الموضوع
:
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايا بأن الثغر معصية
عرض مشاركة واحدة
12-27-2023
#
150
♛
عضويتي
»
29424
♛
جيت فيذا
»
Jun 2017
♛
آخر حضور
»
منذ ساعة واحدة (08:57 PM)
♛
آبدآعاتي
»
114,442
♛
الاعجابات المتلقاة
»
2460
♛
الاعجابات المُرسلة
»
2234
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الادبي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
عزباء
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ммѕ
~
تسيرُ بجانبه في منطقة اللاديفانس الأكثرُ أمنًا في باريس الصاخبة وأيضًا الأكثر تحضُرًا. لم أرفض ليس رغبةً به وبالجلُوس معه ولكن أُريد أن أشاركه الحقد الذي كان يفرغه عليّ في وقتٍ كُنت أرى الخطأ من جلوسنا مع بعض لكن هذه المرَّة مُختلفة. هذه المرَّة أنا راضية تمامًا وراضية على قهره ولن أبكِي على أنني قاسية عليه أبدًا ، يستحق أكثرُ من ذلك.
عبدالعزيز جلس على المقاعد التي على الرصيف لتجلس هي الأخرى بجانبه : كيف حفلتك أمس ؟
عبدالعزيز فاض بقهره من سؤالها ليُردف ببرود : حلوة
رتيل أبتسمت بتمثيل تقويسة البراءة : بس حلوة ؟
عبدالعزيز دُون أن ينظر إليْها : تجنن
رتيل : هههههههههههههههههههه كويِّس
عبدالعزيز تنهَّد ، لتُردف رتيل بإستفزاز واضح : بسم الله على قلبك ما يصير كذا عريس وهذا منظرك !
عبدالعزيز : كلمة ثانية وبفجِّرك هنا
رتيل أبتسمت لتقف : ماأحب أجلس، بتمشى
عبدالعزيز : أذلفي لأي مكان
رتيل ببرود : يعني بتجلس هنا ؟
عبدالعزيز يُخرج سيجارة لتندهش رتيل بشدَّة من أنهُ " يُدخن " ، أردفت بإندفاع : تدخن ؟
عبدالعزيز الذي لا يُدخن أبدًا ولكن في الفترة الأخيرة بات يشتهيها في إضطراب عقله : ماهو شغلك
رتيل سحبتها من فمِه بغضب : وأبوي يدري ؟
عبدالعزيز بعصبية لوَى إصبعها ليجعلهُ يقترب من مُلاصقة ظاهِر كفَّها ، سقطت السيجارة على الأرض لتخرجُ " آآه " من فمِها الصغير ، سحبت يدها وهي تضغط على أصبعها من الألم : أحسن أنا ليه حارقة دمي إن شاء الله تموت منها !!
عبدالعزيز تجاهلها وهو يدُوس على السيجارة ويُطفئها ويُخرج الأخرى.
رتيل أتجهت للطريق الآخر لتدخل المجمَّع التجاري Les Quatres Temps وتفرغ غضبها بمحلاتِ العطُور التي تستنشق بها كل الأنواع وكأنها تستنشق " حشيش " حتى يُصاب رأسها بالصُداع وتنعس.
بقيَ يتأملُ المارَّة ، الخطوات الثقيلة والخفيفة ، المُبتهجة والمكسُورة ، الحُزن الواضع بهذه الأقدام أو الفرح المُتراقص بها ، سيقان الإناث الهزيلة أو الممتلئة ، أو سيقان الرجال المُتشعبة ، نفث دُخانه بات يكتسب الصفات السيئة تباعًا. حتى وأنا أدخن أشعرُ بالضمير الذي يحرق عليّ إستمتاعي بهذه السيجارة. أسقطها على الأرض ليُطفئها بقدمِه. وقف مُتجهًا ناحية المُجمع حتى يبحثُ عنها ، أنتبه للممر الذِي يخرجُ منه أحدٌ ينظر إليْه بريبة ، ألتفت للخلف ليجِد شخصٌ آخر ينظر إليه ، يحاصرُوني من كل جانب ، حك جبينه ليُكمل سيره وهو يشعرُ بالنظرات التي تُراقبه ، ألتفت لمن حوله يُريد أن يراها ، هؤلاء لا ينتمُون لرائد الجوهي أنا أعرفهم تمامًا هؤلاء مُختلفين. دخل الصخب وضاعت نظراته من الأدوار وإتساع المجمَّع ، وقف يُفكر بإتزانٍ أكثر. ليخرج مُتجهًا للممراتٍ فارغة بعيدة عن تجمُع الناس. وبمهارة أدخل يديْه في جيبه ليفتح هاتفه وهو مازال في جيبه ، كتَبْ " لا تطلعين من المجمّع " ضغط على جهة اليمين حيثُ سجل المكالمات ، بأصبعه تجاوز أول رقم والثاني ليضغط على الثالث الذِي كان لرتيل. أبتعد عن المنطقة تمامًا بسيْره ليدخل ممرٍ ضيِّق ويبدأُ الركض بأقصى ما أعطاهُ الله من قوَّة ولياقة. مُجرد وقوفه ليأخذ نفَس جعله يرى الأقدام التي أمامه ، رفسهُ بين ساقيْه ليسقط ، أتى من أمامه ليُمسك رأس عبدالعزيز ويصطدمُه بقوَّة على الجِدار ، سالت دماءُه من مؤخرة رأسه ليتضبب بصره ، رفع عينه ليلكمُه الرجل الأشقَر ذو الملابس العادية التي تُظهر أنه كعامة الناس. سقط عبدالعزيز على الأرض و كانت ستأتِي رفسةٌ من قدم الآخر على أنفه ولكن مسكها عبدالعزيز ليلوِيها ويُسقطه أرضًا ، وضع قدمه على صدرِه ليرفعه بشدَّة من شعره الأشقر ويضغطُ عليه بقوَّة من باطِن رقبته حتى أغمى عليه. أخذ سلاحه وأخرج من جيبه علبة الرصاص وأتجه بعيدًا وهو يمسح بطرفِ كُمه الدماء التي تسيلُ من رأسه ، بخطواتٍ سريعة خرج من الممر الضيِّق الموحش ، أدرَك بأنهُ في خطر كبير وأدرَك بفداحة الخطأ الذِي فعله ، سيقتله عبدالرحمن لو علِمْ أنني تركت رتيل لوحدِها ... بكل تأكيد سيفقد ثقته بيْ. وضع يدِه على رأسه يُريد أن يفكِر بإتزانٍ أكثر ، أتصل ولا إجابة ، أسند ظهره على الجِدار حتى يأخذُ نفَس أكثر ، كانوا أكثر من ثلاثة أشخاص ، أين البقية ؟ ضغط على رقمها مرةً أخرى ولا مُجيب ، أرسل إليْها رسالة " ردِّي بسرعة ماعندي وقت " أنحنى جانبًا في إحدى الزاويَا ليُخرج سلاحه وهو يُجهِّزه ، وضع أداةٍ حادة صغيرة تُشبه المشرط بين أسنانه وهو يُدخل في جيبه علبة الرصاص ، أهتز هاتفه ليجد رسالة منها " حاول تترجى أكثر بكلا الحالتين ماراح أرِّد ولا أبي أرِّد "
في داخله أراد أن يراها ويطحنها بفكُوكه ، لم يُكمل حديثُ النفس هذا إثر شعُوره بفوهةِ السلاح التي تلتصق برأسه ، بلكنةٍ فرنسية : أسقط السلاح !
عبدالعزيز بألم أدخل الأداة الصغيرة تحت لسانه وهو يشعرُ بتجريحها وطعمُ الدماء التي تغرق بفمه ولكن لا حيلة له أخرى إن تجرَّد من السلاح. وقف ليُخبره الآخر : دُون أيّ فوضى حتى لا تخسر نفسك ، تخرج الآن أمامي
عبدالعزيز بخضوع تام سار خارجًا للشارع المُكتظ ومن خلفه الرجل الذِي لم يرى ملامحه بعد ، يشعرُ بفهوة السلاح على خصره بعيدًا عن أعين الناس ، لكنتُه الفرنسية لا تُشعرني بأنه فرنسي الأصل ، لا من المستحيل أن يكُون من أتباع رائد. شعر بإهتزاز هاتفه ، أدخل يده وهو يُجيب ولا يعرف من. كان صوتُ المارَّة فقط من يُجيب طرف الآخر ، لا يستطيع أن ينطق جملة يخاف أن يبلع الأداةُ الصغيرة إن تحدَّث بشيء. تمنى لو أنه بوسعود سيعرف بالتأكيد بنباهته. نظر لرتيل وهي تخرجُ للطريق المجاور ، أراد أن يصرخ فقط لتبتعد ، بنبرةٍ خبيثة : حبيبتك
عبدالعزيز تقيأ دماءه على الأرض والأداة ليلتفت ويلكُمه أمام الناس التي تمُر وتنظر بإستغراب ، كان يُدرك بأنه لا يستطيع أن يُمسك سلاحه بطريقٍ عام وسيورط نفسه لو حاول قتلِي بمنطقة كهذه. سحب السلاح بخفة لجيبه وبلكنته الفرنسية التي تعلمها منذُ الصغر : شكرًا على غباءك ... سحب محفظته وأخرج بطاقة هويته وتركه على الأرض ، بخطواتٍ تسبقُ الدقائق أتجه للطريق الآخر ، بحث بعينه ليراها تهمّ بدخُول إحدى الطرق ... سحبها لتنتفض برُعب : خييير ؟
أتسعت محاجرها من منظرِ الدماء التي حول فمِه ، عبدالعزيز بغضب : ولا أسمع نفَس ... أتجهُوا حيثُ مكان وقوف سيارتِهم ، ركبت بصمتٍ مُهيب ومن المرات القليلة التي تخافُ منه بهذه الشدَّة.
أخذ قارورة المياه وفتح باب سيارته ليتمضمض ويُطهِّر فمه من الدماء ، سحب منديلا ومسح وجهه بأكمله ولم يُبالي برأسه المجرُوح ، حرَّك سيارته ليُخرج هاتفه وهو يقُود ، ينظرُ لآخر مُكاملة وكانت " ناصر ". أتصل عليه ليُجيبه بعصبية : وش صاير لك !! يخي ساعة أكلمك ولا ترد
عبدالعزيز : فتحته بدُون لا أحس توني أنتبه ..
ناصر : طيب أنا الحين عند أبوي بعد شوي أكلمك عندي موضوع مهم
عبدالعزيز : طيب .. وأغلقه. .. دُون أن يشعر عضّ طرف لسانه لتخرُج منه " آآخ ".
ألتفتت عليه بإندهاش ، بصدمة لا تعرف كيف تتحدث بكلماتٍ مُتزنة.
يُكمل قيادته وهو يمسحُ الدماء التي تنهمر في منديله ، ينظرُ للمرآة الخلفية والسيارة الواضحة أنها تتبعهم : أتصلي على أبوك بسرعة
رتيل بربكة أخذت هاتفه وضغطت على رقم والده ووضعته على " السبيكر " ، عبدالرحمن : ألو
عبدالعزيز بصوتٍ مختنق : قاعد يصير شي غريب ! فيه ناس يراقبوني الحين وما هُم من الجوهي أنا متأكد من هالشي ..
عبدالرحمن الذِي قام من مقعده : وينك فيه ؟
عبدالعزيز : الحين طالع على شارع جورج سانك
عبدالرحمن : طيب وين رتيل ؟
عبدالعزيز : معايْ .. مقدر أجيكم .. واليوم موعدي مع رائد ! هالصدفة ماهي كذا
عبدالرحمن بدآ يفقد إتزانه بالتفكير : طيب لحظة ..
عبدالعزيز بعد صمت لدقائِق وهو يخرجُ لطرقٍ بعيدة عن باريس ومازالت السيارة تُراقبه ، بتوتر : قرَّبت أطلع من باريس
عبدالرحمن الذِي كان ينظرُ للخريطة من الآيباد : قاعدة أدوِّر لك أقرب مكان .. مو معك سلاح صح ؟
عبدالعزيز : لا تهاوشت وخذيت
عبدالرحمن بدهشة : صاير شي ؟
عبدالعزيز : شوية جروح بس ! ورتيل ماجاها شي
عبدالرحمن أطمئن قليلاً : طيب أنت تدل دُوفيل صح ؟
عبدالعزيز : مقدر الحين أنا في جهة الشمال
عبدالرحمن تنهَّد : عز قولي أماكن تدلَّها عشان نتصرف
عبدالعزيز ينظرُ للوحة التي تُشير لـ Rouen 130 km : روَان قدامنا ..
عبدالرحمن : طيب خلك فيها وإحنا بنجيك .. كم شخص ؟
عبدالعزيز : أتوقع واحد اللي ورايْ لأن واحد أغمى عليه والثاني اللي سحبت منه السلاح
عبدالرحمن بتوتر كبير وكلماته تتسارع : طيب يمديك تتوّهم .. لا تدخل بمناطق ماتعرفها وتضيع ..
عبدالعزيز بقلق : طيب متى راح تجون ؟
عبدالرحمن : أنا الحين بروح أشوف بس أهم شي روحوا لمكان آمن .. بطاقتك معك ؟
عبدالعزيز يخرج محفظته ليتأكد : إيه .. طيب خذيت بطاقة الهوية مدري الرخصة حقت اللي مسكني .. إسمه حتى مو واضح البطاقة مكروفة
عبدالرحمن : طيب خلاص ركِّز .. أتصل عليّ بس يصير شي .. عطني رتيل ؟
عبدالعزيز بسخرية : تسمعك
عبدالرحمن بغضب من أنه وضعه على " السبيكر " وجعل رتيل تسمع كُل هذا : عـــــــــز
عبدالعزيز : بنتك ماهو أنا
عبدالرحمن تنهَّد : طيب .. أنتبه و بتصل عليك بس يصير شي وأنت بعد ... أغلقه.
عبدالعزيز : بدل جلستك يالباردة جيبي المناديل وأمسحي الدمّ
رتيل بقهر وهي على وشك البكاء : أنت الحين اللي لا تكلمني
عبدالعزيز بغضب : رتيييل لا يكثر وجيبي المناديل
رتيل أخذت المناديل وألتفتت بكامل جسمها لتمسحُ ما حول فمِه وبغضب شدَّت على مسحتِها ، عبدالعزيز أبعد رأسه : والله لو أني يهودي
رتيل : مين هذولي ؟
عبدالعزيز : ما أعرف
،
عانقتها بإشتياق كبير لتُعانق من بعدِها ضيْء ، أبتسمت : وين رتُول ؟
عبير : رايحة مع عز
أفنان عقدت جبينها : مع أنه قالت لي أمي بس يخي ماتقبلت الموضوع للحين وأنها تزوجت
عبير بضحكة : لآ رجعنا بيعلنون للعالم بعدها بتحسِّين
أفنان أبتسمت : شلُونك ضي ؟
ضي بمثل إبتسامتها : بخير الحمدلله .. طيب أمشوا نطلع أختنقت من الجو هنا
خرجُوا من المحطة ، لتسيرِ أقدامهُن الرقيقة على الرصيف ، عبير تنظُر للغيم : شكلها بتمطر
أفنان : من كثر ما أمطرت في كان صرت ما أحب المطر
ضي : وش سويتي في كَان ؟
أفنان : أريح من باريس كله سعوديين وعرب .. يعني الشغل بس برا نادر ماألقى عرب
ضي : و المُحاضرين ؟
أفنان بإبتسامة عريضة : فيه سعودي واحد و ثاني أردني والباقي أجانب
عبير تُخرج هاتفها لترى مُحادثة من رتيل قبل ساعتيْن " خلِّي أبوي يتصل عليّ " ، كتبت لها " موجودة ؟ " طال إنتظارُ عينها على الساعة لتعرف أنها بعيدة عن هاتفها. : غريبة رتيل راسلة لي أتصل على أبويْ
ضي أخرجت هاتفها : اليوم عندهم شغل أصلاً ... لحظة ... دقائق حتى أجابها بإتزانٍ أكثر بعد الربكة التي حصلت : هلا ضي
ضي : هلابك ، مشغول ؟
عبدالرحمن : لا .. خذيتوا أفنان ؟
ضي : إيه معانا الحين .. رتيل راسلة لعبير عشان تتصل عليها
عبدالرحمن : إيه خلاص كلمتها
ضي : طيب كويِّس
عبدالرحمن : وين بتروحون ؟
ضي كانت ستتحدث لولا أنه قاطعها : خلوكم في المنطقة نفسها لا تجوني
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : يعني نجلس هنا ؟
عبدالرحمن : إيه وبجيكم بعدها
ضي : طيب .. تآمر على شي حبيبي ؟
عبدالرحمن : سلامتك وأنتبهوا على نفسكم ... بحفظ الرحمن .. أغلقه
ضي : أبوك يقول نجلس هنا ومانرجع
،
بتوتر عظيم بلعت ريقها لتُردف : موافقة
بضحكةِ عين والدتها وبإبتسامة أشدُ إتساعًا : هذي الساعة المباركة
هيفاء أبتسمت والإحمرار واضح على ملامحها الصبيَّة ، دخَل منصُور ويوسف ووالدها معًا : السلام عليكم
: وعليكم السلام والرحمة
هيفاء كانت ستخرج لولا نداء والدها : صايرين مو قد المقام
هيفاء بحرج : وش دعوى يبه بس يعني نومي متلخبط وكذا و أسهر
يوسف بخبث : إبتسامة أمي هذي وراها علُوم
والدتها : دامكم أجتمعتم بفاتحكم بالموضوع
بلمح البصر أختفت هيفاء التي سارت بخطواتٍ سريعة خارج المجلس.
والدتها بإبتسامة : ولد عبدالله القايد خاطب هيفا
يوسف يُمثِّل جهله بالموضوع : جد ؟
والده : والنعم فيه
منصور ينظُر ليوسف بشك ويُقلد صوته : جد!!
يوسف ضحك وهو يسكُب له من القهوة : عن نفسي موافق
منصور : وأنا موافق
والده : دام أخوانه موافقين أنا بعد موافق الرجَّال ما يعيبه شي
والدتها : أجل أنتظر الرجال يومين بالكثير وهُم جايينك أهم شي خذوا الموافقة المبدئية
يوسف : والله وبناتك يا يمه صاروا بخبر كانَ
والدتها بضيق : هذي سنة الحياة نكبِّر ونربي بعدين غيرنا يآخذهم منَّا
يوسف ينظُر للخادمة التي تجلب عبدالله لوالده ، منصور ضحك : وحبي له
يوسف : على وش يا حظي ؟ شايف خشمه
والده : شف على كثر ما تتطنز على ولده الله بيبتليك ما بقى شي ما عيَّبت عليه
يوسف بإبتسامة : أنا واثق بنسلي حتى الجيل الثالث
منصُور يرفع إبنه : كله زين بس بعض الناس ما تشوف
يوسف : أستغفر الله الواحد يستغفر لذنوبه على هالولد
منصور يحذفه بعلبة المناديل : قل يعدد حسناته يوم الله رزقه بهالشيخ
،
في غُرفتها المنزويـة بهذه الشقة في جهةٍ بعيدة ، مُتربعة على السرير وبمُقابلها سَارة. ترفع شعرها لتتمرد بعض الخصَل : ما شفتها كثير
سارة : طيب كيف يعني شكلها أوصفي ؟
أثير : مدري ما أعرف أوصف يعني مقبولة
سارة رفعت حاجبها : هذا الكلام من الغيرة ولا صدق
أثير بإبتسامة ثقة : أغار ! لو يبيها ما تزوَّج عليها
سارة : طيب .. أنا طفشت خلينا نطلع
أثير : عزوز حالف أني ماأطلع اليوم
سارة : بدينا حلف وسوالف مالها داعي
أثير : بخليه هالأيام بس بعدين مستحيل يمشِّي كلامه عليّ .. وأصلاً أحسه بيطلق الحلوة اللي معه
لتُردف : تدرين يقولي بخليك تتحجبين !!
سارة : بس ترى عاد شخصيته قوية يعني بيمشي كلامه عليك
أثير : ماني حمارة أمشي وراه ! لي شخصيتي وله شخصيته ... قاعدة أفكر بعدين لا رجع الرياض
سارة : بترجعين معه ؟
أثير : أبوه الله يرحمه كان يشتغل في الرياض وأهله هنا .. يعني عادي عشان كذا بجلس
سارة : وبتخلينه معها ؟
أثير بسخرية : يشبع فيها
سارة : صح على طاري أبوه! قبل فترة يخرب بيت الشبه تخيلي من شفت ؟
أثير ببرود : غادة ؟ شفتها بعد
سارة بدهشة : تشبهها مررة .. الله يرحمها ويغفر لها
أثير : أول ما شفتها تعوّذت من الشيطان بعدين تحسينها مريضة أو فيها شي يعني وجهها مرة أبيض .. بس غادة الله يرحمها بياضها مو كذا
سارة : إيه صح بس نفس الملامح الخشم والعيون .. يممه يالعيون نسخة
،
رائِد بغضب : كيف يعني ؟ بس أرسل مسج ؟
: إيه قال أنه ما يقدر يجي اليوم
رائد تنهَّد : يعني تتعطل أشغالنا فوق ماهي متعطلة ! وش صاير معه هالصالح !!!
دخل فارس : السلام عليكم
: وعليكم السلام
رائد الذِي جلس بالشقة بعد أن علِم بإعتذار صالح له ، أردف : وين رحت ؟
فارس بسخرية : الملاهي
رائد ببرود : طيب ..
فارس رفع عينه لوالده وبيأس : أنا قررت أتزوج
رائد بسخرية لاذعة غرق بضحكته ليُردف بين ضحكاته المُتفجرة : لايكون حاط عينك على وحدة ؟
فارس ينظرُ لضحكات والده ، يعترف لذاته بأنه مجرُوح الآن من هذه الضحكة والسُخرية : لا
رائد : أنا أقول نام عشان تصحصح شويْ
فارس : وانا مصحصح !!! أبي أتزوج
رائد : بالله ؟ طيب قولي مين !
فارس : قلت لك ما أبي أحد مُعيِّن ! أبي أتزوج أي وحدة
رائد : وليه ؟
فارس : كذا
رائد : لآ أبي أعرف السبب لأن واضح ماهو عشان زواج
فارس : إلا عشان زواج لا تخاف أنا ما ألعب بأحد عشان مصلحة
رائد أبتسم : إيه عرفت أربيك
فارس بضحكة : ما قصرت والله
رائد : طيب .. وأنا أقولك يا حبيبي .... لآآآآ *أردف الرفض بحدةٍ قطعت برود كلامه*
فارس تنهَّد : يعني تبي تجلسني عندك إلى متى ؟
رائد يُشير إلى رأسه ليُردف : مزاج
فارس وقف : طيب يا يبه أنت تبي تخسرني ماهو أنا .. صدقني قادر أبتعد وما أسأل عن اللي ورايْ
رائد يُقلد نبرته : وأنا صدقني قادر أنهيك ولا أسأل أنت ولدي ولا غيره !!
،
بنبرةِ الضحكات تلتفتُ لها الصغيرة الأنيقة : مبرووووك ، تأتِي الأم الأشدُ اناقة بإبتسامتها ، تُبخِّرها لتُردف : مبروووك يا بعد عيني. الأب السعيد يقرأُ عليها : يالله أحرسها .. تنظرُ إليْهم بإبتساماتٍ هادئة : وين عبدالعزيز ؟
و كأن بُخارًا يتلاشى حتى تسمعُ صوتها الضيِّق ، خلخلت أصابعها في يدِ والدتها بهمس : يمه ردِّي عليْ .. يممه .. لا تخليني .. لا تموتين .. يممه ردِّي عليْ .. يممممه ...
بدأت دمُوعها تسقط بإنهمار مع سماع أصواتِ المُلتفين حول السيارة ونبرةُ الشرطة : يممه . .
تحشرج صوتها وهي تشعرُ بفقدها للوعيْ : يبــــه .. يبـــــــــــــــــــــه ...
رمشت عينها لتسقط دمعةٍ وتفتحها على السقف الأبيض والأجهزة حولها مُلتفَّة. نظرت لمَا حولها لتبكِي بشدَّة : يممه .. يمـــه .. يمـــــــه
دخَلت الممرضة لتُثبت جسدها على السرير. رؤى بإنهيار كبير تدفعها : أبي أمي .... وين أمي ؟ .. وين هديل .. ويننننهم
الممرضة بعدم فهم ، بإنجليزية ركيكة : أرجوك أهدأي
دخَل وليد : رؤى
رؤى تنظرُ إليه بضياع : وين أمي ؟ وينها !!
وليد تسارعت نبضاته ليُردف : رؤى ؟؟
رؤى : مين رؤى !! أبي أمي .. جيب لي أمي
شعَر بإختناقٍ فظيع وهو يُردف للممرضة : هل لك بأن تتركينا قليلاً ؟
الممرضة بإستجابة خرجت مُلتزمة الصمت.
وليد جلس بجانبها : وش صار ؟
رؤى ببكاء : أنا أعرفك ! صديق عزوز ؟
وليد : إيه .. طيب يا ..
رؤى تمسك رأسها : أنا ! أنا .. ياربي وش صار !! وين عبدالعزيز ؟
وليد : عبدالعزيز !!
رؤى تصرخ به : أبي أخوووووووووي
وليد : طيب طيب .. أهدي بجيبهم لك
رؤى بضعف وإنكسار : و ناصر ! أبي ناصر بعد
وليد : طيب
رؤى وكأنها تذكرت أحدًا لتُردف بجنون : وين هديل ؟ هديل وينهااااا .. رد عليّ أنت تعرف بس ماتبي تعلمني .. أيه عرفتك عرفتك أنت الدكتور ! صح قولي صح أنت أسوأ دكتور شفته بحياتي
وليد أبتسم ومحاجره تختنق بإحمرار لأنه أدرَك أنها تستعيد ذاكرتها وتعيش التخبط بين ذكريات ما بعد الحادث وما قبله : إيه أنا أسوأ دكتور
رؤى بهذيان : وين أبوي ؟ .. وينههم كلهم !!
وليد هز كتفيْه : مدري .. ماأعرف
رؤى : أنت كذااب ! أبي ناصر .. جيبي لي ناصر .. ناصر ما يخبي عني شي
وليد عقد حاجبيْه : بجيبه لك .. بس أهدِي
رؤى صمتت لثواني لتبكِي وتتعالى ببُكائها : أبوي ما مات صح ؟
و كلمة " الموت " مؤذية لقلب كُل شخص فكيفْ أنا ؟ أنا المُتعذب بك : صح
رؤى هدأت أنفاسها براحة : وعبدالعزيز ؟ ما جاء ويانا الحمدلله طيب وينه ؟
وليد : بيجي
دخلت الممرضة ومعها إبرة مُهدأة ، رؤى تنظرُ لوليد بغرق حُبها الذي تجهله : روح أتصل عليهم .. نادهُم ليْ
وليد : إن شاء الله ..
تُغرز الإبرة في ذراعها لتهدأ أكثر مُستعدة للدخول في نومٍ عميق ، بكلماتٍ مُتقطعة : عبدالعزيز .. عـ ...
وليد أغمض عينيْه ليمسح دمُوعًا لم تخرج بعَد ، خرج من غُرفتها في حيرةٍ شديدة ، هي أستعادت ذاكرتها بحادثٍ مثل ما فقدته ولكن تتذكرني ! تعيش التخبط. يالله وكأنهُ ينقصنا ؟
،
أشتَّد تفكيره المُتذبذب ، عرَف رغبة عبدالمحسن ولن يُمانع منها بالنهاية يبقى أخيه مهما حدَث ، رُبما النصيحة تُفيد أو لا أعرف تماما ما يُفيده تماما ، لا يهمُني كل هذا ، الأهم أنني كيف أعيش ؟
قاطع تفكيره دخُول أحمد : فيه حالة حريق بحيِّك
سلطان وقف : بيتنا ؟
أحمد : لا .. من رجال الجوهي .. حارقين الفلة اللي قدامك
سلطان يأخذ هاتفه ليخرج مع أحمد ، يتصِل على عمته التي لا ترد وتشغلُ باله أكثر : الأمن هناك
أحمد : مسكرين الشارع
سلطان : مين اللي مسكرينه
أحمد بتوتر : أقصد صعب يوصلون الحيّ ! الطريق زحمة
سلطان ألتفت عليه بصدمة : الحي مافيه أمن !!
أحمد بربكة أكثر : إيه
سلطان يتصل على الجوهرة : زحمة وين في أي طريق ؟
أحمد : صاير حادث مروري
سلطان بعصبية : هذي مو صدفة .. قاعدين يستفردون فينا
،
هطل المطر بشدَّة والبرق يُرعب نفسَها التي تخاف ، منظرُ السماء في الغرُوب يُربكها أكثر : أبوي ما قال بيجي ؟
عبدالعزيز : إيه ..
رتيل بغضب : طيب الحين وش نسوي ؟
عبدالعزيز ببرود : طقِّي أصبع
رتيل : أكلمك جد!! والدنيا مطر يعني وش بنسوي
عبدالعزيز : شوفي تراني تعبان ومواصل والنفسية زبالة فأكرميني بسكوتك
رتيل تخرج هاتفها لتندهش من ضياع الشبكة : أيوآآ هذا اللي كان ناقص ! يعني وش بنسوي ؟
عبدالعزيز : قربنا نوصل لـ روَان
رتيل : طيب وأبوي كيف بيدِّل ومافيه شبكة الحين
عبدالعزيز : يهدأ المطر ونوصل هناك إن شاء الله بعدها ندق عليه
رتيل بقهر : ياربي .. أنا غلطانة أني جيت معك
عبدالعزيز أبتسم : جيبي المناديل وأمسحي وأنتِ ساكتة
رتيل بحدَّة : ماأشتغل عندك
عبدالعزيز الذِي يسير ببطء بسبب الأمطار القويَّة : تراك الحين تعتبرين كأنك مسافرة ومحد عندك ..
رتيل : تهددني ؟
عبدالعزيز : أعتبريها زي ماتبين
رتيل بقهر أخذت المناديل وأقتربت منه لتُردف : ما شفت مجانين زيِّك في أحد يبلع مشرط مدري وشو ذي الحديدة
عبدالعزيز : ماهو شغلك .. توقفت السيارة
رتيل : ليه وقفت ؟
عبدالعزيز صمت لثواني طويلة : شِتْ هابنز !!
رتيل أتسعت محاجرها : لا تقول أنها تعطلت .. عشان ماأنتحر
عبدالعزيز يخرج هاتفه ليرى أنَّ ليس هُناك شبكة ، حك جبينه ليلتفت على رتيل : رحنا ملح
رتيل بخوف : من جدك ؟ سوّ أي شي ..
عبدالعزيز يسحب معطفه ويرتدِيه : بشوف وش صاير يمكن أقدر أصلحه .. فتح الباب ليهب الهواء الشديد البرودة عليهم ، نزل و رأى كفارات السيارة الأمامية المثقوبة ، دخل مرةً أخرى : شكله داخل مسمار في الكفارات
رتيل : طيب ؟
عبدالعزيز يشد على معطفه وهو يشعر بالبرودة ، أغلق السيارة : ننتظر لين يهدى المطر
رتيل بغضب كبير : أنا وش ينطرني ! طيب إذا ما طلعوا لنا مرة ثانية !
عبدالعزيز : ضيَّعناهم ولا ما ضيَّعناهم ؟
رتيل : إيه بس
عبدالعزيز يقاطعها : اجل أبلعي لسانك
،
يجلسُ بجانبه ، بلع ريقه وهو يشعُر بقهقهة الحياة الساخرة ، أردف بذبذبةِ صوته الذِي يخُونه ، شعَر بجنُون الحب الذِي لا يصدق ما سَمِع ، شعَر بشعُوره جيدًا : آسف
ناصر أبتسم : على ؟
فيصل : أنا أعرف .. يعني بصراحة مدري كيف أقولك
ناصر : عادِي قول
فيصَل أخذ نفس عميق وكانه يغوص الآن لا يُدرك حجم الغرق الذِي سيسببه لناصر : بعد حادث باريس .. يعني .. أنا أبي أقولك أنه .. أنه يعني ...
شعر بأنه يختنق ، فتح أزارير ثوبه : والله مدري كيف أقولك
ناصر وقلبه بدآ يتصادم بشدَّة : يتعلق بمين ؟
فيصل : زوجتك
ناصر : إيه
فيصل : أنه .. يعني .. زوجتك .. صار .. يالله رحمتك .. زوجتك في باريس
ناصر ضحك لا يستوعب تماما : إيه عارف . . قبرها في باريس
فيصل : لأ .. يعني هي هناك
ناصر تجمَّدت ملامحه : مجنون ؟ كيف هي هناك !
فيصل بكلماتٍ مُتقطعة خافتة متوترة مرتبكة : يعني .. أنا عارف ماراح تصدقني .. يعني كيف إنسان ميت وبعدين حيَّ .. بس .. هذا اللي صار .. يعني أنا عارف أنك مصدُوم بس .. الله أراد هالشي وهذا قضاء وقدر .. زوجتك حيَّة يا ناصر
.
.
أنتهى ،
!!!
أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...
فترة الأقامة :
2932 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1929
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
39.04 يوميا
كتف ثالثه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى كتف ثالثه
البحث عن كل مشاركات كتف ثالثه