هل أحدثكَ عن الشفق ؟
و عن قوسه الغجري حين يطوق أفق مدينتي بخماره القرمزي
و هو يخبئ في جيبِ سماءه تنهيدة عشقاً قفزت من صدري ,
ترتُل الأمنيات بأن أضمَّ مدن الياسمين بين ثغري
و أتمناني مطراً يسقط نحو شفاهك ..!
هل أحدثكَ عن الشفَق ؟
حين يدق ناقوس الليل ويقطَع عهداً
بأن ينعشَ ذاكرتي بكَ , كُلمَا تحسست بنبضي تقاسيم ملامحك,
وهي ترسمُ للفجرِ ابتسامة ٍ بيضاء, خلقَها ثغركَ الباسم,
كي أكون أنثى سرمدية كفُُرت بكل ِالجهاتِ الأربعة
عدا شطر جهاتِك َ أنتَ...!
هل أحدثكَ عن الشفق ؟
وهو يرسم حنيني إليكَ كظل شمعه تشتعل فوق موائد ِ الليل ,
تلوح للشمس بأصابع خجولة, ترقب كيف ترتدي السماء عباءتها الواسعة
والنجوم تسير بقامة موازية للفرح , كلمَا بلل الغيم شفاه المدى ,
وطبع قُبله على يدي , لأحظى بكَ وأنت تتدافع بكلكَ نحوي ..!
هل أحدثكَ عن الشَفق ؟
حين يداعب دفء صوتكَ مسامعي ويوقظ جدراني الغافية ,
ويسرقُ حزن الأمس من قلبي , لأقيم عهد الصمود بيني وبين قلبكَ..!
هل أحدثُكَ عن الشَفق؟
و كيفَ يغدو وجه قلبي حين يدندن إليه المَطر وشفاهه مغمورة بكَ ..!
أيا قلبَ أمي و وقار أبي ,
وحده الليل لنا والنهارُ لَهم ,
ما كُنا لنختبئ خلف ملامح تنثرُ نورها الباذخ فوق ثغر الغياب ,
ما كُنا لنخلق فضاء يمسحُ تواريخ أكاليل الزَهر و الألوان,
ما كُنَا لنحبسَ دمعة في حنايا روحٍ تتنفس ُ الفقد وتتعرى بنبضِها للأحزان,
ما كُنا لنحتضن كل أشياءنا الجميلة و نتراجع خُطوة عن النسيان ,
وماكنا لنمقت التقدم وفي الخلفِ نعلم أننا تركنا وطناً يتآكل كُل لحظة خذلان,
لو لم يستقيم وفاء الحنين بين َ أجفان الانتظار..!
ألم أخبركَ ذات يوم أني أريد أن أكونَ سحابه
تخلق أنفاسها من رئتيكَ
فلا تلفظني إلا فيكَ كأميرة لا تحلم إلا بكَ ..!
فوحدكَ من جعلني أنثى تتفاقم في ملامحها البراءة ,
كطفلة تغفو في مهدِ البياض , تتوسد صدر الطمأنينة ,
ويسكن قلبها طُهراً زمزمي الخصال ..!

منقول مما داعب احساسي....

عذبة الشوق....~