"طُوبَى لمَن أَنصفَ رَبَّه فأَقَرَّ في نفسهِ بالجَهلِ والآفاتِ والعُيوبِ والتَّفريط، فإنْ آخَذهُ بذُنوبِه رأَى عَدْلَه، وإنْ لم يُؤاخِذه بها رأَى فَضْلَه، وإنْ عَمِلَ حَسنةً رآها مِن مِنَّتِه وصَدقَتِه عليه، فإنْ قَبِلَها فمِنَّةٌ وصَدقةٌ ثانية، وإنْ عَمِلَ سَيِّئَةً رآها مِن تَخَلِّيه عنه وخِذلانِه له وإمساكِ عِصمَتِه عنه، وذلك مِن عَدلِه فيه فيرَى في ذلك فَقْرَه إلى رَبِّه وظُلمَه في نَفْسِه، فإنْ غَفرَها له فبِمَحْضِ إحسانِه وجُودِه وكَرمِه."
ابن القيِّم رحمه الله
|