مؤكّد أنك شاهدتَ من قبل الرغوة البيضاء التي تحملها الأمواج إلى اليابسة وتُعرف باسم زبد البحر. فمن أين تأتي هذه الرغوة؟ وكيف تتشكّل؟

ما هو زبد البحر؟ وكيف يتشكّل؟





لعل ساحل Sunshine Coast الواقع جنوب شرق كوينزلاند يُعتبر أحد أكثر السواحل التي تشهد تشكّل كميات كبيرة من الزبد على شكل رغوة بيضاء تغمر المكان.

كيف يتشكّل الزبد؟




إذا نظرت إلى مياه المحيط في كوب صافٍ، فسترى أنها ليست صافية بل مليئة بالجزيئات الدقيقة. تحتوي مياه البحر على أملاح ذائبة وبروتينات ودهون وطحالب ميتة ومنظفات وملوثات أخرى.
إذا قمت بهز هذا الكوب من مياه المحيط بقوة، فسوف تتكون فقاعات صغيرة على سطح السائل.
يتشكّل زبد البحر في ظل ظروف مماثلة – ولكن على نطاق أوسع بكثير – عندما تتشكل العواصف وتهيج المحيطات بسبب الرياح والأمواج.
هذه التيارات الهوائية القوية تؤدي إلى امتزاج الجزيئات الصغيرة من الدهون بالطحالب وقشور الأسماك والمرجان وغيرها من الملوّثات العالقة في مياه البحر، ما ينتج عن ذلك رغوة سميكة تُشبه إلى حدٍ كبير الرغوة الناتجة عن رج سائل بقوة.
ومع انجراف كميات كبيرة من الملوّثات البحرية إلى الشاطئ، يُمكن رؤية زبد البحر يتشكّل.
ومع توافر ظروف معيّنة، كانجراف عدد كبير من الطحالب أو نفوق مجموعة كبيرة من الأسماك، تُصبح الفرصة أكبر لتغمر الرغوة أجزاء كبيرة من الشواطئ.

هل هو سام؟




معظم زبد البحر ليس ضارًا بالبشر وغالبًا ما يكون مؤشرًا على نظام بيئي سليم للمحيطات المشكّلة له.
لكن عندما تتكاثر الطحالب الضارة الكبيرة بالقرب من الشاطئ، هناك احتمال لتأثيرات سلبية على صحة الإنسان والبيئة.
ففي مراحل معيّنة من إزهار الطحالب، يُمكن أن تنبعث منها غازات قد تُسبب تهيّج في العينين والرئتين للإنسان.
كما يُمكن أن يضر الزبد بالحياة البرية. أشارت إلى ذلك دراسة عن الطيور البحرية على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، وتوصّلت إلى أن الرغوة الناجمة عن الطحالب المتحللة تسببت في فقدان الطيور لريشها، ما أدى لانخفاض حرارتها وعجزها عن الطيور ونفوق عدد كبير منها.