من بعد هالانتظار اللي طال لجم ساعة طل الصبح عليهم واضطرت ميشيلا انها تروح لبناتها وتركت فاتن لحالها.. تنازع الوحدة والوحشة اللي في قلبها والالم والصراع اللي تواجهه في قلبها.. يا الله.. مصعب هاللحظات.. ما اشدها وما اقساها علي.. ولا خبر وصلني من جورج ولا شي.. وكل ما طال انتظاري زاد تعمقي في فكرة انه ما راح.... ما راح يرجع لي بخبر عن مساعد..
ظلت على حالتها في البكاء والنحيب.. ولمن حست ان الارض حفرت لها مكان حاولت بكل جهدها انها تقوووم وتحرك جسمها.. ويوم وقفت على حيلها رن التلفون... وقبضت على قلبها بقوة.. يــاربي.. من هذا اللي متصل.. ويا مساعد على بالها وبكل لهفة قبضت على السماعة وبصوت يرتجف
فاتن:.. الووو..
كان جورج.. وامبين ان المكان اللي هو فيه مليان بالفوضى: الو... مدام فاتن
فاتن وهي تعلي صوتها:.. هلا جورج...
جورج اللي كان يمسح دمعته بهذاك الوقت:.. مدام فاتن ازا فيني هلاء ميشيلا رح تكون عندك.. بدي اياكي تجهزي وتجي معها عمركز الاغاسة هوني بملحق السفارة بالمطار..
ضربت فاتن على صدرها من الحسرة... ملحق السفارة بالمطار... يعني.. الخبر وصل... الخبر مؤكد... يا ربي... يا ربي: .... ان شاء الله...
جورج وهو يحتسب لربه:.. مدام فاتن...
فاتن وهي ترتعش:... هااا..؟؟!!
سكت جورج وما كمل... وظلت كلماته معلقة بالهوا اللي غصبنا عنها فاتن فهمتها... وسكرت السماعة.. راح دارها وهي تترنح.. وعيها وصوابها ما كان وياها.. كان في اتفه شي يمكن تفكر فيه.. تلبس اي لون؟؟؟ اسود؟؟ ولا عادي.. حكت راسها بيدها اللي ترتعش.. وطلعت لها بانطلون اسوود وتي شرت بنفس اللون وفوقهم لبست جاكيت طويل بني .. ربطت الحزام اللي فيه من غير ما تزرره ولفت الشيلة على راسها وحملت التلفون وطلعت بالصالة.. وقفت عند الكرسي وحست لنفسها ترتعش.. دخلت شعرها بارتعاش وهي تتلاقط انفاسها.. تخشعت حناياها من الخوف والارتباك وصارت مو عارفة... هل تعد نفسها للفاجعة اليديدة بحياتها.. ولا تتعامل الشي بكل هدوء وتتفائل. . لكن تذكر صمت جورج وتنشد ملامح ويهها استعدادا للبكاء ولكن تسكت نفسها كل شوي.. لمن رن تلفونها.. وكانت ميشيلا...
ما عطلت فاتن انها ترد على التلفون او شي مماثل.. وكل اللي سوته انها سكرته في ويه ميشيلا وطلعت من البيت من غير حواس.. دخلت مرة ثانية وسحبت مجموعة المفاتيح وهي ترتعش .. تمسك بهم بيدينها الثنتين.. وقفت عند الباب بره واهي ترتعش.. تدور مفتاح الباب لكن غشاوة الدمع كانت مالية عينها فمنعت عنها الرؤيا..
طاحت المفاتيح عنها على الارض.. وانحنت عشان تاخذها لكن الضعف اللي فيها خلاها تطيح على الارض .. وانهارت فاتن مرة ثانية.. لكن لملمت شتات نفسها وقامت وهي تسحب المفتاح الصح.. مسحت دمعها بكم الجاكيت.. ونزلت من على الدري.. لمصير الله اعلم محفوف بشنو؟؟
|