عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2023   #135


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:17 AM)
آبدآعاتي » 53,762
الاعجابات المتلقاة » 1808
الاعجابات المُرسلة » 1747
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بعد أن أكتملت زينتهُن في إحدى مشاغل الرياض أتيْن ليرتدين فساتينهُن ، و طلةُ الملاك تتضع بين ملامح الجوهرة في فُستانها السُكرِي. ومازالت تخافُ الضيق في كل شيء فأتى فُستانها مرسومًا حتى بدأ بالإتساع حين لامس خصرها ، علّ هذا الإتساع يأتيها في قبرها حين تُحشر به و هي التي سترت نفسها في الدُنيـا.
برجاء كبير : بس شوي أنتظري
الجوهرة : تأخرت مررة مقدر أنتظر وبعدين امي بروحها و . .
حصة بحيلة تُقاطعها : مانبي السواق يودينا في هالليل وإحنا متعطرات مايجوز
الجوهرة : انا ماتعطرت ، عطري في الشنطة
حصة وتبحث عن حيلةٍ أخرى : طيب أنا تعطرت !!
الجوهرة بعينيها البريئتيْن عقدتهُما لتلفظ : هذا عرس أخوي مفروض انا أول الحاضرين .. يعني ننتظر مين ؟
حصة : سلطان
الجوهرة بصدمة : لأ .. أقصد يعني هو راح وخلص
حصة : لأ للحين ماراح هو قالي بمِّر البيت
الجوهرة بنفسٍ ضيق : الله يخليك حصة يعني أنتِ عارفة وش صاير ماأبغى ..
لم تُكمل من إبتسامة حصة ذات المعنى و ظلِ سلطان ينعكس ، ألتفتت للخلف لتراه.
حصة بضحكة أردفت : بروح أجيب عبايتي ... لتنسحب مُتجهة لغُرفتها.
شعرت بأن الأكسجين في حضوره يختفي ، أن الإختناق يقتربُ منها بخطواتٍ عريضة ، و أعيُنه تطُوف عليها و من أقدامها حتى رأسها سَارت عينُ سلطان ببطء ، وضعت يدها على جانبيْ فُستانها وكأنها تُريد أن تغطي شيئًا من وهمِ خيالها.
الجوهرة بلعت ريقها لتنتحي وتأخذ عباءتها الموضوعة على " الكنب " ، لبستها بإستعجال حتى تُبعد أنظار سلطان. حصة بعد أن أستغرقت ثواني طويلة جعلتها تشتمُ في داخلها من برود سلطان الذي لم يلفظ كلمة ، أتت لهُما : يالله نمشي.
سلطان أخرج تنهيدة أحرجت الجوهرة و أحمَّرت بها خجلاً ليُردف : يلا

،

دخلتْ الرقيقة نجلاء و المُكتملة زينتها وكيف لأ ؟ وهي أنجبتْ جميلاً يأخذُ منها الكثير ، الأمهاتْ اللاتِي تنبتُ من تحت أقدامهن الجنان يبدُون كجمالِ السماء حين نستشهدُ بالجمال : ماشاء الله تبارك الرحمن ، الله لايضرك و يهنيك
ريم والتي لم تلبسُ فستانها بعد : يمممه نجول أحس قلبي بيوقف
نجلاء : بسم عليك .. صليتي ؟
ريم : إيه
نجلاء : أهم شيء الحمدلله ، ريلاكس وأنبسطي هذي ليلة للعمر
ريم وضعت يدها على صدرها الذي يهبطُ بشدَّة : أخاف أبكي في الزفة ويخرب شكلي
نجلاء بإبتسامة بانت بها صفةُ أسنانها البيضاء : طالعي فوق إذا جتك الصيحة وتعوذي من الشيطان !! يختي أبتسمي وخففي هالربكة والوسوسة
دخلت هيفاء : مالبستي للحين !! يالله ألبسي عشان منصور ويوسف بيجون يصورون معك لأن ريان ماراح يدخل القاعة
ريم بخوف : يممممه تكفون أحس بنهبل
هيفاء : هههههههههههههههههههههههه يختي تحركي وألبسي وبعدها أنهبلي على كيفك
نجلاء بضحكة : لاتخربين شكلك بس وأبتسمي عيشي الفرحة لاتفكرين بشيء ثاني يخص العرس أهم شي أنتِ ، وكل أمور العرس تمام وأم ريان مهي مقصرة بشيء و خالتي معها بالقاعة ويقولون كل شيء تمام
ريم أغمضت عينيْها وكتمارين اليوغا مددت يداها : خلاص خلاص خلاص أنا هادية
هيفاء : ههههههههههههه أنا بنزل أتنكس مع يوسف قبل لا نروح القاعة
نجلاء : جاء منصور ؟
هيفاء : أيه وراح أبوي
نجلاء : يالله ريوم ألبسي وناديني إذا احتجتي شي أنا هنا
تركُوا ريم في ربكةٍ عظيمة تُشبه عظمة هذا اليوم الأبيض. ، أرتدت فُستانها الأبيض الذي كان فرعٌ من أحلام الصبا بل هو الفرعُ الرئيسي الذي تفرعت منه الأحلام الورديـة ، الليلة سأجتمعُ مع رجُل لا أعرفه ولكن يكفي أن يجتمعُ إسمي بإسمه و أنا والله أُحبك و إن كُنت لا أعرفُ الا إسمك ، أُحبك يا من سرقت فكرِي و نومي لليالٍ طويلة حتى هذه الليلة. يا " ريـان " القلبْ أني أسمُو بحُبٍ أبيض خالص فـ زدنِي إليكْ عشقًا يُجمِّل الصبيـة التي بين ذراعِيْك ، زدني عشقًا و أجعلني أُحبك بأسبابٍ كثيرة.
دقائِق طويلة مرَّت حتى طلت عليها نجلاء و ضبَّطت الطرحة البيضاء التي تعتلي شعرها ، أعطتها مسكةُ يدِها الملمومة بالورد الزهري.
هيفاء أتت بكاميرتها و وضعتها على خاصية الفيديو : نجول تغطي عشان يوسف
نجلاء : طيب .. وأتجهت لجناحها لتأخذ عباءتها
هيفاء : أمشي ننزل عشان الصالة مرتبة للتصوير
ريم بربكة كبيرة و أطرافُها ترتجف ..نزلت بمُساعدة هيفاء . . .
هيفاء بضحكة بدأت تزغرد لتعلن وصُول ريمْ.
بأسفل الدرج يُوسف و منصُور وإبتساماتهم تُضيء بل تشتعل فرحةً بـ ريم ، لمعت الدمعة بعينِ يُوسف و الفرحة تغزوها. و عين منصُور تُثرثر بالكثير من معانِي الحياة المُتشكلة بفرحة.
ريم ما إن رأت اللمعة في عين يوسف حتى سقطت دمعتها
هيفاء : لألألأ ريم الله يخليك لاتبكين
يوسف بنبرة بدوية : بنت عبدالله ماتبكِي !!
هيفاء بإبتسامة تضع الكاميرا بإتجاه يوسف : يالله يوسف قول شيء
يوسف بضحكات مُتكاثرة : تراني حافظها من زمان عشان أقولها ... ياعروس الكون يا ضي العيون ..يا ملاكٍ ينثر عطور الزهور .. ياعرس الكون يا نَف المزون .. يا أميرة فاقت الحسن بظهور .. و ... والباقي نسيت ههههههههههه *أردف الأبيات بصوته وكأنه شاعرُ زمانه وكيف لأ وصوتُ يوسف زاد القصيدة جمالاً*
لمعت دمُوع هيفاء هي الأخرى بكلماتِ يوسف لتُردف : هذا وأنت حافظها من زمان !!!
منصور بصوتٍ يُرتِّل الدُعاء : اللهم أحفظها بما تحفظ به عبادِك الصالحين و وفقها و أسعدها بأضعاف من يُحبها
ريم و الدمعة تُرفرف ، رفعت نظرها للأعلى وهي تنزلُ للعتبـةِ الأخيرة.
أتاها يوسف ورُغم أنها أبتعدت حتى لا يُقبل رأسها ويكتفي بقُبلة خدَّها ولكن يوسف أرغمها و قبَّل رأسها قُبلةٍ عميقة : ألف مبروووك
منصور هو الآخر قبَّل رأسها و الدمُوع تتراكم في عينِ ريم : مبروووك يالغالية
ريم بصوتٍ متحشرج : الله يبارك فيكم
يوسف بإبتسامة ومازالت الفرحة تلمعُ في عيناه : ورينا إبتسامتك نبي نصوِّر
ريم أبتسمت لتضحك من نظرات يوسف ، هيفاء صوَّرت أولاً يُوسف مع ريم ومن ثُم مع منصُور ، لتضع الكاميرا على الترايبود وتضع المؤقت لها 10 ثواني. . ووقفُوا جميعًا لصورةٍ جماعية للذكرى ، للذكرى البيضاء التي تُحلِّق في ضحكةِ زفافِ ريم.

،

كانت أعيُنه تبحث عنه ، خابت كل توقعاته عندما رآه لم يحضُر أو ربما لم يدعُوه ! لا أنا مُتأكد أنهُم دعُوه ولكن لِمَ لمْ يحضُر ؟ حتى عبدالعزيز لم يحضر ! يالله ليتك يا ناصر هُنا ! ماذا بيدي أفعل حتى أراك بمكانٍ يضخ بمن تعرفه ! تنهَّد بعُمق وإبتسامته ترتسم على ملامِحه البدويـة الخافتة. أنقبض قلبه في لحظات عندما دخل والِد ناصر ، عيناه لا ترمش حتى وقف دون أن يشعر عندما رأى ناصر. بلع ريقه و الإضطراب يُسيطر عليه. أقتربُوا من ريـان الذي يتوسطُ القاعة وعلى جانبِه والده و عمِه عبدالرحمن ومن ثُم أقرباءٌه من بعيد حتى يصل إلى سلطان الجابر و فيصل القايد.
بدأوا بالسلام من جهة ريان حتى اليمين ، ناصر أبتسم لفيصل و سلَّم عليه . . جلس بجانبه في وقتٍ جلس والد ناصر بجانب عبدالرحمن.
شعر بأنه ليس له قدرة على الحديث و بجانبه ناصر.
في جهةٍ مُقاربة كان ريَّان متوتر ، ومهما حصل فهذه الليلة مُربكة لكل رجِل و قاتلة لكل أنثى ، السكسوكة السوداء كالليل الغامق زادتهُ فتـنة وكيف لايكُن فتنة وهو من سلالةٍ تضمُ أختيه و أيضًا بناتِ عمِه و فوق ثوبه الأبيض بشتُ أسود زاد الليلُ سعادة.

،

حالتُه النفسيـة سيئة بل هي الاشدُ سوءً منذُ أن غادرت عائلته ، ينتبه حتى لنملةٍ إن مرَّت ، بدأ إنتباههُ يُركز بالتفاصيل الصغيرة التي تسرقُ منه النوم ، على فراشه في شقته بباريس بعد أن عاد من دُوفيل الكئيبة. ترك غُرفته ليتجه لغُرفة والديْه ، تمدد على سريرهُما و كالطفل تكوَّر حول نفسه و عيناه تتأملُ التسريحة التي مازالت تحوِي عطوراتِ والده و والدته.
زمّ على شفتيْه كي لايبكي رُغم انه لايخجل أن يبكي في وحدته ، لكن لايُريد أن يبكِي و ينهار ببكائِه و يدخلُ في دوامة سوداء لن يخرج منها بسهولة ، أغمض عيناه مُحاوِلاً فيها النوم ، أرجوك يالله لا تمُر الليلة الرابعة دون نوم ! أرجُوك يالله لا تمُر . . والله أني أحتاجُ ان أنام ، أحتاج أن أنام . . تمتم بأحاديثٍ روحية حتى همس : أبي أنام .. أخذ المخدة وألصقها في وجهه ، مُتعب جدًا لأنه لا يستطيع النوم و اللانوم يُجهده و يؤثر على وظائفه ، حتى تركيزه يضعف بشدَّة حتى أنه العصِر أراد أن يصنعُ له كُوب قهوة وأرتجفت يداه وسقط الكوب على الأرض.
بلاحيل ولا قوة ترك المخدة و تأمل السقف و أحاديثهم الفائتة تصخب بها مسامعه ، لو يعُود الزمن لن أُضيّع وقت في حِجْر أُمي وبين ذراعيْ والدي ، لِمَ عندما يرحل الأحبه نُفكر بالدقائق الضائعة من عُمرنا دونهم ؟ لِمَ عندما يرحلون نُتمتم " ليت " ، لِمَ لمْ نُجالس والديْنا قبل أن يرحلوا و تتضبب رؤيتنا من بعدهم ! ليت والله ليت يا أبي تعُود و أخبرك عما فعلُوه بإبنك ! ليتُكِ يا أُمي تأتين فأنا أفتقدُ السؤال ، أبسطُ الأشياء التي أُحبها " وجهك مخطوف ، سلامتك يا حبيبي وش فيك ؟ ، حبيبي فيك شي ، عزوز قلبي مسخِّن ؟ ، حالك ماهو عاجبني . . " والقائمة تطول أفتقد هذه الكلمات ، لا أحد يسأل عني ليسمعني الجميع يُردد سؤاله بإعتيادية ميتة " كيف حالُك " هذه الكلمة من شأنها أن تشطرني نصفيْن حين أقول " بخير ". والله انا لستُ بخير ولا أعرفُ للخير طريق و أنا لولا رحمةُ الله لوقعت الآن من فجيعةِ خيبتي.

،

أرسلتْ رسالة إليْها تُهنئها بزواجها لتجلس على سريرها في حيرة من أمرها ، لِمَ عاملها يوسف هكذا ؟ رُغم انها شعرت بتحسُن علاقتهما ؟ أنا الغبية التي فضفضتُ له عن ما يُشعرني بوحدتي ، أنا الغبية التي سهرتُ معه و مع صوتِه طوال الليل لأشرح له حُزني وألمِي و بعضُ وجع هذا الحمل ، أنا الغبية والله و هذا هو لم يُخيب الظن به ! خذلني كما خذلتني أمي. و الآن أنا حامل ؟ حتى الحمل الذي يجب أن أفرح به . . تعست ، و أنا أشعرُ بالرخص حتى وإن قالت أمي عكس ذلك ، حتى وإن قالت بغير ذلك ! أنا لستُ أفهم لِمَ الحُزن يترصدُ لي في كل مرةٍ أبتسم فيها.
دخلت والدتها : وش بلاتس قاعدة ؟
مُهرة بحزن : وش تبيني أسوي ؟
والدتها : تكلمي معي زين !! جاتس جنون الحمل
مُهرة : بسم الله عليْ ، يمه يعني تعرفين أني متضايقة فأتركيني شوي لاتضغطين عليْ
والدتها : ورآآه ! لايكون ما يرد عليتس !
مُهرة أنفجرت بالبكاء : خلااااص يمه ! لاتسأليني وتوجعيني أكثر
والدتها بإستغراب : يممه مُهرة هذا وأنتِ العاقلة تبتسين*تبكين* ؟ الحين بجيب لتس شاهي تدفين فيه نفستس وتريحين أعصابتس .. خرجت وتركت الشتات ينفجرُ بدمعِ أبنتها.
لامست بطنها الذي بدأ يبرُز ، مسحت دمُوعها تكره أن تضعف ولكن هذا الذي يتكوَّرُ في بطنها يُرهقها ويُحمِّلها مالاطاقة فيه.
يبدُو أنه في أوجِّ سعادته الآن ، لن أحسد سعادته يومًا ولكن كان أبسطُ حقوقي أن يُشاركني تلك الفرحة. " ههه !" يا أنا كيف أشاركه الفرحة وهو سلب فرحتِي الأُم ، فرحتي الحقيقة كأيْ عرُوس تُحب أن تحتفل ، أجهض أحلامي الورديـة كيف من بعدِها أن أفرح معه ؟ تبًا لك يا يُوسف ومن خلفِك أخيك أيضًا.

،

أشغَل القرآن بصوتِ الشيخ السديس لتضجُ غرفتها بصوتِه و تنتشرُ السكينة والروحانيـة بين زواياها ، وليد بصوتٍ خافت : أنا بروح والجوال جمبك بس تحتاجيني بشيء أتصلي عليْ .. طيب ؟
رؤى ببحة : طيب
وليد : بحفظ الرحمن . . وخرج من غُرفتها ويقفلها بالكرت الثاني الذِي معه وبمُقابل غرفتها الفندقية دخل غرفته.
رؤى تتأملُ السقف بسكينة و الصوتُ يثلج مسامعها ، أشتاقت لـ " مكة " . . كيف أشتاقُ وأنا لم أزورها ؟
سكتت قليلاً لتُردف بهمس : وش يدريني أني مازرتها ؟
بدأتُ المعلومات تتشابكُ في عقلها و تتجعدُ اللحظات بين حقيقة و خيال. أزُرت مكة أم لأ ؟ ولكن نطقتها ، قُلتها بتأكيد أنني لم أزورها ! . . حاولت أن تتذكر أشياء كثيرة ولكن ضغطها الكبير على ذاكرتها جعلها تيأس وتصمُت لتعود لعدّ النقوش في السقف. يالله كيف أتذكر ؟ كيف أقولها ؟ . . هُناك ناصر ! هُناك أحدٌ يدعى ناصر أحبه ولكن أين هو ؟ أمات في حادث أم مات فجأة أم مات بمرض ؟ . . أم أنه موجود ؟ هل يُعقل أن يكُون حيًا ؟ إن كان حيًا لِمَ تركني ؟ سأصدق أنك ميِّت ! سأقول أنك ميِّت ولكن لا تكُن حيًا و تصدمنِي بخيبتِي في تركِك ليْ ؟ لا تصدمني أرجُوك فما عاد بي أعصابُ تحتمل.
و إن كان لي أختْ ؟ متزوجة لاهية او رُبما مازالت عازبة ! لِمَ تركتني ؟ لِمَ تركوني ؟
إذا لم تكُن تلك أمي و خدعتني ! كيف سمحتُوا لها بأن تقتحم عالمي ! كيف سمحتُوا لها وأنتُم عائلتي ؟ يالله يالخيبة الكبيرة منكم ! أهان عليكم حياةً تتجسدُ بيْ ، يئست جذورها وأنحنت بذبول. أنا ذابلة بائسة حزينة ضئيلة ، أحتاجُ من يُضيئني ! أحتاجُ لعائلة حقيقية.
،

مُرتبكة يعني أنَّ متوسط ضربات القلبْ بها وصل إلى الصفر إلاّ شيئًا ضئيل ، الليلة في آخرُها ، صخبت وضجت بفرحة الحضُور ، كانت الأعيُن صامتة في زفتِها ، كانت شديدة الصمت وأكثر في ذهولها ، شيءٌ كان مُخبأ في بيت عبدالله وبان الآن.
الإبتسامات البيضاء المُزهِرة تنتشِر و أيضًا الصفراء الخبيثة. في " كوشتها " تصوَّر كل من تُحب من عائلتها إلى صديقاتها . . أبصرت المحبة وهُم يرقصُون من أجلها و ينطربُون فرحةً بزفافها ، كل الأشياء الجميلة التي توَّجت هذا الحفل تركت في قلبها بُكاء عميق ، بكاء سعيد.
همست في أذنها : ريان جايْ . .
كلمتيْن كانت كفيلة بأن تتعمقُ بربكتها وإرتجاف أطرافها لتشتعلُ حُمرة عينها و يبهتُ لونها ، لم تأكُل شيء منذُ الصباح.
هيفاء بخوف : ريمم بسم الله عليك .. أهدِي
أتت والدتها : بسم الله عليك يمممه
هيفاء : بيغمى عليها ... بروح أجيب موياا
عبير أقتربت منهم : وش فيها ؟
هيفاء وأتت بمنديلٍ مُبلل : شكل ضغطها نزل
عبير : طيب عطيني هالمنديل لانخرب مكياجها ،
بدأت عبير تُبلل كفّها بالمنديل لتُقرب ببرودة أطراف أصابعها لملامح ريم . . ثواني قليلة حتى بدأت بالتركيز وهي لم يُغمى عليها بعد ولكن عيناها التي بدأت بالنظر للأعلى أخافت هيفاء و والدتها.
عبير : خلها تآكل شي قبل لايجي ريان
ريم : لآ مو مشتهية
عبير : لآزم تآكلين لاتطيحين من طولك الحين . . ألتفتت على رتيل الغارقة بأحاديثٍ مع الجوهرة : رتول جيبي أي شي من البوفيه تآكله ريم
رتيل بهدُوء دون أن تناقش توجَّهت إلى البوفيـه ، في جهةٍ أخرى كانت الأعيُن تراقب الفتيات اليانعات ، بدأُوا بالإختيار بمثل ما يريدون وكأنهُن ضمنوا الموافقة في الجيب.
بصوتٌ مبحوح : إيه هذي يمه إسمها عبير .. بنت عبدالرحمن آل متعب واللي جمبها الجوهرة مرت سلطان بن بدر !
أجابتها والدتها : عبدالرحمن مايزوَّج بناته
هي الآخرى : يعني بيخليهن في رقبته طول عمره ! شفتي يمه ذيك اللي لابسة أسود .. تصير زوجته الجديدة
والدتها : تزوَّج !
: إيه يمه ! الرياجيل مايصبرون شوفيه تزوَّج وحدة بمقام بناته .. بس يقولون أنها كبيرة طبت الثلاثين
أتت الأخت الأخرى : والله أخت العروس قايمة في العرس
الأم : أي وحدة فيهن ! ضيّعت
: اللي لابسة تُفاحي
الأم : إيه سنعات بنات ريَّانة
ما إن نظرت لرتيل الآتية من البوفيه حتى تمتمت : وهذي بنت عبدالرحمن الثانية ! شاينة مررة
الأخت الآخرى : بالعكس الا زايد حلاها ولا أنتِ غايرة
نفثت أختها على نفسها : على وش أغار يا حظي ! تدرين أنها مفحطة بالجامعة ! اللي أصغر منها تخرجوا
، بإندفاع الصبية التي تصغرها : يمه تكفين خلينا نخطبها لحاتم والله تصلح له
الأم : والله البنت زوينة
هي : إلا مزيونة ونص
الأم : بشاور أخوك ونخطبها
* : ثنينتهم ماأنخطبوا إلى الآن ! وماعندهم عيال عم على ماأظن يعني إن شاء الله الموافقة في الجيب.

،

بخطواتْ خافتة نادته : عزوووز .. حبيبي
ظنّ أنه يتخيَّل وهو ينظرُ للتسريحة مُجددًا ، صوتُ أثير يُناديه ! هذا وهمٌ جديد كوهمِ عينيْ غادة.
سمع الباب الذي ينفتح ، وقف و فتح الباب لينظُر لها بنظرة الشك هل هي هُنا حقيقة أم كذب ؟
أثير : لايكون كنت نايم ؟
عبدالعزيز : أثييير
أثير بإبتسامة : إيه
عبدالعزيز تنهَّد وجلس بالصالة وهو غير واعي لما يحدُث ، رفع عينه ومازالت واقفة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليْه
أثير بيدِها كيسٌ بني من الورق : جبت لك معي العشاء وقلت نتعشى بس شكل ماهو جوِّك نتعشى لبناني اليوم
عبدالعزيز بلع ريقه : تعالي
أثير بضحكة أتته لتُردف : وش صاير لك اليوم
عبدالعزيز لامس يدها ليتأكد من وجودها ، يالسُخرية الحياة به ! ويالجنونه الذي أصابه.
ترك يدها ليُردف : ماني مشتهي شي
أثير جلست على الطاولة بمُقابله ، مثل جلسة رتيل أو رُبما هو يتشابه عليه منظرُها ،
أثير بحنيَّة : مانمت اليوم ؟
عبدالعزيز و بهلوسة حقيقية : إلا نمت
أثير تأكدت أنه يوسوس ، وضعت يدها على جبينه لتُلامس جرحه : هذا من وين ؟
عبدالعزيز عقد حاجبيْه : لاتكثرين أسئلة
أثير أبتسمت بضيق : إن شاء الله
عبدالعزيز تمدد على الكنبه ويديْه تُعانق بعضها البعض بين فُخذيه ، جلست أثير عند رأسه لتجعله ينام في حُضنها ، خلخلت يدها في شعرها : ريِّح تفكيرك عشان تنام
عبدالعزيز رفع عيناه لها ، منذُ زمنٍ بعيد لم ينام في حُضنِ أنثى . .
أثير بإبتسامة : وش فيك تطالعني كذا !
عبدالعزيز ببحة : ولا شيء
أثير بهدُوء : خطيبتك الثانية متى ترجع لها ؟
عبدالعزيز : قصدك رتيل ؟ ماهي خطيبتي قلت لك زوجتي
أثير بحدة : طيب غلطت ولا مايصير بعد أغلط
عبدالعزيز بهدُوء صمت
أثير بعد ثواني طويلة : حبيبي مو قصدِي بس يعني قلت أنك ماسويت عرس ولا شي فعشان كذا تلخبطت
عبدالعزيز ولا يردُ عليْها
أثير : طيب متى بترجع لها رتيل ؟
عبدالعزيز : هي بتجي هنا ويا أبوها
أثير : يا سلام ! بتجلس في باريس
عبدالعزيز : إيه
أثير تنهَّدت : الله يصبرني يعني بقابلها
عبدالعزيز بلاوعي : بتحبينها
أثير رفعت حاجبها : يا شيخ !!
عبدالعزيز ضحك بصخب و جنّ جنُون ماتبقى له من أعصاب : صدقيني بتعجبك
أثير أبتسمت : لو أني ماأعرفك كان قلت شارب
عبدالعزيز وهو يمدُ يده ليُجمعها على شكلِ دائرة : مانقدر نعيش ! مانقدر
أثير وهي تلعبُ في شعره : عزوز بديت تهلوس ، أششش ونام
عبدالعزيز عاقد حاجبيْه بضيق : ماأبي أأذيها بس هي تجبرني ! هي تجبرني
أثير : وإن شاء الله وش أذيتها فيه ؟ تحمد ربها
عبدالعزيز أبتسم بتناقض مشاعره في هذه اللحظات : جميلة حييييل
أثير حقدت من وصفه و شرحه لجمالها في مثل هذه اللحظة : عبدالعزيييييييييييز !! إذا تبي تسمعني وش كثر هي حلوة احتفظ بهالشي لنفسك
عبدالعزيز رفع عينه عليها وهي منحنية وشعرُها يُداعب رقبته : أقصد أنتِ
أثير ضحكت : ألعب عليّ بعد ؟
عبدالعزيز أستعدل في جلستـه ليُقابلها وبإبتسامة : تشكين في كلامي ؟
أثير بضحكة صاخبة : مجنوون والله أنك مجنون ! أنا بروح وأنت نام وريِّح أعصابك .. عشان بكرا من الصبح بكون عندك
وقفت ليسحبها عبدالعزيز و يُلصق جبينه في جبينها و يديْه تحاوطُ رأسها و تُخلخل شعرها ، أضطربت أنفاسُ أثير للإرتباك و هي تختلطْ بأنفاسِ عبدالعزيز ، أقترب أكثر ليُقبِّلها . . ثواني طويلة عميقة مرت بتلاصقهُما حتى أبتعد عبدالعزيز بنفُور وريبـة. أخذ المنديل ليمسح بقايا أحمرُ الشفاه الذي في فمِه. أبتعدت أثير و خرجت من الشقة دُون أن تنطق حرفًا.
لم يستوعب بعد أن من أمامه هي أثير وليس رتيل ليُعنِّفها أو ينفرُ منها ، لم تُحرك قبلتها به شيئًا ! كانت قُبلة ولاأكثر. يتذكرُ تلك الليلة التي أقترب بها من رتيل ، تحفرُ هذه الليلة بعقله بل تشطُره أيضًا.
لاينسى طعمُها أبدًا ، أسكرتُه و ترنَّح من بعدِها لفترة طويلة وهو يتذكرُ قُبلته لها وإن أتت عنيفة رُغمًا عنها إلا أنه أستمتع بها كما لم يستمتع من قبل. و لستُ أقل من نزار حين قال " يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ "
تأفأف : أنا ليه أفكر فيها الحين !!
بلل شفتيْه بلسانِه مُتنهدًا ، أريد أن أنام لساعة واحدة فقط ، ساعة واحِدة.

،

ألتفت عليْه وبصوتٍ واضح : عندي لك أمانة وبوصِّلها
ناصِر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟

.
.

أنتهى.


 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس