أتعقلُ؟ أم أنت لا تعقلُ؟
وهل تدعي الجهل؟ أم تجهلُ؟

أم البغي والغي قد أذهلاك
وفي البغي والغي ما يذهلُ

أتعلم أن المصير استبان
وحتف الطواغيت لا يمهلُ

وأن الذي قتل الأبرياء
وروّع أوطانهم .. يقتلُ

وأن دماء الضحايا تئن
وأن جراحاتهم تعوّل

وأن السماء إذا أمهلت
فليست تناسى ولا تهملُ

تظل الحقيقة فوق الضلال
تسود وتعلو.. ولا تسفلُ

أتعقلُ؟ أم أنت لا تعقل؟
وهل تدعي الجهل؟ أم تجهل؟

أن الله أمهل قبل السؤال
فلا تحسب الله لا يسألُ

ومن يلعق الدم لا يرتوي
وإن شُق في صدره جدولُ

إذا النار لم تلق زاد اللهيب
فليست سوى جمرها تأكلُ

نسجت الخديعة درعا، فإنك
مهما ادّرعت بها أعزلُ

يد الثأر تسلك سم الخياط
وتختل كالموت إذ يختلُ

أتعقلُ؟ أم أنت لا تعقل؟
وهل تدعي الجهل؟ أم تجهل؟

إذا الليل طال على المدلجين
فإن الصباحَ غدا يُقبلُ

ومهما تجهم وجه الخريف
فلابد أن يصدح البلبلُ

فمن عزمه الحر، صُم الصخور
ومن صلب إصراره الجندلُ

لقد دست بالأمس فوق الرقاب
غدا.. سوف تسحقك الأرجلُ

فإن المعذب لا شيء يُنسيه
ذل العذاب الذي يحمل

وإن مصير الطغاة أليم
وإن خادعوا الناس أو دجلوا

وإن الحقيقة أقوى، وإن
همو شوهوا الحق، أو ضللوا

بغاث الطيور، إلى وكرها
تفرُّ.. إذا حوّم الأجدلُ

وما انتصر الحق إلا لأن الطـ
ريق التي شقها.. توصلُ

ضحايا التحرر في الشهداء
لهم جنة الخلد، ما بدلوا

أمات الشهيد؟ وكيف يموت
وفي كل قلبٍ، له هيكلُ


الْياسَمِينْ