عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2024   #42


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (12:44 AM)
آبدآعاتي » 53,822
الاعجابات المتلقاة » 1813
الاعجابات المُرسلة » 1763
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



فصلٌ ثاني عشر

~ ياحزن اغرس بقلبي موطنك ~


طلعت تدور العنود وهي مطبقه الورقه وماسكتها بإصبعينها السبابه والابهام خوفاً انها تتعفط ولا ماتطلع انيقه مثل ماطبقتها اذا فتحها ..
قالت : العنود .. العنود وين .
رمقتها نورة اللي ناقده على كل حركاتها ومرتفع ضغطها من وقفتها على الشباك وبدت تثبت لها شكوكها ان نوف حاطه عينها على جارهم عماد قالت وهي تطالع في المسلسل اللي يُعرض قبل العصر : اليوم وش سالفتس اشوف الود طلع للعنود مرة وحده .
اشرت لها نوف بيدها يعني ماني رايقة لك وفكيني ..
راحت تدور العنود وعيونها تبحث في كل مكان لحد مادخلت غرفة امها وابوها المنزوية في آخر البيت ..
طالعت في العنود وهي رامية نفسه على الارض ونايمه على بطنها ..
قالت بملل : نمتي الله يجعله نوم جدي يوم رقد ولاقام . عنود .. عنود . عنود قومي الله ياخذ عدوتس .
دخلت امها وراها جاية من المطبخ قالت بلوم ولهجة حاده : انتي وش تبين باختس .. خليها ترقد المسكينه البارح سهرانه واليوم انتي مخليتها تداوم غصب .
زفرت نوف بأووف ورجعت لغرفتها بأسى واحباط ..
اصلاً انا حظي في الحياة ردي
كل بابٍ اطقه ينسد بوجهي ..
وكل امنية احلم فيها مايتحقق الا نقيضها ..
حطت الورقة على اسنانها وهي تفكر وشلون تصادف عماد برا بيته وترسل العنود له على طول من دون أي عوائق سواء من امها ولا من اختها اللي تاكلها بنظرات اللوم والعتاب وشكله بيجي يوم وتنفجر فيها وتفضحها .
انا وش عليّ من نورة منيب رايقة لها هي وتخلفها
ماتدري ان الحب هو اللي يسير العقول والقلوب
وان اللي انا فيه مهوب بيدي ابد
انتبهت للورقة وقد ذاب طرفها من حكها في اسنانها وزفرت بأوف من اعماقها لتعبها اللي راح هدر
قامت لنفس الدفتر اللي اخذت منه ورقه وطلعت ثانيه وهي تتمتم : الرساله هذي ربي محيرٍ امرها لكن ان شاء الله انه مابعد التعب الا الفرج .
بدت تخط من جديد وهي تحاول انها تركز بكل حرف وكلمه حتى ماتشوه الكلام بخطأ املائي ولا شطب ..
عضت على شفايفها وكتبت بفرح وخجل وهي تتخيله يقرأ ويحس بالكلام . ويأثر فيه ويتأثر به ..



***



اليوم آخر دوام لها في رمضان ..
نزلت من فوق بعد مانزلت عبايتها وصلت العصر وتوجهت لغرفة جدتها ..
وقفت على الباب وهي تشوفه متمدد على ظهره ورافع رجوله على التكاية .. وحاط شماغه تحت راسه ونايم وذراعه على عيونه ..
قدمت خطوتها ودخلت على جدتها وهمست بالسلام بعد ماسلمت على راسها .
ردت عليها جدتها بنفس الهمس ..
قالت شادن : جدتي عماد ليه نايم كذا .. الجو بارد عليه .
رمقتها جدتها بنظرة عدم رضى قالت : قومي لحفي رجلتس وشوفيه يبي شي من ا لبارح وهومهب صويحي عيونه ووجهه مااعجبوني .
قامت وطلعت لغرفتها وبدلت ملابسها بسرعه ونزلت بقميص قطني قصير وأكمامه قصيرة .. وفي يدها اللحاف حق سريرها ..
تعمدت تجيبه حتى تشوف ردة فعله كيف بتكون .
ودخلت بخفة وجدتها تتمتم مسبحة ومهلله وذاكرة ربها ..
غطته بهدوء وفتح عينه على الريحه اللي غمرته .. وغمض وشد اللحاف عليه وهو يقول بصوت نايم وكسول : ذبحتيني بريحة هالعطر .
طالعت في جدتها ورجعت تطالع فيه قالت : عماد تعبان انت فيك شي ..؟
انسدح على جنبه وهو يشد اللحاف عليه وكأنه يبي يضمه بدالها ..
قال : تعالي همزي لي ظهري ورقبتي الظاهر ان تعبي امس في المزرعه ماطلع من جسمي للحين .
وقفت بمكانها تستوعب اللي يامرها به ..
اهمزه .. .؟
يعني اسوي له مساج ..!!
يعني اقرب منه بحضور جدتي .. !!
كل هذا كان يدور في راسها وهي واقفه ..
قال : كل هذا تفكرين . خلاص لاتجين .
تقدمت وجات وراه ومسدت ظهره بحذر وحيا ..
اعتدل على ظهره ومسك يدها قال : عطرك وش اسمه ذا اللي دوختيني به .
تحركت وحاولت تبعد عنه لكن عماد ماسمح لأنه موثق يدها بيده
قالت بارتباك : مس ديور .
حط يدها على صدره وضم على كفها بيده قال : خليتس هنا لاتروحين .
اول مرة تحس انه يبيها قريبه منه
واول مرة تحس انه فعلاً صادق
واول مرة تحس بضعف في نظرته وصوته وجسمه .
يمكن التعب مأثر عليه ومو مخليه في وعيه ولا يتصرف لاشعورياً ..
غمض عيونه ويده على كفها ومثبتها على صدره قال بهمس : لاتصحيني الا اذا اذن العصر .
هذا وش يقول ..؟
لايكون يبيني اجلس كذا لين يأذن العصر يعني ثلاث ساعات .
قال : اذا متضايقه قومي ..!
امتقع وجهها بحمرة خجل قالت : اذا انت تبغاني اجلس بجلس .
قال : ايه ابيتس تجلسين .
قام جلس وهو يطالع في جدته المنشغله عنهم بمسبحتها وتسبيحها وهي متمدده على سريرها ورجع تمدد وراسه على فخذ شادن قال : دلكي راسي لين انام .
غمضت عيونها بقهر ..
ليه يسوي فيها كذا ..؟
وليه حاله كذا ..؟
عمرها ماانصاعت لاحد مثل ماتنصاع له ..!!
مو راضيه عنه ولا هي زعلانه منه ..!
مشاعرها ضايعه معاه وماتقدر تحددها ..
دلكت فروة راسه بأطراف اناملها وبهدوء وهو مسترخي بدون كلام وكأنه رجع طفل ونام في حضن امه اللي انحرم منه ولا عرفه .
حست ان جسمه ثقل وتأكدت انه غط في نومه .
وسمحت لنفسها تراقبه بصمت وهدوء ..
انفه شامخ في وجهه بشكل دقيق وأنيق ..
عيونه واسعه حتى وهو مغمضها تحسها طويلة ..
ياترى وش تحمل نظرة عيونه اللي دايماً تحيرها .
ياترى وش تقول ..؟
وش الاسرار اللي تعرفها وودها تبوح بها لكل من شافها والناس تجهل لغتها واللي فيها .
تأملت ذقنه وفيها شعيرات طالعه بشكل مبعثر ويتخللها اكثر من خمس اوست شعرات بيضا .
شيب من العمر ولا شيب من الزمن واليتم والكفاح وجهاد الدنيا ياعماد .
شالت راسه من حضنها بصعوبه وسحبت لها مسنده من وراها وحطتها تحت راس عماد وهو انصاع لفعلها وريح راسه عليها بدون شعور .
غطته زين ووقفت قالت جدتها بهمس : يابنيتي انتبهي له شوفي وش يبي ووش مايبي واصبري عليه وسولفي معه ترى عماد رجال مايسولف ولايتكلم واجد خليه يسولف معتس انتي واغصبيه على سوالفتس .
حست شادن ان جدتها ماارح تسكر الموضوع هذا لين عماد يصحى قالت بهمس : ابشري ياجدتي .. خليه ينام لايصحى على اصواتنا .. اليوم بتجي عمتي فوزية تفطر عندنا .. صح ..؟
ردت جدتها قالت : ايه بتجي رجلها مهوب فيه .
: اجل بروح للمطبخ اشوف الشغاله اش سوت ..
طلعت من عند جدتها وعماد اللي يغط في نومه وراحت للمطبخ وبدت شغلها لأن الفطور اليوم عندها ..



***


في الطريق الاسود
كان يمشي والذكريات المؤرقة تصاحبه
هنا له ضحكه وتعليق
وهناك كان يتمشى
وهنا مروا بهالمكان
وهناك جلسوا وسهروا للفجر ومامعاهم الا ترمس شاهي وبساط وتكايتين ..
وفي ذاك المكان وقفت سيارتهم وصلحوها ..
كل بقعه تحمل له ذكرى معه
وفي كل مكان ارتاده ومر عليه لسعود فيه ريحه
اطلق من اعماق قلبه تنهيده قطعها وهو يمسك بريك قوي عن اكياس الشعير وحزم البرسيم المنتشرة على الأرض ووقف وهو يشوف المنظر وسوءه .
المنطقة اللي فيها الحادث تقريباً محد يمر منها الا اللي يتوجه لطريق جده ومكه ..
والوقت هذا الناس في بيوتها وتنتظر الفطور ومحد يروح للمناطق البعيده ويمسك الطريق هذا ..
تلثم بشماغه حتى مايتعب الغبار رئته الملتهبه ..
ونزل للحادث بنخوة وفزعة شهم ..
الصوت اللي وصله ذكره بسعود ووجعه على سعود ..
كانت جالسة في الوسط ويدها غرقانه بالدم ووجهها كله خدوش ورقبتها بالمثل ..
عبايتها كأنها طالعه من تحت الأرض بفعل التراب اللي رمتها عليه سيارة ابو سعد على بعد 15 متر وهي تنقلب ..
ووصلت لزميلاتها زحف في طور الصدمه والألم والمصاب ..
كانت تصرخ بوجع وحزن استفاض على كل الامها وأفقدها الحس والألم .. : آآآآآآه فاطمه قومي .. فاطمه تحركي لاتموتين .. فاطمه لاتخليني انا سارة اختك اللي تحتاجك .. آآآآآآآه .. فااااااااااطمه .
اميرة قومي لفارس ويزيد ورانيا يمديهم ينتظرونك ..
فاطمه لاتتركيني لوحدي .. فاطمه زوجك وابوك واخوانك واطفال الدار يبونك .. فاطمه تكفييين اصحي ..
التفتت على ساميه وهي مسجاة بلاعباية ولاطرحة وشعرها الذهبي القصير منثور على جبينها الدامي قالت : ساميه آآآآآآي الحين يجون .. ابو سعد ماااااااات بس بيجون يساعدونا ..
قرب منها وهي ترثي وتستجدي وتحاول تعشم نفسها بالكلام معاهم ..
وتذكر نفسه لمن كان يكلم سعود وهو جثة هامده وكأنه يبي يقنع نفسه انه مامات ..
تراجع وهو يشوف الحريم مسجيات على الارض وسواقهن في سيارته كومة لحم .
مسك راسه وهو محتار مايدري وش التصرف الأفضل والصح بهالموقف العصيب .
الموت له رهبة ..
والموت هيبة محد يعرف عنها شي الا اللي عاش موقفه وشاف الجسد خالي وبلاروح ..
انحرف يبي يبلغ الاسعاف حتى ينجدون ويسعفون ..
وانهال من اثار الدم المنثور على الارض وتدل على ان صابحتها او صاحبها قطع مسافه مو قصيرة اكثر من عشرة متر ..
استرخت سارة وكأنها بتغيب عن الوعي او تسلم الروح مثل زميلاتها وهي تردد بصوت يخف شيئاً فشيئا .. وباستجداء وطلب ورغبه ويأس : قومي يافاطمة اهلك يبونك .. وقومي يااميرة عيالك يبونك وينتظرونك .. وتكفين ياسامية تماسكي وخليك قوية انتي عروس ..
راح بأقصى سرعه وهو يشوفها تتهاوى على الأرض بكلل وتعب ووجع جسدي وروحي ..
في غضون دقايق قليله وصل للمركز الصحي لقرية السبيل وشاءت الأقدار ان سيارة الاسعاف مو موجوده في المركز وانها نقلت مريضه قبل ساعات عندها ولادة متعسرة ..
ركب الدكتور وممرضتين مع فهد في سيارته وانطلق بأقصى سرعه لمكان الحادث ..
كانت على وضعها تنفسها بطيء والباقيات مثل ماهم ..
جثث مترامية وبدون حراك ..
اقترب الطبيب بجهاز جس النبض واصيب باحباط وهو يشيله من يد اميرة ثم فاطمة ثم ساميه لأن الروح انسلت من اجسادهم .. وابو سعد من شكله حُكم عليه ان فارق الحياة من بدري ..
زادت نبضات فهد وهو يشوف الطبيب يجس نبض الأخيرة الباكيه الموجوعه والحزينه ..
آخر ضحايا الحادث ..
فز الطبيب وهو يقول : لسه عايشة ..
نادى الممرضات بالاسعافات الأولية بس وش يلحق ووش يخلي
كسور ، جروح عميقه فيها قزاز ، والدم اللي نزف منها واحال بلوزتها للون الأحمر بدال السكري ..
امر الطبيب بنقلها فوراً لأقرب مستشفى وناظر فهد بنظرة استجداء ولسان حاله يقول ( مالها غير الله ثم انت )
فز فهد من مكانه وهمته بداخله تشحذه ..
وبأمر من الضمير الحي وروحه الطيبة ..
شالها بين يدينه بكل مغامرة ومجازفة ..
حركت شفاهها تبي تقول شي بس عجزت ..
وتعابير وجهها الدامي تدل على انها غاضبه وزعلانه ومعترضه على اللي يصير ..
ركب الدكتور بجنبه بعد ماوصل لها بعض المحاليل اللي تلزمها لجسدها ..
وحقنها بإبرة توقف النزف الهائل من جسدها ..
توكل على الله ومسك الطريق اللي يودي للطايف ولمستشفى الملك فيصل كون مركز حي السبيل تابع له ..
وكل رجاه انه يوصل المستشفى بأقصى سرعه ..
الطريق طويل ..
والأمل ضعيف وسط شهقات الممرضات كل شوي اذا نزفت سارة من يدها ولا فخذها ..
ثلاث ساعات وهو يمشي بسرعه قصوى ..
اضطر خلالها انه يوقف خمس مرات حتى الدكتور يسعف سارة كل مانزفت ولا ضعف نبضها ..
اخيراً وصل للمستشفى وفي غضون عشر دقايق كانت مسجاة في الطواري وتجرى لها الاسعافات اللي تحتاجها ..
وبعدين يافهد ..؟
تجلس ولا تمشي ..
صعب يمشي بعد كل هالقلق واللحظات العصيبة ماتطمن عليها ..!



***


دخل بيته مابعد مارجع من صلاة التراويح
ونادى بصوت عالي تحسباً اذا فيه احد من اهل خواله ..
طلعت له شادن من الصالة الثانية وفي يدها المبخرة وهي تبتسم
اليوم تحس بنشوة سعاده وفرح واشتغلت بهمه وحماس لأنها بدت تثبت وجودها بحياته ..
جات تمشي عنده وهي مبدله ملابسها اللي كانت عليها المغرب والناس عندها ..
ببنطلون زيتي واسع من زارا وبلوزة لونها اورنج من مانجو بأكمام قصيرة ..
قالت : مافيه الا عمتي فوزية .. تعال اجلس عندنا .. كملت وهي تقرب منه : خلني ابخرك .
تأمل حركتها الخفيفه ونشاطها اللي مايفتر ..
من الظهر وهي تشتغل والحين الساعه قربت على عشرة وهي بنفس النشاط ..
قال : جدتي نامت .
ردت شادن : اوووه من بدري عشان تصحى تصلي التهجد .
هف على نفسه من البخور قال : هذا منين جبتيه موب حق جدتي .
ردت عليه وابتسامته على وجهها قالت : لا مو حق جدتي هذا من عندي اشترته امي لي ايام كنت اجهز لزواجي .
طعنته بالكلمه وحس بنار في قلبه ومست جسده ..
اي زواج هذا اللي تجهزين له ..؟
خلع جاكيته الجلد الأسود ومده عليها وسحب شماغه وعقاله وطاقيته ومدهم عليها ..
قال : هاتي المبخرة واطلعي ودي هذي لغرفتي ..
اخذتها من يده وطلعت بسرعه فوق وهو يتبعها بنظره ..
مثل الورد
وبعمر الورد
رقيقه وحنونه وجميلة ..
وكتب لها ربي انها تعيش معي .
يوم حظها ظلمها ونصيبها ماانصفها ..
طلعت له شهد وهو واقف مكانه يتبع شادن اللي اختفت عن انظاره بقلبه وافكاره ..
وصلته شهد قالت : عماد ماسلمت عليّ .
نزل المبخرة على الطاولة وفتح لها يدينه ..
: هلا والله بالبنت المزيونه الشاطره ..
قالت بحماس : عماد عماد اكتشفت حاجة ثانية .
رفع حاجبه الايسر قال : وش اكتشفتي هالمرة يالذكيه ..؟
رفعت اصبعينها قالت : حرفين .
رد عليها بانفعال وحماس كاذبين : لااااه حرفين مرة وحده .
: والله حرفين .. اقول لك ايش .
: ايه قولي .. وش الحرفين .
: حرف الألف وحرف الدال .
: والشين اللي ربطتيني به مع رقبتي وين راح .
ردت ببراءة وعفوية : لاااء الشين انا وشادن ومشعل وامك خالتي شريفه وانت تحبنا .. صح ..؟
: ايييه صح .. بس وش الالف والدال .
: هذولا حقينك انت وشادن . اتركني عشان اكتبهم لك وتشوف حرف الألف والدال في اسمك وحرف الألف والدال في اسم شادن .
هز راسه بتعجب من هالبنت قال : هذي والله اللي بتجمعنا غصب .
" كان زين شهد تقدر ..
كان زين احد يجمعني فيك ياعماد " ..
قالته بقلبها وهي تنزل مع آخر درجات الدرج وكلامهم قد وصلها كله ..
قالت : عماد بصراحه غرفتك ماينجلس فيها .. مرة مكركبة وكلها غبار .. ماادري كيف تقدر تنام فيها وانا دخلتها دقايق وانكتمت .
فتح زرارين ثوبه اللي فوق قال : زين متى مالقيتي وقت وفيك شدة نظفيها ..
: عادي الحين انظفها لك .. باخذ فيك اجر واخليك تنام بمكان نظيف .
كانت شهد تسمع الحوار بينهم وعلى راسها ملايين الاستفهامات وعلامات التعجب .
رد عليها عماد : لا لا الحين ابي قهوة تسوينها انتي ولاتقربها الشغاله حطيها لي في المكتب عندي شغل .
ابتهج قلبها قبل ماتعتلي بسمة الفرح جبينها قالت : حاضر من عيوني .. تبغى حلا ولا تمر معاها .
مسك شهد وشالها من جديد قال : جيبي اللي تجيبينه اهم شي القهوة ابيها قهوة شادن اللي كل يوم .
هزت راسها بحيا وفرح وراحت للمطبخ .
وهو راح لفوزية وسلم عليها قالت : ها وش اخبارك تقول شادن انك اليوم تعبان .. عسى مو القولون .
: لا مو قولون .. تعبت من شغلي في المزرعه .
: عندك روحه لجده .
: لا ليش ..؟
: عماد حرام عليك شادن مشتاقه لاهلها وامي تقول انك ماتبيها تعيد عند اهلها .
وقف قال : انا مارديتها اذا تبي تروح تمشي بس انا عازم نايف وامها يجونا في العيد وماعلمتها بسويها لها مفاجأة .
طالع في شهد اللي فزت من مكانها قال : والله والله لوتقولين لها مااجيب لك الباربي الجديد .
حطت اصبعها على شفايفها اللي قفلتها بقوة وهي تأشر بمعنى لا .
قال : اييييييه هذي البنت الشاطرة مو كل شي تسمعه تروح تقوله .
: يعني مااعلم عليك انت وشادن .
مافهم وش تقصد وراح فكره للحروف اللي اكتشفت انها تجمع اساميهم ..
قال : لا لاتعلمين وابلعي اللي تعرفينه وصكي فمك عليه .
ضحكت فوزية قالت : هالبنت ماخربها الا انت تراها بترجع عليك .
مسك شهد وبعثر لها شعرها القصير قال : هالبنت احسن بنت اتركوها بس لااحد يتكلم لها . .. المهم انا عندي شغل في المكتب ماابي ازعاج وانتي ... طالع في شهد وكمل : روحي استعجلي شادن قولي عماد يقول عجلي .
راحت شهد تجري وطلع عماد لمكتبه ورجعت فوزية تتابع المسلسل الرمضاني اللي تعرضه ام بي سي ..

..
خلصت شادن القهوة وحطت حلا منوع بسبوسة وكنافه واصابع العروس ورصتها في طبق واخذتها لعماد في مكتبه ..
اول مرة تدخل مكتبه اللي دايماً مقفول ولايفتحه الا اذا دخله ..
توجهت لآخر المكتب وهو جالس على كرسيه الدوار ويدقق في شاشة جهازه المحمول ..
قالت وهي تطالع في الأرفف المرصوص عليها كمية كتب لابأس بها ..
وتكون ربع مكتبه .. : اثري فيه كتب هنا وانا دايماً قاعده طفشانه .
مارفع نظره لها قال وهو يدخل بعض البيانات : ذكريني اعطيك مفتاح للمكتب بس انتبهي لاتتركينه مفتوح .
نزلت القهوة على الطاولة اللي تتوسط الأنتريه الجلد الأسود ..
وراحت تمشي عند جهة الكتب متجاهله كلامه ..
لمحها وهي تنتقل من جهه لجهه وترك الشغل اللي في يدها واكتفى بمراقبتها ..
قالت : وااااااااو عطيل .. اموت على مسرحيات شكسبير ..
وقف وصك جهازه وجا يمشي عند القهوة قال : اجل قريتي عطيل وديدمونه .؟
: قريت الله ياخذ اللي شقق كتبي ورواياتي .
: من ..؟
: صالح الله لايذكره بالخير .
جلس وصب له فنجال قال : اها .. تدرين انه في السجن وعليه حكم 15 سنه .
شهقت بخوف ومفاجأة قالت : والله من قال لك ..؟
رشف من فنجاله قال : خويي الضابط اللي مسكه .
رفعت حاجبها قالت : خويك قال لك ولا انت ورى قضيته .
: والله اللي بيعتدي على اهلي مانيب ساكت له وانتي ونايف وامك من اهلي .. واذا تبين الصدق انا مكلف واحد من المظفين عندي بالشركه يراقبه ويجيب لي اخباره يوم عرفت انه راعي مخدرات بلغت عنه والباقي تكفلت فيه المباحث والشرطه .
جات تمشي وعلى وجهها لمحة خوف وحزن قالت بجديه والقلق واضح عليها : الله يستر منه ياعماد ترى هذا مايسكت عن حقه كمان .. نسيت اش سوى لنايف .
ابتسم عماد على ردة فعلها وشافها قريبه منه وداهمته رغبة غريبه انه يغير الموضوع والجو ..
قال : مانسيت بس الحلا هذا من مسوية .
ردت وهي تطالع في تغليف الكتاب النحيف اللي في يدها قالت : مين يعني .
اخذ حبه من اصابع العروس قال : هذا وش اسمه ..؟
قالت بعفوية : هذا اصابع العروس .
وبحركة سريعه اخذ يدها وطالع في اصابعها الناعمه قال : يعني مثل هذي .
بردت اطرافها وفترت قالت بصوت مختلف ومرتبك : من قال ان هذي اصابع عروس .
رفع يدها من دون مايدقق في كلمتها ولا يعطيها بال واهتمام ..
باسها وشم ريحة عطرها قال : حلا ويصنع حلا كيف تجي هذي .
زادت نبضاتها ودق قلبها بقوة وغمضت وهي تحس ان الدم تجمع كلها في وجهها وقلبها يخفق زي الآله الفارغه ..
قالت بصوت يرتجف : غريبه .
فهم وش قصدها وعرف مرادها من الكلمه اللي زفرت بها بوجع ..
وآثر السكوت وفضله على انه يتكلم ويزيد جروحها جروح ..
حمرة وجهها وخجلها وارتباكها شكلت منها فتنه آسره ..
لابد يقطع السكوت اللي خيّم عليهم ..
ولابد يضيف كلمة ولا يفتح موضوع يطلعه هو من الجو ..
قال : تبين السوق .. ؟
وقفت ووجهها وأذانيها تتوهج قالت : لا مايحتاج عندي اشياء جديدة لساتني مالبستها .
تنحنح بصوت واطي قال : زين وين بتروحين ..؟
: بروح اجلس عند عمتي قاعده لوحدها .. على فكرة انت عارف انها بتجلس عندنا بعد يومين .
صب له فنجال قال : ايه ادري .
: طيب فين تجلس ..؟
: ماتبي لها سؤال في غرفتها هي وعيالها .
عقدت حواجبها وعضت طرف شفتها السفلى قالت وهي تشبك يدينها بحيرة : يعني تنام فوق وقريب منا .
ضرب على جبينه بأطراف اصابعه قال بهم : اووووووه وين راحت عني هذي .
ابتسمت على حركته قالت بخبث : لو سويت الدور اللي فوق لنا كان احسن واستر .
وقف وجا عندها بقهر قال : استر .. ها ..؟ تدرين ليه ماسويت الدور اللي فوق للحين .
رفعت حواجبها قالت : ليه ..؟
قرب منها ورفع الخصله اللي دايماً تتمرد وتنزل على جبينها قال : مخليه لزوجتي ..!
بهت لونها وحست ان قلبها راح يوقف نبضه اللي كان بيخرج من قفصه وهو ينبض ويدق مثل الطبل لمن قرب منها ..
قالت بفتور : اي زوجه ..؟
رغم ان شكلها يحزن الا انه ابتسم غصب عنه ..
حنونة وطيبه وهاديه ومع هذا عصبية ومتسرعه وخوافه .
قال بهدوء : زوجتي اللي راح اختارها بنفسي .
طعنها في مقتل
وبتر الوريد ..
وانتهى امرها ..
قالت بردة فعل مقهورة ومتحسرة وندمانه وكرد اعتبار ومحافظة على اللي تبقى من كرامه : هه وزوجتك اللي بتختارها بتصبر عليك مثلي .
لاح في راسه قصدها ..
الخبله تحسب فيني شي
تحسبني عاجز
يعني كل هالفترة تظن اني مو رجال .
رفع يده ولم قبضته بقوة ورجعها قال : ماتوقعت انك غبيه يوم هذا ضنك فيني .
مادققت في معنى كلامه بقدر مادققت في كلمة غبية قالت بوجع ودمعتها تلوح بعينها وتنذر بالنزول : صح انا وحده غبية اللي حلمت ..
ونزلت الدمعه قهر ..
كملي ياشادن ..
قولي الكلمه اللي ابيها واحتاجها
ابيها منك حب ورغبة مو شفقه ..
طالعها بنظرات جامده تحمل وراها الف معنى والف كلمه والف احساس ومشاعر جديدة ومختلفه نبتت على يدها وبفعلها .
تركت شادن المكان وانسحبت وهي مبعثرة وتايهه
وين تروح ..؟
لفوزية ..؟
مالها خلق كلام ولا سوالف بعد الكلام اللي سمعته ..
تطلع لغرفتها اللي بجنب غرفته وتحس بقربه وتشعر في حركاته ودخوله وخروجه ..
فتحت الباب حق البيت وطلعت للحوش ..
الجو بارد وصقيع ...
بس برودته ماوصلت للنار اللي اشعلت قلبها غيرة .
ايه غيره قبل كل شي ..
ثم اهانة وقهر وخيبة امل ..
راحت تمشي بلا وجهه وهي تدور على البيت المحوط بسور واسع وطويل ..
سمعت صوت شهد وهي تتكلم وتقول : امي تقول مو في غرفتها ..
جلست ورى البيت وثنت رجولها ولفت يدينها عليها وهي تنتحب ..
البكا صار عادتها وطبيعتها ..
ماتطلع من مصيبه الا وتطيح بجديده
الله يرحمك ياابوي غبت وغيّبت الفرح معك ..
وجهت بيدينها للسما على ذكر الغالي وابتهلت له بالدعاء من اعماق روحها وفي عز حاجتها له وندمها على ايام حياته ..!


***

بعد ماجلس بعدها بدقايق ..
طلع من المكتب وهو يلوم نفسه ويوبخها ..
وشلون قدر يقهرها وهي انثى وماتقوى على الجرح والاهانه ..
وشلون يقهرها هي بالذات وهو المعروف بسخاءه في العطاء ..
طلع فوق يدورها ويتبع اثرها ..
مالقى لها لاحس ولا اثر الا بقايا ريحة عطرها اللي تفوح بها غرفتها واغراضها ..
رجع من حيث اتى ..
وفي قرارة نفسه انها اكيد عند فوزية ..
دخل الصاله وفوزية تشيل اغراضها قال : شادن وين ..؟
رفعت فوزية حاجبها مستغربه قالت : ماادري من يوم طلعت لك ماشفتها .
: انتي وين بتروحين ..؟
: بروح لبيتي خلاص طولت .. بعدين عزيز بيجي الحين واكيد انه جيعان بروح قبل يرجع .
: زين اخلصي على بال مااجيب كوتي ( جاكيتي ) وشماغي .. بوصلك .
طلع ومر غرفتها مرة ثانية وتأكد انها مو في الحمام ومر على الغرف كلها مالها أي اثر ..
اخذ جاكيته من غرفته ونزل ..
ودى فوزية وعقله وقلبه معاها ..
مايدري وين مكانها ولا وش حالها ..
طول الطريق كان ساكت ..
وشهد تتكلم وتسأله واذا الحت اما يرد عليها بـ ايه ولا قال مدري .
رجع للبيت وهو عازم انه يرجع يدورها ويحاول يعتذر منها بأي طريقه ..


***

قرأتها للمرة الأربعين تقريباً ..
قالت بلهفه : عنود . تعالي بسرعه .. شوفي عماد ظهر من بيته مع فوزية وعيالها والله ثم والله ان رجع وماعطيتيه الورقه ماتشوفين الفستان سألت العنود ببراءة : نوف رسالتها وش فيها .؟
: انا سألت شادن قالت اغراض يجيبها لي من السوق .
وقفت العنود طمعانه في الفستان وفي خدمة شادن اللي تحبها كثير وتعتبرها احسن مدرسه عندهم في المدرسه ..
قالت : طيب ابلا شادن ماتقول شي لو قريتها ..؟
فزت نوف بمكانها قالت بعصبيه وشراسه : لا والله لين قريتيها لاموتتس .. لأن شادن حلفتني محد يفتحها وانا وعدتها وانتي تعرفين اللي يخلف وعده يصير مع المنافقين ..في الدرك الأسفل من النار .
هزت العنود راسها مقتنعه بالكلام اللي درسته وسمعته كثير وارعبها
قالت : ايه صح .
: اوعديني ماتفتحينها .
: وعد ماافتحها .
تطمنت نوف ان اختها ماراح تفتحها لأنها دايماً تردد عذاب الآخرة ووعيد ربي وتخاف تسوي شي يغضب ربي ثم يعذبها ..
طلعت العنود بحب للمغامرة من اجل الفستان الحلم والفوز برضا نوف حتى توفي بوعدها ..
استوقفتها نوف وهي تجري وراها بقارورة عطر في يدها قالت :
اصبري بعطر الورقه ..
بخت عليها من عطرها الحار والقوي واعطتها العنود وانطلقت الثانية مثل البرق .
شافته يوقف سيارته عند بيته ..
ودقت شباك سيارته بشويش ..
فتح القزاز وهو يطالع في بنت جيرانهم اللي دايما يشوفها تلعب مع شهد عند بيتهم
قال بحذر : نعم ؟
مدت عليه الورقه قالت : هاك من عند ابلا شادن .!
استنكر الكلمه قال بردة فعل سريعه وباستغراب : وشو ؟
: نوف اختي تقول هذي من عند مرتك .
اخذ الورقه بوسط حيرة وذهول وتكذيب وخوف وشكوك .. !
والورقة بتثبت الشكوك ..!
( ودي أعرف ليه أودك!
ليه من الغاليين أعدك..
ليه أحاول كل مره ألفت إحساسك وأشدك..
ولا بغيت أمشي وأقفي عيا قلبي لا يهدك!!
ودي أعرف بس وش سر اهتمامي ..
حتى لا مريت جنبي روحي ترسلك سلامي..
.........
ليش تعذبني وانت عارف اني احبك من سنين ..
ليش تتجاهلني وانا ا للي خليت حمود ولد عمي لانك ساكن القلب ومالكه
احبك واعشق ترابك واراضيك .
عاشقتك نوف )
عفط الورقه ولعن الساعه اللي فتح للبنت شباك سيارته ..
دق بوري واشر للعنود اللي جاته تجري بدون شبشب او شي يحمي رجولها من الأرض وترابها وحجرها وأذاها ..
اخذ الورقه وشققها لقصاصات يصعب على أي احد يقرا منها حرف واحد ..
مدها على العنود وطالع في الشباك وشاف نوف كعادتها واقفه عليه وتراقبه .
كانت تطالع وكأن بيغمى عليها من اللهفه والفرح والخوف ..
مشاعر مختلطة ومتناقضة والخوف هو سيد الموقف ..
رجولها مو قادره تضبطها ..
تخيلته وهو يقرا حروفها وكلامها ويتخيلها ويحس فيها وتتحرك لها مشاعره .. !
شافته يعطى العنود شي ورجعت وهي تمشي بفتور عكس لمن راحت له ..
ماانتظرت نوف لحد ماتدخل وانطلقت لها تجري بتستقبلها عند الباب وهي تسب وتسخط في العنود اللي تمشي بمهل وبرود ..
طالعت في يدها اللي قابضتها ..
قالت : خذي ..
رمت قصاصات الورقة عليها وكملت : عماد يقول خلي اختس تعطيها شادن ..! ويقول لتس استري على عمرتس ازين لتس ..!
وآآه ياكبر الخيبة ..
وآآآآه يالاهانه ..
وآآآه ياحب السنين اللي ضاع . .
حاولت تجمع الاوراق بس ماقدرت لأنها مجرد فتافيت طيرها الهوا ..
رجعت لغرفتها ووقفلت على نفسها بدموعها وجروحها وخيبتها وصورة حمود اللي لابد منه تلوح لها وتتراءى من امامها وتنربط بالمستقبل اللي مامنه مفر ..
رمت عمرها على فراشها وتغطت ببطانيتها ودخلت في دوامه من البكا المميت ...

***



 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...





رد مع اقتباس