مدخل

كان طيب
كان حنون ، كان إنسان
ذاك هو جارنا : النسيان
حين رآنا نحب الذكريات ولا ننسى
رحل ولم يترك لنا عنوان







لم يبقى من ذكريات حبنا
سوى قصيدة حزينة
وسطور بللها دمع الشوق فمحاها
الحروف تئن
والقلم في حالة بكاء مرير
والعمر لم يغادر الصمت
أقسم أن لا يكبر
عجيب أمري وأمر الحب أعجب
كيف بلغت السعادة بهم عتيا
وبي مازال الحزن صبياً شقيا
أحب من أحب
أشتاق من أشتاق
خان من خان
ومضى المفارقون في طريقهم
كسرب حمام مسافر
وأنا لم أبرح مكاني
في محطة الذكريات أنتظر
على كرسي من نار
قطعت تذكرة الرحيل
وها أنا أنتظر القطار الذي لا يأتي
ليأخذني إليكِ
يسألني الجالس جواري عن وجهتي
عن الوطن الذي أنتمي إليه
عن مقدار ما أحمله من مال وحقائب
فماذا لي أن أقول
وبأي لسان أجيبه
ومنذ غبتِ عني لا أجيد سوى لغة الحزن
يا هذا !!!
وجهتي عينيها
وطني قلبها
ثروتي حبها
حقائبي الوفاء
يا أنت
رأيت في عينيه نظرات
نظرة شفقة ، نظرة رحمة ، نظرة حزن
منذ ثلاث أعوام تأتي هنا
يأتي القطار ويرحل
وأنت كما أنت لا تغادر ؟!
عجيب أمرك وأمر الحب أعجب
قلت : والدمع يسبقني أنا لا أعرف الرحيل
لا أعرف شيء أسمه النسيان
لا أعرف اليوم
ولا أملك ساعة
كل ما أعرفه أني كُنت هنا ذات يوم
وودعتها في المحطة


مخرج

أيتها الذكرى الحزينة
لا تكثري على رأسي الكلام
تريدين الرحيل
أرحلي والسلام
ولكنها تأبى في خصام

منقول