عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2024   #33


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (07:04 AM)
آبدآعاتي » 114,418
الاعجابات المتلقاة » 2459
الاعجابات المُرسلة » 2234
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





***



يوم الاحد في مدرسة الاجواد
واقفه في الطابور قالت : نوير هذي وش سالفتها مافكرت تجيب الاجازة حقتها .
: اكيد بتجيبها .. بعدين هي ماعليها شي حتى لو جابتها بعد ماترجع ..!
: لا لا حبيبتي .. تجيبها اليوم ولا بكرة لاتنسين انها ساكنه بجنب المدرسة ..! بعدين المفروض ماتاخذ اجازة لين اوافق واشوف اذا فيه احد يمسك مكانها ولا لا .
: الله عليك يانوف .. الحين تبينها تداوم وهي عروس ..
قاطعتها بعصبيه وعلا صوتها على نوير بضيقة خلق : انا الحين مايهمني عروس ولا موب عروس تجيب اجازتها وفي اللي مايحفظها ولو تموت ماتاخذ اكثر من اسبوع ..!
قصرت نوير صوتها وهي تطالع في البنات اللي سمعوها قالت : يانوف لاتحطين راسك براس زوجة عماد تراه هو اللي نقل شادن عنده يقدر ينقلك من المدرسة وبكرة ترجعين مدرِّسة وفي مدرسة بعيد .. نصيحه مني بعدي عن شادن .. بعدين وش عليها منك اذا راحت للديوان ووافقوا انتي مالك شغل .
كشرت ورفعت راسها فوق قالت وهي تحاول تسكت نوير : طيب .. خلاص انا مالي شغل .. بس انتي وصلي لها كلامي هذا ان ماجابت اجازتها رفعت انها غايبة بدون عذر او استئذان .
وصلت خلود من غرفة المدرسات وفي يدها ورقة قالت : صباح الخير يانوف .
معصبة ومالها خلق احد بس لازم ترد : صباح النور .
قالت خلود بصوت نايم وهي ترجع خصلة من شعرها ورى اذنها : ترى اجازة شادن معاي امس اخوها اعطاها اخوي عشان اوصلها لك .
ردت باستنكار وهجوم وصوت عالي وصل للطالبات : ياسلاااااااام .. وحضرتها ليه ماتجيبه بنفسها ولا على راسها ريشه .
طالعوا خلود ونوير في بعض باستغراب قالت خلود : ولو يانوف احنا صاحبات وزميلات ونخدم بعضنا . والبنت عروس كيف تبغينها تيجي .
: هالكلام مو عندي قوليه لأي مديرة غيري . انا قلت لنوير كلامي وانتهيت .
مشت من عندهم ونوير تضحك من ردة الفعل اللي اقل مايقال عنها عنيفه .
قالت لها خلود باستغراب : تضحكين ؟
: شر البلية مايضحك .
: شادن هنا ولا سافرت .
: مااعتقد انها سافرت لأن سامر امس يقول انه شاف عماد داخل لبيته ولا طلع منه .
: ههههههههههههههههههههه ولدك هذا رادار يراقب كل اللي في الحي .
: هههههههههههههههه حرام عليك من كبر الحي كله عشرين بيت وبجنب بعض .
حكت خلود ذقنها بطرف اصبعها وبحيرة قالت : طيب تعالي .. كيف اشوف شادن ولا اكلمها ؟.
: خليك انتي ... انا ارسل سامر عليهم يقول لها كلام نوف خلي زوجها يدري ويربي نوف بطريقته هذي لازم احد يوقفها عند حدها . اعوذ بالله عدائية مو طبيعيه .
خلص الطابور والمدرسات راحن لغرفتهن اللي عندها حصة اولى جهزت كتبها وأدواتها وطلعت والباقيات قلبوها سوالف وقهوة مع الصباح ..
مر اليوم روتيني على الجميع ماعدا دلال وسهام ونوير اللي توزعوا حصص شادن وانضغط جدولهم اكثر من اول ..!



***


في مدرسة ثانية ..
في حي السبيل تحديداً
جالسة على الكرسي اللي مقربته من باب الفصل المفتوح حتى يدخل عليها الهوا وتحس بالانتعاش بدال الحر اللي يضيق الخلق داخل الفصل .
لافة رجل على رجل وحاطه الدفتر على فخذها وتدقق في اجابة الطالبة على اسئلة الواجب ..
قفلت الدفتر وهي تسترجع الأحداث الأخيرة ..
آخر شي تتوقعه ان خالد لمن كان ينتظرها ويكلمها ويطلب مقابلتها هدفه الحقد والانتقام .
نفسها تدري وش سوى مشاري بعد ماكلمته وبثته خوفها وقلقها من خالد .
من بعد ماكلمت مشاري ماعادت شافته عند بيتهم . .
وكل اللي قاله لها انها خلاص ماراح تشوفه ..
اكيد اجازته انتهت ورجع للرياض .
سبحان الله بعد ماكان خالد هو سعادتها اصبح اساس خوفها ومصدره ..
تحس انه دنيء اذا تذكرت عدنان .
وتحس انه جشع اذا تذكرت شرطه في طلاقها
وتحس انه حقود اذا تذكرت كلامه عن مشاري وهو يقول ابي اقهره اذا طلعتي معاي ولا كلمتك وهو عندك .
رصت الدفاتر على بعض قالت : غزيل تعالي وزعي الدفاتر على زميلاتك .
فزت البنت بفرح وهي تتباهى قدام الطالبات بأن المدرسة خصتها من بين زميلاتها بتوزيع الدفاتر ..
وقفت ونبهت عليهم محد يطلع او يتحرك لحد ماتنتهي الحصة وراحت لفاطمه ..
من بعد نقل شادن صارت فاطمه قريبه منها
تبثها القوة بقوة ايمانها
وتبثها العزيمة بصبرها
وتبثها القناعه والرضا باحتسابها للأجر .
وقفت على باب صف سادس وسمعت صوت فاطمه ينساب بروحانية لعمقها والطالبات في حالة انسجام وهي توصف لهم المرأة المسلمة كيف يجب ان تكون .
حجابها ، تقواها ، هدوءها ، حشمتها ، احلامها واللي المفروض ماتشطح لبعيد وانها تكون واقعيه وماتتجاوز مجتمعها والاطار الاسلامي مهما تطورت الحياة ومهما طلعنا او سمعنا او شفنا .
كانت تتكلم للبنات باسلوب سلس مراعية فيه تفكير بنات القرية .. ومعيشتهن وواقعهن .
ومراعية سن بعض البنات اللي تجاوز 14 و15 ..
التفتت على فاطمة على سارة واشرت لها سارة بأصبعها يعني تابعي .
كملت فاطمة وهي تبتسم بمحبة لصاحبتها وزميلتها لحد ماسمعت صوت الصفارة يعلن نهاية حصتها ..
اخذت دفترها ووسائلها وخرجت من الفصل .
سلمت على سارة قالت : ليه وجهك اصفر ياسارونه عسى ماشر .
ابتسمت لها سارة وهي ممتنة لسؤال فاطمة اللي صارت تكرره شبه يومي قالت : كل يوم تقولين وجهي اصفر اش اللي تغير ..؟
ردت لها فاطمة الابتسامه قالت : بس اليوم بزياادة وكأنك ليمونه معصورة .
حاولت سارة تضحك من ورى افكارها وهمومها ..
قالت : انتي تدرين بكل اللي يصير لي .
: ادري ياقلبي وانا قلت لك .. لاتخافين منه ..
النوعيه هذولا جبناء وشرهم يرجع لهم .. وربي دايماً مع الأتقياء ينصرهم اذا نصروا دينه .. اما اللي يهينون قوانينه واحكامه فما لهم نصرة وجزاؤهم شر في الدنيا والآخرة ..!!
رجعت سارة شعرها اللي بدت الصبغه الشقرا تنجلي عن نصه وتحيله لأسود .
قالت : مدري يافاطمة احسني خايفه على مشاري اخوي .
: يابنت الحلال وسعي صدرك ماصاير له الا العافيه وتشوفين اذا ماذكرتك بعدين ان كتب لنا ربي عمر .
هزت سارة راسها قالت : ماقلتي لي اليوم بتروحين للدار .
دخلوا الغرفة واتجهت فاطمه لمكتبها تحط اغراضها فيه قالت : ايوه ان شاء الله . اش رايك ترافقيني صدقيني ياسارة بتعيشين احساس بحياتك ماعشتيه .
نزلت سارة اغراضها على مكتبها وهي واقفه قالت بحيرة : نفسي والله اروح بس المشكله يافطوم اني مانمت للحين واعرف نفسي اذا رجعت للبيت بحط راسي وانام وانتي تعرفين نومي مايحتاج اقول لك عليه .
ضحكت فاطمه اللي حرمها ربي من الأمومه ومااهملتها بداخلها ..
كرستها ومارستها مع اطفال دار الأيتام ..
صارت الأم لبعض الأطفال وتبنت لها طفلين بنت وولد ..
ولولا ان زوجها منعها ماتجيبهم للبيت ولا يمديها اخذتهم وعاشت امهم وعاشوا عيالها .
دايماً سارة تنسجم مع فاطمه اللي حولت حياتها من اليأس لأمل وقناعه وصبر
ومن الحزن لبحث عن منافذ السعاده والفرح بشتى الطرق في حدود الحلال وكل مايرضي ربها ..
كل ماجلست معاها حست ان ماعندها مشاكل ..
وان الحياة قدامها والا مايفرجها ربي عليها لأن المصاعب ماتنفرج الا بالصبر والتوكل على الله .


***





صحى على صوت المنبه اللي اقلق نومه . ومد يده طفاه
وارتعب لمن تذكر انه نايم من العصر ..
تعوذ من ابليس وقام يتوضأ ويصلي الفروض اللي فاتته .
مغرب وعشا .
لبس ثوبه وشماغه وطلع من غرفته على نية انه يروح للمسجد ..
التفت لغرفتها
مفتوحه ونورها شغال ..
مر من عندها بس كانت الغرفه فارغه الا من ريحة عطوراتها المجنونة وآثارها الأنثوية ..
طلع بسرعه وفي توقعه انها في الحمام او المطبخ ونزل تحت .
وبعد الصلاة رجع وتوجه لغرفة جدته كالعاده ..
شافها قاعده قدام جدتها بقميص ابيض قطني واكمامه قصيره ومنقط بأحمر ..
وعلى صدره رسمه ميكي . وتسولف عليها وتضحك .
اول ماشافته فزت من مكانها وسحبت جلالها حطته على اكتافها وصدرها وكأنها بتغطي جسمها عنه اكثر او ان لبس قميص حتى وان كان ساتر محرم قدامه ..
ام ناصر مااستغربت لأن هذي عادتها وعادة حريم جيلها اللي يستحون من رجالهم وبركة ان طلعوا وجيههم ..
بس هو طالعها باستغراب ومتفاجيء ..
صدق انها خبله ..
لايكون تبي تستحي مني .
سلم عليهم وجلس بجنب جدته اللي بادلته اسئلته بأسئلة عن حاله واذا نام زين ولا لا وتبي قهوة ولا فطور .
حست ان جلستها بينهم غلط وفكرت تبدأ لعبتها وخطتها المجنونه ..
قالت وهي توقف : عماد تحب الزنجبيل احطه على الحليب .
رفع حاجبه وهو يطالعها بذهول
قال : ها ..؟ لا لا .. لاتسوين شي انتي اقعدي فيه شغاله تخدمتس .
طالعت في جدتها قالت : لا عادي بسوي لكم فطور .. ترى الزنجبيل كويس للقولون . حتى الحلبة كويسة بس ريحتها مو حلوة .
كانت تحاول تتكلم بشجاعه وإقدام على الخطوة اللي كانت تحسب لها الف حساب .
اما هو كان عاقد حواجبه بحيرة وذهول واستغراب ..
معقول هذي اللي تركها امس كتلة قهر وحزن .
ابتسم وهو يفهم قصدها وغرضها ..
وللمرة الثانية يقر ويعترف انها ذكية وقوية ..
جازت له تصرفاتها ومد يده بسرعه ومسك يدها بخبث .
قال : تعالي تعالي اجلسي اتركي عنتس التطبب فيني بلا زنجبيل بلا حلبة .
آخر شي توقعته منه هالحركه ..
حاولت تسحب يدها منه بس خذلتها قوتها اللي فقدتها ..
قالت بصوت مختلف عن صوتها تماماً : خلاص بجيب الفطور .
ضحك بصوت واطي على شكلها اللي صار كتلة الوان ..
وقعد يحرك اصبع يده الثانية على كف يدها وعلى نقشة الحنا اللي بدت تمسح بحركه اثارت انفعالاتها وغضبها وهي تحاول تتماسك على قد ماتقدر .
قال لجدته اللي نسبت ارتباك شادن واختلاف لهجتها ولونها لحيا العروس وخجلها
: يكفي نومتي اللي نمتها البارح لي سنين مانمت مثلها لااله الا الله من صلاة العصر للفجر .. وكل هذا بسببها الله يجزاها خير . ضحك وقرب من جدته ويد شادن في يده ..
قال بخبث وهو يسمعها : انتي ليش ماغصبتيني على العرس من زمان يوم تشوفيني مااعرف مصلحتي .
اخذت ام ناصر عصاها وخطبته على كتفه وهي تقول : انت بغيت تقطع تسبدي وانا اجاهدك على العرس خل ماغصبتيني .. احمد ربك يوم جاب شادن في طريقك .
باءت كل محاولات سحب يدها منه بالفشل ..
اخيراً قالت بخبث وهي تعدل جلالها على كتوفها وتلمه ..
: عماد الله يخليك بروح اسوي لك الفطور حتى تدعي لي كمان .
فك يدها وعلى وجهه ابتسامه ..
هالبنت تفهمه ويفهمها بسهوله ..
يحس انه يلعب معاها وتلعب معاه ..
قال يقلدها : كمان .. اجل روحي عشان ادعي لتس كمان .
وقفت وطلعت من عندهم بسرعه ..
وبقلبها تتحسب الله على ابليسه .. ليش يحطها في الموقف هذا .
مرت من عند المرايه وهالها شكلها ..
وجهها صاير قطعة حمرا ..
كل هذا منك ياعماد حسبي الله على ابليسك . صدق انقلب السحر على الساحر .. كنت بصير معاه نذلة وطلع انذل مني .
فتحت الموية وغسلت وجهها اكثر من مرة وراحت للمطبخ
سوت لهم فطور وبراد حليب وحطته في الصاله ونادتهم عليه .
طلع عماد وهو ماسك يد جدته ويساندها ويهمس لها ويضحك وهي تبادله الضحك بفرح واطمئنان .
قالت شادن وهي تلم جلالها عليها زين : يالله عن اذنكم بطلع انام .. انا للحين مواصلة مانمت .
رفع راسه لها وسكت ماعلق ..
اما ام ناصر فكان ردها بحكمه وتأنيب ولوم
: لااله الا الله .. انتم وراكم تعاقبون ليا قام واحد دخل الثاني ورقد . اقعدي افطري مع رجلتس ثم روحي ارقدي .
ردت شادن وهي معقده حواجبها قالت : جدتي انا اكلت قبل الفجر مرة مومشتهية شي .. وحاسة فيني نوم .. اذا تبغيني اجلس جلست عشانك .
قال عماد بهدوء : لا اذا ماتبين تاكلين روحي نامي .
التفت على جدته قال : خليها على راحتها لاتغصبينها على شي .
سكتت ام ناصر والوضع مو عاجبها والشك بدا يساورها ..
وانسحبت شادن بسرعه وطلعت لغرفتها قبل لاتنطق جدتها بشي ماتحب سماعه ..
نزلت جلالها وطبقته وهي تطالع بيدها ومكان مسكته لها وتحس بحرارة تسري فيها من جديد لمجرد تذكرها الحركه .
رمت نفسها على سريرها
ياترى لمتى بتستمر اللعبة اللي توها ابتدت ..
وياترى بتقدر تكملها ولا بتخذلها قوتها وعزيمتها ..
دخلت تحت اللحاف بتستغل الوقت وتنام قبل ماتنطفي الكهرباء ثم تسوي زي امس ولا تنام الا بعد جهد ..!



***

بعد العصر ..!
دخلت شهد تجري
وجهها عليه علامات الفرح وعيونها تنضخ سعاده
قالت بسرعه وهي تلف ورقة صغيره في يدها وتحاول تحميها وتتمسك فيها : شادن فين عماد بسرعه بسرعه قولي لي فين .
قالت شادن وهي تنزل مع الدرج : وش تبغين فيه .
: اكتشفت حاجه مهمه . بس خليه يجي واقوله عليها .
قالت شادن : مايصير انا اعرفها ..؟
: اذا جا عماد اقول لكم مع بعض . خلاص هو صار زوجك يعني لازم اقول لكم مع بعض .
هزت شادن راسها وهي تضحك على حركاتها قالت : تعالي اول شي سلمي علي وعلى جدتي بعدين اذا عماد جا تقولين لنا اللي عندك .
جات شهد تمشي وسلمت على شادن ومسكتها بيدها راحت عند جدتها الجالسة لوحدها في الصاله ..
: وين امك ..؟
: بتروح ليت جدي بعد شوي .
: تعالي سلمي على جدتي ليه ماتجونا ..؟
: ماما تقول عيب مستحين من عماد وشادن .
راحت شهد وسلمت على جدتها وجلست عندها .
قالت ام ناصر لشادن : ماشفتي عماد .. طلع من عندي ماادري وين راح ..؟
: ماادري والله توني صاحيه ماشفته .
كملت كلمتها وهو ينزل من فوق ..
اول ماشافته فتحت عيونها و مسكت بطنها ..
هذا كان في غرفته وانا اللي قلت لجدتي ماادري وينه .
طالعت ام ناصر في الدرج وفيها قالت : هذا عماد فوق اللي ماتدرين وينه فيه .
ارسلت له نظرات استنجاد وطلب اغاثه ..
قال وهو يحط شماغه بجنبه على التكاية ويفتح يدينه لشهد اللي جات تجري تضمه .
: انا كنت في غرفتي ادور لي على اوراق واكمل شغلي ماحبيت ازعجها وهي نايمه .
الوضع ا بداً مو عاجبها ..
وطريقتهم مع بعض تشككها بأن فيهم شي بس ماحبت تتدخل لأن اول شي مالهم الاثلاثه ايام وثانياً بتخليهم على كيفهم ولاتحشر عمرها معهم .
قالت شهد : عماد شوف الورقه .
اخذ عماد الورقه وفتحها وطالع في شهد وضحك منها .. وطبق الورقه وحطها في جيبه .
قالت : هاتها بوريها شادن .
رد عليها وهو يحرك جبينه على جبينها قال : لا لا لا خلاص هذي صارت لي انا .
رفعت راسها وطالعت فيه وأشرت باصبعها السبابه قالت : عماد هذا سر بيني وبينك .. ماتعلم فيه الا .. بدت تعد على اصابعها . : شادن وجدتي وامي وفصولي اذا كبر وفهم الكلام .. بسسسسس
قال وهو يضحك : لا السر سر اذا علمت فيه معناتها موب سر .
زمت شفايفها بخيبة وهي تطالع بشادن اللي تبتسم من حركاتها البريئة والجذابه قالت : خلاص ياشادن للأسسف . وشدت عليها .. مانقدر نعلمك لأنك لوعرفتي مايصير سر وتدري فيه نوف .. قلبت عيونها وكلمت بملل .. وتبهذلني وتطفشني في المدرسة .
قالت شادن بدون تفكير : ليه تطفشك وتبهذلك .
ردت شهد ببراءة وشكلها متضايقه قالت : اووه شافت الورقه في يدي وانا اوريها العنود اختها وبغت تشققها بس انا بكيت بعدين رمتها عليّ .
قال عماد وهو يلمها لصدره : افا وانتي تبكين عشان ورقة ماتقدرين تكتبين غيرها .
: لا ياعماد مااقدر لأني قعدت افكر وافكر وافكر لين سويتها واكتشفت ال...
قاطعها قال : أ أ أ أ اسكتي لاحد يدري عنها .
حطت اصبعها على فمها وهي ترد الضحكة قالت : يوه يوه بغيت اقول السر .
اجمل شي في حياة عماد هي شهد ..
هي اللي توسع صدره وتضحكه وتعيشه عالم ثاني
هي اللي يمارس معاها الأبوة ويقدر يستغني عن الأطفال والأسرة اذا شهد بحياته .
قالت ام ناصر بجديه لشادن : على طاري نوف ياشادن ماتدرين علامها ماجات للعرس .
هزت شادن اكتافها قالت : اكيد ماراح تجي لأنها ماتحبني .
شرب عماد من فنجاله قال : قولي لها ترى حولنا كم قرية يبون مدرسات ابتدائي ان كان ودها بالنقل تتعرض لك .
بلعت شادن ريقها واخذت فنجالها بتشرب منه بس طلع فاضي مافيه شي ..
مثلت ان فيه شي وحطته عند شفايفها وسوت انها تشرب منه وهي في قمة ارتباكها منه ..
نزلته وحركته بيدها ماتدري وش تقول ولا وش ترد عليه وفضلت السكوت اللي خيم على المكان .
مر عليهم الوقت طويل ..
الصمت اللي تتخله همسات ام ناصر اللي اعتادت على صمت عماد وسكوته والتمست العذر لسكوت شادن بالحيا والخجل ..
قالت لعماد : عماد ياوليدي ازهم لي الخدامه خلها توديني غرفتي ابي اسبح واستغفر لين يحين وقت الصلاه .
وقف وهو يقول : وشو له ازهم لتس الشغاله وانا موجود . عطيني يدتس بس .
مشى معاها لين دخلت غرفتها ..
طلع من عندها ونادى شهد بيوصلها لامها وخرج مع الباب من دون مايكلم شادن ..
اخذت صينية القهوة حطتها عند التلفزيون وقعدت تنتقل من قناة لقناة بكل برود ولامبالاة .
وكأنها تعود نفسها على روتين الحياة الجاية في هالبيت .


***




بعد المغرب
كانت جالسة في الصالة تتابع مسلسل على الام بس سي ..
وعماد لسه مارجع من المسجد ..
دق الجرس وراحت الشغالة تشوف ..
وبعد دقيقه تقريباً رجعت لها
قالت : مدام فيه ولد برا اسمه سامر يبغى يكلم انتي .
: سامر ..؟ اوووه سامر ولد نوير ..
راحت عند الباب وقابلت سامر سلمت عليه قالت : ها ياسامر بغيتني ؟
: امي تسلم عليك تقول نوف زعلانه ومارضت تاخذ العذر تقول لازم انتي تجين للمدرسة ولا تعتبرك غايبه .
: سلم لي على امك قول خلاص بكرة تمركم بالمدرسة .
دخل عماد على كلمة شادن قال : هذا من ؟
: هذا ولد زميلتي في المدرسة .
: وش يبي ؟
: المديرة مارضت تاخذ العذر وتقول انها بتغيبني .
: وانتي وش بتسوين .؟
: بروح بكرة اوديها العذر .
: لا لاتروحين والعذر ماراح يتقدم لها الا بعد اجازتك .. خليها عليّ .
طلع من عندها واخذت شادن يد سامر ودخلته للبيت اعطته شكولاته وحطت لنوير صحن من البيتيفور اللي معبي الثلاجه ..
قالت : قول لامك شادن تقول عماد بيحل الموضوع ولاتشيل همي .
طلع سامر من عندها ورجعت جلست على التلفزيون تقلب في قنواته .. البيت ممل لولا وجود جدتها ولا عماد وجوده زي قلته بالنسبه لها .
راحت لجدتها بغرفتها قالت جدتها : رجلك مارجع من المسجد ؟.
: الا رجع بس سمع ولد زميلتي وهو يقول ان نوف مو راضية تاخذ اجازتي ورجع ماادري فين راح .
: نوف بنت لافي ؟
قالت : ايوه هي .. ياجدتي من يوم ماجيت للمدرسة وهي ماتطيقني . . حتى اول يوم استقبلتنا بوجه مكشر وخلقها شين بالمرة .
: حسبي الله على الظالم .. وانا اللي احسبها بنت حلال وعاقله وتقدر الجيرة .
: هي بصراحه اخلاقها عادية مع كل المدرسات بس انا ماتطيقني .
دخل عماد قال : هذاك اول ماتطيقك لكن من بكرة بتجي تبوس يدينك .
عدلت شادن جلستها من دون ماتتكلم ..
قالت جدتها اللي انقذتها : وش سويت لها ؟
"ايه صح وش سويت لها ياعماد " قالته بقلبها ومن غير صوتها .
قال : ابد رحت لابوها وعلمته بالعلم اللي ماغيره وانا واثق انها بتغير تعاملها مع شادن ميه وثمانين درجه .
ابتسمت شادن بداخلها ..
وحمدت ربها ان عماد حنون وصار لها سند وعلى قولة نايف رجال وينشد الظهر فيه ..
كبَّرت ام ناصر تصلي السنه وطلع عماد للصاله ولحقته شادن ..
فتح التلفزيون على برنامج عن الأسهم في قناة اوروبيه ..
ركز معاه وقعد يسجل بعض الأرقام على طرف الجريدة ..
خلص البرنامج وحط على قناة ثانيه وطالع بالساعه ونزل الريموت ..
جابت صينية شاهي وحطتها على الطاولة ..
صبت له كاسة نزلتها على الطاولة الصغيرة اللي قدامه..
عدت لعشرة واخذت نفس عميق وهي تأهب نفسها لردة فعله وللي بتقوله ..
قالت بهدوء من دون ماتطالعه: عماد مشكور على اللي تسويه عشاني ..!
اخذ الريموت وقصر قال : ايش ؟
حست ان صوتها خانها ومارضى يطلع زي ماهو قالت بصوت واطي : مشكووور على كل اللي سويته معاي .
: ماسويت معاك شي الا اذا قصدك تستهزئين هذا ..
قاطعته : لا مااقصد استهزء .. بجد مشكور على كل اللي سويته معانا نايف وطلاق امي وانا ونوف ..
رفع حواجبه قال : اها .. العفو ماسويت الا الواجب اللي تحتمه علي علاقتي فيكم ولانسيتي انكم عيال خالي .
ردت بخيبة امل وبرود : مانسيت .
اخذ الريموت وفتح الصوت وقعد يتابع وهي اخذت لها مجله من فوق الطاوله اللي قدامها وقعدت تقرا فيها لعلها تنشغل عنه وعن مراقبته او التفكير فيه .


***


في وحشة الصحراء الواااسعه
بوحوشها واشجارها العارية
وحشراتها وزواحفها السامه ..
في ظلمة منتصف الليل ..
وقدام خيمته الصغيرة اللي لقاها في سيارة عبدالرحمن من ضمن مستلزمات البر اللي ماتفارق سيارة خويه .
لابس فروته
( الفروة لبس شتوي يشبه البالطو او الجاكيت الطويل لكنها اوسع ومن داخل فرو ومن الخارج قماش قطني او صوف ناعم )
قاعد قدام النار اللي شبها عشان يدفى
ومتلثم بشماغه بدون عقال ..
الزاد ماذاقه من يوم اللي صار ..
وآخر عهد له بالأكل كان مع سعود ..
مايقطع سكون الصحراء الا اصوات بعض الحيوانات ا للي تسعى في الليل وتدور على ارزاقها ..
وصوت طقطقة الجمر والنار تنهش في الحطب بشراسه وتحرقه .
مرة كان هو وسعود بذات المكان
وقدام منظر مثل هذا
بس ماكانت اجواءهم صامته مثل الليلة ..
اما واحد يغني والثاني يصفق ولا يطبل على أي صحن او قدر او أي شي يحدث صوت وجلجله وتمسه يده ..
ولا واحد يسولف والثاني يسمع بإصغاء واهتمام حتى لو كان الحديث تافه ولايحتاج كل هالتركيز ..
المهم ان اللي يقوله فهد واللي يسمع له سعود او العكس .
نزلت من عينه دمعه حارة على خده اللي يلطمه هوا الصحراء البارد .
وش الطريقه اللي بتوصلني لك يالغالي
وشلون الحقك واجلس معك
لو اذبح نفسي رحت للنار وانت طريقك الجنان
ادري انك في الجنه لأني اعرف كل دروبك
صالح ودروبك صالحة وماتعرف طريق الرذيلة ..
وش اسوي عشان اجيك علمني .
..
.
عمر الولاء والحب والاخلاص ماكان بهالشكل الا اذا الطرف الثاني يستحق ..
وفهد مااخلص لسعود الا لأن لسعود مع فهد تشهد له مواقفه ومحبته ووفاه .
كان يخلص له في حضوره وفي غيابه .
كان سعود بالنسبة لفهد اغلى من الاهل ..
يلبيه اكثر مما يلبي امه وابوه
ويحاول يرضيه على قد مايقدر والثاني بالمثل .
فك شماغه وهو يشوف خيط الفجر بدا يظهر ..
وقام اخذ له قارورة موية من القوارير اللي جابها معه وهو جاي للبر احتياط لايموت من العطش ...
فتحها وتوضأ وصلى
صلى ودعى لسعود
صلى السنه ثم الفرض
صلى استغفار عن حزنه اللي مايقدر يتحكم فيه
وصلى يرجو من ربي رحمته
وصلى لأنه مايرتاح الا اذا لجأ لله وكأنه يبتعد عن الواقع بقرب الله حتى يرتاح ويحس بالطمأنينة .
يبي يلوذ بالله عن التفكير والحزن والذكرى ..
طلعت الشمس وهو يركع ويسجد ويبتهل ويدعي ويغرق في دموعه رجاء وحزن ..
ندب وندم
وجع وراحة ..
حس ان عظامه ماعادت تشيله من التعب وسلم على يمينه ويساره وتمدد على جنبه فوق التراب الناعم والبارد جداً ..
ماعاد يحس بالوقت ولايدري عن شي حوله
الا انه ينام ويصلي ويجلس قدام النار ويتذكر وتوجد ويتوجع ..
..!






 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...







رد مع اقتباس