عرض مشاركة واحدة
قديم منذ 4 أسابيع   #16


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 16 ساعات (02:02 AM)
آبدآعاتي » 53,721
الاعجابات المتلقاة » 1806
الاعجابات المُرسلة » 1745
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



والغلبة للنصيب .. //

فصلٌ سادس




فتحت عينها على الساعه اربع العصر
تذكرت انها ماصلت الظهر شو هالنوم الثقيل ..
قامت بكسل قالت : هذا وانا نايمه بدري امس .
دخلت توضت وطلعت تصلي الظهر والعصر مع بعض ..
قبل ماتسلم شكرت ربها على امتنانه عليها بفك سجن اخوها وراحة امها وفراقها لصالح ..
ودعت ان الله يستر عليها وعلى امها ويفرح قلب امها بلمتهم وجمعتهم قريب .
سلمت على يمينها وعلى شمالها بكل خشوع وتأني ..
سبحت واستغفرت ثم قامت تطبق شرشف صلاتها وسجادتها وترجعها بمكانها ..
راحت لغرفة فوزية القريبة من غرفتها وجلست عندها تسولف معاها بعد ما صحتها وصلت الثانية .
شافت شهد جاية من برا قالت : شهد روحي شوفي جدتي عندها احد ولا ننزل عندها .
: جدتي برا عند الغنم مع عماد .
التفتت على فوزية قالت : الحين كيف نجلس معاها ؟
قالت فوزية : اذا راح لشغله ..؟
: متى ..؟ بكرة يعني ..؟
: لا مااعتقد .. هو يروح يومين ويرجع يجلس ثلاثه ، اربعه ، واحياناً اسبوع كامل ..
: وشغله ؟ مو تقولين عنده مجموعة شركات ..؟
: الا بس مسلمها ناس على قولته ثقة وكفؤ ..
: طيب هو ليه مايسكن في جده ويرتاح ..
: يابنتي عماد مايقدر يبعد عن امي وبالذات السنتين الأخيرة مايحب يطول عليها .. بعدين الديرة تناسبه ويرتاح فيها نفسياً اكثر من المدن ..
رفعت شادن حواجبها ..
قالت : غريبة فيه احد يسلم حلاله للناس ويجلس عشان جدته ولا عشان الديرة تناسبه .
خبطتها عمتها قالت : لاتقولين شي على عماد .. عماد هذا اللي مو عاجبك يخوف بلد يعني مايخاف ان احد ياكل حقه ومتابع شغله كله ويعرف ادق اموره .
: صحيح هو كيف فتح هالشركات ابوه غني ولا كيف ؟
وقفت فوزية قالت : بتفتحين تحقيق عن عماد وتنسينا الغدا تراني ميته جوع خلينا ننزل .
نزلت شادن معاها بعد مامرت غرفتها واخذت عبايتها وراحت للمطبخ
حضرت لهم الشغاله الغدا ..
صبت لها كاسة لبن من لبن من غنم جدتها اللي يسوونه في البيت . ..!..
تذوقته بحذر ..
اول مرة تذوق لبن الغنم ..
استغربت طعمه وريحته بس بسرعه تعودت عليه ..
وحست انه الذ من البان الأبقار اللي تشربها من صغرها .
بعد الغدا ..
قامت غسلت ورجعت للصالة وكانت بتجلس الا سمعت صوت عماد ..!
صوته جهوري وحاد وهو يسولف مع جدته
يعلمها عن الأودية اللي سالت والقرى اللي ربي مَّن عليها برضاه واسقاهم واسقى زرعهم واراضيهم .
والجدة ترد عليه وتنثني على الله بـ : ماشاء الله تبارك الرحمن .. يالله لك الحمد ولك الشكر .
دخلت شادن للمجلس بسرعه وهي تحس برهبة في صوته ..
كلامه من النوع الكبير وكأن عمره فوق الستين سنه .
مافيه فرق بين لهجته ولهجة جدته وطريقة الكلام والاسلوب اللهم ان صوت عماد رجولي وفيه هيبة اكثر من جدتها .
اصغت لحوارهم الواضح ..
وفجأة حست ان صوتهم خفت ..
بعدها بثواني ..
نادتها جدتها من برا قالت بصوت عالي : ياشادن البسي عباتس وتعالي مافيه غير عماد مهوب غريب تراه ولد عمتس .
فزت شادن من مكانها وحطت يدها على صدرها قالت في نفسها " ياويلي من جدتي الحين لاتلح علي اني اطلع .. الله يستر لاتحرجني "
دخلت فوزية وهي تضحك قالت : ههههههههههههههه اطلعي تعالي عندنا .
: لاوالله مااطلع لو ماادري اش يصير روحي اقنعي جدتي تكفين ياعمه فكيني منها .
: هههههههههههه اصلاً عماد اخذ بعضه وقام انحاش .
: ماقصر والله فكني من الاحراج مع جدتي .
طلعت مع عمتها وكملت جلستها مع جدتها ..
الوقت عليهم وناسه مع ام ناصر اللي علمتهم بالسيول اللي تصب في مزارع القرية .
وكيف البير اللي يعبون منها اهالي القرية خزاناتهم امتلت على آخرها ...
الفرح بالغيث والرزق عم البيوت والنفوس ..
رضا الله والدلالة الخير اللي ارسلهم ..
اسقى الأوادم والحيوانات والزرع ..
بدون أي كوارث او مشاكل ..


***




صحت سارة من النوم وهي تحس بارتياح تجهل سببه ..
ماقدرت تنام بعد مناحة امس الا بعد ماصلت الاستخارة ..
بعد المكالمة الغريبة وحلفه انه لينتقم من مشاري ولا يقتله ..
وبنهاية المكالمة عرفت انه مو في وعيه ..
وشكله شارب شي من ثقل لسانه وغياب عقله ..
بكت لحد ماانهكها البكا واضناها ..
تبي من يشير عليها بدون تحيز او ظلم ..
ومافيه اعدل من ربي واعلم منه ..
اختارته وريحها بالنوم وراحة النفسية والهدوء اللي تحس فيه الآن رغم همها الكبير ..
بدلت ملابسها ولبست بنطلون تنورة واسعه بلون بني .. وبلوزة طويلة وواسعه بكم طويل وواسع ونزلت تحت عند ابوها وامها اللي افتقدوا جلستها من زمان ..
والجلسة مثل ماهي ماكأن غيابها عنهم اثر فيهم .
امها تقرا في كتاب رياض الصالحين في محاولة منها ا نها تلم بالأحاديث الصحيحة ..
وابوها يتصفح الجريدة بنظاراته السميكه اللي تغطي عيونه .
شبكت يدينها في بعض زي الطفل المحتار كيف يواجه الاكبر منه وهم زعلانين منه ويفكر كيف يعتذر .
انتبه لها ابوها ونزل نظارته وفتح لها يده قال : هلاااااا بسارونه الغالية .
تعالي عند ابوك .. هنا هنا .
اشر للمكان اللي بجنبه وجات سلمت على راسه ورجعت سلمت على راس امها اللي ابتسمت لها وقفلت الكتاب ..
جلست بجنب ابوها بحيا .. قال ابوها : تغديتي ولا كالعاده .
: لا يبه ماتغديت بس مالي نفس والله .
اخذ التلفون قال : نشوف لك نفس ولا لا اذا طلبنا من بيتزا هت .
لف يده عليها وحضنها بحركته المعهودة واللي اعتادتها سارة .
طلب بيتزا وانهى المكالمة وسلم على راس بنته وهو يمسد شعرها ويحضنها له اكثر ..
قال بلهجة فيها دلال واضح لها : مشكله اذا كبرت البنت الدلوعه .. يكبر دلعها معاها والمشكلة الاكبر ان الاهل يدلعونها اكثر .
ابتسمت لابوها بحب و خجل قال : يبه آسفه .. بس والله ...
قاطعها ابوها وهو يحط راسها على صدره : لاتعتذرين عن شي احنا اللي آسفين المفروض مانسلم سارة الغالية الا للي يستاهلها .
امتلت عيونها دموع قالت : يبه خلاص قفلوا على الموضوع هذا .. وان شاء ربي يكتب لي اللي فيه خير .
تنفس ابوها بارتياح وهو يشوف تسلك طريق غير العناد وانها بدت تخطو خطوة صحيحه وتفكر بمصلحتها بدون مايضغطون عليها اكثر ..
دخل مشاري ووقف بمكانه ..
يحس نفسه من زمان عنها لدرجة انه تقريباً نسى شكل ملامحها .
ابتسمت له وقامت تسلم عليه .
قال : مابغينا نشوفك يالزعلانه .
ابتسمت وهي تحاول تبعد عن جو العتب واللوم قالت : اجرب غلاي ومعزتي عندكم .
: عز الله غاليه والدليل العشا الليلة عليّ .
وقفت امه قالت : بما ان النفوس متصافيه نبي نطلع لمخطط مانبي مطاعم خلونا ننبسط خاصة ان الجو الليلة براد وحلو .
رد ابو مشاري وهو يشوف تعابير وجه سارة تهللت قال : اجل نروح للبحر والعشا على مشاري .
قال مشاري وهو يشيل الملف اللي جايبه معاه : اجل يالله جهزوا على بال ماابدل دقايق بس وانزل لكم .
قضت سارة ليلة لابأس فيها بمعية اهلها وبعيد تماماً عن خالد وسيرته وذكراه الموجعه ..!



***



بعد مضي اسبوع كامل وهي عند جدتها ..!
ماداومت هالاسبوع..
لأن المديرة قالت لهم لايجون لأن فيه قرار من الوزارة منع الدراسة الى نهاية الاسبوع خايفين من الغرق ولا تعرض المدرسات اللي يداومون من مناطق بعيده للمخاطر ..
واذا على الدروس يعوضونها الايام الجاية .
كانت جالسه مع فوزية وجلالها على اكتافها ..
جات ام ناصر والشغاله ماسكتها بيدها ..
وجلست معاهن بمكانها المعتاد في صدر الجلسة والتكاية على يمينها ..
قالت الجده بلهفه : احد يدري عن عماد جا من الطايف ولا لا ..؟
ردت فوزية وهي تاكل حلا وترشف عليه قهوة : يمه عماد وصل قبل شوي .. بس طلع لغرفته يقول انه تعبان ويبي يرتاح .
: الله يهديه .. اهلكته هالمشاوير . كل شوي وهو في ديره .
: اشوا من فهد اللي شوي في ليبيا ولا السودان ولا الجزاير ..!
: هو راح ..؟
: ايه ..!
: من قاله لتس ..؟
: ناصر جانا وانتي نايمه قال انه مشى ..
طالعت ام ناصر بشادن اللي ساكته وباين انها سرحانه قالت : علامتس ياشادن ..؟
ابتسمت لجدتها بحب قالت : مافيني شي ياجدتي بس افكر باهلي .
: وحنا وش حنا ..؟
اتسعت ابتسامتها اكثر قالت : انتم اهلي اكيد .. انا اقصد امي ونايف اخوي .
: اهلتس طيبين ونايف عند امتس وابشرتس ان صالح طلق امتس وافتكت منه .
سوت نفسها متفاجئة ومبسوطه حتى ماتخرب على جدتها المفاجأة والبشرى اللي سوتها لها ..
قالت : صدق ياجدتي ..؟ الله يبشرك بالخير .. من قال لك ..؟
: علمني عماد الله لايخليني منه .
: الله يسامحك ياجدتي .. ليه ماقلتي لي على طول ..؟
: مابغيت اعلمتس ثم تفرحين وتشتهين الروحه لامتس .
: يعني تسمحين لي بكرة اروح ..؟
: يابنيتي انا ماودي امنعتس من امتس .. بس الطريق خطر عليتس وانتي اهلتس بجنب مدرستس .. روحي لامتس كل ربوع مع سواق المدرسات وليا جا السبت تجين وتقعدين عندي .
مافيه مفر من اذعانها لاوامر جدتها الحانية ..
قالت باذعان وطاعه : خلاص ولا يهمك ياجدتي .. اللي تبغينه يصير .
: الله يرضى عليتس ولايخليني منتس ويقر عيني بشوفة اخوتس .
ماكملت كلمتها الجدة الا ودق الجرس وكأنها على موعد مع القدر ..
راحت الشغاله تفتح ..!
ورجعت بسرعه قالت : ماما فيه رجال عند بوابه ..
ردت فوزية : منهو ماعرفتيه ..؟
ردت الشغاله اللي اعتادت على اهل القرية وتقريباً حفظتهم كلهم : لامدام مااعرف ..!
قالت فوزية وهي توقف : بروح انادي له عماد .
ردت ام ناصر بسرعه : خلي عماد يرقد تلقينه تعبان .. انا اللي اروح اشوفه .!
وقفت بمساعدة فوزية ولبست جلالها الضافي على جسمها وراحت تمشي وهي تتكيء على عصاها ..
والشغاله تساعدها على المشي وتساندها ..!
شافت شاب واقف عند الباب ..
ملابسه وهيئته تدل على انه مو من الديرة ..
اضفت غطاها على عيونها الباينه من ورى برقعها
قالت : هلا حيا الله الضيف . حيا الله من جانا ..!
عطاها نايف جنبه وصد بوجهه عنها
قال : هذا بيت عماد بن مشعل .
: وصلت ياولدي ..!
: هو موجود ..؟
: موجود .. ادخل للمجلس اللي على يمينك .. وهو يجيك بعد شوي .
طالعها نايف بدقه اكيد حرمه كبيرة وحازمه مافيه غير جدته اللي كان ابوه يوصفها له ..
قال : انتي ام ناصر ..؟
: وصلت ياولدي .. انا ام ناصر ..
شال نظارته السوداء من على عيونه ودخلها جيبه وتقدم بخطواته ناحيتها ..
الملامح مو غريبه عليها ..
الا تعرفها زين ..
شباب خالد ..
وعمر خالد ..
ملامح وجهه .. !
العين والحاجب والهيئة ..
قالت ودمعه منها انحدرت غصب وسالت على رقبتها المجعده بفعل الزمن وقسوة الدموع اللي ياما مرت عليها ..
: حيا الله ولد خالد ..
اقبل عليها وسلم عليها بحرارة ..
وهي تعلقت فيه اكثر ..
حضنته وكأنها تحضن خالد ..
خالد اللي ضيعته بعناده وعناد ابوه وتجبره ..
خالد الصغير ..
رجع لها مثل ماراح ..
الملامح هي هي ..!
والصورة بالكربون ..!
سلم على يدها وحط راسها على صدره ..
قال بحنان : لودريت ان هالدموع بتنزل ماجيتك ..!
قالت بلهجة عاتبة وحاده : انت وش اللي تقوله .. الا المفروض انك جايني مع عماد ..! وش وخرك ( اخرك ) عليّ .
حط يده في يدها ومشى معاها لداخل البيت قال : المعذره ياجدتي .. انشغلت بالكلية اخلص اوراقي قبل لايروح الترم علي .. انتي بشريني عن صحتك عساك بخير ..!
: بخير بشوفتك انت واختك .. الله يرحم ابوكم ..
تهدج صوتها وقطعت كلامها الذكرى ..
وهلت دموعها من جديد ..
وصلت للبيت ونايف يلومها على البكا وهي تمسحها بطرف جلالها قالت : ادخل ماهنا احد مافيه الا اختك وعمتك فوزية ..
دخل معاها وفزوا البنات ..
فوزية راحت وتخبت عنه لأنها ماتعرفه ..
وشادن وقفت ..!!
تجمدت كل اللحظات والثواني ..
وقف الدم والنبض والهواء ..
نايف .. !
نايف ولايشبه نايف ..؟
ضحك لها وفتح يدينه ..
ياكثر شوقها له ..
وياكثر مااحتاجته يساندها ويوقف معاه ..
وياكثر ماهو قريب منها لدرجة انها كانت تقول له على كل شي ،
عمرها ماحست انه اصغر منها ..
رغم انها اكبر منه بثلاث سنوات الا انه دايما يحسسها انه الكبير .. !
لأنه كبير بالقدر والفعل والتصرفات ..
جاته تجري وهي في سباق مع الدموع ..!
ضمته ساعه وهو حاضنها على صدره ..
شادن بالنسبة له بنته واخته وصديقته ..
هو المسؤول عنها وولي امرها ..
ضحك وهي تشهق على صدره قال : ههههههههههههههههههه الحين انا اسكت جدتي برا وارجع اسكتك هنا ..!
دخل اصابعه مع شعرها قال بحنان : وش سالفة الدموع اليوم ؟ والحنفية هذي ماتخلص دايماً .
ضحكت شادن من بين دموعها اللي بللت وجهها قالت : اشتقت لك كثيير ..!
جلست ام ناصر والموقف مأثر عليها قالت : حيا الله ولد خالد .. تعال اجلس عندي . علمني وشلونك ووش علومك .
مسك يد اخته وجلس بجنبها وجدته على طرفه الثاني ..
قال : انا بخير ومشتاق لكم والله .. اجل وين عمتي فوزية .
سحبت شادن منديل وقعدت تمسح دموعها قالت : بروح اناديها ماتدري انه انت .
وقفت ونادت فوزية المستمرة عند باب مجلس الحريم وهي مستغربة ان شادن مالحقتها ..
: عمتي تعالي سلمي على نايف اخوي .!
جات فوزية تمشي وسلمت عليه برسميه ..
ان الوحده تسلم على رجال لأول مرة تشوفه شعور صعب جداً ..!
هذا كان احساس شادن مع عمانها ..
بس مايستمر الا لحظات ويروح ..!
قهوة وسوالف ودفة الحديث كانت اغلبها بين نايف وام ناصر ..
احدهم يسأل والثاني يجيب ويسترسل في الاجابة ..
سمعوا صوت عماد ينادي على شهد وياولد .. ويافوزية ..
اخذت شان جلالها المرمي وراها وحطته عليها
قال نايف بسرعه : روحي ادخلي داخل بسرعه .
هذا هو نايف اللي تعرفه .. غيور .. رجل موقف .. حنون .. كريم ..
وقفت ودخلت لمجلس الحريم وبقلبها " مو وقتك ياعماد "
نزل عماد وتفاجأ بنايف اللي جالس مع جدته وسلم عليه بحراره .. ورحب وهلاّ ونادى بقهوة جديده تجيهم في مجلس الرجال ..
اخذه غصب رغم اعتراضات نايف بحكم انه من اهل البيت ومافيه احد غريب ...
بس عماد اصر ووداه مجلس الرجال ولحقتهم ام ناصر ..
بعد ساعتين كان البيت يعج بالناس مجتمعين على عشا ام ناصر وعماد لعيال خالد ..




***


في غرفتها المظلمه ..
قامت فتحت الشباك بعد مانامت اختها العنود اللي بسنه ثالث ابتدائي ..
طالعت في بيته ..
سيارته اللي موقفها قدام البيت ومادخلها ..
اثاره وخياله ..
هناك امس واقف ..!
ومرة نزل هناك ومشى على رجوله ..!
هناك كلم العمال ..
وهناك وقف يتأمل البيت من برا ووش سوا المطر فيه ..!
وهنا صد عنها ..! وهنا وهنا وهنا ..!
دمعت عينها ..!
ياترى بتحس فيني ياعماد ولا لا ..
اللي كانت خايفه منه بدت تشوف بوادره ..
تذكرت لمن مر على ابوها وقال لها لاتغيِّب شادن ..
وانه هو اللي ردها لاتداوم ..
مسكت حافة شباكها الحديد وتثنت على الارض ..
" خايفة منها ياربي ..
هي ازين .. ومتدينه بحكم بدليل صلاتها في المدرسة وسنتها ..
وعنده في البيت يعني قدام نظره
ويمكن .. مو يمكن الا اكيد انها بتحبه .."
ابتسمت بوجع ..
" اجل فيه بنت بعقلها تشوف عماد وماتحبه ..
وشلون اذا قربت منه وعرفته .. "
رجعت ملامح الحزن ترتسم على وجهها ونزلت دمعه حارة على خدها قالت بقهر " حبك خلاني احقد على شادن وهي مالها ذنب .. بس يمكن مع الوقت يصير لها ذنب ويصير لي عذر "
تعوذت من ابليس وجات ردة فعلها سريعه لمن قالت " اعوذ بالله عسى مايصير لها ذنب وتاخذ عماد وعسى مايصير لي عذر واحقد عليها باسبابه "
ممكن تكون الاحلام على كيفنا وهوانا لكن تحقيقها مو بيدينا ومالنا فيها أي تدخل اوسلطه ..
كلها بيدين القادر القوي .. اللي يحكم بكيفه ويوزع القسمه والنصيب بمراده وارادته جل وعلا ..
سمعت صوت ابوها يدخل البيت وفزت دخلت في بطانيتها وغمضت عيونها حتى لايذبحها ان درى انها صاحيه وشباك غرفتها مفتوح ..


***

اليوم الثاني ..
صحت الساعه خمسه الفجر ..
لبست تنورة جينز كحلي وبلوزة قطنية لونها وردي بكم طويل ..
مشطت شعرها الاسود وفتحته .. وحطت ميك اب خفيف وناعم يناسب مدرِّسة وتعلم اجيال ..
لبست جزمة ( اعزكم الله ) بدون كعب لونها كحلي على رمادي ..!
القت على شكلها نظرة اخيرة ..
شكلها مرتب وانيق وهي اصلاً حلوة ..
بخت من عطرها المفضل مس ديور بخات قليله حتى ماتطلع ريحته القوية ويشمونها الناس اللي راح تمر بجنب بيوتهم ..!
اخذت عبايتها وطرحتها وغطاها الساتر وبيدها الثانية شنطتها ..
طلعت من الغرفه ونادت شهد اللي سبقتها تجري تحت ..
اليوم نفسيتها غير ومزاجها غير ..
مرتاحه بوجود نايف وانها اليوم بترجع لامها وبتشوفها اذا الله اشاء واراد ..
نزلت مع الدرج خطوة خطوة وهي تطالع بساعتها اللي بمعصمها ..
سته ونص ..
يمديها تجلس مع جدتها قبل يصحى عماد اللي اعتادت عليه في اليومين اللي راحت مايصحى الا من بعد سبعه او ثمانية الا ..
حطت رجلها اليمين على ارض الصاله السيراميك ..
انتبهت للي واقف قدامها ..
لااا وين تروح وين تشرد ؟
حطت عبايتها المطبقه على وجهها ..
كانت ردة فعل عماد اسرع ..
اعطاها ظهره ورجع طلع مع الباب ..
مايدري وين يروح ..
المهم انه يبعد عنها ويفكها من الاحراج اكثر ..
مكشر ومعترض وبقلبه وشلون تمشي في بيت رجال مو محرم لها وهي متكشفه ..
وليه اقل شي ماحطت شي على راسها ..
رجع دخل مع قسم الرجال من برا بيشوف نايف اللي نايم في المجلس صحى ولا لا ..؟
شافه غاط بنومه وجلس قريب منه مايدري وين يروح ..!
اخيراً تمدد واسترخى جسمه استعداد للنوم حتى لو كان غفوة ..!
..
اما شادن فلبست عبايتها وهي ميته خجل وتوبخ نفسها وتلومها على الموقف المحرج " استاهل انا .. اصلاً ليه انزل بدون عبايه .. الحين اش بيقول عني .. "
هدت نفسها وهي تحاول تهرب من الموقف وذكراه بـ " اشوا اني اليوم برجع لامي وافتك من الجلسه هنا "
راحت لجدتها صبحتها بالخير وردت الثانية قالت : تعالي ابيتس ياشادن .
: هلا ياجدتي .
: اجلسي عندي وانا جدتس .
جلست بجنب جدتها وفي راسها ان جدتها بتوصيها بسلام لامها وبتأكد عليها للرجعه ..
: ها ياجدتي .. آمريني .
: مايامر عليتس عدو .. اسمعيني وانا جدتتس .
اصغت شادن لجدتها باهتمام لأن الكلام باين انه مهم من لهجتها وتأكيدها ..
: انتي بنتي وهالكلام مافيه شك ابد ..
وعمااد ولدي وقطعة من قلبي ربيته مثل ماربيت ناصر واخوانه ..!
كلن ظهر من عندي والتهى ببيته ، اللي سافر ، واللي تهاوش مع ابوه وانحاش وفرقت بيني وبينه السنين ، واللي التهى بشغله وعياله ..!
مابقى لي غير عماد ...
تنهدت وكملت بحب واحساس بالجميل والعرفان ..
هو اللي مريحني ويدور رضاي وراحتي ..
وانا مامنغص علي غير اني مااشوف حرمته وعياله .. واني اشوفه مستقر في بيته ومرتاح ..
وانتي بنت خالد الغالي اللي اخذته الدنيا مني وابعدتس كل هالسنين عني ..!
كبرتي وانا ماشفتس غير وانتي حرمه ..
سكتت ام ناصر لحظات واخذت نفس عميق ..
الكلام هذا يرهقها يهزها من الداخل ..
بعد خالد وعياله كانت اكبر مصايبها والكلام فيها مؤرق ومرهق .. قالت الجمله الأهم والكلام المفيد والمختصر ..
: ابيتس تاخذين عماد .. وانا ادري انتس عاقلة منتيب رادة واحد مثل عماد . وادري انتس تبين ترضيني واعيش باقي عمري وانا مرتاحه ..
..
كان الكلام يخترقها زي السهوم ..
قنابل فجرتها جدتها على راسها ..
مفاجأة لاكانت على البال ولا الخاطر ..!
اللي حفظته من فوزية ان عماد مايبي الزواج .. اجل كيف تبيها تتزوجه ..؟
طالعت بجدتها وبعيونها "ليه بتغصبونه عليّ "
تكلمت بصوت محرج ومنصدم : جدتي ..! بس انا اعرف ان عماد مايبغى يتزوج ..!
ردت باندفاع : مايعرف مصلحته ..
: جدتي عماد مو صغير والله يخليك لاتحطيني بموقف مثل هذا .. انا ادري انه مغصوب ..
:عماد خليه عليه .. بكره ليا غصبناه واعرس طاح اللي في راسه .
: بس ياجدتي ..
قاطعتها بشدده : مافيها بس يابنيتي .. اخوتس وافق وماباقي غيرامتس وهقوتي انها ماتخيبني وترفض ..
: طيب وانا ماتبين تعرفين رايي .؟
: يابنيتي لو عماد مايصلح لتس ولا مهوب رجال يناسب بنت ولدي ماخطبتس له .. وانا بنفسي اللي اقول لا ماايخذ بنت خالد .. لكن عماد ينحط على اليمنى رجالن كفو .. يسد في اللوازم وشهم .. ان نخيتيه لقيته العتيد قوي الباس .. وان احتجتيه لقيته الاخو والسند .. متعلم وعنده خير ومستخسرته في بنات خلق الله وانتي قدام عيوني بنت ولدي سنعه وعاقلة وتستاهلينه .
حطت راسها بين يدينها وضغطت عليه بقوة " ياربي اش هاليوم .. واش هالايام اللي الصدمات فيه متعاقبه .. بعد صالح والخوف والرعب والوحده الاقي الاهل والسند والعزة والامان .. ثم يطلع اخوي من سجنه ونفتك من صالح اللي كاتم على حياتنا ومخليها اضيق من ثقب ابرة وبيوم يفرج لنا ربي منه .. وانخطب ويمكن اصير زوجه بأي وقت والمصيبه لواحد رافضني ويمكن يكرهني ويعتبرني نكبة حياته .."

ماتقدر تركز ولا تفكر بشي ..
وقفت وشافت شهد داخله عليهم وبيدها بقية ساندوتشها اللي اكلته في المطبخ قالت : شادن يالله ..! شاادن ..! يووووووووه ابلا شااااادن انا انادييييك .
: ها .. هلا ياشهد .. يالله .. يالله مشينا ..
التفتت على جدتها اللي تراقب تصرفاتها وحركاتها وتدري انها فاجأتها او بمعنى اصح فجعتها بالطلب هذا ..
مافيه بنت ترضى تصير بمكانها ..
عماد رافض الزواج نقاشاً وعرضاً وفرضاً ..
كيف يحطونه امام الامر الواقع بمساعدتها ..!
اخذت شنطتها وتوكلت على ربها وفوضته امرها كعادتها اللي مؤمنة فيها ولايمكن تتركها مهما ضعفت وخافت من العواقب ..
ومشت مع شهد متوجهه للمدرسة ..!


***



 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس