يجب أن تعرف كل أم أن لعب الطفل ليس مرادفاً للفوضى وعدم النظام والضجيج في البيت، فعلى العكس من ذلك فالطفل الطبيعي هو الطفل الذي يلعب خاصة حين يلعب مع الأطفال الآخرين، ولذلك فاللعب الجماعي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز ونمو شخصية الطفل وتطوره العقلي والحركي والعضلي، وقد التقت "" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية هبة حمدان، حيث أشارت لأهم فوائد ودور اللعب الجماعي في النمو العقلي والذهني للطفل كالآتي:

متى يبدأ الطفل باللعب الجماعي؟

الألعاب الجماعية تحقق مهارات عقلية للطفل
يبدأ الطفل باللعب الجماعي غالباً بعد عمر السنة.
وقبل ذلك يمكن أن تكون الأم هي أول شخص يلاعبه الطفل، فعندما تمد الأم يدها فهو يلاعبها ويلاطفها، كما أنه قد يجذب شيئاً بيدها وهي تتقدم نحوه.
يرتبط اللعب الجماعي بالتواصل السليم، وفي حال كان الطفل قادراً على استخدام حواسه بصورة طبيعية فهو سوف يتواصل ويلعب مع الآخرين ممن هم في سنه ويتطور لعبه معهم.
ويجب أن تعرف الأم أن بعض العلماء يرون أن هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل؛ لأنه بطبيعة المرحلة العمرية حين يصبح قادراً على المشي فهو يحتاج إلى الركض والقفز والتسلق، وهذه النشاطات يحب ممارستها مع أقرانه ويستفيد من خبراتهم ونصائحهم.
وفي عمر العامين تلاحظ الام أن هذا هو العمر الذي يبدأ فيه الأطفال القتال على اللعب، ويكررون جملة :"إنه ملكي!"، وبالتالي تتطور الأنا لديهم ويبدأون في الحفاظ على ممتلكاتهم.
وعندما يصبح الطفل في الحضانة تلاحظ الأم أن الطفل بنفسه يميل إلى اللعب الجماعي، ولا يهتم بفض مشاجرة مع طفل آخر لكي يستمر باللعب معه.
دور اللعب الجماعي في التطور العقلي للطفل

يبدأ اللعب الجماعي مبكراً وبأدوات بسيطة
منذ قديم الزمن عرفت الألعاب الشعبية الجماعية للأطفال في الشوارع والحارات وفي أفنية البيوت الواسعة القديمة.
وقد ساعد اللعب الشعبي على التطور العقلي للأطفال وتنمية الذكاء على الرغم من بساطته إلا أنه ينطوي على طرق مهاراتية مناسبة للطفل.
وفي الوقت الحالي تطورت الألعاب الجماعية التي تعزز النمو العقلي للطفل، بحيث أصبح التعلم باللعب الجماعي يرسخ المعلومة، بحيث تظل معه بالذاكرة يستخدمها كمرجع عندما يحتاجها.
ويتعلم الطفل من خلال اللعب الجماعي بالمنافسة البناءة وروح الفريق، ويستفيد منهما في استخدام العقل والتفكير المنطقي المتدرج والمرتب لتحقيق الأهداف.
ويتعلم الطفل من خلال اللعب الجماعي استخدام أكثر من حاسة في نفس الوقت، وتسريع الاستجابة ما بين حاستين وذلك لا يمكن تحقيقه إذا لم يكن الطفل يلعب مع مجموعة.
ويفيد اللعب الجماعي في تعزيز المهارات العقلية وتنميتها لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل خاصة مرتبطة بالحركة أو الدماغ مثل أطفال حالة داون، والأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
فوائد اللعب الجماعي في تنمية شخصية الطفل

يطور اللعب الجماعي من شخصية الطفل
يساعد اللعب على تعديل سلوك الطفل، فعن طريق اللعب فهو ينظم سلوكه داخل اللعبة.
يتعلم الطفل من خلال اللعب ممارسة الأصوات والمفردات الجديدة، سواء مع نفسه أو مع الأصدقاء.
يعزز اللعب من شعور الطفل بالأمان، فيشعر بالأمان مع نفسه، ويطمئن للمجتمع من حوله حين يلعب مع الآخرين.
يشكل اللعب التطوير الهيكلي للدماغ وهو الذي يلعب دوراً في تشكيل شخصية الطفل.
ويساعد اللعب على الحصول على فوائد نفسية مثل التخلص من القلق والتوتر للطفل بطريقة سهلة وصحيحة.
يعمل اللعب على تطوير مهارات التعلم لدى الطفل مثل الاستكشاف، والخيال، والتفاوض، ومخاطر القرارات السريعة التي يمكن أن يتخذها دون تفكير.


شروط اللعب الجماعي المفيد

هناك شروط لكي يكون اللعب الجماعي مفيداً
يجب على الأم عدم ترك الأطفال ممن هم دون عمر 5 سنوات يلعبون بألعاب مكونة من أجزاء صغيرة، ولا تتركي بالونات غير منفوخة بين يدي الطفل؛ لأن الطفل الصغير الذي يحاول نفخ البالون قد يبلعه أو يستنشقه.
يجب على الأم أن تراقب طفلها بحيث لا يلعب مع الأطفال الآخرين قرب الدرج، وقرب الطريق وقرب برك الماء أو أحواض السباحة لكي لا يتعرض مع رفاقه للخطر.
ويفضل أن يلعب الأطفال مع آخرين يماثلونه في العمر ولا يكبرونه أو يصغرونه؛ لكي يحقق الفوائد المرجوة من لعبه معهم.
وعلى الأم عدم التدخل لحل المشاكل بين الأطفال حين يلعبون لعباً جماعياً؛ لكي يستطيع أن يطور عقله لكي يحل مشاكله ويفهم الحياة من حوله دون مساعدة الكبار