سرمدي ليلنا..وغدنا أوهام

غاب قمرنا
فتسرمد ليل غربتنا
وحامت حول الحمى
طيور الظلام ترسم معالم غدنا..
بلغة غير لغة الكلام
ونحن نيام...
تزين ليالينا ورديات الأحلام
وليال من المجون .
وهناك...هناك...
تشرب على شرف سفاهتنا
كؤوس المدام
ولما أفقنا...
وليتنا لم نفق
إتهم بعضنا البعض
أنه أطفأ نور الشمس ونكس الأعلام
وهذا إجرام ما بعده إجرام .
وأطل مارد الجاهلية من قمقمه
يجثو على ركبتيه
فأقمنا صلبه وعادت عبادة الأصنام
ومسلسلات الثأر والإنتقام
فحراب مسلولة و خناجر وسهام
يقتل بعضنا بعضا
ويلعن بعضنا بعضا
بلا سبب ، بلا إستفهام
وعنجهيات وعنتريات
وقومجية لعينة
يحسن لغتها الفاشلون ...
والأقزام .
تدار رؤوسنا من بعيد
كربوهات الحديد
لا تفكير ولا تقرير
نثرونا مماليك على وجه الخريطة
فقبائل تساس بعقلية...
السيد والخدام
والراعي والأغنام
ورعاتنا أبناء جلدتنا
يسبحون ويكبرون ويحمدلون...
ويلبسون عباءة الإسلام
وبإسم الإسلام ذبحنا
وبإسم الأخوة دمرت بلداننا
و بإسم ألعروبة ...
إغتصبت بقية كرامة فينا
وبإسم المواطنة ...
باعونا وأشتروا
فمن يلام ؟
أنلوم حكامنا ؟
أبدا ، فحكامنا الطهر والقداسة
تكسو العظام
أنلوم أنفسنا ؟
وما بأيدينا ؟
إن نحن إلا قطعان من أنعام
لا تملك غير الصياح
والإذعان للأحكام
فمن نلوم إذن ؟
نلوم الزمان ؟
نلوم الأيام ؟
قد يطول المقام
و أبدا لن نقر بالحقيقة
ونداريها في جنح المغالطات
والإتهام .
وبمختصر القول...
وبلغة الكلام الذي يفهمه
الخاص منا والعام...
نحن مجرد أصفار
على يسار الأرقام
لا قيمة لها وإن نطقت
وكانت لها أحجام .
نحن في برزخ الوجود
وقيامتنا غدا ستقام
وموازيننا خفيفة...خفيفة
لا تميل كفة بها ريش حمام
وليلنا بعد لم ينجل
وغدنا مجرد أوهام .

مرتجلة
ن.شريطي