الموضوع: صوت الهجرة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-21-2023
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صوت الهجرة



صوت الهجرة


في كل عام أُطالع هلالَ المحرَّم صفحة الهجرة الإسلامية، فأستمع إلى الأصوات الأولى التي صاحتْ في وجه البغي والعدوان، ودكَّت صروح الاستعباد والاستبداد، فتسري نغماتُ هذه الأصوات من مسامعي إلى مفاصلي، وتأخذني رُوح الحق وغَيرةُ الإسلام، وتَبعث في نفسي حماسًا غريبًا، فأُصيخ إلى هذه الأصوات من وراء تلك القرون الخوالي، فإذا وحيُ الله في جلاله وقوَّته، وصوت الرسول محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في عزَّتِه وصراحتِه، وصوت أبي بكر في إيمانه ونَبالتِه، وصوت عمر في جُرأته وشجاعتِه، وصوت علي في فدائه وفُتوَّتِه - تجمَّعت هذه الأصوات الطاهرة في أُذني، فوعاها قلبي، وثلج لها صدري، فأدرَكت سرَّ قوة الهجرة الإسلامية، وكيف كانت مشبوبةً فتيَّة صادقةَ العَزَمات.



تعالَوا إلى استماع هذه الأصوات المُجلجلة التي ثلَّت عروش القياصرة، ودَكْدَكت صروح الأكاسرة، وعلَت رِماحها فوق جبال مكة، وهتَكت سيوفها حُجُبَ الشِّرك والطُّغيان، ولتُؤمنوا بما آمَنتُ من أن الهجرة الإسلامية كانت حقًّا فيصلاً بين الشك واليقين، والإيمان والكفر، والظلام والنور.



هذا وحي الله في جلاله وقوَّته ينادي المستضعفين منذ فجر الإسلام: أنْ ثُوروا لكرامتكم، واثْأَروا لعزتكم، أو انزحوا إلى أرضٍ تعيشون فيها أحرارًا، وتموتون فيها كرامًا.

ففي الأرضِ منأًى للكريمِ عن الأذَى
وفيها لمن خافَ القِلَى مُتَحوَّلُ


يقول الله - عز وجل - في سورة النساء: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 97 - 100].



هذه حُجة الله البالغة على المسلمين، فيها رُوح العزة، وماء الكرامة، ويَعلوها الشَّمم والإباء.



فليَهُب الجميع لتحطيم قيود الذِّلة والهوان، وإلاَّ ضُرِبت عليهم المَسكنة إلى يوم الدين.



هذا صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عزَّته وصراحته، مُوقنًا بنصْر الله وتأييده، تجمَّعت له قريش ليَقتلوه وليَقضوا على دعوته، فلم يُبالِ بجمْعِهم، ولم يَذِلَّ أمام جبروتهم، فخرَج مهاجرًا في عزة فتعقَّبه الطغاة ووقفوا على رأسه في الغار، فخشي صاحبه أبو بكر، فقال له رسول الله كلمةً ملأَت الدنيا خلودًا ووعاها الدهر: ((يا أبا بكر، لا تَحزن؛ إن الله معنا، يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين اللهُ ثالثُهما؟))، ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ... ﴾ على رسوله ﴿ ...وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].



وتسمع إلى صوت أبي بكر في تَقواه يَفيض حنانًا وإشراقًا، ويتجلَّى إخلاصًا وإيمانًا؛ إذ يُسِرُّ الرسول إليه بالهجرة، ويأْذَن له بالرُّفقة، فتَدمع عينا أبي بكر فرحًا وسرورًا، ويسير وراء الرسول تارة، وتارة يتقدَّم أمامه، فيَلتفِت الرسول إليه ويقول: ((يا أبا بكر، ما رأيك؟))، فيقول: يا رسول الله، أخاف الرَّصَد، فأتقدَّمك، وأخشى الطلب، فأكون وراءك، وَدِدتُ لو هلَكت أنا، وسلِمت أنت؛ لتَسلَم دعوتُك، وتَخلُد رسالتُك.



فراحت كلمةُ أبي بكر في فم الزمان يردِّدها على قيثارته!



وذلك صوت عمر في جُرأته وشِدته، وقف يوم هجرته على رؤوس الصناديد من قريش، وعلى مشهدٍ من دار نَدوتهم، وقد جرَّد سيفه ولبِس مِنطقته، وقال بعد أن طاف حول الكعبة بصوت جهير: يا معشر قريش، مَن أراد منكم أن تثكله أمُّه، أو تترمَّل زوجته، أو يُيَتَّم ولده، أو تذهب رأسه، فلْيَلقني وراء هذا الوادي؛ فإني مهاجر.



ويأتي بعد ذلك دور علي بن أبي طالب، ويقدِّم نفسه ليفتدي رسول الله، ويتقدِّم قُربانًا للتضحية الكبرى؛ قال الرسول للصحابة: ((مَن يَلبَس لبستي، ويتغطَّى ببُردتي، وينام في بيتي؛ لأُلبس على القوم حالهم، وأُعمي عليهم أمرهم؟))، فقال علي - رضِي الله عنه -: أنا يا رسول الله، أَلبَسُ ملابسك، وأنام مكانك؛ لتقع السيوف عليَّ دونك، وأتلقَّاها بصدري؛ لتحيا أنت للإسلام، وتعيش للمسلمين، فداك أبي وأمي ونفسي وما ملَكت يدي.



فكان ذلك مثالاً رائعًا للإيثار، ومَضرِب الأمثال في التضحية.



ليست هذه تمثيليَّة نُصورها، ولا مسرحية نتخيَّل رسْمها، ولا نسيجَ خيالٍ يأخذ بالألباب، لا والذي نفسي بيده؛ وإنما هي صيحات صدقٍ، وكلمات حقٍّ، لم تَسمع أُذني مثلها في التاريخ، ولم تقع عيني على مشهدٍ يُضارعها، كيف لا وهي من فيْض الله العلي القدير؟ الذي يصيب - برحمته - فيْضه مَن يشاء من عباده؛ ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].



فاستَجيبوا لله وللرسول أيها المسلمون، واستمعوا لصوت الهجرة، وأنصِتوا له لعلك تُرحمون، اقرؤوا صفحاته، واجعلوها فرقانًا بعد الفرقان، فعسى الله أن يأتي بالفتح، ويَمُنَّ عليكم بالنصر، ويَجعلكم أئمة الدنيا ويجعلكم الوارثين، "فالبَدارَ البدار، إلى خَلْع رِبْقة الاستعمار؛ لنحيا مع الأحرار".



فالهجرة قوة الحق تَدفع الباطل، فإذا هو زاهقٌ، وصوت الضمير الحي يَخرج بالإنسان من أسْر الذِّلة، والهجرة شعور قوي متوثِّب تَجمَّع لدكِّ بُنيان الطُّغاة، واستعدادٌ للتضحية الغالية إذا ما دعا الداعي ونادى المنادي، ثم هي بعد ذلك إيمان خالصٌ من أعماق النفس يَرفع الرأس، ويُحفِّز إلى الأمام.



ونُصلي على نبيِّ الهجرة أولاً وآخرًا



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس