كان قانون العادات والتقاليد صارمًا في التفريق بين المحبين، فقد ارتأى والد ليلى لنفسه أن يرفض تزويجها قيسًا وأن يبعده عنها بشتى الطرق حفاظًا على كرامته يما قد زعم، ولعله قد جنى جنايته على قيس ومحبوبته في آن معًا حين عزم على تزويج ليلى من رجل آخر يدعى ورد بن محمد من بني ثقيف، لقد قبلت ليلى عرض الزواج من ورد بن محمد بعد رفض طويل لعدد من الخاطبين، ويبدو أنّ والدها قد أرغمها على ذلك، فقد روي أنّ قيس بن الملوح قد تقدم في خمسين ناقة حمراء صداقًا لها، في حين كان ورد بن محمد قد تقدم لها في عشرة من الإبل، وحينئذ كان أهل ليلى قد ادعوا تخييرها بين الخاطبين، إلا أن حقيقة الأمر أن والدها قد أرغمها على الزواج من ورد بن محمد وتوعدها بأن يمثل بها إن رفضت، فوافقت مرغمة ، وقد تأثر قيس بهذا الزواج وتحطم قلبه وأنشد فيها:
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت
تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها
إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى
بِنَخلَةَ غَشَّ عَبرَةَ العَينِ حالُها
فَهُم حَبَسوها مَحبَسَ البُدنِ وَاِبتَغى
بِها المالَ أَقوامٌ أَلا قَلَّ مالُها
|