°.
لِكُلِّ شَيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَانُ
فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيشِ إنسَانُ
هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدتُهَا دُوَلٌ
مَنْ سَـرَّهُ زَمَنٌ سَاءتـهُ أزْمَانُ
وهذهِ الدارُ لا تُبقِي على أحدٍ
ولا يَدومُ عَلى حَالٍ لها شانُ
وللحوادثِ سُلوانٌ يُسَهِّـلُهَا
وَمَا لِمَا حَلَّ بالإسلامِ سُلوانُ
حيثُ المَساجدُ قدْ صارتْ كنائسُ
مَـا فيهنَّ إلّا نواقيسٌ وصُلبـانُ
حتى المَحاريبُ تبكِي وَهْيَ جامدةٌ
حتى المَنابرُ تَرثي وهْيَ عِيـدانُ
تلك المُصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها
وما لها معَ طولِ الدَّهرِ نِسيانُ
أعندكم نَبأٌ مِنْ أهلِ أنـدلسٍ
فَقَد سَرى بِحديثِ القَومِ ركُبانُ
بالأمسِ كَانوا ملوكَاً في منازِلِهِم
واليومَ همْ في بلادِ الكُفرِ عُبدانُ
- أبو البَقاء الرَّندي.
|