وخالد كان يمشي وهو يشم الشال اللي كان يحمل اريج سماء الناعم.. اريجها اللي اليوم قدر يشمه اكثر من مرة.. اليوم المخاطرة والمغامرة اللي مروا فيها اكبر دليل على قدرتهم اجتياز مصاعب.. والاهم انه ما تركها لحالها في هالشي.. قدم نفسه عليها في اكثر من مرة..ومستعد انه مو بس يقدم نفسه.. يخليهم يقطعونه في سبيل راحتها.. عهد علي يا سماء.. لا اخليج مرتاحة بحياتج.. انتي كنتي ضايعة.. وان شاء الله هدايتج على يدي.. انا كريم.. وانتي تستاهلين يا كل الغلا.. وانا مابغتج الدنيا انتي تراج دنيتي
----------------------------
دخـل مساعد البيت وهو يتثاوب من شدة التعب.. لكن الفرحة اللي في قلبه اليوم مالها اي مقياس.. وما كان يظن انه في يوم راح يلاقي كل هالفرحة بليلة حزينة مثل هذي.. ما يدري ليش حس بالحزن من بعد مكالمة فاتن.. هل بسبب الشووق الي كان فيه.. ولا ان مثل هالتطور صار في مكان له خصوصيته ... اي.. مزار عالية.. اللي ما كان ياخذ احد له ولا يرد على احد فيه.. لكن اليوم حس بعظم الوحدة وهو قاعد هناك مع ان هالوحدة كانت مصاحبه لمدة ست سنوات.. وحس ان مكالمته لفاتن مطلوبة .. ومحققة.. وبالفعل.. اتصل فيها.. وكلمها.. واهي .. بعد .. كلمته وبادلته شي من المشاعر اللي اهو غرقان بها.. وانجبر خاطره يوم حس انها يمكن تمر بنفس اللي يمر فيه.. وان كان شي بسيط.. فالبسيط من الكثير.. والحمد لله على كل حال...
راح عند الغرفة فتحها.. لقاهم نايمين على حالهم.. ابتسم لهم ابتسامة الاب الحنون.. وراح عند غرفة مريم يسحب له لحاف ومخدة.. راح عند الغرفة وسكر الباب .. مر على البنات لقاهم نايمين مثل الملائكة بهدوء.. ومريم بنومتها المعتادة اللي كان يمضي وقت يوم هم صغار ويراقبها.. راسها الي بوضعية مستقيمة ويدينها المرميتين على طرفهها.. وكانها مستسلمة.. غطاها زين وراح انسدح يم لؤي اللي كان راسه وريله شمال.. عدله مساعد شوي وهو يحشره بزاوية.. انسدح على الارض وهو دايخ.. وكلها ثواني الا لؤي منقلب على مساعد وحاشر راسه عند ظهره.. تأفاف مساعد منه والتفتت له لقى شكله مثل العيال الصغار.. ابتسم لكن هذا ما كان سبب يدفعه للتضحية.. عدله زين وحط حاجز من المخدات الصغار بينه وبين لؤي يقيه من هجومه المفاجئ بالليل.. ونام على جنب
العيال... شنو احلى منهم بهالدنيا؟ بهجة غريبة ولو كان الانسان رافضها لازم فيوم يتقبلها.. ابتسامتهم.. لعبهم.. برائتهم اللي تصب من نهل حنانهم البكر.. كل شي فيهم مثير.. يفكر لو ان الامور استقرت ويا فاتن وفكروا بالاولاد.. شلون راح تكون حياته.. ما يدري.. يخاف يصير طماع ويكشف عن اوراقه كلها ويخسر بالنهاية.. ليش ما يخلي نفسه اصلب من جذي..وما يتمنى كل شي.. القليل نحمد الله عليه.. وتم مبسم بينه وبين نفسه بافكاره الي تغلبت عليه وامانيه اللي تصاعدت فيه.. لدرجة انه غاب في النوم وهوو يفكر بهالاشياء..
الامنيات.. شي جميل.. يلمع في سماء الفكر كالنجمات العاليات.. ينور الليل الممزوج بظلمة منشية.. ليبقيها صاحية وهي متأرجحة.. وما احلى امنية امتزجت بدم العاطفة وتمحورت في خلد الخاطر.. كم هي جميلة الامنيات.. وكم جميل تحقق الامنيات... لكن... بهذه الدنيا تكمن الشرور المعادية التي تقف بالمرصاد لها.. لتحطمها فور مرورها امام الاعين... ومن يدري ما يكمن من الشرور في نفوس البشر لتحطم ما تبغيه القلوب الطيبة...
الفصل الثالث
--------------
الانتقال.. احلى شي في البيت اليديد.. اكو مراحل احلى منها مثل ااختيار الغرف.. هندسة التأثيث.. ومن بعدها التنجيد.. مرحلة جميلة تمر بها اي عائلة .. فبعد كل شي التغيير شي مهم في نفسيه كل انسان.. على سبيل المثالث.. شخص عاش طول عمره لابس الرمادي.. ومرة وحدة يلقى نفسه باللون الازرق ولا الاخضر.. يحس نفسه مخلوق من جديد.. والمخلوق من جديد مستعد لاي شي جديد..
وهذي كانت حالة عايلة ابو جراح المتواضعة.. الي خلا منها تجديد البيت القديم في سعادة وهيام كبيرين.. ماصدقووا ان هذاك البيت المحشور بالاثاث يمكن يكوون بهالوسع وبهالرحابة.. حتى ام جراح نفسها ما كانت تظن انها بتلقى بيتها بهالسعادة.. اللون الابيض اللي يعم المكان والالوان العاجية والتصاميم اللي اظافها خالد على البيت خلى منه قصر صغير.. يمكن نبالغ لو قلنا قصر بس بالمقارنة مع حاله القديم البيت صار قطعة من قصر..
مناير بفرحة وهي ضامة يدينها: ماااااااااصدق بيتنا صار حلوو جذيييييي
خالديبتسم وجراح واقف يمه بحبووور: يالله منووور عليج برووحج عزمي اللي تبين..
مناير: بس اعزم.. قول الا امير الدولة بكبره فديت عمره بعزمة..
خالد نقع من الضحك عليها.. وعزيز ينزل من على الدري وهو فرحان: يمةةةة اناابي الغرفة اللي يمج
ام جراح: لا الغرفة اللي يمي لفاتن..
جراح: وين بها فاتن اصلا ماكو غرفة لها..
ام جراح بصدمة: شنو؟؟ وين لازم تقعداختك لا يت؟؟
جراح: بالكاراج.. ههههههههههههههههههاااي
خالد: ههههههههههههه لا يا روحي الكاراج للسيارة..
جراح: والله السيارة طول عمرها واقفة بره ما بيصير فيها شي..
خالد: مو اليوكن المعفنة.. سيارتي اليديدة..
التفتت له جراح بصدمة: والله؟؟ متى ان شاء الله؟؟؟ او من وييين؟
خالد: من وين مو شغلك.. انا خلاص. قررت.. وبظهر لي سيارة..
جراح وهو يوقف يمه: خالد انتبه لدراستك بالاول..
خالد: اي بنتبه بس لمتى بظل البيت بسيارة وحدة المشاغل بتكثر الحين وانا لاظهر لي سيارة بتكون عادية.. لا تحاتي
جراح وهو يهز راسه: والله ينخاف منك.. تطلع لك بورش مرة وحدة
خالد: اي بورش.. لا يبا انام احب الظيييج..
مناير وهي تصرخ من الطابق الثاني المستحدث: واااااااااااااااااااااااا اااااي.. اينن البيت.. ماصدق ان اكوو مساحة جذي..
ام جراح تضحك عليها ويا جراح: مسكينة بنتي بتين اليوم.. استرو عليها..
جراح يصوت عليها: منوووور دشي دار خالد وشوفيها..
مناير من فوق وهي تفتح باب الغرفة اليديدة..: والله حرام عليكم شوي شوي علي والله انا ما اااستحمل..
(وهي تفتح باب غرفة خالد شااافت الديكور الحلوو والجو الشاعري للغرفه اللي للحين ما انفرشت..) واااااااي خلوود يالسااااحر
راح خالد فوق لمناير اللي تصرررررخ وهي يبتسم لها: شرااايج؟
مناير وهي تروح عند الاسطوانة اللي كانت اهي الفاصل بين الغرفتين المتداخلتين على بعض..: والله خلووود شي خطيييير.. شنو هذا.. شلون جذي الديزاين..
خالد: شوفي هذي الاسطوانتين اهي اللي بحط عليها ستارة.. نوع من الديكور جذي ستارة حريرية والغرفة هذي بتكون للقعده وهناك السرير..
مناير وهي تلتفت له بحبوووور: وناااسة صراحححة
جراح اللي ركب وهو يبتسم: تعالي شوفي قسمي وينّي
مناير: خذوووووووووووووووني..
وراحو الثلاثة لقسم جراح اللي كان اكبر من خالد شوي لانه غرفتين وصالة بالوسط.. صغيرة عشان هالشي كان لازم ياخذ غرفه امه القبلية اللي بناءا على طلبها راح تسكن تحت وغرفتها استوت وعشان هالغرفة تنبني كان لازم يضحون بالحديقة الصغيرونة الي كانت عندهم..
مناير وهي واقفة وسط الصالة الفاصلة بين الغرفتين بهبل: وانت .. بتحط ستاير ولا شي..
جراح: لاااا ماكو ستاير.. جذي بخليها.. بلا ابواب ولا شي..
مناير وهي تلتفت لهم والدمعة طافرة بعيونها: جراح.. احبك .. والله احبببببك ..
وتحظن اخوووها اللي ميت من الضحك عليها.. يوم شاف دمعتها حس بالفرررح الحقيقي في حياته.. سوى شي خلى من اخته الصغيرونه تفرح.. حتى امه اللي كان متوقع انها ما تفرح وايد لكنها فاجأته.. اكيد وين ما تفرح ومطبخها صار سبيشل.. بس.. ياريت فاتن تكون موجودة.. اهي كانت زعلانه عليه ويوم كلمته قبل جم يوم بينت له هالشي من غير ما تتكلم.ز كانت نبرتها مؤنبة وحزينة وكل ما يكلمها عن البيت اليديد تغير السالفة.. جراح قطعة من فاتن ويفهمها زين.. اهي كانت زعلانة ليش ان البيت تغير.. علبالها احنا سوينا جذي عشان نمحي ذكريات ابوي.. غلطانة.. سوينا اللي سويناه عشان البداية اليديدة.. ابوي شي بيظل عايش في قلوبنا للابد ومو لازم نظل على العهد القديم عشان نذكره.. اهو حتى بغياب جسمه الا ان روحه حاضرة بيننا..
الا بصوت عزيز يهز البيت: يمااااااااااااااااااااااا ااااااااااا
انتبهوو للصوت وجراح بخوف: هذا عزيز؟
مناير وهي تطل من الباب وتحرك نفسها عشان تطلع: اي هذا اهووو
نزلوو الثلاثة لتحت وهم يدورون مصدر الصوت.. وتحركوا بارجاء البيت بحثا عن عزيز اللي لقوه في الكاراج ويا ام جراح اللي كانت واقفة ويدها مغطية حلجها وتناظر الكارتونات المقططة عالارض..
جراح بخوف: يمة شفيكم.. علامك عزيز تصارخ
عزيز والدمعة تطفر بغضب من عيونه: العمال باقو اغراض ابووي!!
جراح بصدمة: شنو؟؟ اي عمال؟؟؟ شدراك؟
عزيز وهو ياشر وصوته يعلى بصياح: شوف الاغراض شلون منثرة.. ماكو الدريسات ولا العدة..
جراح وهو ينزل لعند الاغراض يدور من بينها وهو حاس براسه يدور.. اغراض ابوي.. انا وصيتهم بالاخص انهم ما يجيسون الكاراج.. شلون عيل صار جذي؟؟
خالد: لا عزيز ما يصير ياخذونهم.. مو على كيفهم
عزيز وهو يصيح: علبالك هذول اوادم.. اكيد باقوهم بعد اللي يبوق ما يقول باخذ
جراح بصراخ: جب عااااد خلني اركز... متى شفتو الاغراض جذي
ام جراح كانت ساكته ونظرتها كسيرة .. لاول مرة تشوف اغراض زوجها من وفاته.. ما كانت تدري ان مكانهم كان الكاراج وعزيز يبرر: انا ييت اجيك الكاراج.. جان اشووف الاغراض محذفة يمين ويسار..(وبتهديد ووعيد) والله لا جستهم
جراح وهو يمرر صوابعه بشعره بحيرة وتوتر.. شلون صار جذي؟؟ شلون باقوو الاغراض.. ومن سمح لهم.. بعدين.. اهم مستحيل ياخذونها.. يا الله راسي يفتر مو قادر افكر زين...
|