الوصول إلى أقصى درجات التوتر والانفعال، من أهم المشاعر التي تصاحب مباريات كرة القدم؛ فالحماسة الشديدة والتشجيع من القلب قد يدفع بعض المشجعين إلى الخروج عن السيطرة في بعض الأحيان، ليتحولوا من داعمين إلى مهاجمين للنجوم، والذين بدورهم تختلف ردود أفعالهم تجاه هجوم الجمهور.

كلمات مُهينة ولَكَمات
آخر ضحايا الهجوم من الجمهور، كان نيمار دا سيلفا؛ نجم البرازيل والهلال السعودي، والذي تَعَرض لواقعة صادمة، حينما تعدى عليه أحد الجماهير البرازيلية بعد التعادل أمام فنزويلا، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم.

وأثناء خروج نيمار من الملعب، قام المشجع بإلقاء علبة "فشار" عليه، ارتطمت برأسه، لينفعل اللاعب عليه بشكل كبير، وسط محاولات زملائه لتهدئته ودفعه لغرف الملابس.

وحول الواقعة وجّه نيمار كلمات قاسية للمشجع عبر تصريحات تلفزيونية قال فيها: "لم ألتفت ما إذا كان فشار أم ماذا؛ لكن الموقف أزعجني كثيرًا، تصرف سيئ، يجب ألا يصدر من أحد، علينا أن نتعامل بإنسانية، لأن من يفعل ذلك يفتقد للاحترام والثقافة، حتى لا يمكنه أن يقوم بتربية أبنائه بطريقة جيدة"، وأضاف: "من ينزعج من مستوانا، عليه أن يتدرب بشكل جيد ويحضر للملعب، للعب بدلًا منا".

وفي السياق، فإن واقعة الفشار لم تكن الأولى في سجل نيمار، ففي عام 2019، كان بطلًا لواقعة أخرى، بعدما لَكَم أحد مشجعي نهائي كأس فرنسا، عند عبور فريقه في هذا الوقت سان جيرمان، لاستلام ميداليات المركز الثاني.

وحينها أظهر مقطع فيديو، نيمار وهو يقوم بإبعاد الهاتف النقال للمشجع الذي بدا وكأنه يقوم بتصويره، قبل أن يتبادل وإياه بضع كلمات، سبقت قيام المهاجم البرازيلي بتوجيه لكمة نحو وجه المشجع.

وكتب نيمار في تعليق على منشور لأحد أصدقائه يتضمن مقطع الاعتداء، على موقع "إنستغرام": "هل تصرفتُ بشكل خاطئ؟ نعم. لكن لا يمكن لأي كان أن يبقى غير مُبالٍ"؛ في إشارة إلى ما اعتبره اللاعب إهانات كان المشجع يوجهها له ولزملائه في نادي العاصمة الفرنسية.

لكمة وإساءة عنصرية
وقبل أشهر قليلة، وجّه لاعب فريق أياكس ستيفن بيرغويز، لكمة لمشجع يزعم أنه وجّه إساءات عنصرية صوب زميل له في الفريق، أثناء منافسات الدوري الهولندي.

وظهر لاعب أياكس وهو يوجه لكمة قوية صوب أحد مشجعي فريق تفينتي وهو في طريقه إلى حافلة الفريق؛ فيما ذكرت صحيفة توبانتيا الهولندية اليومية، أن المشجع المعنيّ وجَّهَ الإساءة صوب لاعب إياكس بريان بروبي، وهي إساءة عنصرية جعلت زميله بيرغويز يفقد أعصابه.

ملاحقة قضائية
وفي العام الماضي، قرر نجم مانشستر يونايتد، ماركوس راشفورد، مقاضاة شخص مصري؛ بسبب قيام الأخير بشتمه على الإنترنت، وبالفعل قام أحد المحامين بمحافظة الشرقية -بصفته موكلًا عن اللاعب- برفع دعوى قضائية ضد أحد الأشخاص أبناء محافظته، يتهمه بتوجيه عبارات مسيئة إلى اللاعب، في تعليقه على منشور خاص، عبر إحدى الصفحات الرسمية.

ركلة مؤلمة
أما رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، واللاعب الشهير صامويل إيتو، فظهر في مشهد سيئ للغاية خارج ملاعب كأس العالم قطر 2022، حينما فقد أعصابه وركل أحد المشجعين بقوة وعنف.

وكان اللاعب الكاميروني يلتقط صورًا مع العديد من المشجعين الذين تعرفوا عليه وجاءوا لالتقاط بعض الصور الشخصية معه، قبل أن يأتي شخص بكاميرا، جعل إيتو يتوتر بشكل مفاجئ، وانتهى به الأمر بمهاجمته بركلة في وجهه وجسده، وسقط هذا الشخص على الأرض؛ مما أثار دهشة الحاضرين.

وذكرت بعض التقارير أن الشخص ربما وجّه سؤالًا مستفزًّا للكاميروني جعله يفقد أعصابه -بينما يتابع تصويره- لأخذ رد فعله؛ لكن إيتو هاجمه بقوة وعنف وقام بركله على الأرض.

فقدان الأعصاب
وفي خضم الهزيمة الدراماتيكية التي تلقاها كريستال بالاس أمام إيفرتون بالدوري الإنجليزي، العام الماضي، تم تداول بعض اللقطات يظهر فيها أحد المشجعين وهو يضايق باتريك فييرا مدرب كريستال بالاس، بعد تسجيل إيفرتون الهدف الثالث واقتحام الجماهير للملعب.

ومن جانبه حاول مدرب كريستال بالاس عدم الاستجابة لهذا التصرف، قبل أن يقوم في النهاية بالاندفاع تجاه المشجع لمحاولة ضربه، وعندما سئل في المؤتمر الصحفي للمباراة عن هذه الواقعة أجاب: "ليس لديّ ما أقوله عن هذا الأمر".

سلاح السخرية
أما بيب غوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، فقد استعمل نوعًا آخر من ردود الفعل للرد على أحد المشجعين، والذي هاجمه أثناء لقاءٍ جَمَع بين السيتي ونظيره نيوكاسل يونايتد، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفي لقطة مصورة، ظهر المدرب الإسباني وهو يوجه بعض الكلمات لمشجع شاب كان يجلس في مدرجات الملعب بالقرب منه، وأشار له ساخرًا بشأن ما إذا كان يريد أخذ مكانه كمدير فني على دكة البدلاء؛ مما أثار ضحك المشجع ومن حوله.

وعقب المباراة، أوضح غوارديولا سبب انفعاله الغاضب على المشجع، إذ قال: لقد طلب مني إجراء تبديل، فقلت له: "تعال واجلس مكاني هنا، افعلها".

اللاعبون السعوديون
كما كان للاعبين السعوديين نصيب من ردود الأفعال تجاه استفزازات الجماهير، فقبل سنوات قليلة، خرج عبدالملك الخيبري؛ لاعب الشباب السعودي، عن شعوره أمام تصرف أحد جماهير ناديه، ليقوم بإلقاء جوال المشجع على الأرض.

الأزمة بدأت عندما وصلت حافلة الليوث إلى أحد الفنادق، لينزل الخيبري من الحافلة ويبدأ عدد من الجماهير بالالتفاف حوله لالتقاط الصور التذكارية معه، وحينها قال أحد المشجعين للاعب الشباب: "أنا لا أعرف أين تلعب"، ليقوم اللاعب بالتقاط الجوال من يده، وإلقائه أرضًا.

كما تَعرض لاعب فريق النصر حسين عبدالغني السابق لموقف مشابه، دفعه إلى الاعتداء بالضرب على أحد جماهير الهلال؛ حيث ظهر اللاعب في مقطع فيديو وهو يصعد إلى منصة التتويج لاستلام ميداليات المركز الثاني، وقام أحد المشجعين الهلاليين بترديد عبارة "هيا تعال" التي يبدو أنها لم تعجب اللاعب، فقام بضرب المشجع الهلالي وهرب.