بصوت هادئ: صباح الخير..
لؤي: مساء النور..
استغربت غزلان: لكنه صباح..
لؤي وهو يناظر الجهة الثانية: وانا ابيه مسـاء..
غزلان بصوت خافت: كيفك.. جراح.. يبيك واحد برع من وكاله الشماس..
جراح وهو يتنهد بعجز: بعد.. ولله رحموني ماقدر اطلع اكثر خست بالشمس..
غزلان بصدمة: عيل تبوني انا اطلع للريال..
هب على ريله لؤي: لا تروحين للرياييل ولا الدراهم.. خليني انا بروح له.. (يطالع جراح اللي مبتسم شوي) اي اي.. افرح.. خلاص.. يعني انا ماقدر اخذ اجازة من هالشغل.. يخترب كل شي على راسكم.. والله يايبكم وناسيكم ولا ادري... اممممف عليها من عيشه.. ويلي عليج يا رووحي..
طلع لؤي وجراح يضحك عليه وحتى غزلان اللي كانت هايمة في خفة ظله.. وجراح الي كان يضحك انتبه مرة ثانية لاوراقه وما حتى حس لوجود غزلان اللي واقفة الا بعد ما طالت وقفتها في الغرفة.. فرفع راسه وهو يناظرها.. كانت واقفة وهي تطالع المكان اللي طلع منه لؤي. واستغرب منها جراح .. فهذي طبعا مو اول مرة يشوف فيها بوادر الاهتمام من غزلان للؤي.. بس هذي المرة كانت جدامه.. ويمكن استغرابه كان ان غزلان ما هربت من المكان اللي اهو فيه.. فظل يطالعها وهو على وشك الابتسام..
انتبهت له غزلان وهي تحمل علامات ابتسام خفيفة على ويهها... : ردت الروح للمكان ..
جراح وهو يطالع الاوراق وهو يبتسم: الظاهر جذي.. (يناظرها بمكر) للمكان ول.. لنا كلنا..
تناظره غزلان بكل عفوية وتلاحظ نظراته الماكرة.. فرمت بنظراتها المليانة حيا على الارض: يعني اهو شريج .. وله مكانه الخاص وابداعه.. و... كلنا... نتمنى وجوده... و.... (وكان جبينها عرق) الجو حار اليوم..
جراح وهو يبتسم بملء ثمه وعيونه على الاوراق: اي.. الظاهر ان اليوم حرارته غير طبيعيه
غزلان اللي ميتة من الانحراج: صح.. على العموم.. انا بطلع الحين.. بروح مكتبي.. عندي وايد اشغال اسويها..
جراح وهو يناظرها بحنان اخوي: انا مـتأكد من هالشي..
غزلان بحياها تنسحب:.. اشوفك على خير..
طلعت من المكتب وهي تحس بالحرارة في ويهها من الاحراج اللي تصاعد فيها.. جراح ويا هالويه الغبي.. يبتسم.. وكانه اللي يفكر فيه صح.. انا ابدا مو معجبة بلؤي.. بس احيي روحه المرحة في المكان.. له طابع خاص.. اووووف الحين انا وين اودي ويههي عن جراح.. الله يلعن بليسه بسٍسسس..
------------------------------------------
خالد اللي رد البيت يعالج جرح صابه من الورشة قاعد والمكيف يضرب على ويهه ولكن ابد .. كل هالهوى اللطيف ما يأثر على هالجو الخانق والمقطر للعرق.. لف الجرح البسيط اللي في يده باحكام.. وتوجه للثلاجة او للمطبخ.. يمكن يلاقي خالته لمختفية لكن لاء.. ما لقى احد هناك الا الماي اللي يقطر من الحنفية..
طلع له عصيـر بارد يشربه وحمله وياه لعند الباب الوراني عشان يطلع من البيت ويرجع للورشة.. توه بيركب السيارة الا وحركه في بيت النهيـدي.. هذا البيت اللي اتسم بالسكون طول فترة جالت فيه حركة.. بانت في بال خالد انها يمكن ايماءة من خياله .. ترجع له شي من الحنين الي فيه... لكن لاء.. ظل واقف دقايق وهو يحاول انه يتلقى شي لكن ابد... وتوه يدخل السيارة مرة ثانية.. ظل قاعد فيها وهو يتنفس الصعداء من الذكريات اللي خاض فيها.. وناظر الدبلة اللي كان رابطها عند منظرة السيارة من جدام.. نفس الخاتم اللي عطاااه لسماء يوم اللي راحت.. رابطه في السيارة.. وكل ما يشوفه يذكر سماء.. ويذكر قلب سماء الكبير المعطاء.. وفوق كل هذا.. يذكر شوقه للسماء اللي من راحت.. راحت معاها كل الحماية وكل الحنان..
طرقات خفيفة على السيارة ولكن تجفل خالد بقوة.. كان عزيز.. اللي كل ما ايي له .. يزيد بالانفجار اللحمي.. لا بل الشحمي..
نزل له الجامة: بسم الله.. كل هذا ويه.. عنبو دارك خرعتني..
عزيز اللي صوته بدى يخشن:.. هاهاهاي.. مو ناقص الا صوت الانذار
خالد يشغل السيارة: انذار.. يابوك صفارة تكفي.. وقع لاقدام اللي يهز الاول والتالي
يدفع عبد العزيز خالد الي في السيارة: هي انت قاعد تتغشمر على من؟؟ عز ودلال هذا
خالد يقلد على ويه عبد العزيز: عز ودلال؟؟ عز ودلال يا جبل الشحووم.. ارحم روحك.. ارحم شباب يا ميووع الافريكان.. والله لو يقطونك للاسود يسون عليك عزيمة لشهووور
عبد العزيز يضرب خالد مرة ثانية: يووووز لااا..
خالد يناظره بحمق: لا تطق.. خاف علي من يدك..
عبد لعزيز يبتسم وويهه محمر من الحر:.. اقول.. قطني عند راعي البريد..
خالد: بعد بريد.. ارحم روحك يا عزيز البيت بدى يظيييج علينا بسبتك..
عزيز: انت اسكت وخذني لراعي البريد.. قبل لا ايوون ايمنوه والسبال الثاني
خالد: اركب.. لكن ها.. شوي شوي على السيت .. السيارة بعدها بقراطيسها..
يدخل عبد العزيز بقوة الى السيارة ويهزها شوي بوزنه الزائد.. وخالد يمسك على قلبه
خالد: هذا شوي شوي؟؟ قلبت السيارة بيت الهزاز؟؟
عبد العزيز يضحك: اقوووول جم الدخلة ؟؟
خالد: جب لا اشوتك الحين...
قالها خالد وعيونه على عبد العزيز.. وقبل لا يوجهها جدامه.. ردت الحركة في بيت النهيدي ولكن هالمرة الباب كان ينفتح.. وصار اللي ما توقعه خالد انه يصير اليوم... مشعل طلع من البيت وهو لابس ثياب صيفية خفيفة.. وقبل لا يتوجه الى الكاراج لاحظ السيارة الواقفة عند بيت بو جراح.. كانت سيارة خالد على ما يذكر الواقفة.. واللي أكد له هالشك.. كان خالد الي طلع من السيارة وهو واقف يطالعه..
حامت في ارجاء قلب خالد الامنيات.. غياب مشعل وتواجده يمكن اخيرا راح يرد اللون للسماء بحياة خالد.. ويمكن وراه وهو طالع بتطلع بعد سماء.. لكن لا.. مستحيل.. سماء ما ترد من غربتها وما تيينا.. احنا اولى بها من كل من.. يا ربي.. لا تخليها تكون موجودة... موجودة ومأجله ييتها لنا..
وقف مشـعل وكانه ينتظر شي.. مر في خاطره ومرت معاه خيوط من الذكريات.. واتسمت اولى مهاام مشعل اللي يا عشانها.. طلب المغفرة.. والصفح .. من اكثر الناس اللي تسبب بألمهم.. يمكن خالد كان لسبب في الم من آلام مشعل.. الا وهو العلاقة اللي انفسخت بينه وبين اخته في وقت من الاوقات.. لكن يتم جرح خالد اكبر.. ليش؟؟ ليش وسماء اهي اخت مشعل وشرفه في هالدنيا؟؟؟ هل للشرف اي علاقة؟؟ الشرف شي عظيم.. لكن جرح الحب.. والابتعاد غصب.. شي مؤلم.. جربه مشعل في سن صغيرة. وجربه يوم راحت عنه فاتن.. مع انها كانت بطواعيتها.. لكن كان يخثن القلب جراحا والام.. فما بال خالد اللي اكرهووا سماء على فراقه.. من اهو مشـعل الي يقدر يجمع ولا يفرق بين الناس.. الله سبحانه وتعالى اهو المفرق والموحد في هالدنيا.. مو بني ادم اللي يتحكم بمصائر ادميين ثانيين..
تحرك – لذا- مشعل بكل هدوء صـوب خالد.. وفي نصف الدرب وقف.. لان مناير ومساهر اللي ما فاتهم وجود مشعل في المكان.. وعلى وجود مناير المربك في الساحة تراجع مشعل وهو يسرع صوب السيارة ويركب فيها.. ويمشي من غير ما انه يلقي بال على احد.. ولا حتى مناير اللي هي الثانية اللي تجاهلت وجود مشعل في المكان بامتياز وتوجهت صوب البيت بعد ما فارقت مناير عند بيتهم...
وصلت لخالد اللي كان واقف عند باب السيارة..: شفيك واقف في هالشمس..
عبد العزيز من السيارة: حريتنا ياخي لابوه بريد هذا للي نبيه منك..
انتبه خالد: اسف.. اسف عزوز.. بس ماقدر اقطك
عزيز: شنو ما تقدر.. الا حذفه حصا.. قول ما تبي تخلص البترول يالبخيل.. والله انك بينت على حقيقتك..
مناير اللي تسائلت عن اللي ينتاب خالد : خالد شفيك؟؟ ليش واقف جذي بهالشمس؟
خالد يكلم مناير بارتجاف: سماء ردت صح؟؟ ردت ولا ياتنا صح؟؟ قلبي حاس.. حاس ان في شي قاعد يصير لكن....
مناير: اشفيك يا خالد.. سماء لا ردت ولا شي.. ولو ردت مستحيل ما اتيينا لهالحزة..
خالد وهو يركب السيارة: الناس تتغير على اهلها.. شلون على الاغراب.. كل شي يتغير.. كل شي..
ركب الموتور خالد وتحرك من المكان وهو يحس بانهيار فيه.. خوفه وقلقه لا مبرر له . يعني شلون طرى على باله ان سماء ترد وما تمر عليهم قبل.. صدق ان الظنون تخيب بالناس.. وظنون خالد مخيبة لسماء.. للي يمكن لو درت.. عادي انها تطير نص عقله بالصراخ.. فابتسم خالد.. وقال في باله.. يا ترى يا سماء. انتي بعدج ما انتي؟؟ تغيرتي ولا لاء؟؟ غيرتج الايام على القلب اللي عمره ما تغير عليج الا زاد فيج؟؟؟
------------------------------------------
مريم اللي كانت كالعادة من هذا الوقت قاعدة في دار اخوها وهي ساكتة.. تناظر الفراغ اللي يحايط الجدار وهي تنتظر حركة من اخوها.. ولا شي يبين انه مستعد لخطوة يديدة.. لكن لاء.. فهو مشغول من جم يوم على تأدية ما فاته من الصلاة.. وكان دؤوب على هالشي.. يصلي صلواته القضاء اللي مر بهم في الغيبوبة.. ومن شدة حرصه على هالشي.. اهو جريب على انهاء هالشي.. لكن شي في قسمات ويهه بجانب التجلد اللي يحاول انه يمسك ملامحه به.. شي من القساوة.. وشي من التفكير.. او التهديد يمكن.. مريم تعرف لمسـاعد وخبرت ملامحه كلها وهي تراقبها طول حياتها.. اهو ما يمر بهالحالة الا لمن شي يدور في باله وهو يحاول انه يلاقي حل له..
لكن وين السبيل انها تمتلك شي من كلامه؟؟ وهو ما يفتح ثمه الا بذكر الله ولا لين شرب شي او اكل .. الحالة صعبة وياك يا مساعد وانت ابد ما تمد العون لنا.. هل كونك معاق شي يعيق مخك بعد؟؟ ما هقيتك جذي يا خوي .. والله ما هقيتك جذي...
كان مساعد منهي احد الفروض للي فاتته يوم انتبه لمريم اللي سرحانه في الدريشة... كان نور الشمس يعاين ملامحها بعناية فبانت سمرتها وعيونها اللي صارت شبه الشفافه وهي تراقب ضوء الشمس اللي يخبو... فحس بالفقدان اللي تمر فيه مريم.. وحس لوحدتها من الكبر اللي مغطي كل انحائها.. فلانت قسمات مساعد ونزل عيـونه.. وهو يفكر بذيج البنت.. صاحبه العيون الشفافة والنظرات المتسائلة.. فاتن... طيف من اجمل الاطياف اللي يمكن تمر في بال احد.. ولا مخيلة الشاعر تقدر انها تستوعب مثل هذاك الطيف.. اللي الظاهر انه ضايع.. ولا احد يدري عنه..
رفع عيونه بصمت لويه مريم.. ونطق الصوت:... عيل محد يدري اهي وين..؟؟
انتبهت له مريم بهدوء ولكن العجب كان في نظراتها:.. من؟؟؟؟
من هدوء ويهه ووضح الاسم بعيونه عرفت.. ونزلت عيونها بالخيبة..
مريم: لا.. محد فينا يدري اهي وين.. حتى اهلها... انتقلت .. من الشقة اللي كانت فيها لمكان ثاني.. وكل اللي يلاقونه منها اهي مكالمات...
تكور ثم مساعد بصمت.. ولكن قبضه يده كل ما يا لها تشتد في ثبانه.. وهو يفكر باستقلالية فاتن اللي تجلب الشياطين في باله!!
مسـاعد: يعني محد يدري اهي وين؟؟ ولا حتى اهلها؟؟؟ (يناظر مريم) متاكدة ان .... ام جراح ما تدري؟؟؟
مريم: لا ولله ما تدري.. كل مرة يتسنى لي اروح ازورها.. واهي على نفس الحال.. مريضة على غياب فاتن... والكل زعلان عليها... حتى ان جراح راح وراها لكن.. ما لقى لها اثر...
مسـاعد وهو يناظر جدام : ما درى وين يدورها.. فاتن مو بهذاك الغموض اللي ما تنعرف امكنتها..
مريم: بس ... اهي تغيرت مساعد!!
مساعد وهو يكبت صرخة في نفسه: تغيرت؟؟ يمكن... او يمكن زادت.. في غبائها..
مريم وهي تبلع ريجها من كلام مساعد...: بس ماظنها.. تعرف.....
مسـاعد ينتبه لها: تعرف عن شنو؟؟؟؟ (ناظر روحه بسخرية) عني انا؟؟ صدقيني.. لو ابي اخليها تعرف.. لكن الظاهر ان حتى اهلها كانو اذكياء.. (بنبرة ألم) او يمكن اهي ما حاولت انها تعرف.... ال... جاحدة..
سكرت مريم ثمها بقسـوة وهي تكبت دفاع في قلبها على فاتن... حبيبة قلبها وصديقة عمرها اللي ما يضاهي غلاها حتى اخوها الكبيـر.. لكن احتراما لمشاعر مساعد تمت مريم ساكتة.. وهي تترجى رب العالمين من خفة الموقف
|