12-26-2023
|
#59
|


باريس - الشنازلزيه – مقهى لادوريه
تشعُر بأن حياتها تتورَّد بقُربه وشيئًا من الزهر يتناثرُ حولها في حديثه .. أشتاقتهُ جدًا .. لا بل أكثر من جدًا .. أشتاقتهُ حد الـلا حد
يشعُر بأن السواد يتشتتْ عن روحه في كلماتها وإن لم تنطق .. يكفي مايصلْ إلى روحه .. أشتاقها بشدة هذه الحياة لا يُبصر جمالها إلا معها.
وليد : متى العملية ؟
رؤى : بكرا الساعة 8 بليل بس من الصبح بدخل عشان البنج
وليد : إن شاء الله تتم على خير
رؤى : إن شاء الله
وليد : تقريبًا ذاكرتك بترجع بعد إذن الله
رؤى : كيف ؟
وليد : لما يرجع نظرك إن شاء الله راح تستجيب ذاكرتك للأشياء اللي تشوفينها
رؤى ..
وليد : وبتنسين كل هذا
رؤى : أنسى إيش ؟
وليد : اللي تخزن بذاكرتك بعد الحادث بيكون محل النسيان لأنها أحداث مؤقتة بالنسبة لذاكرتك
رؤى : يعني ماراح أتذكرك ؟
وليد ضحك : أعرفك على نفسي من جديد
رؤى : لآ مستحيل أنساك
وليد : بس أبعدي نفسك عن القلق والتوتر لأن هالشيء بيخليك تنسين أكثر
رؤى : طيب
وليد : تتذكرين أشياء قبل الحادث ولأ للحين ؟
رؤى : إلا كل يوم أجرّب أسوي نفس ماكنت تسوي لي .. أسترخي وأحاول أتخيل أحداث وأتذكر أشياء بس ماأعرفهم يعني ماأشوف حتى وجيهم بس أسمع حكي
وليد : مين تقريبا ؟
رؤى : أخوي هذا اللي متأكدة منه
وليد تنهَّد : إن شاء الله خير
رؤى : أنت بترجع ميونخ ؟
وليد : بجلس أسبوع وبضطر أرجع عندي مواعيد
رؤى ألتزمت الصمتْ
وليد : ينفع أسألك سؤال ؟
رؤى : إيه أكيد
وليد : لو زوجك
رؤى قاطعته : ماأبيه لأنه تركني لما كنت محتاجته .. أكيد لما عرف أني عميا خاف على نفسه وماخاف علي .. دامه تركني ماأبيه ... ماأعرف إذا كنت أحبه من قبل لكن حتى لو جاء ماراح أحبّه لأن اللي تركني مرّة يقدر يرخصني مرة ثانية .. وأصلا ماراح يرجع ويمكن مطلقني بس أمي ماتبغى تقولي .
وليد ويشرب من القهوة الداكِنة , تفكيره بدأ يتشتت
رؤى تُكمل : حقير لأنه ماحافظ عليّ
وليد : يمكن ..
رؤى تقاطعه : ماعنده أي عذر ولا أي عذر يخليه يتركني بعد الحادث ... محد كان صادق محد كان جمبي .. إلا أنت
وليد : بس يمكن أنتِ على ذمته إلى الآن
رؤى : ماأبغى أفكِّر أنِّي إلى الآن بذمة شخص ماأعرفه وكل اللي أعرفه عنه أنه تركني في أكثر وقت احتجته فيه
وليد : وأنا يا رؤى .. ماني مراهق عشان أعيش معك طيش وحُب بهالصورة !!!!
رؤى سكنت لثواني طويلة وبدأت دموعها تبلل أهدابها : ما أعرف
وليد : حاس فيك عارف كيف الظروف كلها ضدِّك ؟ بتطمَّن بعرف أنه هالزوج مدري اللي خاطبك ماله علاقة فيك ! ومن بكرا نتزوّج
,
- الرياض –
الجُوهرة بخوف : عايشة خلاص
عايشة وكأنها عجوز تتحلطم : بسم الله بسم الله شنو هادا !!
الجوهرة وهي تمدد سيقانها على الكنبة وبحضنها كوب الحليب الحار : الحين تقولين سعاد ميتة كيف أجل شفتيها هههههههههههههههههههه والله منتي صاحية
عايشة : إلا أنا يشوف هوا !! أنا يقول حق أنتي هادا مجنون مافيه موت
الجوهرة : اليوم ماراح أنام والسبب أنتي !! طيب كيف دخلت البيت أول مرة
عايشة : هادا بابا يجيب هوا كان واجد كرَايْ ويسوي صوت عالي ويكسّر كله أنا ينظف والله يتعب واجد هادا قزاز كل يوم إند*عند* غرفة مال هيَا
الجوهرة : طيب ماكانت تقول شي !! يعني كل يوم كذا بس تبكي ؟
عايشة : مايقول شي .. شلون مجنون يقول شي
الجوهرة : ههههههههههههههههههه لا معك حق بـ ذي كيف تقول شي سنع وهي مجنونة .. طيب كيف كان سلطان يتعامل معها ؟
عايشة : يوووه هادا واجد مجنون يشيل مسدس حق بابا سلتان يبي يسوي موت لبابا سلتان
الجوهرة : طيب وش كان يقول سلطان لها ؟
عايشة : يقرأ قرآن على هوا
الجوهرة : بس ؟
عايشة : إيه مدري شنو يسوي بابا سلتان يخلي هوا ينام ويشيل هادا سوئاد ويودي هوا فوق
الجوهرة ولا تستفيد شي يبيّن الصلة بينهم : زوجته ؟
عايشة : مايدري بس أكيد هوا فيه زواج من بابا سلتان .. وأخذت صحن حبّ لـ *تفصفص على روقان*
تُكمل : عاد بابا سلتان واجد يتعب مايشوف أنا هوا يسوي سمايل واجد مسكين
الجُوهرة : يمكن أخته ؟
عايشة بنفي : لآلآلآلآ مايسير *يصير*
الجوهرة : وليه مايصير ؟
عائشة : عيب أنا يقول حق أنتي
الجوهرة : ههههههههههههههههههههه لا عادي قولي
عائشة : فيه ينام ويا هوا
الجوهرة : أنتي قلتي لي من قبل أنه ما نام معها
عائشة : أنا فيه خوف من أنتي !! بس هوا ينام ويا هوا ويقوم سوئاد ويسوي مشكلة مع بابا سلتان أشان*عشان* بابا سلتان ينام إند *عند* هوا
الجوهرة وشيء من الزهر بدأ بالذبول قبل أن يكتمل نموه مع أحاديث عائشة , تغيرت ملامحها لتقاسيم التعاسة التي تعوّدتها
عائشة : بس هو مافيه يقول لأحد أشان*عشان* مافي يتوّل*يطوّل* زواج حق هوا
الجوهرة : خلاص ماأبغى أسمع
عائشة : أنت زئلان *زعلان* ؟
الجوهرة : لأ
عائشة : بس أنتي يخلي هوَا يزهك *يضحك*
الجوهرة وشبح إبتسامة
عائشة : أنا يأرف*يعرف* رجال شلون يسوي لُوف
الجوهرة ضحكت رغما عنها
عائشة : والله أنا يأرف بابا سلتان واجد يهب*يحب* أنتي
الجوهرة تمتمت : كثري منها
,
بو ريَان يمد لها الفيزا : أرتحتي
أفنان تقبّل رأسه : يسعدلي قلبك ويخليك لي ...
أم ريَّان : بنمشي بكرا للرياض ؟
بو ريان : إيه .. ألتفت على تركي .. بتروح معنا ؟
تركي بعد تفكير ثواني : لأ
أم ريان : أمش معنا
تركي : لآ عندي شغل
أم ريَّان : براحتك
أفنان : على الشهر الجاي إن شاء الله بتروح أول دفعة لباريس
أبو ريان : الله يسهّل دربك
أم ريان : والله أني مانيب راضية على ذا السفرة
أفنان : ماراح أطوِّل كلها 3 شهور
أم ريان : وش أقول بعد ؟ ماأقول غير الله يصلحك ويوفقك
,
قبّل كفها الطاهِر وأستنشق المسك من جبينها
أم منصور ودموعها تبللها : عساها آخر مصايبنا
منصور : آمين .. كان سلامه حار على الجميع .. وبعين مشتاقة : وين نجلا ؟
هيفاء : فوق مانامت أمس وشفتها نايمة تركتها
منصور بخطوات تسابق الزمن صعد , فتح باب الجناح وألتفت على باب الحمام الذي يُفتح
المنشفة الحمراء تلتف حول جسدها الرقيق و تصل بِه إلى منتصف فخذها , رفعت المنشفة الأخرى لتُغطي بها شعرها المبلل .. تقدمت خطوتين وبملامح شاحبة من قلة النوم رفعت عينيها , شهقت كاد يتوقف قلبها
مد ذراعيه لها .. ركضت نحو حضنه
رفعها عن مستوى الأرض قليلاً وهو يقبل خدها وتارةً عنقها .. : وحشتيني
تبكِي على كتفه بشدة , الحياة السوداء التي أُحيطت بها في غيابه كانت كـ سنين جفاف أماتت الشعُوب من فقر الماء , هو ماء هو الحياة هو كل شيء حيّ يُحيي قلبها ويُزهره بالبياض بعد السواد وبأنفاس متقطعة دفنت وجهها في صدره
منصور يبعدها قليلا ويضع كفوفه على وجهه ليرفعه : الحمدلله كل شيء عدَّى وبنساه .. لاتبكين وتعورين قلبي
نجلاء ومع كلماته أزدادت بالبُكاء : تعبت ... خفت ماترجع
منصور : ياروح منصور وطوايفه ... ويمسح دموعها بكفوفه ويعُود ليُقبلها وكأن يُريد أن يمتص حُزنها و تعبها و ضيقها ويصبُّه في قلبه أما قلبها يبقى خاليًا من أيُّ حزن .. فقط الفرحْ.
وضع كفوفه على بطنها : كيف حال الذيب ؟
نجلاء أبتسمت بين دموعها : ماكان ناقصه الا وجودك
منصور وينحني ليُقبِّل بطنها : وفديته وفديت أمّه .. وقف
نجلاء تُعانقه مرة أخرى تريد أن تُشبع شوقها الجائع له , تتنفس عطره و تغرق في تفاصيله
,
رفع رأسه للاعلى لأن انفه مازال ينزفْ , جُبرَّت يداه
سلطان : سوّها مرة ثانية ولا تآخذ سلاحك صدقني ياعبدالعزيز بذبحك على هالإستهتار هذا هم عرفوا أنه فيه أحد داخل وشافوك وأحمد ربك ماشافوا وجهك ولا عرفوك
والدكتور يُطهر جرح أنفه بعد ماأنتهى : أسبوعين بالكثير وتنفَّك الجبيرة .. عن إذنكم .. وخرج
بو سعود : أنتبه أعرف أنه كل مكان حتى لو بيتك لازم يكون معك السلاح
عبدالعزيز بتذمَّر : خلاص خلاص فهمت حتى بالحمام آخذه معي
سلطان ضحك وأردف : إيه حتى بالحمام
عبدالعزيز أبتسم : طيب مافيه مقابل
سلطان : على ؟
عبدالعزيز بإبتسامة عريضة : عندي أوراق خذيتها من مكتبه وطبعا ماراح أسلمها لكم الا بمقابل
سلطان : على حسب إهميتهم
عبدالعزيز : مهمين جدًا
بو سعود : وش تآمر عليه
عبدالعزيز : تسجيلات أبوي
سلطان تنهّد : أنت لو بس تطلّع هالشكوك من بالك
عبدالعزيز : طيب عطني اللي سمعتني اياه
سلطان : ليه ؟
عبدالعزيز : كذا أبي أرجع أسمعه
سلطان : طيب ...... الحين أخليهم يسوون لك نسخة منه .. عطني الأوراق
عبدالعزيز أخرج من جيبه أوراق ووضعها على الطاولة
سلطان سحب ورقة وبو سعود ورقة آخرى
سلطان : نفتح ملف هشام بتحقيقات جديدة ؟
بو سعود : أنا أشوف كذا بعد يمكن من صالحنا هالقضية
سلطان ويضع الورقة على مكتبه : طيب .. ويسحب الورقة الأخرى وكانت تتعلق بوالد عبدالعزيز
سلطان أبتسم
عبدالعزيز : طبعًا إسم أبوي يبشر بالخير
سلطان : هههههههههههه بـ ذي صدقت .. هذي عشان نثبت لك أنه حقق مع الجوهي وفاوضه .. أخذها لك .. ومد له الورقة
عبدالعزيز أخذها : والله ما عاد أعرف الصادق من الكاذب
بو سعود وعينه على الورقة : يا مجنون ياعبدالعزيز
عبدالعزيز وسلطان ألتفتوا عليه
بو سعود : عقده مع الشركة الروسية هذا هو
سلطان والفرحة بانت على ملامحه : من جدك .. عطني
بو سعود يمد له الورقة وهو يقف ويقف معه سلطان
سلطان : وهذا الدليل وجانا .. أشر على متعب من خلف الزجاج وهو آتي .. دخل متعب
سلطان : أنسخ هالعقد وحطه بملف الجوهي .. وأترك النسخة الأصلية على مكتبي
متعب : إن شاء الله .. وخرج
عبدالعزيز : واضح أنها مهمة
سلطان : تعرف لو تم القبض عليه بعطيك إللي تبيه
عبدالعزيز ضحك وأردف : اللي أبيه
سلطان : لو تطلب القمر
عبدالعزيز : لآ ماأبي القمر أشيائي بسيطة
,
في يومْ جديد – باريس –
على السرير الأبيض , هذه العملية ماتبقى لها من أمل .. هل يعود بصرها أم لأ ؟ .. ثقتها بربها كبيرة .. ترجُو خيط الأمل الرقيق المُنساب حول خاصرتها .. لا تُريد قطعه أبدًا .. ولا تُريده أن يضعف .. تريد أن ترى .. تريد ان ترى ماحولها .. والدتها .. وليد .. تريد أن تبصر من جديد .. تريد أن تتذكر مامضى .. هذه فرصتها الأخيرة.
والدتها : وليد هنا ؟
رؤى : إيه
والدتها : وليه ماقلتي لي ؟
رؤى : يمه أنتي حتى ماتتركين لي فرصة أكلمك
والدتها : مو قلنا بتقطعين علاقتك فيه
رؤى : لآ
والدتها : كيف لأ ؟
رؤى : أنا أحبه وأبيه يكون جمبي
والدتها : لأ يارؤى هالحب فاشل
رؤى : طيب خليني أكتشف فشله بنفسي
والدتها : طيب زي ماتبين بس محد بينجرح غيرك
رؤى : بعد الله هو اللي داوى جروحي كيف يجرحني ؟
والدتها ألتزمت الصمت لا تريد أن توتِّرها قبل العملية
,
- الرياض - قصر بو سعود
عينيهم على الشاشة – يشاهدُون مباراة قديمة بين أسبانيا و هُولندا من مللهمْ.
ناصر : ترى هذي المباراة شايفها معي بشقتي في باريس
عبدالعزيز : أنا أقول مارة عليّ
ناصر : نصاب لو ماقلت لك مادريت
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههه وش يذكرني بعد بالمباريات زين أتذكر وش كليت أمس .. تمدد على الكنبة .. حط لنا على شي ثاني
ناصر ويقلّب بالقنوات : مافيه شي طفشت .. أغلق التلفاز وتمدد على الجانب الآخر
ناصر : في خاطري كلمة ودي أقولها لك
عبدالعزيز وأنظاره على السقف : قول
ناصر : ممكن تآكل لك تراب وتنثبر يعني ليه تروح تدوّج عند الجوهي !! مايمَّر عليك شهر سليم لازم كل يومين تنجرح بمكان .. جسمك كله آثار ضرب و رصاص !!
عبدالعزيز : لازم أعرف مين ورى حادث أبوي
ناصر : بتعرف بدون كل هذا ! مو قالك بو بدر لا قبضوا على الجوهي بيعلمك كل شي
عبدالعزيز : أعرفهم يكذبون ! بس هالفترة بحاول أكسب رضاهم وبعدها بتصرف من كيفي
ناصر : ليه تنافق عليهم ؟
عبدالعزيز يستعدل بجلسته : ماأنافق !! من له حيلة يحتال
ناصر : بتودي نفسك بداهية صدقني
عبدالعزيز : ماعاد يهمني كذا ولا كذا نفس الشي
ناصر : كلن عقله براسه ويعرف وش يسوي
عبدالعزيز : طيب وش رايك ندخل مكتب بو بدر الفجر مايكون أحد موجود بالمبنى كله
ناصر : لألأ مستحيل !! عبدالعزيز أستخفيت المكان كله مراقب وكاميرات
عبدالعزيز : نقدر نعطّلهم
ناصر : كيف تكسب رضاهم وأنت من أولها تبي تدخل مكتبه بدون لا يدري ! وبعدين تلقاه مقفل وش بتسوي ؟
عبدالعزيز عقد حواجبه : لازم أدخله كل اللي أبيه أقدر ألقاه في مكتبه
ناصر : طيب تقرّب من بو سعود يعني حاول تبيّن له أنك نسيت مسألة حادث أهلك وأنك آمنت أنه قضاء وقدر وماوراه أحد .. شوي شوي وأنت عاد أسحب الحكي منه
عبدالعزيز : ينرفزوني بحكيهم مقدر أمثِّل أكثر
ناصر : يخي ماعرفت لك مرة تبي تعرف ومرة ماتبي .. قلت لك تقرّب منه
عبدالعزيز : قاهريني يخي ودِّي كذا أجي وأولِّع بهم غاز وأفجرهم كلهم
ناصر : ههههههههههههههههههههههههه هه ياعنيف عسى ماضربوك
عبدالعزيز : تنكِّت ؟ مطلوب أضحك ؟
ناصر : وأنت مشروع تفشلني ؟ هههههههههههههههههههههه
عبدالعزيز : أنا أصلا مايهموني لاهو ولا بنته
ناصر استعدل بجلسته : بنته !! وش دخل بنته ؟
عبدالعزيز أنتبه وبتوتّر : أنا قلت بنته ؟
ناصر : لآتستغبي علي !! أيه قلت بنته
عبدالعزيز : قصدي بو بدر
ناصر : عليّ ؟ والله أنك كذاب
عبدالعزيز : أنا صاير أخربط بالحكي لا توقف على الكلمة
ناصر : كأني أقرى بعيونك الحقارة اللي بتسويها
عبدالعزيز : وأي حقارة ؟
ناصر : أقص إيدي ها !! أقصها قدامك إذا ماتبي تلوي ذراع بو سعود فيها
عبدالعزيز أبتسم للحظات : والله تعرفني أكثر من نفسي
ناصر : لا عاد مو من جدِّك !! عيب إذا كنت تعرف العيب إذا تبي تلوي ذراعه خلّك رجال ولا تلويه ببنته !! ماني فاهم الدناءة اللي بتوصلها ياعبدالعزيز !! خاف ربِّك في بنت !! آخر عمرك تستغل بنت !!
عبدالعزيز بغضب : إيه صح أنا دنيء وماني رجّال وقليل شرف بعد !! عشان أبي آخذ حقي
ناصر بعصبية هو الآخر : حقك ماينوخذ كذا
عبدالعزيز : هو واللي وراه مسحوا كرامتي بالأرض وتقولي ماينوخذ كذا
ناصر : والله عاد إذا أنت ماعرفت توقف بوجيهم يوم مسحوا بكرامتك الأرض زي ماتقول عاد هذي مشكلتك وش ذنبها هي !!
عبدالعزيز : سكّر على الموضوع ماأبغى أتهاوش معك
ناصر : لآ ماني مسكِّر وأنت كأن عقلك تركته في باريس !! تصرفاتك الأخيرة كلها ساذجة ولا فيها ذرة عقل
عبدالعزيز تمتم : تارك العقل لك
ناصر : أرجع عبدالعزيز اللي أعرفه !! وأترك بناته بحالهم
عبدالعزيز ألتزم الصمت لا يريد التجادل معه
ناصر : حقك بتآخذه بدون هالتصرفات الصبيانية !!
عبدالعزيز تنهّد وعينيه على الشباك
ناصر : تسمعني عبدالعزيز !! شيلها من بالك
عبدالعزيز بسخرية : تآمرني أمر
ناصر بعصبية : يخي استح على وجهك وين اللي يقول فاقد رجوله من يكسر قلب حُرمَة !!! أنت بتكسرها وبتكسر أبوها بعد
عبدالعزيز وقف : لا لاتخاف عليهم ماتنكسر قلوبهم ! والله وهذا أنا أحلف قدامك لا أكسر خشم سلطان و بو سعود
ناصر : الحقد أعمى قلبك !
عبدالعزيز بنبرة مقهور : لو أبي كان عرفت كيف أقهر بو سعود ببنته ! بس أتركه لين يجي يومه وساعتها والله لآخذ بنته قدام عيونه وأعلمه كيف يجبرني والله لـ أخليه ينجبر يوافق على هالزواج
,
رمى المفاتيح على الطاولة , نظر لعايشة : صاير شي ؟
عايشة هزت رأسها بالنفي
سلطان إستدار للصالة الأخرى : وين الجوهرة ؟
عايشة : فوق
سلطان صعد للأعلى و فتح باب جناحه , كانت معطية الباب ظهرها العاري , أرتدت بلوزتها بتوتِّر شديد ومن ثم أستدارت له وهي تتفجَّر بالحُمرة
سلطان : السلام عليكم
بإرتباك وصوت خافت : وعليكم السلام
سلطان ينزع الكبك من كمه ويقترب إليها : فيك شي ؟
,
,
الشيخ : ألف مبروك والله يرزقكم الذرية الصالحة
يوسف يُصافحه : الله يبارك بحياتك .. يعطيك ألف عافية
خرج الشيخ وأوصله منصورْ إلى الباب
العجوز من خلف الباب : أنا ماشيتن بكرا لحايل هذاني حطيت عندك العلم
يوسف تمتم : يازين من يهفِّك بعقاله
العجوز : وش تقول ؟
يوسف : بكرا الصبح أمرِّك وآخذها
العجوز : إيه ننتظرك وعروسك تتنظرك
,
- الثانية فجرًا بتوقيت باريس –
الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيه
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا الأمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدمُوع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة لاتفقدين الأمل
.
.
.
أنتهى - لا تلهيكم عن الصلاة -
|
|
!!!
أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...
|
|