10-28-2010
|
#6
|


***
انتهت حلقة مسلسل سنوات الضياع وخرجت ندى من الصالة
متّجهةً الى غرفة ساره , دخلت الغرفة وأقفلت الباب وقد كانت
ساره تقرأ كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني بالرغم من
أنّها كانت تفضّل في السابق الروايات الرومانسيّه المترجمه
المليئة بقصص الحب والغرام المبالغ بها ! , لم تستغرب ندى
اذ أنّها تعوّدت على تصرّفات ساره المتغيّرة وقالت : أقول ساره ..
ما أقطع عليك قرائتك بس .. بقول لك شي
قالت ساره : قولي .. وش فيه ؟!
ندى : مدري بس أخاف تزعلين وتتضايقين .. طيّب قبل ما
أقول لتس الشي أبسألتس سؤال ولازم تجاوبين عليه ..؟!
ساره : اسألي ..
ندى : طيّب .. هالحين انتي .. انتي للحين تفكرين بمازن ؟!
غضبت ساره وقامت من مكانها وقالت بعصبيّة : استغفر
الله .. وش هالسؤال البايخ .. أكيد ما عدت أفكّر فيه ! ..
اخلصي وقولي اللي عندك !
ندى : طيّب طيّب بقول .. تو سمعت أبوي يقول لأمي ..
ان مازن خطب وقريب بيتزوج !
ظلّت ساره جامدة بمكانها وظهرة مسحة حزن على
وجهها وقالت بهدوء : ايه .. بيتزوج يعني .. الله يهنّيه
ويوفقه ..
استغربت ندى من ردّة فعل ساره , ابتسمت ساره
وقالت : يالله .. عقبالي أنا بعد !
قالت ندى : ان شالله .. بس انتي عادي ؟! .. أمانه
يعني .. ما تضايقتي من الخبر ؟!
ابتسمت ساره وقالت : صدقيني مهوب اللي تتوقعينه ..
مازن خطبني وأهلي رفضوه وما صار نصيب بينّا ..
وشي طبيعي انّه بيدوّر نصيبه مع وحده ثانيه , الله
يوفقهم ويهنّيهم وكل واحد نصيبه بيجيه .. هذا مشاعل
تزوجت أبوي وعمرها فوق الثلاثين سنه , يعني موب
شرط النصيب ما يجي الا والوحده صغيره .. النصيب
يجي بأي وقت !
ابتسمت ندى ونظرت الى عيني ساره وقالت : تغيّرتي
يا ساره .. تغيّرتي كثير !
ابتسمت ساره ولم تقل شيئاً , ولكن ندى قالت : ساره ممكن
نكون صريحين ؟! , انتي وش اللي صار لتس بالضبط ؟! ,
لالا جد يعني .. انتي التزمتي خلاص والله هداك ؟!
قالت ساره : ههههه , طيّب المفروض تفرحين ان أختك
الله هداها
ندى : أكيد فرحانه .. بس مستغربه , يعني ليه وش اللي
صار بالضبط ؟! ..
وفي هذه الأثناء طرقت مشاعل باب الغرفة وقالت : ممكن
أدخل ؟!
قالت ساره : تفضلي مشاعل ..
قال مشاعل : لا يكون قطعت عليكم سالفتكم ؟
قالت ندى : لا وشدعوا عادي .. يووه صدق نسيت مسلسل
نور بدا .. بروح أناظره مع انّي ما أطيقه وأحب سنوات
الضياع أكثر بس يالله .. صيفيّه وفضاوه الواحد وش
يسوّي بعد !
خرجت ندى من الغرفة وظلّت مشاعل وساره , قالت
مشاعل : هاه .. وش أخبارك يا ساره .. تصدقين من
زمان ما جلست أسولف معك لحالنا ..
قالت ساره : الحمد لله .. يعني على حطّة يدك !
قالت مشاعل : لا والله منتيب على حطة يدي ! , اللي
أشوفه انّك متغيره ومتغيره كثير بعد .. مظهراً وجوهراً !
قالت ساره : ايه .. عاد توها ندى تقول لي نفس الكلام
قالت مشاعل : كل حنّا ملاحظينك .. وش صار يا ساره ..
وش اللي غيّرك للأحسن والأفضل كذا ؟!
قالت ساره : تبين الصدق .. مدري .. مافيه سبب معيّن
بس الحمدلله ان الله هداني
مشاعل : ما راح أضغط عليتس .. الحمد لله .. الله يثبتك
ان شالله .. كل شي يتغيّر ومافيه شي يبقى على حاله ..
بس ياليت تحافظين على هذا التغيير للأفضل .. وانتي
فاهمه قصدي ؟!
ابتسمت ساره وهزّت رأسها
***
بشاير : أهلين عبير .. حيّا الله من جانا .. تفضلي
عبير : أهلين فيكي بشاير .. شكراً ..
بشاير : كنّ الغرفه ظلمه ؟ .. خلّيني أفتح باقي اللمبات
عبير : ايه .. وكيفكون شو أخباركون مع هالشوب ..
الصيف كتير حار هالسنه
بشاير : اي والله حر .. واذا طلعتي برا هوا حار
يلفحتس كنّتس مقابله تنّور اللهم يا كافي !
عبير : ههههه , بس انتوا المفروض متعودين ..
بشاير : تعالي صدق .. انتوا منتوب رايحين سوريا
هالعطله ؟!
عبير : أكيد بدنا نروح .. بس مو هلأ
بشاير : ايه تروحون وترجعون بالسلامه ..
عبير : الله يسلمك حبيبتي .. وكيك انتي وبنتك
كيفا .. تخرّجت ؟!
بشاير : لالا بنتي باقي لها سنه بعد .. يعني على
نهاية السنه الجايّه ان شالله
سكتت عبير قليلاً ثم قالت : بشاير بصراحه في
موضوع كتير مهم بدي أكلمك فيه .. بصراحه ما
بعرف شو بدّي قلّك .. بس انتي لازم تعرفي .. بالبدايه
خلّيني أتأكد لأنّو لازم نتأكد ميه بالميّه أوّل شي ..
قالت بشاير وعلامات الاستغراب والخوف بادية
عليها : تتأكدين من وشو ؟! , تراك خوّفتيني يا عبير ..
قولي تكلّمي وش هالموضوع ؟!
قالت عبير : جوزك .. جوزك اسمو ناصر صح ؟!
بشاير : ايه زوجي ناصر .. وش دخّل زوجي طيّب ؟!
عبير : طيّب شو اسمو الكامل ؟!
بشاير : اسمه ناصر أحمد ناصر .. بس ليه تسألين ؟!
قالت عبير بتردّد : لأنّو .. تأكد الكلام ياللي ببالي .. لا
حول ولا قوة الا بالله .. أنا ما كنت حابّه قلّك .. بس خفت
تزعلي منّي بعدين .. يعني .. كنت خايفه !
تكلّمت بشاير بحزم : عبير تكلّمي .. وش اللي صاير ؟!
قالت عبير : طيّب رح قول .. هاد امبارح كنت نازله
عالدرج .. بالبنايه اللي ساكنين فيها طبعاً .. وعند بيت
أبو دانيه لقيت رجّال واقف .. رجّال سعودي وشكلو هيك
أنيق ومرتّب .. استغربت وقفتوا قدام بيت ابو دانيه ...
قالت بشاير : كملي .. طيّب منهو أبو دانيه ذا ؟!
قالت عبير : أبو دانيه جارنا .. قصدي ساكن ببنايتنا
يعني .. واسمو جميل الحسني .. , المهم .. ولقيت
هالرجال السعودي واقف ولما قربت منّو قعدت اطلّع
فيه وفي شكلو وأنا مستغربه .. بعدين ما بعرف شو
ياللي خطر لي ..هالرجّال أنا شايفتو من قبل .. بس
وين ما بعرف ...
قالت بشاير : يا عبير تكفين كمّلي !
قالت عبير : طيّب .. بعدين اتزكرت وين شايفتو ..
أنا .. أنا بصراحه شفتوا عندك !!
سكتت بشاير قليلاً ثم قالت : عندي ؟!
عبير : ايه عندك .. هاد الرجّال بصراحه .. جوزك !
قالت بشاير وهي متفاجئه : زوجي ناصر ؟! .. ووش
مودّيه لعمارتكم ؟!
قالت عبير بتردّد : أنا طبعاً شكّيت لأني لما شفتوا
هداك اليوم ببيتك أكيد ما ركّزت فيه منيح .. يعني
عيب طبعاً , بس بتذكّر شكلو .. يعني بتعرفي
هيك حب فضوله و"لقافه" متل ما بتقولوا , يعني
بدي شوف شكل جوزك
قالت بشاير وقد شردت قليلاً وأصبحت هادئة
أكثر : ايه طبعاً .. عادي ما فيها شي .. كملي تكفين ..
قال عبير : وبعد هالكلام بيوم .. يعني أمس نزلت لعند
أم دانيه اشرب فنجان قهوه .. وسألتها وقالت لي ...
بشاير : وش قالت لتس ؟!
قالت عبير بخوف : قالت .. قالت بنتها دانيه انخطبت !
بشاير : انخطبت ؟! ...
قالت عبير : هاه .. ايه .. ايه انخطبت والخميس الجاي
كتب كتابا ..
بدت بشاير هادئة وظهرت مسحة حزن على وجهها
وقالت : طيّب من هي دانيه ذي ؟! .. وكتب كتابها
على من ؟! ..
قالت عبير : دانيه بنتون لرفيق ومفيده .. عمرها تسعه
وعشرين سنه ..
قالت بشاير بهدوء وحزم : ما جاوبتي , كتب كتابها
على من ؟!! , لا تقولين على ...؟!!!
قالت عبير وقد ازداد توتّرها : على .. على .. ايه
بشاير وكلماتها ترجف : على .. زوجي ؟!!
عبير : ايه .. على جوزك ناصر !!
سكتت بشاير قليلاً ثم اتّجهت مسرعة الى غرفتها
وأحضرت صوراً لزوجها ناصر وأرتهم عبير
وقالت : ناظري الصور زين .. هذا هو ؟!
قالت عبير : ايه هادا هو .. واسمو ناصر أحمد
ناصر .. وعمرو سته وأربعين سنه !!
التفتت بشاير الى الجهة الأخرى ونزلت دمعة
على خدّها وتلتها عدّة دموع أخرى .. عصرت الصور
بين يديها بقوّة وظهر حزن غريب على وجهها .. حزن
عميق وأسى لا يوصف , كانت عبير ترقبها من خلفها
بخوف وشفقه
قالت بشاير بعد فترة صمت بهدوء : خذي من بيت
أبو دانيه متى موعد جيّته لبيتهم بالضبط .. وعلميني
قبل بوقت وأنا بكون عندك , أبغى اشوفه بعمارتكم
قالت عبير : شو ؟! .. بدّك تشوفيه ببنايتنا ؟! , بس
يا بشاير ..
قالت بشاير بهدوء وحزم وقد بدأت تجف دموعها : ما
عليك .. سوّي اللي قلت لك عليه لو سمحتي يا عبير
قالت عبير : طيّب .. على راحتك , بصراحه ما كنت
حابّه انّي ضايقك بهالخبر , عن جد أنا آسفه .. وعلى
فكره .. بيت أبو دانيه مفكّرين انوا كان متزوّج وطلّق ..
قال هوّ قايلون هيك
لم تقل شيئاً بشاير وبدت شاردة جداً
***
زارت لولوه (ابنة بشاير) بيت خالتها مشاعل , كانت
الاثنتان جالستان في المجلس , قالت مشاعل : هذي
أوّل مرّه تطبّين بيتي يا لولوه .. ههههه صح ؟
قالت لولوه : هههههه لالا وشدعوا موب أوّل مرّه ..
أوّل ما أعرستي جيت بيتكم مرّه مع أمي ..
مشاعل : أوّل ما أعرست ! .. يعني قبل أكثر من أربع
سنين ! .. هههههه أمزح معتس .. أدري انّ أمتس ما
تبيتس تجين بيتي عشان حصه وبناتها .. بس مهيب
مشكله أحسن شي جمعتنا ببيت أمي ..
لولوه : اي والله .. بيت جدتي مدري كيف تحسّين له
طعم خاص ! , القعده فيه تونّس ..
مشاعل : المهم .. انتم شلونكم , وشلون أمتس وأبوتس ..
لولوه : الحمدلله , كل شي عادي يعني .. ما من جديد
وفي هذه الأثناء طرقت ساره باب المجلس ودخلت ,
قالت : السلام عليكم .. ممكن أجلس معكم
قالت مشاعل : تعالي يا حصه تفضلي .. هذي بنت
أختي لولوه طبعاً .. سلمي عليها .. يووه من متى
ما شايفين بعض انتوا !
سلّمت ساره على لولوه وجلست وقالت : بصراحه ..
بعزا أبوك يا مشاعل .. أذكر آخر مرّه شفتك فيها
يا لولوه بعزا أبو مساعد الله يرحمه من أربع سنين
تقريباً
قالت لولوه : ايه صح .. ما صارت فرصه أو مناسبه
غيرها , بس يالله ماعليه ..
قالت ساره : انتي بالجامعه هالحين ؟!
قالت لولوه : ايه أنا في ثالثه جامعه .. أدرس تاريخ
قالت ساره : ايه ماشالله .. قد قالت لي مشاعل عنّك ..
قالت مشاعل : دقيقه بشوف كيكة البرتقال لا تحترق !
وخرجت مشاعل من المجلس , قالت ساره : أقول لولوه ..
سمعت انّك في دار تحفيظ قرآن .. صح ؟!
قالت لولوه : ايه .. أنا مشاركه في الدار النسائيه لتحفيظ
القرآن
قالت ساره : ماشالله عليك .. طيّب وكيف يعني ..
مبسوطه معهم ؟!
لولوه : والله مبسوطه كثير الحمدلله , حفظت سبع أجزاء الى
الآن .. وحنّا موب كل نشاطنا تحفيظ قرآن .. يعني فيه
مسابقات وسوق خيري وندوات ومحاضرات وأشياء كثيره
غيرها , والبنات ماشالله كلهم بصراحه أخلاق ودين
قالت ساره بتردّد : طيّب .. بصراحه أنا .. أنا ودّي أسجّل
معكم يعني ..!
قالت لولوه : تسجلين معنا ؟! , ايه تعالي هذي الساعة
المباركة على ما يقولون ههههه .. وأكيد بتنبسطين
وتستفيدين ومنها أجر من الله ان شالله
قالت ساره : طيّب كيف يعني ؟! ..
قالت لولوه : ولا يهمّك انتي اذا بغيتي تجين قوللي لي
وأنا بمرّك مع السواق وباخذك معي وبتجربين وتشوفين ..
واذا جاز لك الوضع وارتحتي خلاص سجلي بالدار
وصدقيني بتكسبين ناس ومعارف وزي ما قلت لك أجر
وثواب عند ربّك ان شالله
قالت ساره : خلاص أجل بروح معك بأقرب وقت ..
قالت لولوه : أنا بعد بكره بروح .. عطيني رقم جوالك
بس لو سمحتي ..
وفي هذه الأثناء دخلت مشاعل وقالت : هاه .. أشوف
اندمجتوا بالسواليف مع بعض مع ان لكم أربع سنين
ما شايفين بعض ههههه !
قالت لولوه : ايه يا خالتي .. ساره تقول بتسجّل في
دار التحفيظ حقّتي ..
نظرت مشاعل الى ساره وابتسمت ابتسامةً واسعة
عرفت ساره مغزاها
***
|
|
|
|