10-28-2010
|
#5
|


***
أتى الغد , يوم طلوع أبو حمد من السجن , ذهب حمد لأخذه
من هناك , كان الكلّ ينتظره في الحوش على أحرّ من الجمر ,
سُمع صوت السيارة عند الباب ووقف الجميع عند الباب ,
فتح حمد الباب بمفتاحه بهدوء ودخل ومن خلفه أبو حمد
وأغلق الباب , كان حمد ممسكاً بشنطة والده بيد .. وبيد
والده باليد الأخرى , وقف أبو حمد في مكانه وأربعة نساءٍ
واقفات أمامه وينظرن اليه , كان وجهه بائساً والسواد حول
عينيه وخطوط الأسى على وجهه .. بدا أكبر عمراً , تقدّمت
اليه ساره وندى وسلّمتا عليه وقبّلتا رأسها , سلّمت عليه
مشاعل ومن ثم حصه , كان عيون أبو حمد في الأرض
ولم يرفعها أبداً , قالت حصه : الحمدلله على سلامتك ..
قال أبو حمد : الله يسلّمكم ..
قالت مشاعل : نوّرت بيتك يابو حمد ..
قالت ساره : البيت من غيرك ما يسوى شي يا يبه ..
قالت حصه : تعالوا ادخلوا جوّه .. ليه واقفين بالحوش
قال حمد : يلله يبه .. خل ندخل داخل
دخل الجميع داخل البيت , قالت حصه : بتروح غرفتك ترتاح
أبو حمد ؟!
قال أبو حمد : لا .. بجلس بالصاله شوي
دخل أبو حمد الصالة وكانت خطواته بطيئة , جلس وجلس الجميع
حوله , قالت حصه : والله تو ما نوّر البيت .. ما تّصوّر من غيرك
وشلون حالتنا ..
قالت مشاعل : العشا جاهز .. نحط العشا , أكيد جوعان
قال أبو حمد : حطّوا العشا
قامت مشاعل وندى لإحضار العشاء , فرشوا السّفرة على الأرض
و وضعوا عليها العشاء , جلس الجميع حول السّفرة وأبو حمد
لم يتكلّم وبدا بائساً وحزيناً وعيناه في الأرض , كان الكل ينظر
الى أبو حمد بخوف وفرح , كان الجميع يتحدّثون و يحاولون رسم
الابتسامة على وجه أبو حمد البائس الحزين , انتهى العشاء وغسّل
الجميع أيديهم ورفعوا السفرة والصحون , عادوا الى الصالة
واجتمعوا حول أبو حمد , قال أبو حمد بعد أن رأى الجميع حوله ي
نظرون اليه بابتسامة منتظرينه : أنا عندي شي ودّي أقول لكم ايّاه ..
قالت حصه : آمر يابو حمد .. قول
قال أبو حمد : تصدّقون .. هالشي اللي صار علّمني و وضّح لي
أشياء كثيره .. خلاني أعرف وش كثر حريمي ويعيالي يحبّوني ..
خلاني أعرف غلاتي عندهم وغلاهم عندي , عرفت وش قد
السجن صعب على نفس البرئ .. أو خلّونا نقول على نفس اللي
انجسن غصبن عنّه , سامحوني كلّكم .. حصه ومشاعل
سامحوني تكفون .. بيّعتكم ذهبكم كلّه وكل فلوسكم .. وانت
يا حمد بيّعتك سيارتك وخرّبت فرحتك بنجاحك , وانتي
يا ساره .. وانتي يا ندى , بس صدقوني أنا كل همّي كان
انّي أربح بالأسهم وأحسن معيشتنا وأرضيكم وأحسّن وضعنا
.. بس صار عكس اللي توقّعته , ربّكم ما كاتب انّي أربح ..
وخسرت خساره كبيره , سامحوني يا حريمي .. سامحوني
يا عيالي , أشغلتكم وبكّيتكم وعذّبتكم معي .. تكفون سامحوني ..
قالت حصه : يابو حمد انت اللي سامحنا .. انت سوّيت كل
هالشي على شانّا , كان كل همكم تسعدنا وترضينا وتحسّن
وضعنا .. حنّا اللي ما قدّرنا حالتك الماديّه , السموحه منك
يابو حمد موب منّنا ..
قالت مشاعل : يسلم راسك يابو حمد .. انت راس المال
وانت كل شي , وكل شي راح بيتعوّض ان شالله , أهم
شي انت يالغالي ..
قال أبو حمد : ما تتصوّرون جلستكم حولي كلّكم وانتم
وأنا بصحّه وعافيه .. متراضين ومتحابّين وقلوبنا على
بعض , هالشي يسوى عندي الدنيا وما فيها ..
قالت ساره : الله يخلّيك لنا يبه ولا يحرمنا منك ..
قال حمد : يبه أنا تخصّصي نادر ومطلوب ..
وأوعدك انّي بشتغل وبنحسن أوضاعنا
قالت ندى : حتى أنا يبه .. بدخل الجامعه وبدرس وبشد
حيلي ان شالله ..
قال أبو حمد : الله يوفّقكم يا عيالي .. وانتم يا حصه ويا
مشاعل .. انتوا بالذات سامحوني .. أحسّ انّي ظلمتكم
كثير معي ..
قالت حصه : حشا والله يابو حمد .. قلت لك حنّا اللي
آسفين موب انت ..
قالت مشاعل : حنّا اللي حمّلناك فوق طاقتك .. انت
اللي اعذرنا , الله يخلّيك لنا ولا يحرمنا منّك
ابتسم أبو حمد ابتسامةً عريضة تخفي ورائها بعض
الأسى , ولكن الجميع فرح بأبو حمد .. وبهذه الإبتسامة
***
اتّصلت بشاير على ابنتها لولوه : ألو ..
قالت لولوه : ألو .. هلا يمّه
قالت بشاير : هلا بنيّتي .. وش أخبارتس
قالت لولوه : أنا بخير يمّه .. انتي طنيني عليك , عساك
مرتاحه
قالت بشاير : الحمدلله على كل حال .. هاه جت مرت
أبوتس للبيت ؟!
قالت لولوه : بكره بتجي .. أبوي شرا أثاث جديد وجهّز
البيت ..
قالت بشاير : وغرفة النوم القديمه .. رماها ؟!
قالت لولوه : هاه .. ايه .. جو عمّال الجمعيّه الخيريّه
وأخذوها .. وشرا غرفه جديده لزوجته
قالت بشاير : المهم , قولي لأبوتس بروح أسكن مع
أمي ببيت جدتي !
قالت لولوه : أسكن عندكم ؟! , ودّي بصراحه .. بس ..
أخاف أبوي ما يوافق
قالت بشاير بحزم : موب على كيفه .. قولي له أمي تقول ,
أنا مستحيل أخلّيتس تعيشين مع مرت أبو , لو مهما يصير ..
بيت جدتس فيه غرفه فاضيه .. وانتي بتجلسين عند أمتس
وجدتس الين يجيتس نصيبتس وتروحين بيت رجلتس ..
قولي له ولمّي أغراضتس كلّها وتعالي .. وحطّي في بالتس
ان مالتس رجعه لذاك البيت طول ما أنا عايشه باذن الله !
قالت لولوه : طيّب يمه .. ابشري , بقول له وعساه يوافق
***
|
|
|
|