عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2023   #146


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (07:11 PM)
آبدآعاتي » 114,438
الاعجابات المتلقاة » 2460
الاعجابات المُرسلة » 2234
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 53 )


أقتربْ حتى شعر بأنَّ أنفاسها هي أنفاسُه ، أقترب حتى شعر بقسوةِ دقات قلبها على صدرِها الرقيق ، أقترب حتى تلاشى كبريائُه وضاع ! ضاعت نظراتُه بعينيْها التي تُضيء بالدمع ، مرَّر كفِه على خدِها و بعينِه حديثٌ طويل ، من ذا الذِي يشرحُ ثرثرةُ الحواس ؟ من ذا الذِي يسمعُ الصوت بعد قطعِ اللسان ؟ عتبٌ ألتحم بأهدابِه حتى أكثَرَ مِن لومِ نفسه ، أنا أعترف بقسوتِي ، بقهري ، بتسلطي ، بصفاتٍ سيئة كثيرة لا تُحصى ، أعترف بكل هذا ولستُ فخُور ، ولكن ماذنبي ؟ ماذنبي بأن أنتظِر العُمر كله حتى أُصفع هكذا ؟ ماذنبي بأن أحلم بالإستقرار والعائلة كأيْ شخص وأُكسَر من البداية ؟ ماذنبِي بكُل هذا ؟ منذُ أول لحظة وقعت عينايْ عليك بمنشفتِك البيضاء ؟ منذُ اول لحظة رأيتُكِ بها وقررت تجاهلك وأنتِ تُفتتين عقلي ، تحضُرين بقمةِ إنشغالي ؟ ماذنبي من كل هذا ؟ لا تُخبريني بأن الجميع يعفُو ويسامح ؟ لا تطلبي من رجُلٍ عاش حياته يتعذبُ من فُقدٍ لفُقد ؟ لا تطلبِي من رجُلٍ قضَى شبابه في الصحراء يتدربُ بأقسى التدريبات على يدِ شخصٍ أيضًا فقدتُه ؟ لا تطلبِي من شخصٍ لا يستطيع أن يُحافظ على أحد أن يعفُو ويسامح ؟ أنا حتى نفسِي لا أُسامحها ! أنا قاسي أعترف بهذا ! قاسي حتى على نفسِي حين توَّد شي ؟ لو يضعُوني بمنطقة بين الجنة والنار ويُخيِّروني !!! لن تُدركين معنى الألم وأنا أسيرُ للجحيم حتى أُرضي عقلي !! لم أُعير قلبي يومًا إهتمام ! ولن أُعيره مهما حدث حتى لو كان لأجلك ! إذا عمك سلب مِنك عُذريتك التي كانت من حقِي أنا ! أنا وحدِي يالجوهرة! فالحياة سلبت منِّي كل شيء ! كل شيء تتصورينه ، سأعفُو بحالةٍ واحدة ، حين أصفعُ نفسِي وأجعلك تذهبين لشخص يحسبُني أول و آخرُ الرجال في حياتِك. أنا على أوجِ إستعداد بأن أصفع نفسي وقريبًا جدًا إن لم يغدُر بي أحدٌ ويُسقطني.
نظرت له وفهمتُ العتب الذي حقن محاجره ، فهمتُه وتعرفُه جيدًا ، هو أول شخص فهمها حين غرقت على صدرِه وبكت من شدةِ ألمها ، ألمُها الذِي كان بسبب أن أحدًا بعد كل هذه السنين يقرأ عيناها. بكتْ بشدَّة بعد أن أخفضت نظرُها للمرةِ الثانية وهي تهمس بصوتٍ مُتقطع : أحس فيك ، أحس بوجعك .. و أنا موجوعة أكثر منك ...
رفعت عينها بشتات لتُكمل : ليه تعذب نفسك وتعذبني معاك ؟ أقسم لك برب هالروح أنك تكااابر وتقسى على نفسك يا سلطان !!
بحدَّة : أقسى ؟ وأنتِ عُمرك فهمتيني ؟ صعب صعب كثير أني أتعامل بهالسهولة اللي تبينها .. صعب عليّ لأني مااقبلها على غيري ولا راح أقبل على نفسي
أنفجرت بغضب لتصرخ : تقبل بأيش ؟ أنا وش ؟ الله كرَّمني بأي حق ترخصني !! بأي حق ؟؟؟ كافي إهانات كافييي ... كافي منك لله يا سلطان .. منك لله وش هالقساوة !! غيرك كان ينتظرني قبلك !! أعدد لك كم شخص تقدَّم ليْ ! أنت تعرف أني عمري ما كنت بقايا أحد !! إذا أنت تشوف فيني النقص هذا عقلك ماهو أنا ، ماهو برضاي رحت له .. ماهو برضاي ومالك حق تحاسبني كأني خنتك ! مالك حق أبد .. أتركني وبتشوف من بعدِك كم شخص يطلب رضايْ . .
لم تُكمل من صفعةٍ حادة جرحت خدُها الناعم ، أردف بصوتٍ هادىء مقهور وهو يتملكُ ذقنها بأصابعه : تعرفين شي !! لو أني أتجاهل أخلاقي كان علِّمتك كيف كم شخص من بعدِي يطلب رضاك !! كان علِّمتك الرخص على أصوله ... ماهو أنا اللي ترمين بلاَك ومصايبك عليه ، تحمَّلي اليوم اللي وافقتي فيه عليّ تحمليه يالجوهرة ... أبتعد للجهةِ الأخرى من السرير.
أبتعدت وهي تسيرُ بخطواتٍ سريعة للحمام ، أغلقت الباب وهي تضع ظهرها على الباب وتجلس ببكاءٍ عميق. كم من إهانةٍ يجب أن يتحمَّل قلبُها ؟ لِمَ أحببتك ؟ لِمَ ؟ أنت لا تستحقني ! لا تستحق والله بأن أُحبك !!!
مسك هاتفه وأغلقه ، أخذ تنهيدة طويلة وأفكاره تصطدم من جديد ، نظر بإتجاه الحمام ، يسمعُ أنينها وبكائها المُزعج لروحه. أتجه للدولاب ، غيَّر ملابِسه ليردتي زيُّ العسكرية ، أخرج سلاحه ووضعه بمكانه المخصص على خصرِه ، ترك هاتفه وخرج في ساعاتٍ هدأت بها شوارعُ الرياض الصاخبة.

،

يلتفتُ بكل جهةٍ بالغُرفة ، بصوتٍ مُنادي حاد : رييييم !! .. لم يجِد إلا صداه الذِي حفَر في باله فكرةٌ وحيدة ، كل النساء خائنات حتى يُثبتن عفتهُن ، كل النساء متساويات بقدرِ الخيانة ، كل النساء لا يصلحن للحُب ، جميعهُم مُستغلات كاذبات كيدهُن عظيم وصدق قولُ ربي. أخرج هاتفه وبأولِ رقم ضغطه ألتفت للباب الذِي يُفتح ، أتجه نحوها بغضب جعلها تتراجع للخلف بخوف حتى أصطدم ظهرُها بحافةِ الباب.
ريان يُمسكها من زندها ليحفر أصابعه : وين كنتِ ؟
بملامحها الشاحبة وعينيْها المُحمَّرة ضاع حديثُها من التوتر والربكة. أخذت شهيقًا ونست زفيرُها معلقًا في عينِ ريَّان الذِي سلبْ أنفاسها بغضبه.
ريان صرخ : وين كنتِ ؟
ريم بتأتأة : أأ .. تصلُوا عـ
ريَّان بحدَّة : أتصلوا ؟ مين اللي أتصلوا إن شاء الله
ريم بلعت ريقها لتسيل دمعة على خدها : الريسبشن مقدرت أتفاهم معهم فأضطريت أنزل .. أخرجت من جيبِ جاكيتها محفظته .. نسيتها وكلموني بس مافهمت عليهم
ريان ترك ذراعُها ليأخذ محفظته التي لم ينتبه لضياعها حتَى ، رفع حاجبه : ثاني مرة ما تطلعين بدُون إستئذان !!
ريم أخفظت بصرها لتسيل دمُوعها بصمت ،
ريَّان تجاهلها ليجلس على الكُرسي ، دقائِق طويلة مرَّت على وقوفها وجلُوسه ، صمت وهدُوء مزعج يهرول بينهُما.
رفع عينه لها وبنبرة هادئة : أجلسي
وكأنَّ هذه الكلمة سكبت الزيتُ على النار حتى فاضت ملامحُها بالدمُوع وبالبلل. يطلبُ مني بهدُوء كأنهُ لم يصرخ للتو ! أيّ تناقُض تعيشه ؟ أيّ ألم يحفُر بيْ !! تحطمت احلامِي في مهدها ، لم تُطيل رفرفتها الزهريَة أمامي ، ناحت وأنت يا ريَّان سببُ حُزنها.
ريَّان : رييم ... أجلسي
على طرفِ الأريكة جلست دُون أن تنظر إليْه ، وهي تتشابكُ بأصابعها وفرقعتها تحكي شيئًا واحِد : وَجَع.
ريَّان : ماهو قصدِي بس لما دخلت ومالقيتك عصَّبت ..
ريم بصوتٍ مُتقطع : أبغى أرجع الرياض
ريَّان تنهَّد : طيب .. بقدِّم حجزنا .. هاليومين إن شاء الله

،

أستيقظ على صخبٍ وربكة خارج غُرفته ، نظر للساعة التي تُشير للثامنة والنصف صباحًا بتوقيت باريس ، تنهَّد و فتح الباب ليسمع صوتٍ مُبتهج : سبرااايز
رفع حاجبه بإستغرابٍ شديد وهو ينظرُ لترتيب الصالة الغير مُعتاد والأشياء الكثيرة المُتغيِّرة في الشقة ، إبتداءً باللوحات الزيتية المُعلَّقة إنتهاءً بالأرائِك.
أثير بإبتسامة : الليلة راح نحتفل يا زوجي العزيز
ضحك بسُخرية : سجليها بالتاريخ الزوجة هي اللي تحتفل
أثير عقدت حاجبها : لا والله ؟ يعني أطلع ؟
عبدالعزيز مُتجهًا للحمام : طلعي هاللي جايبتهم !!
أثير تنهَّدت وهي تخرج من محفظتها نقُود للعاملين ، دقائِق حتى أغلقت باب الشقة ونظرت نظرة أخيرة للمكان الذِي بدأ أكثرُ بهجة بألوانٍ دافئة. فهي لا تقبَل بمكانٍ كئيب ، أهتم كثيرًا بنفسيتي وبمزاجِي الذِي ينظرُ للمكان. ويجب أن أهيء عيني لرؤية ألوانٍ تُساعد على الإسترخاء والهدُوء. طبيعي أنّ رتيل ستخطف هدُوئي هذه الأيام.
خرج من الحمام وهو يضع المنشفة الصغيرة على وجهه : من الحين بديتي التسلط ؟ كان أستأذنتي ؟
أثير بدلع : لو مثلا أستأذنت بترفض ؟
أبعد المنشفة ليبتسم : لا
أثير : هههههههههههههههههههه خلاص أجل
عبدالعزيز جلس بخمُول على الأريكة الجديدة ليتألمُ ظهره : هذي شكلها من كذبتي
أثير رفعت حاجبها بحدة : عززووووز !! أنت ما تلاحظ أنك كل ما قلت لي كلمة حلوة قمت وتطنزت عليها !
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه شفتِي هذا دليل مافيه ثقة مُتبادلة
أثير تنهَّدت : طيب الشرهة ماهي عليك ! الشرهة عليّ أنا
عبدالعزيز وهو ينظرُ للبسها من أقدامها حتى رأسها : قولي لي بس أنك طالعة بهاللبس ؟
أثير تكتفت : بنبدأ هالموَّال !!
عبدالعزيز بغضب : قلت لك مليون مرررة هاللبس ماتلبسينه معيي!! عيشي مصخرتك بعيد عني ماهو معي
أثير بحدة : أولاً لا تعلي صوتك عليْ ! ثانيًا تقدر توصِّل المعلومة بأسلوب أهدأ .. وبعدين كنت لابسة جاكيتي
عبدالعزيز : الكلام معك ضايع ! بس جربي تلبسين هالأشياء مرة ثانية اللي تخليني أتقزز من نفسي حتى والله يا أثير لأحرقها قدامك
أثير بقهر : تعرف شي ! أنا رايحة
عبدالعزيز ينظرُ إليْها ببرود : ماراح أقولك أجلسي
أثير ضحكت من دهشتها : لا والله !! ما تقصِّر يجي منك أكثر
عبدالعزيز بإبتسامة واسعة : هذا اللي عندِي ... كسرتي لي ظهري بهالكنبة !
وقف ليتكلم بجديَّة : أثير هاللبس أنسيه .. أحرقيه .. سوِّي فيه اللي تبينه .. وشعرك صدقيني أنا داري أنه طويل ماله داعي كل يوم فاتحته ! ولاحظي أني للحين مافرضت عليك الحجاب ..
أثير : ليه ناوي تفرضه بعد ؟
عبدالعزيز بضحكة :أنا أحاول أتدرَّج لك بالأحكام إقتداءً بالإسلام أحرِّم عليك الأشياء شوي شوي ..
أثير عضت شفتِها : صاحي ومروِّق وجاهز للطنازة
عبدالعزيز : أكيد بروِّق يا روحي دام أشوفك
أثير وجنَّ جنونها : عزووز ! لا تتمصخر
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه طيب جايبة شي آكله ؟
أثير : لأ
عبدالعزيز : صار لك قرن تجيبين لي كل يوم وأكون ماني مشتهي ويوم أشتهيت يالبخيلة ماجبتي شي معك !
أثير بتمعُن شديد وكأنها تكتشفُ أمرًا : هالرواقة مو لله !
عبدالعزيز أبتسم : كذا من الله مستانس ولا حاسدتني على فرحتي بعد
أثير : على العموم جايبة فطور
عبدالعزيز أقترب منها ليطبع قُبلة رقيقة على خدها : شُكرًا
أثير بإبتسامة : وش سويت بالشغل أمس ؟
عبدالعزيز : عال العال
أثير وكأنها تُريد أن تعرف أمرًا : وبعد ؟
عبدالعزيز وهو يسكبُ له من الحليب : وش بعد !
أثير : قلت لك أني شفت حرم سيادتِك بالطريق أمس
عبدالعزيز : والله !! بشري أمك
أثير تجلسُ امامه : جد ماأمزح
عبدالعزيز بلامُبالاة : عسى ما هفتك كفّ
أثير : يا ثقل دمِك
عبدالعزيز رفع عينه : مدري عنك ! يعني وش أسوي طيب ؟ هم ساكنين بنهاية الشارع أكيد بتلتقين معها كثير
أثير بهدُوء : متزوجها برضاك ؟
عبدالعزيز بسخرية : عطوني كف وأجبروني
أثير بسخرية أكثر : لأن واضح الحُب ماشاء الله
عبدالعزيز بضحكة عميقة : أنا ورتيل بيننا تفاهم من نوع خاص
أثير بشماتة : الله يحفظ لك هالتفاهم
عبدالعزيز مستغرق بأكله : بيني وبينك تراها تنحَّب حاولي تصادقينها
أثير بغضب : كمِّل أكلك
عبدالعزيز بجديَّة : وش سالفة حفلة الليلة ؟
أثير تُقلد صوته : أنا يا أثير أبغاك تسكنين معي
عبدالعزيز يُغلظ صوته : وأنا يا أثير غيَّرت رايي
أثير أخذت الفطيرة لتحشُرها بفمِه وتتعالى ضحكات عبدالعزيز التي غصَّت ، بلع لقمته ليُردف : جوكينق يا شيخة
عند الباب ترتدِي معطفها : روِّق يا حبيبي زي ماتبي وتحمَّل ضرايب هالرواقة
عبدالعزيز : خلاص الليلة موعدنا ...
أثير : الليلة بس راح نعلن زاوجنا بشكل رسمي لكن مسألة أني أسكن عندك أنتظر أسبوع لأن عندي شغل
عبدالعزيز : شغل وشو ؟
أثير : مايهمك
عبدالعزيز كحّ ليُردف : نقانق يا مال ... أستغفر الله بس
أثير ضحكت من ملامحه المتقززة وبخبث : نسيت عقدة الهوت دوق !! يالله هني وعافية حبيبي .. وخرجت.
عبدالعزيز بأكمله مُتقرف ، شرب الماء دفعةٌ واحِدة حتى يذهب طعمُها الذِي يكره.

،

يسمعُ للخطط التي يشعرُ بفشلها لحظة وبنجاحها لحظات ، يُمعن النظر بعينِ والده الذِي يُحب مهما فعل ، مهما قال يبقى أبيه الذِي يعشقه ولا يتحملُ فُقده ، مهما كرَه ما فعَل يُحب قلبه وهذا يكفِي بالنسبة له.
كم من مرَّة يجب أن نُضحِي ؟ كم من مرَّة يجب أن نندم يا أبِي أننا ننتمي لبعض ؟ كم من مرَّة ؟ لستُ أتمنى أبٌ غيرك ولكن أتمنى صفات من غيرك بِك. أنا أعرفُ جيدًا نهايتُك ونهايتي لكن كيف أتحملُ الحياة دُونك ؟ أو كيف تتحملُ الحياة دُوني ؟ نحنُ الذِين نحب بعض بأكثرِ من رابِط أبٍ وأبنه ، أكثر بكثير من هذا المعنى أنا أشعرُ بأن لا أحِد على هذه الحياة يستحقُ التضحية من أجله سواك ومن ثُم التي سلبت قلبي ، لا أحد سواكُما. أعرفُ كيف تشتُمني كثيرًا وأنت تقصدُ " أحبك كثيرًا " أعرف والله يا أبِي كيف هي أفعالُك الحانية وأقوالك المُعادية ، أفهمُك وأفهمُ تسلطك وخوفك. لكن من حقِي أن تقف معي بهذا الحُب.
رائِد بنبرةِ وعيد لأحدِ رجاله : بالأشياء هذِي ماعندي ولدي ولا أبوي ! أحد يغدر فيني أغدر فيه لو كان قطعة من روحي .. أذبحه وأتلذذ بذبحه بعد
فارس بلع ريقه ، لا يرضى بأن يكُون والده في محل إستغفال مهما فعل يبقى والده الذِي لا يرضى عليه بشيء ، هل يُخبره ، أن يقُول له ما يعرف ! كيف يُخبره ؟ هل يبدأ بسردِ ما يعرفُ عن عبدالعزيز أو عن عملِ عبدالرحمن أو عن خططهم. تبقى مكانة والِده تفُوق عبير بعدةِ درجات ولن يستطيع أن يكُون بين ناريْن.
ألتفت لإبنه مُبتسمًا : وش تفكر فيه ؟
فارس بإبتسامة : الحرية
ضحك ليُردف : أفآآ !!
فارس أقترب ليجلس أمامه : يبه .. خاطري أقولك شي من زمان
رائِد أشار للجميع بأن يخرُج لينظُر بنظرةِ الأم الحنُونة على إبنها : وشو ؟
فارس : ما تحلم أني أكوِّن أسرة وأتزوج وأعيش حالي حال الناس
رائِد بصمت مُهيب ، ينظرُ إليْه دُون أن ينطق حرفًا ، يضيعُ هو الآخر بحديثِ إبنه.
فارس بتوتر : يضايقك ؟
رائد : لا ! بس هالفترة مستحيل هالشي
فارس بتنهيدة : إلى متى ؟
رائد : بنستقر هنا ونعيش هنا وبعدها تقدر تتزوج وتكوِّن حياتك
فارس بعُمق ألمه : ليه تكذب عليّ ؟ تقولها وكأنك راضي ! أنت مستحيل يا يبه تخليني أنسلخ بحياتي عنك
رائد بحدة : إيه صحيح ! مستحيل ودامه مستحيل لا عاد تفتح الموضوع
فارس عقد حاجبيْه بهدُوء : تبيني أموت ؟ وش تبي نهايتي بالضبط ؟ قولي عشان ماأحلم كثيير
رائد بغضب : لا تحلم بشي !!
فارس وقف ليصفع ضمير والده : طييب !! ... بفكِر بأي طريقة راح أموت وأوعدك ماراح أخيِّب ظنك في الموت زي ماتبي يا يبه ... بموت بطريقة بطولية تليق بإسمك
رائد تنهَّد ليُردف : أطلع برااا
فارس عض شفتِه السُفلى : من حياتك ؟
رائد بصرخة : فاااااااااارس !! أنتبه لحكيْك معي لا يجيك شي عمرك ماشفته
فارس أنحنى لهاتفه ليُخرج الشريحة أمام والده مُعلنًا التمرُد : تجسسك عليّ ماعاد ينفع معي ! أنا كبرت !!! أفهم شي واحد أني كبرت وأنه من حقي أعيش زي ماابي ماهو زي ماأنت تبي !
رائِد ينظرُ إليْه بصمت وكأنه يُفكر بشيء يُثير فزع فارس هذه اللحظات.
فارس : ماطلبت منك شي كبير ! حياتي يا يبه
رائِد : وش تبي بالضبط ؟ تبي فلوس ؟
فارس : لا .. أبي أكون حُر
رائد : وأنت مسجون ولا عبد عند أحد
فارس : إيه مسجون !! شخص ينجبر يجلس في غرفته زي المعتقل أكيد مسجون
رائد : كله يا غبي لمصلحتك !!
فارس : ما تخاف عليّ ؟ ما تخاف أحد يوجعني زي ما توجع خلق الله ؟
رائِد بغضب كبير : ومين آذيت إن شاء الله ؟ أنت أصلا ماتعرف وش صاير وجايْ تحكم !! مخك يا حبيبي توَّه
فارس بهدُوء ألتفت ليأخذ معطفه : تعرف يا يبه مهما سويت أني بكون يمينك وبشيلك على راسي لكن لمرَّة وحدة أصلح حالنا



 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...







رد مع اقتباس