : اش اللي طلع منه ...؟
عقدت فوزية حاجبينها دلالة على كآبة شادن وعبوسها قالت : الفستان الروعه هذا .. بصراحة ذوق ... بس عقدة الحواجب هذي ليه ..؟
اغتصبت شفايفها ابتسامه ميته وفردت حواجبها وآثرت السكوت ..
جهزت الفطور وكان عبارة عن تقاطيع وحواضر ودبيازة من صنع شادن ( ادبيازة هي الوجبة الرئيسية لفطور العيد عند اهل الحجاز مكونه من قمر الدين والمكسرات وتين وتمر ناشفين وتؤكل بالعيش )..
قالت لعمتها وهي تنفض يدها : عمتي خلاص كل شي جاهز خلي لسلي تساعدك وانتي دخليه المجلس عشان عيال عمي فيه ..
طالعتها فوزية باستغراب قالت : وين بتروحين ..؟
سحبت مناديل من العلبه قالت وهي تعطيها ظهرها خارجه من الباب : عندي شغله فوق بكملها واجي .. قطعت كلامهاوهي تشوفه داخل للبيت ويمشي بسرعه ماانتبه لها .. رابط اسفل ثوبه على وسطه .. وشماغه لافه على عقاله بإحكام ..
مسحت يدها بالمنديل بتوتر .. تروح له ولا تبعد بزينتها وتخليه في حاله ولاتزيد همه ..
صدت بألم في لحظة لمحته لها وتقدم لها بسرعه وهو يقول : شادن .. افاااا مالك نية تعايديني .
وقفت بمكانها ووصلها وهو يفك رباط ثوبه ويعيده لوضعه ..
قال : تراني دخلت بعد ماجيت من المسجد ودورتك قالت الشغاله انك عند الحريم ورجعت مع خوالي نذبح الاضاحي ونوزعها ..
سلم على جبينها وهي في حالة برودها وسكوتها ..
قال : كل عام وانتي بخير .
ردت ببرود : وانت بخير .
رغم انها ماتكلفت في زينتها الا انها بالفستان الوردي ومكياجها الخفيف على سواد شعرها الناعم تغريه وتفتنه ..
انقاد لها بكل مشاعره واحساسه ..
مااتخذ قراره الا بعد ماوصل هالمرحله وشاف نفسه ماعنده أي قدرة على المقاومه ..
انكسر قلبه وهو يشوف نظراتها الشاردة ولونها الباهت وملامحها الواجمه ..
هو يدري باللي فيها ..
وش اللي مكدرها ومحزنها ..
بس ماعنده شي يضيفه ولا له قدرة على الخوض في مواضيع مؤلمة في وقت ومكان مثل هذا ..
قال مبتعد عن السبب الحقيقي لحالها ودور على سبب واهي : شادن انتي تعبانه ماتقدرين تروحين معي لابوي ..؟
طالعت في الأرض بكدر قالت : لامو تعبانه خلاص افطر بعدين نمشي .
: اذا ماتقدرين تروحين عادي اجلسي .
ردت عليه بتوتر وحواجبها معقوده : لاعماد بروح معاك .. اصلاً لازم اشوف اهلك قبل ...
سكتت وغمضت عيونها بألم وفتحتها بسرعه ..
كملت بسرعه : خلاص على بال ماتفطر اكون جاهزة ..
هز راسه والتفت على فوزية اللي تتبع الشغاله وتقول : ياعيني على الرومنسية .. اقول عماد لاتفوتك الدبيازة تراها من صنع شادن .
ابتسم وفك شماغه عدله وتبعها وهو يقول : ارجعي ارجعي لشادن خليها تفطر زين تراها تعبانه ... وخلي الفطور انا ادخله .
التفتت فوزية على شادن ورفعت حواجبها ولوت فمها قالت : من قدك ياست شادن وهو مهتم فيك هالكثر .. يالله قدامي افطرك تنفيذاً لأوامر البيه .
ابتسمت شادن وهي تدخل المطبخ مع عمتها اللي مسكت يدها وسحبتها بدون انتظار لردة فعلها .




***


عند اهلها وجوالها في يدها ..
اتصلت عليه مرتين وثلاث واربع والنتيجه الجوال مغلق ..
دخلت عليها العنود بفستانها الحلم ...!!!
شعرها مفتوح ورجولها تحتضن جزمة نورة اختها البيضا ومطرزة بأحمر وأخضر .. وشفايفها يلونها روج احمر صارخ سايح من اطراف شفايفها ..
قالت نورة اللي تراقب اختها القلقانه : العنود الله ياخذ عدوتس .. هذا وشو اللي انتي مسويته في عمرتس ..؟
طالعت نوف في العنود وهزت راسها وهي تحمد ربها وتشكره قالت : جزمة نورة وش تبين فيها ..؟
رصت العنود شفايفها على بعض وحركتها قالت : عشانها طقم فستاني .
زفرت نورة بقهر : ياويلي من هالبنت تبي تجيب لي السكته القلبيه .. تخيلي لو يجنيا احد من بعيد .. ولاتطلع لعيال الديرة والله لتصير مضحكتهم طول العمر ..
طيرت العنود عيونها المدعوجه بكل حجر ناشف من كحل امها قالت بحماس : احد بيجينا من بعيد ..؟
قالت نورة وهي تلم شعرها وتمسكه بشباصه كبيرة وتعدل بلوزتها الطويلة على تنورتها الجينز : وانتي ماهمتس غير الناس محد جاي انا اقول تخيلي ماقلت بيجون اكيد ..
دقت نوف على رقم حمود من جديد بتوتر ورجعت قفلت الزر الاحمر بضيق وهي تقول : مقفل للحين .. نورة انا وش اسوي ...؟
قالت نورة : هدي اعصابتس يانوف الغايب عذره معه .. كلها ساعه ساعتين ويوصل بالسلامه .. يمكن ماسلّم ولا ماعنده شبكه ولا جواله مافيه شحن .
: الله يستر ..
قالت العنود : تلقين صار عليه حادث مثل محمد اخو مريم زميلة....
قاطعتها نوف : فالتس ماقبلناه .. اعوذ بالله منتس ومن شرتس ... قومي انقلعي عن وجهي انتي وروجتس اللي يجيب المرض .
حطت يدها على قلبها بخوف ..
لو يصير لحمود شي ..!
وفي لحظة شيطانية تخيلت وشلون تعيش ان صار لحمود شي ..
حمود اللي بنت عليه آمال واحلام وتحققت على يده أمنياتها ..
ان مات ولا صار له شي من يعوضها عن اللي شافته ومن يكمل لها بقية احلامها ..
نفضت راسها وتعوذت من ابليس وهذا تفكيرها ..
واستدركت بايمانها والطيبة المتأصلة في قلبها تجاه ولد عمها وزوجها اللي بدت تحس بأهمية وجوده في حياتها ..
الزوج الحنون ..
الصابر طويل البال ووسيع الصدر ..
حمود الانسان الكريم طيب المعشر ..
حمود اللي يحبها ويحن عليها ويراسلها ويكلمها بأجمل انواع الغزل والحب ..
رفعت نظرها للسما ولهجت بـ : يارب رده لي سالم .
طالعت في خواتها والعنود تصرخ على نورة : اقول لتس هاتيها انا ماعندي جزمه مثل فستاني ..
ونورة تصرخ : ياعالم هذي وشلون تفهم .. انقلعي البسي الصندل اللي جابته لتس نوف مع فستانتس .
ردت العنود باصرار : مابي العله هذاك اللي يربط رجولي هذا وسيع واقدر انزله على طول .
وقفت نورة وهي تقول : والله ان مااستنعتي وسمعتي الكلام لااخلي ابوي يوديتس مسفر ولا وضحى اللي تكوي ثم اخليها تربع لتس راستس يالمتخلفه .
( تقصد ان تقوم المعالجة بكيِّها على راسها في اربع جهات بحديدة او سيخ رقيق ويستخدمونه بعض المعالجين الشعبيين كحل لبعض الأمراض خاصة النفسيه والعقليه )
تراجعت العنود وفتر عنادها قالت بزفره وضيق : خلااااص ماعاد ابي لتس شي . بروح احرس سحيمان لايذبحه ابوي اشوفه له يومين يقزه والظاهر انه ناوي يضحي به .
ردت نورة بارتياح : ايه روحي احرسيه تراني سمعته يقول لياغفلت عنا العنود بنذبحه .
ضربت العنود على صدرها بهلع وعيونها مفتوحه بفجعه وهي تقول : ياويل قلبي على خروفي ..
طلعت مع الباب تجري متناسية الجزمة والصندل والحذاء عموماً ..
ونورة تنادي : تعالي يالخبله البسي صندلتس ..
ماردت عليها العنود ومضت في طريقها ووجهتها حوش الغنم القريب من بيتهم .
اخذت نوف عبايتها وهي تقول : انا بروح لبيت عمي بشوف جاتهم اخبار عن حمود ولا لا .
وقفت نورة معاها قالت : ماشاء الله يانوف اشوف الخوف على حمود ..
قالت نوف بلهفه : حمود ولد عمي ورجلي اذا ماخفت عليه وش ابي بعمري .
اخذت شنطة يدها وطلعت بسرعه وسط دهشة نورة وفرحتها ودعواتها لها بالاستقرار والهداية ..!





***




رغم ان اليوم المنتظر اقترب ..
الا ان عيده مكتظ بحزن الذكريات الموجعه ..
دخل لبيت ابوه وهو متلثم بشماغه بعد زيارته للمقبرة وسوالفه على سعود ودعواته له وزيارة اهله ..
اول ماشاف خالد اللي لمحه ولاذ خلف البيت خوفاً منه ..
نادى فهد بصوته العالي وبزفرة غضب ممزوجه بقهر الفقد اللي نكأته زيارة قبر رفيق الروح : خااااااااالد ... خااااااااااااااالد ..
وبلا مجيب ولا استجابه من خالد ..
لحقه بخطوات سريعه ولف ورى البيت ومالقى له ا ثر ..
رجع ودخل البيت اول ماشاف منال قال : منال ماشفتي خالد ..؟
ردت منال : لا ماشفته كان مع ابوي وبندر ..
رجع لقسم الرجال ثم لبقية الغرف والنتيجه ماله وجود .
عض على شفته وهو يهدد ويتوعد بغضب هادر بداخله والصمت يغلفه ..
جات حنان تمشي وجوال منال ( هدية نايف عليها ) في يدها قالت : خذي ازعجني ساعه وهو يدق ووصلك اكثر من ثلاث رسايل .
اخذت منال الجوال بحرج وهي ترسل لحنان نظرات لوم ليه تجيبه وفهد واقف ..
بحركة سريعه خطف فهد الجوال من يدها وهو يقول : من اللي يدق عليتس ..؟
حست انها تدوخ وراح يغمى عليها من الخجل والخوف قال وهو يبتسم ويمد جوالها عليها : استغفر الله كل هذا مطنشته .. روحي ردي عليه وعايديه .
صدت منال عنه ونزلت نظرها للأرض وهي غايصة في خجلها قالت : ماني مكلمة احد .
ضحكت حنان على شكل اختها قالت : عزالله بيموت ماردت عليه بس دق عليه وقول له لايتعب نفسه .
طالع فيها فهد ورفع حاجبه قال : هي عاقلة ورزين ليش انتي ماتعلمين منها .
تنحنحت حنان وهي ترد ضحكتها بصعوبة قالت : بصير عاقله بس خلنا بكرة نروح معك ..
رد عليها بسرعه :وش تدورين معي ..؟
: بشوف سارونه اشتقت لها ..
رد عليها بجديه : لا مافيه روحة واركدي وخلي عنتس المراويح .
شاف امه تطل من باب المطبخ وترجع بسرعه وراح لها ..
سلم وردت عليه السلام وهو يجوب المكان بعيونه قال : ماشفتي خالد ..؟
ردت امه بحدة يتخللها رجاء : انت علامك على اخوك ماتشوفه الا وتهاوشه ..!
زم شفايفه قال : يعني هو جاتس واشتكى مني ..! معناتها مسوي شي وخايف ...
قاطعته امه : لاماسوى شي واتركه مالك شغل فيه .
هز راسه وتمتم بـ : يصير خير .
وطلع من المكان وهو محتار أي الطرق تنفع مع اخوه وتفيد ..!





***




في بيت ابو عماد
دخل عماد قبلها لقسم الرجال وللمجلس تحديداً ..
توجهت شادن بأمر من عماد لقسم الحريم وهي تتأمل المكان ..
بيت مسلح ( نظام فيللا صغيره لكنه مبني بطريقة البيوت الشعبية )
الوانه جديده وأثاثه باين انه جديد ..
دخلت للمجلس واستقبلتها بنت سمرا وملامحها دقيقه وناعمه وجسمها متناسق ..
عمرها في حدود 18 وهي ترحب وتهلي ..
سملت شادن عليها قالت : اكيد انتي مها ..؟
ردت البنت بابتسامه : ايه انا مها اخيراً شفت حرمة اخوي .. تفضلي تفضلي الله يحييتس .
دخلت شادن للمجلس وجلست بعبايتها ولفت طرحتها عليها زين بانتظار ابو عماد اذا جا يسلم .. رغم انه يُعتبر عمها الا انها تحس برهبة من مقابلته والسلام عليه ..!
صبت لها مها فنجال قهوة قالت : امي لو درت انكم بتجون ماراحت ..
سألت شادن وهي تمتد الفنجال : وين راحت ..؟
: راحت تعايد خوالي .
: وانتي ليه مارحتي معاها ..؟
: وشلون اروح وابوي في البيت والضيوف والناس داخلين طالعين ..
سكتت شادن واستطردت مها : عاد لو تدري امي ان عماد جا وهي موب هنا بتنقهر ..
سألت شادن ببرود : ليه ..؟
: عماد الله يخليه لنا فارض غلاه على الجميع ... وامي تغليه وتعزه .
بلعت ريقها بغصه وحست بألم في عمق قلبها واكتفت بابتسامه باهته ..
مرت دقايق قصيرة صامته وقطعتها شادن وهي تجول بنظراتها في زوايا المجلس وتحاول تخلق سالفة تنشغل بها قالت : ماشاء الله بيتكم جديد .
ضحكت مها وامتدت فنجال شادن صبت لها ثاني قالت : لاوالله يمكن له سنه ونص بس قبل رمضان جدده عماد الله يخليه لنا .. ماعلمتس ...؟
ابتسمت شادن قالت بغصة : تعرفين عماد مايحب يقول سويت واعطيت .
: صادقه والله .. ترى هو اللي بنى بيتنا وعطى ابوي الفلوس يبيه يبني عماره بس ابوي الله يعافيه تصرف في الفلوس ومابقى الا اللي يسوي مسلح ...
التهت بطرحتها وهي تفتحها وتلفها من جديد ..
..
كل مكان تروح له تشوف له اثر طيب ..
وكل من يعرفه يثني عليه ويمدحه ..
اولهم هي وامها واخوها ..
من يلومها لو تجلس معه طول عمرها وتضحي بكل شي لاجله ولاجل قربه ..
رفعت راسها للأعلى ..
تحس انها مخنوقه ..
تبي هوا ..
اوكسجين نقي يفتح لها شعبها الهوائية اللي ضاقت بذكرى فراقه ..
ودها تختلي بنفسها ..
ودها تبكي فراقه وبعده ..
ودها تبكيه من قلب ..
تبكي ضعفه وقهره وقسوته على نفسه قبل مايقسو عليها بابعادها عنه .
سمعت صوته يقترب وهو ينادي : يامها .. ياام فيصل ..
وقفت مها وطلعت ورجعت معاه وهو يسألها بجديه : وشلون فيصل في دراسته ..؟
قالت مها باهتمام : ماعليه انا معه اول بأول وتراني اهدده اني اعلمك عليه ان اهمل وماجاب الدرجات كامله .
: ها قرأتي الكتب اللي جبتها لتس ..؟
: ايه قرأتها كلها وابيك تجيب لي كتاب لاتحزن لعايض القرني .
: ان شاء الله المرة الجاية اجيبه ....
سكت عن الكلام وعيونه عليها
وجهها شاحب والدمع مختنق بعيونها ..
جلس بجنبها قال لمها الواقفه : مها جيبي كاسة مويه .
راحت مها تنفذ امره ومسك يد شادن بسرعه قال : متضايقه من الجلسه هنا ..؟ تبينا نمشي ..؟
بلعت ريقها ورفعت نظرها وهي تتحاشاه قالت : لا عادي .. لسه ماسلمت على ابوك .
زم شفايفه قال : بيجي الحين ...
اهمل يدها وهو يسمع خطوات مها اللي دخلت وفي يدها صينيه فيها كاسة مويه ..
مدها على شادن وقال لها بصوت منخفض : اشربي مويه ..
شربت جرعه صغيره من الكاسة ونزلتها وهي تسمع صوت ابو عماد ينادي ويتنحنح كعادة كل من يقرب من مجلس الحريم اذا فيه مناسبه ولاعندهم ضيوف ..
دخل ابو عماد .. طوله يشبه طول عماد لكنه اعرض بكثير ..
ملامحه مختلفه كلية عن ملامح وشكل عماد وله لحية سكسوكه مكتسحها الشيب بقوة ..
رحب في شادن وهو يردد : ياهلا .. يالله ان تحييها .. مابغينا نشوفتس .. والرجال هذا لايعرف وصل ولا ذكر .
ردت بحرج وبكلمات مختصرة ومعدوده وهي تناظر الارض ..
فتح عماد شماغه ونسفه من جديد قال : الله يخليك لي بس .. الحين انا مااعرف لاوصل ولا ذكر .. ترى مايردني عنك الا الظروف .
رد ابوه بسخريه : ايه ايه مايردك عني الا الظروف .. وراها ماتردك عن جدتك وخوالك ولا هم اقرب لي مني واولى بوصلك .
سكت عماد وماحب يجادل ولا يراد ابوه ويطيل الحكي ..
قالت مها بمحاولة منها تضييع السالفة : عماد لاتروحون تغدوا عندنا اليوم .
رد عماد : مستعجلين يامها الايام جاية وبنجي ان شاء الله .. سلمي لي على امتس واخوانتس .
قال ابو عماد اللي كان منشغل باسئلته لشادن عن احوالها واخبارها .. : انت وين تبي ..؟ ماتجيني الا في السنه حسنه وان جيت حتى الفنجال ماتشربه ..!
يدري ان ابوه مايلح على زيارته وجلسته الا اذا يبي منه شي ..
قال مجامل : لو اليوم مو عيد يمدينا جلسنا .. بس من امس مانمنا ومن الصبح على عظمين وورانا مشوار لجده .
حست بالأرض تزلزل تحتها ..
وسرت رجفة بداخلها وهي ترفع له نظرها وترجع تنزله للأرض بأسى ..
مشوار جده هو اللي كسرها وخنقها وذبحها ..!
سمعت ابوه يقول بحده : ها تبي تسوي لي اللي قلت لك عليه ولا اروح اتسلف واخدم عمري بعمري ..؟
هز عماد راسه وهو يقول : كلي لك ياابوي .. انت تامر امر .. عطني بس اسبوع بالكثير ومايصير الا اللي يرضيك بس لاتنسى اللي قلت لك عليه تراني ابي الرد اليوم ..
هز ابوه راسه وهو يقول : خلني اشاور مها وامها ثم ارد عليك .
التفت عماد لمها وهي تناظر بالارض وكأنها فهمت الغازهم ..
قال عماد : مها مهب معارضة(ن) اختياري لها ...
ماحب يحرجها اكثر وكمل كلامه موجهه لشادن : يالله ياشادن مشينا .
اخذت شادن نقابها ولبسته وثبتت عبايتها على راسها بعد ماغطت عيونها ..
تكلم ابو عماد وهو يمشي معهم يوصلهم للباب : دريت يوم بنت عمك انخطبت ..؟
رد عماد بعدم اهتمام : أي بنت عم ..؟
: عذبة اللي انت حيرتها ثم خليتها .. رزقها ربي برجالٍ سنع .
تنفس عماد بارتياح قال : الله يبشرك بالخير .. منهو اللي خطبها ..؟
: اخذها عبدالرحمن بن صالح ال..
حس عماد باطمئنان وراحه بعد احساسه بالذنب تجاهها رغم انه مااذنب الا في نظر الناس والمجتمع ..!
قال وهو يطلع من البيت : الله يوفقها ويرزقها .. يالله مع السلامه .
: مع السلامه ولاتبطي عليّ تراني مستعجل ان ماعاونتني ولا شفت غيرك .
هز عماد راسه وركب سيارته محتسب ومفوض امره لربه وكل خير يقدمه لابوه يرجو فيه رضى ربه من رضاه ..!



***




 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...







رد مع اقتباس