عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2024   #38


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 8 ساعات (08:48 PM)
آبدآعاتي » 114,341
الاعجابات المتلقاة » 2457
الاعجابات المُرسلة » 2233
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



فصلٌ حادي عشر

~ ياقدر مااقوى عليك ~




طلع النور بالتدريج وبدا الكون يوضح لهم بعد ساعتين ونص من يوم مامشوا من البيت .
جالسين في سيارتهم ويمشون بهدوء ورى سيارة الرجال اللي جاب لهم خبر فهد ..
زفر بندر بأووف دلاله على ملله ..
قال وهو متكي على الباب وحاط جاكيته الصوف على اكتافه لأن الو صار بارد : ماقال لك متى نوصل .
رد عماد وهو يعلي النور لأنه انحرف بالجيب ورى السيارة لمنعطف يدخل لقرية وضحت لهم بيوتها .
: الظاهر انا وصلنا .
عدل بندر جلسته وهو يتأمل المكان اللي لأول مرة يشوفه قال : ماقالك من متى وهو عنده .
رد عماد عليه بهدوء وملل : كل اللي قاله لي علمتك فيه .
تنهد بندر بأسى أسف وملل قال : مدري لوين بيوصلنا فهد معه .
: قول الله يستر عليه بس .
: الله يستر ويطمنا عليه
وقف الرجال قدام بيت شعبي مايفرق عن بعض بيوت ديرتهم قال : انزلوا حياكم الله .
نزل عماد وهو متلثم بشماغه وبندر يلف الجاكيت عليه بقوة ..
قال عماد : فهد موجود هنا .
هز الرجال راسه قال : اسمع وانا اخوك .. ترى الرجال حاله ابد مايسر وانا والله سويت اللي اقدر عليه وعملت جهدي بس اني ماقدرت اوديه المستشفيات البعيده .
قال عماد : بيض الله وجهك كل علومك غانمه عسى الله يقدرنا ونرد لك جمايلك .
دخلوا مع الرجال للمجلس المنزوي في ركن البيت وشافوا اللي ماسرهم ابد .
كان مسجى على فراش وعليه بطانيتين وفروة .. وهو يئن بصوت واطي .
قال الرجال : هذا حاله من ثلاث ايام وقبلها ماكان يتكلم .. والكحه ماتخليه لاياكل ولا ينام .
انفجع بندر من شكل اخوه .. يشبهه ولا هو ..؟
قرب منه وحط يده على راسه يجس حرارته كانت مرتفعه وكأن تحت جبينه نار مشتعله وحرارتها تعكسها جبهته .
قال عماد بهلع : يالله يابندر خلنا نشيله للسيارة ..
تكلم الرجال : اصبروا يالربع تقهووا وتغدوا وعينوا من الله خير ...
قاطعه عماد : خوينا لازمه مستشفى ان الله اشاء واراد جيناك بوقتٍ ازين من هذا ياابو ..
تكلم الرجال : ابو .. وهمس وهو يطالع في فهد .. : ابو سعود .
انتفض فهد اللي سمعه وصدر منه انين قطعته كحه قوية خلت بندر وعماد يطالعون في بعض بهلع وخوف وقلق ..
حط يده على صدره وهو يتنفس بصعوبه ..
ساعدوه عماد وبندر على الوقوف وساندوه لحد ماركب السيارة ..
قال عماد : بندر اخذ سيارة عبدالرحمن وارجع لاهلك علم خالي اني بودي فهد لجده واذا يبي يجي هاته لشقتي خذ مفتاحها .
مد عليه المفتاح وشغل سيارته ومشى والصمت كان رفيقهم مايقطعه الا كحة فهد الجافه القوية ولا انينه الخافت ..


***


وقفت على الباب اكثر من عشر دقايق وهي تتأمل المكان ..
السرير مقلوب وكأنه متهاوش مع مفرشه ومخداته ولحافه .
التسريحه بأغراضها مكركبة وتحس ان يدها تحثها على الشغل بس لاا
هالمرة لا ..
لايمكن تترك له مجال يهينها زي هذيك المرة ..
تقدمت بحذر وهي تتخيل انه راح يدخل عليها بأي لحظة ..
فتحت ادراج التسريحه ..
خاوية الا من بعض الأدوات كـ مقص اظافر .. مقص صغير عادي ..
شفرات للحلاقه .. ملمع احذية ومحافظ قديمه ومداليات مفاتيح مكسورة ومستهلكه ..
وورقة مطبقة ومرمية باهمال ..
مدت يدها عليها وبجرأة فتحتها وهي تلوم نفسها ليه تتطفل وتدبر العذر بسرعه انه زوجي وحلاله حلالي .
انفرطت ضحك وهي تتأمل الكلمات المكتوبة في الورقه بخط شهد ..
عماد بخط كبير في الوسط ..
وحاطه اسم شادن على اليمين واسم شهد على اليسار واسم شريفه ( امه) فوق .. واسم مشعل تحت ..
ومحوطه حرف الشين من كل اسم وساحبته بسهم لاسم عماد
وكاتبه تحت بخط كبير عماد يحب حرف الشين ..
شافت عماد كاتب على الطرف وكأنه يثبت صحة كلامها ( باقي الشيخه حصة ياشهد )
ضحكت من جديد على ذكاء شهد واحراج عماد وانها لازقه فيه وداخله من ضمن المقربين له غصب لو بتشابه الحروف .
طبقت الورقه مثل ماكانت ورجعت الورقه مكانها .
ووقفت تتأمل الغرفه من جديد ..
كل شي يوحي فيها بالجمود
مثله تماماً
تشبهه في سكوتها وبرودتها وجمودها
راحت للدولاب حق ملابسه .
فتحته بحذر وكل دقه ولا حركه تحس قلبها بينخلع من مكانه
خايفه ان عماد يدخل عليها ثم بأي وجه تقابله
وبأي حجه تعتذر
ريحة عطر العود المعتق اللي هاجمتها رجعت لها حركته في المطبخ وضمته لها
رجعت جلست على السرير لأن ذكراها تهزها وتفقدها توازنها سواء العقلي او الجسدي .
قعدت تتأمل الدولاب من بعيد وشافت الدرج المقفول وفزت له بسرعه ..
بس خيبها واحبط كل محاولاتها انه كان مقفول . .
هالآدمي ليه غامض .. وعنده اسرار كثيرة .. ومتخذ جميع احتياطاته ..
اخذت علب الدوا اللي في السلة وكأنها تبحث عن خيط
يدلها على شي عن عماد
أي شي ..
المهم انها تدخل لعالمه وتفتح شي من مكنوناته .
اخذت تبعثر العلب الفارغه وكلها خاوية من أي ورقة تحوي معلومات طبية للدواء من خواص تركيب ، مفعول الدواء ، لأعراض جانبية وأسباب ..
لفت نظرها ان الاسماء على العلب متشابهه interferon
و Lamuvidine
متكررة .. وتقريباً هم الاسمين اللي على العلب
قلبتها في يدها يمين ويسار ومافهمت من المصطلحات الطبية عليها من برا أي شيء ..
اخذت من كل نوع علبه وقامت لغرفتها يمكن تفك شفرتها ..
ولا احد يساعدها على فكها مع الوقت ..
بعد مايأست من انها تلاقي مدخل تدخل عن طريقه لهالآدمي الجامد والمتمثل في رجل هو زوجها سواء رضى ام ابى ..!


***

في اكثر الأماكن اللي ارتبط فيها بالشقاء والعذاب
اكثر الأمكان اللي زارها يتخبط بين اليأس والأمل
المكان اللي زرع بداخله حقيقه مرة
هي انه شخص مريض
موبوء ..
هالمكان بثه خبر زلزل حياته وغيّر مسار مستقبله ..
وقف قدام الغرفه اللي فهد فيها ..
طلع له الدكتور وسأله على طول : ها بشرني يادكتور .
رد الدكتور السعودي وهو يهز راسه بأسف : الحاله متقدمه لابد ننقله للعناية المشدده ..
كانت نظرات عماد متسمرة في الدكتور من غير مايتكلم وكمل الثاني : وين كنتوا عنه .. الرجال له مده ورئته ملتهبه . هذي نتيجة الاهمال يااخ عماد .
تذكر عماد كلام الرجال اللي جاه يعلمه عنه يبيهم يجون ياخذونه لايموت في بيته ..
ولدكم فهد بن ناصر في محنه تعالوا اخذوه من بيتي
سأله عماد : وينه ..؟ ليه ماجبته معك ؟
: الرجال مايتحمل السفر ولا العنا .. طريح فراش .
: وش اللي صار عليه ومن وين عرفته و
قاطعه الرجال : ولدكم لقيته طايح على وجهه في البر وفاقد الوعي .. اخذته احسبه ميت ويوم شفت تنفسه ضعيف وديته لبيتي لحفته ودفيته وشربته حليب دافي .. واشوا دفى جسده ورجعت الحياه لكن السعله اللي فيه خلت حاله يضعف ويتردى واليوم الرجال مريض ومااضن انه يبي يعيش ..
كانت عيونه تقدح شرر وخوف وهلع على فهد الأخ الولد ..
رد عليه وهو في حالة مايحسد عليها : هو اللي ارسلك لي .
: ايه حاولت اسأله عن اسمه واهله ماقدر يقول الا اسمه واسمك عماد بن مشعل في ديرة الاجواد .. وعيال الخير دلوني عليك . وانا ياخوك مااقدر انتظر للصبح الرجال يبي يدرك ( يموت ) وماودي اتحمل مسؤوليته ..
تفهم عماد وضعه وقدر له معروفه وطلب منه ينتظره لين يبلغ اهله واهل فهد ..
رجع لارض الواقع الحالي وهو يطالع في الممرضين يدفون سريره والكمام على انفه .. والأسلاك الطبية اللي تقيس النبض او توصل المحاليل الطبية لجسده تحيطه ..
لحيته طالعه بشكل عشوائي ..
وشعره نازل على اكتافه
مبعثر ..
متمرد ومتبهذل .
مثل حال فهد ..
جسمه نحل ولونه صار اسمر ..
دق جواله وهو يتبع فهد بقلبه وعيونه ودعواته وأسفه ..
وطالع في الشاشه وشاف اسم بندر ورد على طول ..
: هلا يابندر .
: هلا بك ياابو مشعل ها بشر عسى فهد طيب .
: ان شاء الله انه طيب انت وينك ..؟
: جايك انا والوالد لجده خلاص وصلنا بس دلنا على المستشفى .
: انا في السعودي الالماني اذا وصلته دق عليّ .
: زين يالله .. مع السلامه .
قفل من بندر والهم جاثم على قلبه وكاسي وجهه .
وشلون يقول لخاله اللي ماذاق طعم الكرى من ليلة غياب فهد .
زفر ودق على نايف يبلغه بحكم انه ولد عمه ولابد يعرف كل اللي يصير لهم ..
مامضى الا ساعه وكان نايف واقف مع عماد والقهر باين عليه ..
نايف يحب فهد بجنون رغم انه ماعرفه الا بوقت قصير بس كان كفيل انه يحبه ويوده لأن فهد من النوع اللي شخصيته تفرض وجودها ومحبتها بقلب أي شخص يعرفه ..



***

انتفضت من كلام ابوها
مستحيل يصير اللي يقوله .. او انها توافق على هالكلام
قال ابوها بتودد وضعف الزمن باين في لهجته : يانوف يابنيتي والله انه اليوم اللي انتظره لي سنين .. حمود ولد عمتس وحسبة ولدي وابيه ياخذتس ولاياخذتس غيره . وانتي تعديتي السن اللي يعرسن فيه البنات .. ماعاد فيه خطاب وانا ابوتس .
كانت دموعها سيل على وجهها وهي تصد عن ابوها مو متقبله كلامه
وماعندها ادنى استعداد انها تسمعه ولا تركز فيه
انا آخذ حمود ..
بعد الصقر اللي احلم فيه آخذ الغراب
والله مايصير ولايقوله ربي لو اجلس طول عمري احلم في عماد ..
حطت اصابعها في اذانيها وابوها يترجاها تفهمه وتتفهمه ..
قالت بغصة ورجفه واعتراض واصرار : يبه والله لو تقطعني قطعه قطعه مااخذته .. لاتغصبني ثم اذبح عمري .
غمض ابوها بعيون المقهور
رجلٌ مسن وأب وعيشته بنته بين نارين
نار غصيبتها وتنفيذ اللي تقوله ونار عنوستها وجلوسها في بيته واعاقة خواتها من الزواج ان ماتزوجت ..
عقد حواجبه قال : انا عطيت كلمتي لاخوي .. اذا تبين تكسرين كلمتي ..
قاطعته : يبه تكفى طلبتك انا كبيرة والشور لي .. تكفى لاتغصني طلبتك يبه
انهارت من البكا اكثر ومالت عليه وباست يدينه الثنتين : يبه تكفى طلبتك
يبه الا الغصيبه لاتغصبني .. زوجه نوره .. هي دايم تمدحه يمكن يناسبها .. انا حمود مايناسبني .
مسح على راسها بشفقه ووجع قال : يجيب الله خير يجيب الله خير .
طلع من الغرفه ورمت نفسها على فراشها تنتفض وتبكي بهلع .
ياويلي لو آخذ غيره
ياويلي لو ربي يكتبني لغيره كان انتحر وافتك من الدنيا اللي عماد مهوب فيها .
دخلت عليها امها والشرر يقدح من عيونها .
: نوف ليه ماتوافقين على حمود .. حمود وش يعيبه يوم ماتبينه ..؟
ثنت ركبها ودست وجهها بين يدنها وهي تحط جبينها على ركبتها وتبكي بحرارة : يمه ماابيه وبس ولاتسأليني لأن ماعندي شي اقوله عنه .
: فضحتينا بالناس .. الناس ماعاد لها هرجة غير بنتنا اللي عنست وعيت عن العرس .
: يمممه .. يممه تكفين خليني لحالي .. حمود ان اخذته ذبحت نفسي .
وقفت العنود على الباب قالت : يمه خليها هذي ماتستاهل حمود .. ياليت حمود ولد عمي ياخذ نورة مهيب عصبية وتهاوش مثل العله هذي .
وقفت نوف بسرعه وكأنها تبي احد يعترضها غير امها وابوها وتفش اللي فيها فيه ..
وصلت العنود اللي حاولت تلوذ بامها وكانت نوف اسرع ..
مسكتها بشعرها وسحبتها ..
كانت تضرب فيها بهستيريا وانفعال عصبي ونفسي ..
والام مابين البنتين وتصرخ باعلى صوتها : فكي اختس يالمجنونه .. فكيها ذبحتيها ..
اخيراً فكتها من بين يدين نوف .. والثانية تلهث قهر وتعب واحباط والدنيا في عينها ضيقه وظالمه وقاسيه ومجحفه .
وصلت نورة على اصواتهم وصراخهم قالت : يمه وش فيه .. طالعت في العنود اللي تبكي بصوت عالي ووجها في خدوش بسبب اظافر نوف .. قالت : هذا فعل من .. العنود متهاوشة مع من ..؟
بكت العنود اكثر وامها تحضنها وتحسب الله على ابليس قالت : نوف ضربتني .. الله يجعلها ماتاخذ حمود .. الله ياخذها ويجعل ابوي يوديها لمسفر .. آآآآه .. هذي مجنونة قطعت شعري ووجهي ..
طالعت نورة في نوف اللي تشهق بصمت وتمسح عيونها بمنديل وهي خايفه من العواقب لو ابوها درى عن ضربها للعنود حبيبته ..
رمتها نورة بنظرة لوم وعتب ومغزاها وش نهاية هالرفض يانوف .
قالت نوف بضجر : ها وش عندتس انتي بعد ..؟
زمت نورة شفايفها قالت : ماعندي شي بس حكمي عقلتس قبل يفوتتس الفوت ثم ماعاد ينفع الصوت .
طلعت نورة ولحقتها امها وهي لازالت تتحسب وتلحقها بدعوات لبناتها بالهداية والصلاح والستر ..




***


يوم ثاني وفي مدرسة الاجواد ..
وقفت في الشمس اللي تبثها شيء من الدفء
خاصة ان الجو بارد في الصباح وجو الأجواد يشبه جو الطايف بحكم انها الأقرب ومرتفعه عن سطح الأرض مثل سطح منطقة الطايف .
ضمت جسمها بيدينها وهي تنتظر الحصة تنهتي حتى تطلع من فصلها ..
طالعت في نوف اللي جالسة في غرفة الاداره مقابله لها وملتهية ببعض الأوراق والدفاتر اللي تدقق فيها ..
اليوم تكرهها اكثر من قبل
تحقد عليها وتشوفها انسانه وضيعه
وشلون مدرسة ومربية جيل تصرفاتها رعناء ..
وشلون تنشيء بنات يخافون الله ويحافظون على قيمهم ومبادئهم ويكونون قد ثقة اهلهم وهي ماربت نفسها ولا احترمتها ..
" الله يشفيها ويهديها "
قالتها بقلبها وهي تلتفت للطالبات اللي اصواتهم علت على غير العادة وكأن فيه موضوع اثارهم ..
: خير اش صاير اصواتكم طلعت ..؟
ردت وحده من الطالبات : ابله شنطة مستورة فيها عقرب صغيرة ..
تكلمت ثانية : شكلها جاية(ن) تدور الدفا في الشنطه ..
وثالثه : اشوا انها ماقرصتها فكها ربي .
كانت جامده مابين الطالبات اللي الوضع عندهم عادي الا مزنة الطالبة الخجولة واللي عمرها ماتجاوز 11 سنه قعدت ترتجف بهلع ..
قالت شادن بخوف وهي تحاول تتشجع : مستورة لاتفتحين شنطتك طلعيها برا اذا تقدرين . مزنه ليه خايفه ماراح تنط عليك .
حطت اصابعها اللي ترتجف في فمها وتكلمت سارة بنت عمها واللي قاعده بجنبها : ابلا اخوها الصغير مات من قرصة العقرب وجاتها عقده .
كشرت شادن بخوف ..
ياربي استر ..
الله يلوم من يلومك يامزنه والله يذكرك بالخير ياناديه اثري خوفك منها ماكان من فراغ ..
انتبهت لوحده من البنات وهي تقول : ابلا عادي نطلع الكتب وننفض الشنطه واذا طاحت ذبحناها .
بلعت شادن ريقها وهي تتخيلها تطلع وتهجم عليها ولا على وحده من البنات قالت : لا لا انتم مسؤوليتي وانا خايفه عليكم .. طلعي شنطتك برا يامستوره حطيها عند البوابه .
ضحكت وحده من البنات باستهزاء ورجعت ضحكتها بسرعه وهي تشوف شادن ترفع حاجبها مستنكرة ضحكتها بوضع مثل هذا ..
قالت مستورة : ابلا انا شفتها صغييييرة اقدر اذبحها .
: لا لا انا قلت طلعيها اسمعي الكلام ولاتجادلين يامستورة .
: طيب ودفاتري ..وشلون اكتب فيها ..؟
: بعدين تكتبين الملخص اذا خرجت العقرب من شنطتك ..
اخذت مستورة شنطتها وطلعتها برا الفصل ورجعت جلست وشادن عاضة على اسنانها ليه هي اكثر وحده خايفه ..
ليه ماتقدر تتأقلم على الحياة هنا بسهولة الناس تمر بجنبهم الحشرات عادي وهي ترتجف لين تحسها ابعدت والبنات هنا شوفة العقرب شي طبيعي ومتعود ين عليه وهي كادت تختفي من الخوف بصمت .
انقذها صوت الصفارة واعلن انتهاء الحصة وبداية حصة ثانية ..
طلعت بسرعه وتركت وراها اسئلة كثيرة في افواه الطالبات حول خوفها وقلقها وعدم مواجهتها لعقرب وصغيرة ...



***


بعد ثلاثه ايام كانت حافلة بالقلق والانتظار والترقب
عماد جالس عند الدكتور ويكلمه بالتفصيل الممل عن حالة فهد .
وناصر وبندر ونايف واقفين امام غرفة العناية المركزة ويراقبون حالته وهو يكح ولا يتحرك ..
قال ابو فهد .. : انا بدخل عنده اشوفه صحى .
رد بندر وهو عاقد حواجبه دلاله على الأسى على اخوه : انتظر لين الدكتور يسمح لنا .
دخل الممرض ودخل معه ناصر وعيونه مركزها على ولده البكر اللي يصارع الوجع والحزن ..
قرب منه وحط يده اليمين على جبينه وفتح فهد عيونه ببطء وغمض بارتياح ..
المهم ان ابوه وامه تطمنوا عليه والباقي يهون ,,
نفث ابوه عليه بآية الكرسي والمعوذات ومسح على صدره وهو يكرر (اللهم رب الناس اشفه انت الشافي شفاءٌ لايغادره سقما اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق .. اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عينٍ لامه .. باسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك )
نزلت دمعه من عين ابو فهد امام مرأى بندر ونايف اللي ابعدوا على طول عن الغرفه ومسحها بطرف شماغه وهو يهمس له : سامحني يابوك .. الظاهر ماجنى عليك غير كلامي لك . ارتجف صوته وكمل : الله يشفيك ويردك عليّ .
تحرك فهد من مكانه ..
الا دمعة ابوه ..!
الا ضعفه وانكساره ..!
الا انه يعتذر منه ..!
بغى يتكلم واخذ نفس وكح بصعوبه واضطر انه يسكت قال الممرض السعودي : لوسمحت ياعم تفضل برا ولدك تعبان ومحتاج للراحه ووجودك عنده يتعبه .
هز ناصر راسه وسلم على جبين فهد ..
ونزلت دمعه من عين فهد وصلت لرقبته وهو مغمض كأنه مايبي يواجه الدنيا وهذا واقعه وحاله ..
مسحها ابوه بقهر ..
يحس ان ولده يتألم
صدره منغرس فيه المرض والالتهاب الحاد ..
ووجع فراق سعود ..
طلع من عنده وهو يشوف الممرض يحقن فهد بمنوم ومسكن والثاني يستسلم للنوم بوجع ..
وقف عماد قريب من خاله ومسكه بيده ..
: تطمن ياخالي .. الدكتور يقول حالته تحسنت ..
تنهد ناصر بحسافه على حال فهد قال : ماالظاهر انها تحسنت ياعماد .. الرجال ماقدر يتكلم .
: هذا طبيعي من البرد اللي تعرض له وقلة الأكل والحمى اكيد انه راح يتعب بس الأشعه تقول ان ماعنده الا التهاب وان شاء الله كلها اسبوع ويطلع .
طالع ناصر في ساعته قال : تروح معي لبيت نايف ..؟
فك عماد شماغه ولف جناحه بخبرة قال : لا الله يخليك لي وراي مية شغله .. ودي اكثف الشغل هاليومين قبل الشهر الفضيل ..
: الله يعينك ياولدي .. يالله اجل نتواجه على خير .
: على خير ياخال .. الله معك .

طلعوا من المستشفى ..
عماد راح لشغله وخاله وبندر راحوا مع نايف لبيته ..



***



اسبوع ثاني وفهد يصارع آلام الصدر ..
مابين وجع الدنيا بدون سعود
ووجع رئته اللي يصعب التنفس مع التهابها
خاله وبندر رجعوا بعد ماطمنهم الدكتور ان فهد بدا يتحسن عن اول
كان جالس في شقته يشرب قهوة تركيه ويراجع بعض المعاملات والمستندات المهمه ..
ارضية الصاله مغطيتها الجرايد والكتب والأوراق والملفات ..
دق الجرس فجأة وهو في قمة تركيزه .
رمى القلم من يده ولام الحارس اللي ماعمره دق الا وهو مركز بشي مهم .
فتح وتفاجأ في بندر اللي سلم ودخل وشهق على طول قال : اعوذ بالله انا وين انا داخل ..
رد عماد وهو يرفع بعض الجرايد المنتشرة في المكان قال : ادخل للمجلس على بال ماارتب المكان
رمى بندر شماغه وقعد يرتب معاه بهمّه
قال عماد : مريت فهد ..؟
: لا توني وصلت .. نزلت ابوي عند نايف .
: ليه ماجبته عندي ..؟
: ياخي نسيت نايف انت .. اعوذ بالله انسان لحوح اول مادرى ان ابوي معي ويحلف اني مااتعداه المهم خذ ..
مد على عماد ورقه قال : هذي من اهلك يقولون طلبات رمضان . ابلشني ابوي يقول وصلها له قبل يرجع .
اخذها عماد ودخلها في جيب تي شيرته قال : وشلون جدتي ..؟
: طيبة بس ازعجتني تقول خله يرجع .
: قلت لها اني مااقدر ارجع واترك فهد .
: قلت لها بس تقول دام انه تطمن عليه خله يرجع وحاله حالكم .
: الحين من يفكني من تحقيقها ولومها .. الله بس يعين .
: هههههههههههههههههه امش على هواها وترضى عنك .
رجع بندر للباب قال عماد : وين بتروح اجلس خلنا نتقهوى .
: لا نايف ينتظرني بالقهوة .. متى تبي تمشي انت للديرة .
: ماادري والله ماقررت للحين بس يمكن بكرة .
: زين يالله سلام عليكم
سكر بندر الباب وطلع عماد الورقة وانذهل
47 غرض وكل غرض بجنبه 2 كرتون ولا 3 ..
هذي صاحية .. !!
وين احط هالاغراض ؟
تأمل الورقة المزخرفه والخط الأنيق وابتسم
ورجع يقراها طلب طلب ..
اغلب المواد الغذائية اللي كاتبتها منزوع الدسم ولا قليل الدسم ..
معقول تكون عشاني ولا عشان جدتي .. !
رجع يكمل وهو يشوف اشياء قد سمع فيها وبعضها اول مرة يسمع فيها ..
حس باطمئنان وهو يتذكر انها هناك ..
مكانه ..
والأهم ان جدته ماصار يحاتيها مثل اول ..
متطمن انها في البيت وتراعيها وتجلس معها وتداريها .
قرب الورقه من فمه وانفه وهو يفكر من يجيب له الاغراض خاصه ان ماله خلق يطلع .
ووراه مية شغله ومعاملات لابد يراجعها ويوقع عليها ..
وضروري يرجع للشركه بعد ساعه يقابل فايز ويكمل معاه الشغل ..
اخترقه ريحة عطرها اللي لزق في الورقه من يدينها ولمساتها وآثارها ..
ورجع نظره للورقه الأنيقه ..
ارتعش جسمه وحس بقشعريره وهو يشوف مكتوب في آخر الطلبات بخط صغير وكأنه خجلان ويبي يداري نفسه بين الحروف ..
( تأخرت علينا كثير .. ان شاء الله انك بخير )
قراها اكثر من عشر مرات ..
هذي وش بتسوي فيني
ناوية لها على نية بس الله يستر منها ..!
لبس ملابسه وخرج من الشقه وهو يكلم فايز مدير الشركه ويحمله المسؤوليه في غيابه .


***



 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...







رد مع اقتباس